كلمة الثورة -
تتسارع الخطوات اليمنية الخليجية باتجاه الاندماج الكامل وباتت على مقربة منه مقدمة بذلك العديد والهام من الردود والدلالات على أكثر من صعيد واتجاه.
هي تقدم الرد المفحم على تلك المحاولات التي عمدت إلى إثارة الشكوك من حول العملية برُمَّتِها والتعامل المتواصل بعبارات التقليل من شأن كل خطوة يتم قطعها، وكذلك هو الرد المخيب لآمال من يسوؤهم التقارب اليمني الخليجي ويتمنون له التعثر بل يسعون لإفشاله.
وللتقدم على طريق الاندماج دلالاته العملية الإيجابية التي تشير في ما تشير إليه وتجليه أن نجاحات تتحقق بالفعل على مستوى تنفيذ وإنجاز المتطلبات التمهيدية والتأسيسية للانتقال بالعلاقات اليمنية الخليجية إلى واقع جديد للشراكة الشاملة.
ويختص جانب بلادنا بأبرز علامات ومعالم هذا النجاح والتي تتجلى في شهادة أمين عام مجلس التعاون الخليجي والتي تضمنت الإشادة بالإجراءات التي اتخذت في مجالات تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وإصلاح نظام المناقصات ومراجعة منظومة التشريعات في اتجاه المواءمة بمثيلاتها الخليجية وللدعم الخليجي والإرادة السياسية التي وفرت الحافز والدافع المطلوب لوضع الأداء المشترك على خط التسريع.
وتحرز اليمن وأشقاؤها في الخليج من خلال هذا النجاح المشترك حقوق الامتياز والريادة في إبداع النموذج في رد الفعل الإيجابي على ما يجري ويعصف بالعديد من البلدان من القلاقل والاضطرابات التي تستجد ويتسع مداها.
وليس كالتوجه نحو التكتل باستطاعته أن يجعل في مقدور من ينتهج سبيله الجمع والاكتمال بين تأمين مصالحه الوطنية وحقوقه السيادية وتعزيز واقع المصالح المشتركة والحفاظ على الأمن القومي الإقليمي بآفاقه الشاملة لمجالات الحياة كافة.
ولم يمض كذلك وقت طويل على الإعلان السياسي الخليجي المعبر عن الثبات على الموقف المنحاز والداعم للوحدة اليمنية، حتى جاء التأكيد العملي عليه بالتقدم الاندماجي الحاصل، وهو بالطبع محصلة لما شهدته الفترة القليلة الماضية من ارتفاع لوتيرة إنجاز المهام الموكلة إلى جهاتها المعنية.
ويسجل باسم الجانبين ما حققاه من زمن قياسي غير مسبوق في قطع مسافة الإبحار وملامسة نقطة التتويج.
ولا شك في ما لهذا الإنجاز الاندماجي من انعكاسات إيجابية طاغية وعلى قدر شامل من الامتداد الذي يغطي مساحة الوطن العربي، والمهيأ لتجاوزها إلى العالم الإسلامي، وبما يعيد الروح إلى دوافع العمل المشترك واستعادة التضامن السياسي على أرضية الشراكة الاقتصادية.
ويبدو التكامل العربي والإسلامي أكثر من ممكن في ضوء الخطة اليمنية الخليجية التي تؤكد للجميع وتدلهم على أن الخطوات العملية المدروسة والمحددة بدقة في إطارها البرامجي والزمني هي السبيل الأمثل للوصول القياسي والإيجابي إلى التطلعات والغايات النهضوية.
وتفتح الخطة أمام وعينا الجماعي أفق الإدراك والإلمام بكيفية توظيف الوقت لصالح شعوبنا بدلاً عما هو عليه الحال من إهداره في الخلافات، وتوسيع شقة الوقت الفاصل بين الآمال والأعمال، وترك الروح الطموحة لبواعث الإحباط تنهش فيها وتسوقها نحو نقطة العدمية.
ورسالة الاندماج اليمني الخليجي للأشقاء في كل مكان أنه لايزال للأمل مكان، وللطموح زمان، وللإنجاز مجال.
وتوفر الإرادة هو أول ما يتطلبه الأمر، ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة.