الميثاق نت -

الإثنين, 18-مايو-2020
عبدالمجيد‮ ‬الحنش -
من جديد يطل علينا الثاني والعشرون من مايو بحلته الثلاثين لما يمثل لليمنيين من ذكرى عظيمة ذلك لان هذة الذكرى تعني انتصار إرادة اليمنيين كل اليمنيين باعتبار انة كان حلماً لكل اليمنيين وإذا بهذا به حقيقة..
وهي المرة الاولى التي يحلم الناس ويتطلعون الى تحقيق مايحلم به فإذا بهذا الحلم يصبح حقيقة يعيشها الجميع خاصة أن وضع اليمنيين قبل الوحدة كان وضعاً ماساوياً نتيجة وجود نظامين ودولتين في جسد واحد ومازاد الطين بلة ان هذين النظامين متضادان متنافران فنظام يتبع الشرق ونظام آخر يتبع الغرب وبالتالي فالتنافر بين هذين النظامين كان بحجم التنافر والتضاد بين الشرق بقيادة الاتحاد السوفييتي والغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وهو ماادخل الشطرين في صراعات ومواجهات عسكرية اكثر من مرة وسخر كلا النظامين امكاناتهم في تغذية هذا‮ ‬الصراع‮ ‬الذي‮ ‬افضى‮ ‬الى‮ ‬زعزعة‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬في‮ ‬كلا‮ ‬الشطرين‮ ..‬
وهذا‮ ‬الصراع‮ ‬بطبيعة‮ ‬الحال‮ ‬انعكس‮ ‬سلباً‮ ‬على‮ ‬التنمية‮ ‬وزيادة‮ ‬في‮ ‬معاناة‮ ‬المواطنين‮ ‬شمالاً‮ ‬وجنوباً‮..‬
لكن وبرغم كل هذا الصراع الذي كان بين الانظمة السياسية فإن الشعب كان موحدآ بطبعه وكل مازادت المعاناة ارتفع منسوب الحلم والتطلع الى تحقيق الوحدة لدى ابناء الشعب اليمني فالوحدة مثلما كانت هدفاً لثورة السادس والعشرين من سبتمبر وثوارها كانت ايضاً هدفاً لثورة الرابع عشر من اكتوبر وثوارها ومامنع أو اخر اعادة توحيد اليمن هو الصراع القائم بين الشرق والغرب رغم كل المحاولات الوحدوية واللقاءات بين قيادة الشطرين الذي تم بموجبها الاتفاق على دستور الجمهورية اليمنيةلكن ابرز تلك المحاولات الوحدوية كانت بقيادة الشهيد أبراهيم الحمدي والشهيد سالم ربيع حيث اصبحت الوحدة قاب قوسين أو ادنى فدفع كل من الحمدي وسالمين حياتهما ثمناً لهذة المحاولة الوحدوية، لن نخوض كثيراً في التاريخ لكن المهم في الأمر أن خيار الوحدة كان حاضرآ وباستمرار في وجدان الشعب وحتى في طموح السياسيين ويظل الوضع قاتماً على الشعب حتى تهيأت الفرصة بوجود مناخ دولي مناسب مكن قادة الشطرين من انتهاز هذة الفرصة بالاتفاق على إدماج انظمة التشطير في نظام واحد من خلال وحدة اندماجية ثورية نتج عنها إعلان الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو1990م إيذاناً بعودة الروح الى الجسد الواحد وهذا لايعني انة لم يكن هناك معارضة لاعلان الوحدة ولايعني هذا أيضاً ان الوحدة أو قرار إعلان الوحدة قد قدم لقادة الشطرين في طبقآ من ذهب فالمؤكد وجود ممانعة خارجية وممانعة داخلية فعلى سبيل المثال الرئيس علي عبدالله صالح في الشمال كان الاخوان ومن معهم‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬شيوخ‮ ‬القبائل‮ ‬هم‮ ‬ابرز‮ ‬المعارضين‮ ‬لاعادة‮ ‬توحيد‮ ‬اليمن‮ ‬وفي‮ ‬الجنوب‮ ‬بقيادة‮ ‬علي‮ ‬سالم‮ ‬البيض‮ ‬كانت‮ ‬هناك‮ ‬معارضة‮ ‬وانقسام‮ ‬حتى‮ ‬داخل‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬نفسه‮ ‬خاصة‮ ‬بعد‮ ‬احداث‮ ‬يناير1986م‮.‬
ناهيك عن الاغراءات من بعض دول الجوار التي قدمت للبيض مقابل إثنائه عن التوقيع على قرار إعلان الوحدة ومع ذلك كانت الجماهير التواقة للوحدة في كلا الشطرين من اهم عوامل الضغظ التي ساعدت قادة الشطرين على المضي قُدماً في تحقيق الوحدة ..
