* حاوره / توفيق عثمان الشرعبي -
أشار الأمين العام للمجلس المحلي في محافظة عمران الشيخ صالح المخلوس الى أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ22من مايو 1990م قد أعاد لليمن مكانته المرموقة بين دول العالم بحيث أصبحت الوحدة المباركة نقطة الضوء الوحيدة لكل التواقين لتحقيق الوحدة العريية الكبرى..
وقال الشيخ صالح المخلوس في حوار مع صحيفة الميثاق بمناسبة العيد الوطني الـ30 للوحدة : لم ولن يعود اليمن بعد تحقيق وحدته كما كان قبلها لتمسك الشعب اليمني بوحدته..
مؤكداً أنه لاقلق على مستقبل الوحدة طالما هناك أحرار في هذا الوطن يقدمون التضحيات الجسام في مواجهة العدوان الغاشم الذي تقوده السعودية والامارات العدوان الرئيسيان للوحدة منذ زمن..
لافتا الى أن خطاب التشطير ممول من قبل اعداء اليمن ووحدته وسينتهي هذا الخطاب بانقطاع الدعم والتمويل..
قضايا أخرى مهمة تناولها هذا الحوار مع أمين محلي عمران والذي يستحق القراءة :
* ونحن نحتفي بالذكرى الثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة.. كيف تقرأون هذه التجربة بعد ثلاثة عقود من الزمن؟
- بداية نبارك للشعب اليمني الذكرى الـ30 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية ومن خلالهم نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا التنظيمية والثورية وللسيد العلم بهذه المناسبة الغالية على قلوب كل أبناء الشعب اليمني كما نرفعها للقيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى الذي شكله المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله الذي يعد الممثل الرسمي للجمهورية اليمنية..
وقراءتي للتجربة الوحدوية بعد ثلاثة عقود تنطلق من رؤية وطنية ترى في الوحدة السياق الأساسي الذي عرفت اليمن- ارضا وإنسانا - وايضا السياق الذي جعل اليمن يتسع للجميع في منافذه البرية والبحرية والجوية وكذلك سواحله وشواطئه..
ثلاثة عقود من عمر الوحدة المباركة شهدت اليمن خلالها متغيرات كبيرة على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتحديدا على الصعيد التنموي الذي شهد قفزة نوعية من خلال المشاريع العملاقة..كما انه كان للوحدة الفضل الكبير فيما شهده الوطن ارضا وانسانا من حركة نهضوية أزاحت الغم عن اليمنيين حتى اصبحوا يضاهون أكثر دول المنطقة في كثير من الامور قولا وفعلا..
فالوحدة اليمنية فخر لكل اليمنيين ولكل التواقين لوحدة الأمة العربية باعتبار الوحدة اليمنية البذرة والخطوة الاولى نحو الوحدة الكبرى وحدة العرب التي عملت الكثير من القيادات الملهمة والقومية لتحقيقها..وبالتالي ستظل الوحدة اليمنية نقطة الضوء الوحيد في سماء الامة العربية ومن حقنا جميعا ان نفخر ونفاخر بها..
* البعض يبدي تخوفاً كبيرا على مستقبل الوحدة اليمنية في ظل ماتمر به البلاد من صراعات وحرب عدوانية.. ماتعليق وهل فعلاً الوحدة في خطر؟
- حقيقة الأمر فالمستدرك للواقع يجد تخوفا من عامة الشعب على الوحدة المباركة في ظل ماتشهده بلادنا من صراعات وعدوان ولكن المستقرئ للتاريخ يدرك جليا ان الظروف القائمة في البلاد لاتمثل ذلك الخطر على الوحدة وذلك التخوف على مستقبلها ، لأنه طالما والاحرار والشرفاء الوحدويون يوجدون في هذا الوطن في شماله وجنوبه شرقه وغربه فلا قلق على مصير الوحدة لانهم يدركون انها هي من صنعت مجداً لليمنيين واعادته لليمن مكانته في التاريخ..وأن اليمن بعد تحقيق الوحدة ليس هو اليمن الذي كان قبلها على المستويين المحلي والدولي..
اليمنيون الوحدويون يثقون بانه مهما خلقت الصراعات والظروف نتوءات وعراقيل في طريق الوحدة الا أنه لايمكن لها ان تؤثر على وحدة القلوب والمشاعر التي ينعم بها أبناء الشعب اليمني..حتى وان طغى الخطاب الذي يقول غير ذلك فهو خطاب مرحلي فرضته الأوضاع القائمة وهو خطاب ممول من أعداء الوحدة اليمنية..
أؤكد أنه ليس على الوحدة خطر وطالما هناك شرفاء في هذا الوطن وقيادة سياسية وثورية حكيمة فلن يكون اليمن إلا موحدا كما اراده هذا الشعب الذي يقدم التضحيات الجسام في سبيل سيادة واستقلال وطنه وعزة وكرامة أبنائه..
وماعلينا جميعا إلا التكاتف والتلاحم والتماسك في الجبهة الداخلية لنذود عن حياض الوطن ونهزم كل مخططات العدوان الذي يسعى لاحتلال بلادنا وتمزيق وحدتنا ونهب ثرواتنا..وبالمزيد من الصمود الذي يسطره شعبنا العظيم تترسخ الوحدة اليمنية وتزول كل الاخطار والمخاوف على مستقبلها..
لدينا قيادة حكيمة تدرك مايخطط له الأعداء ضد بلادنا ولهذا قادت المواجهة بكل اقتدار وحنكة وأفشلت كل مؤامرات العدوان حتى بدت بشائر النصر تلوح في الأفق وسيبقى اليمن بفضل تضحيات ابنائه وطنا واحدا أرضا وشعباً..روحا وإنسانا.
* برأيك لماذا بعض الدول وفي مقدمتها السعودية والامارات يناصبن العداء للوحدة اليمنية حتى من قبل أن تتحقق في عام 1990م؟
- حقيقة هناك دول وفي مقدمتها السعودية والإمارات يناصبن العداء للوحدة اليمنية منذ ماقبل تحقيقها عام 90م وحتى الآن..ولانجد تفسيراً لهذا العداء سوى الحقد الدفين من أنظمة تلك الدول على الشعب اليمني وقد تجسد ذلك الحقد في مراحل تاريخية كثيرة وأشدها كان ضد الوحدة اليمنية حيث بذلت قيادات تلك البلدان كل ما بوسعها لعرقلة انجاز الوحدة اليمنية قبل عام 1990م لكنهم فشلوا فشلا ذريعا امام حكمة القيادة في الشطرين وإصرار الشعب على استعادة لحمته ،وبعد ان تحققت الوحدة اليمنية رغما عن أنف كل المتآمرين عليها زاد حنق وحقد وغل تلك الدول عليها فذهبت تزرع العراقيل في طريقها وتحيك المؤامرات عليها حتى بلغ ذلك الحقد ذروته في صيف 94م من خلال الدفع بالاوضاع نحو التصادم اليمني اليمني وكانت السعودية والامارات الراعي الرسمي والداعم السخي بالمال والسلاح للتشطيرين والحاقد الباغض على الوحدة والعدو اللدود للشعب اليمني ولكن تمسك الشعب بوحدته ضحى من أجلها ونضال من أجل بقائها وكان له ذلك بافشال المؤامرة..الامر الذي جعل قادة تلك الدول يزدادون حقداً لليمن ولشعبه ووحدته وظلوا يتأبطون شراً له الى أن سنحت لهم الفرصة عام 2015م لينفجر ذلك الحقد من خلال شنهم عدواناً غاشماً على اليمن لتدمير كل مقدراته وقتل شعبه والعمل بكل خبث وإجرام من أجل احتلال ارضه وتمزيق وحدته ونهب ثرواته ولكنهم أمام صمود شعبنا العظيم سيهزمون وستفشل كل مشاريعهم وسينتصر اليمنيون لسيادة وطنهم ولوحدتهم ولعزتهم ..
