د. عبدالحكيم الكحلاني - لاشك أني قبلت إجراء عملية القلب المفتوح وأنا أعلم كامل العلم بأن هنالك احتمالات للموت أثناء العملية, ولذلك في الطب يتم الزام المريض بتوقيع ما يسمى الموافقة على العملية والتخدير لإخلاء مسئولية الأطباء والمستشفى في حال حدوث ذلك.
ومع معرفتي باحتمال الموت إلا أني لم أصرح بذلك لأسرتي واخوتي وزملائي مراعاة لمشاعرهم وقلقهم.
دخلت غرفة العمليات بالمركز الوطني للقلب واستلقيت على السرير استعدادآ لبدء اجراءات التحضير للعملية. دخل الدكتور عبدالله الأشول اختصاصي التخدير واقترب مني قائلا ( صباح الخير، دكتور سيتم الآن تخديرك وستغيب عن الوعي نهائيا ولن تستيقظ إلا في غرفة العناية المركزة. ردد بعدي بسم الله الرحمن الرحيم). رددت بعده البسملة وجاءني آخر شعور بأن هذه اللحظة قد تكون هي الفارقة بين الحياة والموت فسألت الله المغفرة والرحمة إن كان قدر لي الموت. بعدها فعلا لم أشعر بشيء وغبت عن الوعي لمدة اكثر من 6 ساعات.
في غرفة العناية المركزة ٫ أول شعور انتابني بعد عودة الوعي هو الشعور بالحياة فقد تذكرت فكرة احتمال الموت وأدركت أن الله سبحانه وتعالى قد من علي باستمرار الحياة فحمدته وشكرته أنه منحني فرصة أخرى .
أما تجربة الشلل فكانت تجربة قاسية ومؤلمة. فقد سمعت صوت الأخ ممرض العناية المركزة يخاطبني( حاول أن ترفع رجلك اليمين فتفاجأت بأني غير قادر نهائيا على تحريكها٫ ثم طلب مني محاولة تحريك الرجل اليسرى وكانت نفس المفاجأة بالنسبة لي عدم قدرتي على تحريكها). هنا أصبت بصدمة شديدة فقد خاطبت نفسي بصمت ( عبدالحكيم يبدو أنك اصبت بالشلل النصفي ربما بسبب التخدير أو أي سبب آخر). ثم دخلت في نوم عميق ربما بسبب بقايا المخدر ولم استيقظ إلا على صوت نفس الأخ الممرض وهو يكرر نفس الطلب ( ارفع رجلك اليمين ) (ارفع رجلك اليسار) وكانت المفاجأة أنني تمكنت من رفعهما). كان شعورا رائعا جدا بأنه ولله الحمد لاتوجد مشكلة شلل. حمدت الله وشعرت بعظمته وكثرة نعمه علينا التي لاندركها إلا عندما نفقدها ولو لفترة مؤقته. بسم الله الرحمن الرحيم ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملآ وهو العزيز الغفور) صدق الله العظيم. |