الميثاق نت -

الإثنين, 04-مايو-2020
أحمد‮ ‬الزبيري‮ ‬ -
كل شيء في هذا العالم تغير ويتغير وسيتغير والمتغيرات القادمة ستكون كبرى وغير متوقعة إلا النظام السعودي والعقلية المتحكمة في هذا البلد المترامي الأطراف في الجزيرة العربية.. وحتى عندما أراد أن يظهر بأنه مواكب لما يجري اعتقد أن التغيير يمكن ان تفرضه عقلية جافة ومتعالية ، وكل تفكير هذا النظام يتمحور حول بقاء كرسي الملك ، وحتى هذا لم يبق كما كان وفقاً للأعراف المتوافق عليها في أسرة بني سعود.. مع بقاء الاعتقاد أن كل شيء يمكن شراؤه بالبترودولار..
الدولة‮ ‬السعودية‮ ‬نظام‮ ‬وظيفي‮ ‬اقيم‮ ‬ودعم‮ ‬ورسخ‮ ‬على‮ ‬اساس‮ ‬الهيمنة‮ ‬والسيطرة‮ ‬والاستحواذ‮ ‬على‮ ‬بحيرة‮ ‬النفط‮ ‬فيها‮ ‬ولتأدية‮ ‬وظيفة‮ ‬منع‮ ‬نشوء‮ ‬أي‮ ‬مشروع‮ ‬عربي‮ ‬خارج‮ ‬السيطرة‮ ‬الاستعمارية‮ ‬الغربية‮..‬
لن نذهب للإحاطة بكل ما قام به هذا النظام في دولته الثالثة بل سنركز على ما قامت به لإبقاء اليمن ضعيفاً وتابعاً ويخضع للوصاية ووفقاً للإرادة البريطانية والأمريكية والصهيونية ، والتاريخ يحدثنا عن هذا الدور الوظيفي إلى حرب النصف الأول من ثلاثينيات القرن الماضي ثم مرحلة الستينيات والذي كان الدور الوظيفي للسعودية فيها وأي تغيير يؤدي إلى بروز دولة تحررية مستقلة يستحقها الشعب اليمني الحضاري العريق والعظيم.. ولم يهدأ النظام السعودي نسبياً إلا بعد فرض الوصاية على اليمن التي تعني منعه من أي تطور حقيقي يؤدي إلى بناء دولة قادرة على القيام ببعض المهام التنموية في هذا البلد مستفيدة من وجود نظامين قبل توحيده بالضد من الرغبة السعودية عام 1990م وأي قيادة سياسية في صنعاء قبل الوحدة كانت تفكر بتحقيق مشروع يمني غير مسموح لها بذلك والثمن نهاية من يقود هذا المشروع ومن يسعون إليه ويشكل‮ ‬الرئيس‮ ‬ابراهيم‮ ‬الحمدي‮ ‬نموذجاً‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الاتجاه‮..‬
بعد وحدة اليمن عمل النظام السعودي على الدفع باليمن إلى متاهات الأزمات والصراعات والحروب ، وحرب 1994م التي لعبت فيها السعودية وبعض دول الخليج أدواراً تآمرية عبر أدواتها وفي كل الاتجاهات لإبقاء اليمن ضعيفاً وممزقاً ، ثم بنت على نتائجها مساراً ضمنت فيه الاستحواذ‮ ‬النهائي‮ ‬على‮ ‬الأراضي‮ ‬اليمنية‮ ‬التي‮ ‬بقت‮ ‬تحت‮ ‬سيطرتها‮ ‬لمدة‮ ‬محددة‮ ‬بعد‮ ‬حرب‮ ‬1934م‮ ‬بل‮ ‬وتوسعت‮ ‬في‮ ‬اتفاقيات‮ ‬ترسيم‮ ‬الحدود‮ ‬بضم‮ ‬أراضٍ‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬ضمن‮ ‬هذه‮ ‬الاتفاقية‮..‬
ومع رياح ما سمي بالربيع العربي ولأن الكثير من أدواتها كانت جزءاً من هذه الموجة فاستطاعت اخذ الأمور إلى اتجاهات تخدم عدم استقرار اليمن وابقاءه ضعيفاً وتجسد ذلك في المبادرة الخليجية التي هي مبادرة سعودية وبالشراكة مع امريكا ودول أوروبية أرادت تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد في اليمن وهذا ما عبرت عنه قصة مؤتمر الحوار ومحاولة فرض تقسيم اليمن إلى اقاليم تحت مسمى الدولة الاتحادية التي لم يتم الاتفاق بين المتحاورين عليها فجرت محاولة هذا التقسيم خارج هذه السياقات.. وكان مقدراً لتقسيم اليمن إلى دويلات أن يفشل عبر هذه الوسائل الناعمة فاضطرت إلى شن الحرب العدوانية الإجرامية القذرة عام 2015م ولم تنجح بتحقيق هذا الهدف تحت مسمى الشرعية وإعادتها والتي اصبح بعد خمس سنوات من هذه الحرب أن الهدف هو تقسيم اليمن بالقوة وما عدا ذلك هراء وهذا ما بات يدركه اليوم كل اليمنيين بمن فيهم‮ ‬من‮ ‬صفقوا‮ ‬وهللوا‮ ‬وكبروا‮ ‬لهذا‮ ‬التحالف‮..‬
العدوان على اليمن كما كانت تتصور السعودية وتحالفها لم يكن نزهة وهانحن في العام السادس وقد كلف النظام السعودي كثيراً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً والكثير من الهالة التي احاط هذا النظام الرجعي الوظيفي نفسه بها بمال البترودولار وإن استمرت فيها قد يكلفه وجوده والعرش‮ ‬الذي‮ ‬تمحور‮ ‬تاريخ‮ ‬هذا‮ ‬النظام‮ ‬حوله‮..‬
إن لم يتغير النظام السعودي ونظرته لليمن فإن النتائج التي سيحصدها كارثية عليه ولسنا بعيدين من تغيير في المنطقة والعالم، وعلى النظام السعودي ادراكه واستيعاب ان هذا التغيير ليس شكلياً ولا فوقياً ووفقاً لمزاج الملك وولي عهده وهذا ما يعجز هذا النظام عن فهمه وحماته الغربيون الذين يدكون أن نهاية آل سعود اقتربت وما عليهم إلا الحصول على ما يستطيعون الحصول عليه مما تبقى من عمر هذا النظام الثويوقراطي المتوحش في استبداده بعد أن وصل تعفنه مرحلة التحلل والاستفادة ما أمكن منه لخدمة مصالحهم وأمن اسرائيل قبل النهاية الوشيكة‮.. ‬
فهل‮ ‬ينجحون‮ ‬؟‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58228.htm