وقد نجح كل من الرئيس علي عبدالله صالح الذي كان يرأس الجمهورية العربية اليمنية وعلي سالم البيض الذي كان يرأس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في أن يصنعوا قراراً يمنياً وطنياً خالصاً بعيداً عن كل المؤثرات وأن ينتصروا لتطلعات واحلام وآمال الشعب اليمني المتعطش‮ ‬للوحدة‮ ‬في‮ ‬كلا‮ ‬الشطرين‮ ‬وكان‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬الثاني‮ ‬والعشرين‮ ‬من‮ ‬مايو1990م‮ ..‬
ومثل‮ ‬هذا‮ ‬الاعلان‮ ‬الانجاز‮ ‬بل‮ ‬أهم‮ ‬الانجازات‮ ‬والمكاسب‮ ‬السياسية‮ ‬الذي‮ ‬تحققت‮ ‬للانسان‮ ‬اليمني‮ ‬في‮ ‬تاريخه‮ ‬الحديث‮ ‬والمعاصر‮ ..‬
ومن هنا اصبحت الوحدة في وجدان وضمير الشعب اليمني بل واصبحت ذكرى إعلان الوحدة من أهم المناسبات والأعياد الوطنية للشعب وقد اطلقت عليه عيد الأعياد الوطنية وذلك نظرآ لمعاناة الشطرين من التشطير ولاندماج نظامين في نظام واحد وثورتين في ثورة واحدة واليوم وبعد ثلاثين‮ ‬سنة‮ ‬من‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬تطل‮ ‬علينا‮ ‬هذه‮ ‬الذكرى‮ ‬من‮ ‬جديد‮ ‬في‮ ‬ظروف‮ ‬يمنيةمأساويةناتجة‮ ‬عن‮ ‬العدوان‮ ‬السعودي‮ ‬الامريكي‮ ‬على‮ ‬شعبنا‮ ‬بالتعاون‮ ‬مع‮ ‬المعارضين‮ ‬للوحدة‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬1990م‮ ‬وماقبله‮ ..‬
فهم لايحاولون فصل الجنوب عن الشمال فحسب بل يعملون على تجزئة وتقسيم اليمن الى ستة أجزاء ولذلك على الشعب اليمني صاحب المصلحة الحقيقية في الوحدة والديمقراطية ان يستمر بصموده في التصدي لهذا المخطط العدواني الاجرامي الخبيث ..
صحيح أن الوحدة اليمنية تعرضت للعديد من الارهاصات والمؤامرات خلال الفترة الماضية من قبل قوى كبرى بالاضافة الى دول الجوار لكن الشعب اليمني والقوى الوطنية الحية تمكنت من التصدي وإفشال كل تلك المؤامرات التي حاولت النيل من وحدتنا، ومااشبه اليوم بالبارحة فدول العدوان تلك هي نفسها الذي تشن عدوانها على اليمن اليوم، هي نفسها دول العدوان في الامس وفي كل مراحل التاريخ العدو الخارجي بات معروفآ لدى الجميع ومرتزقته أيضاً في الداخل باتوا معروفين لدى الجميع ...
هذا يضع الجميع امام تحدٍّ حقيقي فالشعب الذي صمد في التصدي خلال ست سنوات من العدوان وماقدمه من تضحيات خلال هذا الصمود جراء ذلك العدوان الهمجي الغاشم بقيادة السعودية وامريكا واسرائيل ومن معهم قادراً على الصمود الى ماهو أبعد وأمام ماقدمه من تضحيات فلن يقبل بغير اليمن الموحد بديلاً ومحاولة البعض تسويق أفكار التشطير سوف تموت وتفشل أمام صمود هذا الشعب فنحن اليوم أكثر بأساً من الأمس وتحدينا الأكبر هو التصدي للعدوان وتحرير أرضنا من كل غازٍٍ اجنبي تحت أي عنوان كان أو مبرر وذلك من أي نجاح في فكرة التقسيم العدوانية سيدخل‮ ‬الشعب‮ ‬في‮ ‬نفق‮ ‬مظلم‮ ‬وفي‮ ‬صراع‮ ‬له‮ ‬بداية‮ ‬وليس‮ ‬له‮ ‬نهاية‮ ..‬
هذا‮ ‬يعني‮ ‬بطبيعة‮ ‬الحال‮ ‬مستقبل‮ ‬مظلم‮ ‬لليمن‮ ‬إذا‮ ‬لاسمح‮ ‬الله‮ ‬نجح‮ ‬هذا‮ ‬المشروع‮ ‬التقسيمي‮..‬