* كيف تقرأ التناقض الحاصل بين مايقوله تحالف العدوان عن ضرورة الحفاظ على الوحدة اليمنية وبين مايقوم به على الواقع؟
- التناقض الواضح بين مايقوله تحالف العدوان بقيادة السعودية والامارات وبين مايقوم به هذا التحالف الإجرامي على الواقع خصوصا مايتعلق بالحفاظ على الوحدة اليمنية كانوا يغررون به على مرتزقتهم والبسطاء من الناس أما احرار وشرفاء هذا الوطن فهم يدركون الاهداف الحقيقية لتحالف العدوان منذ بدايته..
وهذه الاهداف باتت اليوم مكشوفة لكل اليمنيين حتى أولئك الذين انخرطوا في صفوف الارتزاق..
اليوم باتت واضحة في المحافظات المحتلة كل مشاريع العدوان من خلال الممارسات الخبيثة التي يقوم بها المحتل السعودي الاماراتي ضد أبناء تلك المحافظات وضد النسيج المجتمعي فيها..
واتضح للجميع أن السعودية والامارات تمارس على الواقع ادوراً احتلالية وتمزيقية بحتة بغرض نهب مدخرات وثروات تلك المحافظات ، واتضح لهم ان المحتل لاهم له بالوحدة اليمنية ولابالشرعية المزعومة ولابأمن واستقرار المحافظات وان همها الأول والاخير هو المزيد من السيطرة والتغلغل والهيمنة بقوة السلاح والميليشيات التي يدعمها لتحقيق أهدافه..
مرامي المحتل الاماراتي والسعودي أبعد من الانفصال الى شطرين هو اليوم يكرس كل جهوده ومشاريعه لتمزيق المحافظات الجنوبية المحتلة الى كنتونات صغيرة متناحرة من خلال ممارساته الخبيثة وزرعه للعداوات بين ابناء المجتمع الواحد..
وتتكشف مرامي السعودية والامارات أكثر فأكثر - للمخدوعين بهما- من خلال التنافس الحاصل بينهما للسيطرة على جزيرة سقطرى وأيضاً العمل المستمر بكل تحدٍ وغطرسة لتمرير أنبوب النفط عبر محافظة المهرة..
تحالف العدوان له مصالحه الخاصة من وراء شنه للعدوان على اليمن ، متذرعا بكذبته الكبرى استعادة شرعية من لاشرعية له ممن هم اليوم مجرد أذناب لهذا التحالف..
وبالتالي فالتناقض بين ما يقوله تحالف العدوان وبين ممارسته تأكيد لمن لايزال منخرطاً في صفه من المرتزقة والعملاء أن هذا التحالف العدواني هو الخطر الحقيقي على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله واستقراره ،ولديه برامج واضحة ومشاريعه الاستعمارية التمزيقية سعى لتحقيقها قبل ان يشن العدوان على اليمن عبر مؤتمر الحوار الوطني والتي كانت السعودية تغذيها عبر سفيرها في صنعاء باسم الاقليم التي أدرك الشعب اليمني وقواه الوطنية حينها خطورتها على الوحدة اليمنية وعبروا بالرفض الشديد للأقلمة..
* المؤتمر الشعبي العام يؤكد في كل بياناته ومواقفه انه سيدافع بقوة عن منجز الوحدة ويعبر عن رفضه المطلق لمشاريع التمزيق..ما المطلوب برأيك من القوى الوطنية لتعزيز مثل هذه المواقف الوحدوية؟
- المؤتمر الشعبي العام حزب لايستطيع أحد المزايدة عليه او ان يفرض عليه اي أجندة لاتتوافق مع نهجه ومبادئه ومواقفه التي يعبر عنها في كل بياناته ..فهو حزب وطني وحدوي ومواقفه المدافعة عن الوحدة المباركة معلنة في جل اجتماعاته ودعواته للدفاع عن الوحدة زرفضه لمشاريع التمزيق يكررها دائما في خطاباته بكل وضوح..
