الإثنين, 04-فبراير-2008
الميثاق نت -  گلمة‮ ‬الميثاق -
الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية أساس التنمية والتطور الشامل الملبي لمتطلبات الحاضر واستحقاق انجاز تطلعات المستقبل الذي ننشده جميعاً في وطن الـ22 من مايو.. هذا هو الأساس الذي يمكِّننا من بناء اليمن الجديد ومنه نستمد القوة والقدرة للانتصار على كافة التحديات والأخطار وتجاوز انزلاقات المنحنيات الناجمة عن خليط من الأسباب الموضوعية والذاتية أفرزتها مرحلة بالغة التعقيد والدقة والحساسية الناجمة عن أوضاع دولية وعربية وإقليمية سلبية وكان التعاطي مع متغيراتها وتحولاتها يقتضي قدراً كبيراً من الوعي وسعة الرؤيا ورحابة‮ ‬الإدراك‮ ‬استيعاباً‮ ‬وتوظيفاً‮ ‬ايجابياً‮ ‬لصالح‮ ‬الأهداف‮ ‬الوطنية‮ ‬المعززة‮ ‬لتماسك‮ ‬بنيان‮ ‬الاصطفاف‮ ‬الداخلي‮ ‬وتمتين‮ ‬روابطه‮..‬
وهنا تتجلى حكمة الحوار والتسامح الذي هو نهج راسخ لقيادتنا السياسية بزعامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية- رئىس المؤتمر الشعبي العام مرتقياً به إلى مستوى بلوغ الغايات والطموحات لأبناء شعبنا ويصبح من السجايا القيمية الأخلاقية الإنسانية المميزة لمسيرة البناء‮ ‬السياسي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬والديمقراطي‮ ‬والتنموي‮ ‬لليمن‮ ‬المعاصر‮..‬
لقد كانت الأولويات للحوار منبثقة عن نظرةٍ ثاقبة لاتقف عند حدود التعاطي المباشر الآني بل تستشرف الآتي على نحو يمكِّن من الاستيعاب الاستباقي المؤثر على النماء والنهوض والتطور المُجسد لمضمون بناء اليمن الحديث المواكب لمسارات متغيرات العالم المعاصر.
وهكذا من خلال قراءة سريعة للأحداث والأزمات التي مرَّ بها الوطن وكيف تم تجاوزها نتبيَّن ان الحوار والتسامح وتغليب المصلحة الوطنية على النوازع الذاتية والروح الانتقامية مع عدم التهاون تجاه الثوابت الوطنية هي التي جعلت اليمن يسمو فوق كل جراحات الماضي محققاً أعظم‮ ‬الانجازات‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬الوحدة‮ ‬والديمقراطية‮.. ‬وعلى‮ ‬هذه‮ ‬القاعدة‮ ‬ترسخت‮ ‬الوحدة‮ ‬وبدأت‮ ‬التحولات‮ ‬تأخذ‮ ‬مسارها‮ ‬الصحيح‮..‬
بيد أن هناك من يظل يجتر الماضي خلفه مستغلاً أي ظرف ليعاود من جديد تأجيج نار الفتن واشعال الحرائق وهؤلاء عادة لايهمهم من سيدفع ثمن نتائج أفعالهم الرعناء بقدر ما يهمهم اشباع غل احقادهم فيحتاجون إلى وقت طويل لإدراك أنهم قبل ان يلحقوا الأذى بالوطن كانوا يؤذون‮ ‬أنفسهم‮ ‬ولكن‮ ‬الأسوأ‮ ‬منهم‮ ‬هم‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬اكتسبوا‮ ‬مناعة‮ ‬ضد‮ ‬الفهم‮ ‬حتى‮ ‬يدركوا‮ ‬ان‮ ‬الوطن‮ ‬أهم‮ ‬وأكبر‮ ‬وأبقى‮ ‬من‮ ‬نزعاتهم‮ ‬المريضة‮..‬
حقاً إن الوطن فوق كل شيء وقبل كل شيء ولذا فمن أجله تهون التضحيات ومن أجل وحدته وتقدمه وازدهاره تقدم التنازلات التي تعد بكل المقاييس انتصاراً لحاضره ومستقبل أبنائه الذين ينبغي ان يعيشوا في أجواء خالية نقية من مفاسد الطائفية والمذهبية والمناطقية ومخلفات النظام‮ ‬الكهنوتي‮ ‬الإمامي‮ ‬وجبروت‮ ‬القهر‮ ‬والعنف‮ ‬الاستعماري‮ ‬ومن‮ ‬نزاعات‮ ‬صراعات‮ ‬عهود‮ ‬الشمولية‮ ‬والتشطير‮.. ‬
ويكفي ان ننظر إلى ما في محيطنا الإقليمي والعربي لنعي ونستوعب إلى أين يمكن ان تقود الفتن وتغليب المصالح الأنانية- الحزبية والشخصية- وندع الماضي وراءنا لنتفرغ للبناء والإعمار والتنمية على قاعدة الأمن والاستقرار المحقق للرفاهية والغد الأفضل لجيل الحاضر والأجيال‮ ‬القادمة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5839.htm