‮ ‬وأمام‮ ‬مايحدث‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬من‮ ‬تغيرات‮ ‬ستظل‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬هي‮ ‬الضمان‮ ‬الرئيسي‮ ‬والحقيقي‮ ‬للعبور‮ ‬باليمن‮ ‬الى‮ ‬مستقبل‮ ‬أفضل‮ ‬وعلينا‮ ‬أن‮ ‬نفرق‮ ‬بين‮ ‬الوحدة‮ ‬كإنجاز‮ ‬سياسي‮ ‬وطني‮ ‬تاريخي‮ ‬للشعب‮ ‬وبين‮ ‬الوحدة‮ ‬كأفراد‮ ..‬
فالأفراد‮ ‬أو‮ ‬الأشخاص‮ ‬قد‮ ‬يسيسو‮ ‬التصرف‮ ‬في‮ ‬لحظة‮ ‬ما‮ ‬هنا‮ ‬أو‮ ‬هناك‮ ..‬
فتصرفاتهم‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬تنعكس‮ ‬عليهم‮ ‬وليس‮ ‬على‮ ‬الوحدة‮ ‬كهدف‮ ‬وكمشروع‮ ‬لضمان‮ ‬أمن‮ ‬وأستقرار‮ ‬واستقلال‮ ‬اليمن‮ ..‬
هذا يعني انه من اجل أن نحلم بمستقبل أفضل لشعبنا بعيداً عن التدخلات الخارجية ينبغي أن تكون الوحدة هي سفينة العبور الى ذلك المستقبل الأفضل والاعتماد على الذات في حشد الطاقات وبناء القدرات اساسي في مشروع الوحدة وصيانة وحماية السيادة ومنع التدخل في القرار السياسي‮ ‬الوطني‮ ‬هي‮ ‬عوامل‮ ‬أساسية‮ ‬في‮ ‬النجاح‮ ‬وفي‮ ‬التصدي‮ ‬وفي‮ ‬مواجهة‮ ‬كافة‮ ‬التحديات‮ ‬والمؤامرات‮ ‬الذي‮ ‬تحاك‮ ‬ضد‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮..‬
فقط مطلوب الثقة بالله ثم الثقة بالنفس والثقة بما لدينا من إمكانات مذهلة وجبارة وعليه فإن احتفالنا بهذة الذكرى والمناسبة الغالية يأتي انطلاقاً من أهمية وعظمة الوحدة حاضراً ومستقبلاً بل وكونها جسر العبور للمستقبل ..
وليعلم الجميع ان الوحدة أصبحت محفوظة في وجدان اليمنيين قبل أبجدياتهم وأن تلك الأبواق النشاز المنادية لتقسيم البلاد والتي باعت نفسها للشيطان وأصبحت مرتهنة بقرارها لدول العدوان عليها أن تعلم أنه لايوجد عدوان يستمر الى الأبد وكل المؤشرات تؤكد ذلك ..
فهذا‮ ‬التحالف‮ ‬العدواني‮ ‬الذي‮ ‬بدأ‮ ‬ضخماً‮ ‬وكبيراً‮ ‬ومفجعاً‮ ‬ومفزعاً‮ ‬هو‮ ‬اليوم‮ ‬يتلاشى‮ ‬بل‮ ‬ووصل‮ ‬به‮ ‬الأمر‮ ‬اليوم‮ ‬الى‮ ‬أدنى‮ ‬مستوى‮ ‬من‮ ‬الضعف‮ ‬والهشاشة‮ ‬أمام‮ ‬جبروت‮ ‬وصمود‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ..‬
ولم يعد بمقدوره أن يفرض علينا أي خيار يريده هو وكلنا نعرف خياراته وبات يعرف خيارنا المتمثل بوحدة وسلامة أرض اليمن وحماية سيادته واستقلاله والامتناع عن التدخل في قرارنا وشؤوننا والخروج من أراضينا ...
وهذا ماينبغي للجميع وعلى دول العدوان أن تفهمه جيداً وأن تعيه وأن تفهم أن الشعب اليمني شب على الطوق وبات قادراً على الدفاع عن نفسه وحماية أرضه ووحدته ذلك لأن الوحدة ليست هدفاً تكتيكياً لنا أو اآنياً بل هو هدفاً مصيري إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
عاشت‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮ ‬
وعاشت‮ ‬كل‮ ‬القوى‮ ‬الوطنية‮ ‬الصامدة
والرحمة‮ ‬والمجد‮ ‬والخلود‮ ‬لكل‮ ‬شهدائنا‮ ‬
والخزي‮ ‬والعار‮ ‬لكل‮ ‬الخونة‮ ‬ومرتزقة‮ ‬العدوان‮..‬
‮»‬وسيعلم‮ ‬الذين‮ ‬ظلموا‮ ‬أي‮ ‬منقلب‮ ‬ينقلبون‮« ‬صدق‮ ‬الله‮ ‬العظيم

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58334.htm