وتجسدت مواقفه تلك بانحيازه الى جانب شعبه في الدفاع عن الوطن وسيادته ووحدته ضد العدوان ورفده المتواصل لجبهات العزة والكرامة وصفوفه موجودة في هذه الجبهات دون مزايدات..ويكاد يكون الحزب الوحيد الذي وقف بكل قياداته وقواعده مع وطنه ،مقارنة بغيره من الاحزاب والتنظيمات السياسية وبالذات حزب الاصلاح الذي يزايد بالدفاع عن الوحدة وهو اليوم مطأطئ رأسه تحت أقدام قوى الاحتلال ومنزلق مع العدوان من رأسه حتى أخمص قدميه ويتحرك وفقاً لمشاريعهم التمزيقية..
وعلى المؤتمر وبقية القوى الوطنية مواصلة رفد الجبهات رفداً قوياً بالمال والرجال باعتبار ذلك الضامن الاساسي والقوي للحفاظ على الوحدة اليمنية وتحرير الاراضي المحتلة ورفض مشاريع التمزيق..لان تحرير كافة الاراضي اليمنية من دنس الاحتلال هو المعنى الحقيقي للدفاع عن الوحدة وترسيخها..وبتحرير الارض سيدرك جميع اليمنيين في الشمال والجنوب والشرق والغرب ان هناك قوى وطنية قوية تحمي البلاد ووحدتها من أذناب أذناب العمالة والارتزاق ممن ينضوون اليوم تحت مسميات هزيلة ومشاريع صغيرة كأدوات للمحتلين لتمزيق الوطن..
* هل نستطيع القول إن محاولات تحالف العدوان لتفكيك الجبهة الداخلية للقوى الوطنية يأتي في إطار مساعيه لتنفيذ مشاريعه التمزيقية؟
- بكل تأكيد أن تحالف العدوان يدرك انه لن يستطيع تنفيذ مشاريعه التمزيقة للوطن إلا من خلال تمزيق وحدة القوى الوطنية المواجهة له..ولهذا يحاول مرارا وتكراراً تفكيك الجبهة الداخلية للقوى الوطنية بشتى الوسائل وتعدد المؤامرات ضدها باعتبار المؤتمر وأنصار الله يقودون هذه الجبهة الصامدة في وجه مشاريعه..كما سعى تحالف العدوان ولايزال يحاول شق الصف المؤتمري وضرب الوحدة التنظيمية للمؤتمر من خلال استقطاب قيادات في الخارج وإغرائها بالأموال من أجل لتنفيذ هذا المخطط..
* ما الكلمة الأخيرة التي تود قولها في ختام هذا اللقاء؟
- نوجه في كلمتنا الاخيرة رسالة لكل القوى او القيادات التي تعمل لصالح الارتزاق كفاكم مقايضة بالدماء ، كفاكم مقايضة بالوحدة اليمنية..
عودوا إلى صوابكم فلا عز ولاكرامة لكم الا في وطنكم وهو من سيحميكم ويجعلكم رجالا أقوياء دون ملالي او ملايين السعودية والامارات فهي لاتساوي شيئا أمام ضياع رجولتكم..
ولايفوتني أن اتوجه بالشكر والتقدير لكم في صحيفة الميثاق وانتم تبذلون جهودا جبارة وصمودا محمودا الى جانب وطنكم وشعبكم.
| 
أمين محلي عمران لـ"الميثاق": لاقلق على الوحدة طالما هناك أحرار في هذا الوطن