الميثاق نت -
بالجملة هذه المرة، وليس بالتجزئة، يتم ضبط خمسة من الوافدين العرب في محافظة تعز وجميعهم يمارسون مهنة طب الأسنان، وليست هذه بتهمة أو جريمة يعاقب عليها القانون.. ولكن..
^ أشقاؤنا العرب -الخمسة- يزاولون المهنة وهم لا ينتمون إليها.. وليس لديهم ترخيص رسمي من الجهة المعنية بمزاولة المهنة، ويعملون بطريقة غير قانونية تماماً.
وحتى هنا لم تنته الحكاية بعد، وفي البقية »سر كبير«.
^ فوق هذا وذاك الأطباء الخمسة ليسوا أطباء! وباختصار شديد الخمسة لا يحملون مؤهلات علمية، ليس لأنهم نسوها في »الشام«، بل لأنهم لم يحصلوا عليها أصلاً -ولم يدرسوا طب الأسنان.. بل ولم يشرِّفوا جامعة أو معهداً أو حتى ورشة.. أي ورشة، إن شاء الله حتى ورشة نجارة »!«.
^ الى هذه الدرجة بات الوضع سيئاً ومزرياً، وسوق الطب في بلادنا مخترقاً ومبذولاً لكل عابر سبيل أو ضيف وافد؟!
^ خمسة أطباء أسنان يُكتشف مؤخراً أنهم دخلاء على المهنة.. فكيف، بالله عليكم، استطاع هؤلاء أن يفتحوا عيادات خاصة في مدينة رئيسية كتعز ولم يسألهم أحد: »الزَّلمة شو عمبيساوي؟«؟!!
^ الخبر الذي أورده موقع »26 سبتمبرنت« نوه الى أن أعمارهم تتراوح ما بين »40 الى 50 عاماً« ولا أعلم ما هي الحكمة من ذكر الأعمار؟ وأظنني غير مهتم كثيراً بالسن، بل أهتم أكثر للأسنان التي مرت على يد وآلات هؤلاء المغامرين، وكيف هي الآن؟ وأترك لكم الاستفسار عن حالة الضروس واللثة.
^ قبل وبعد ذلك يجب أن أحترم نفسي وأسأل عن سوق الطب في اليمن، وكيف أمسى عُرضة سهلة للاختراق ودكاناً مفتوحاً أمام كل »قاصد الله« وحاطب ليل؟
^ واذا كان الطب بجلالة قدره وخطورة أمره وعظم شأنه عرضه للادعاء والانتهاك والسطو المهني، كما حدث ويحدث بهذه الكيفية الصارخة والفاجعة.. فهل لنا، مثلاً، أن نسأل عن مهن وتخصصات أخرى أقل خطورة، وأكثر شعبية.. وأيضاً أيسر ادعاءً وأبعد عن عين الرقيب؟
^ على أن الرقيب - متعه الله بصحة الاسنان وسلامة الضروس- احتاج الى دهر قبل أن يدله فاعل خير الى اكتشاف مخالفة فاحشة أبطالها خمسة أطباء ليسوا بأطباء.
^ فكم يلزمه -عافاه الله- من الوقت حتى يتطوع فاعلو الخير الى ارشاده وجرجرة عنايته -الفائقة على ما لا يبدو- نحو مخالفات في مهن وتخصصات أخرى ومختلفة؟!
^ ثم أننا في الصحافة قتلنا أنفسنا، واستهلكنا الكثير من أقلام البايلوت وحبر الطباعة وأوراق النشر وخلافه في الحديث عن »حملات دورية« تنفذها »الصحة« ومكاتبها على المشافي والعيادات ودكاكين الطب والعلاج السفري.
^ فلماذا عجزت الحملات كلها عن اكتشاف خمس حالات مدوِّية كهذه التي لدينا الآن؟ أم أنها كانت تفتش في مناطق الصحراء والمدرجات الجبلية وليس في المدن والأحياء المكتظة بالسكان وحوانيت الطب المريض؟!
^ شخصياً، لو كنت وزيراً للصحة لاستقلت، إنما بعد أن أُقيل طابوراً من المديرين ومن في حكمهم.. وأبرئ ذمتي، ورزقي ورزقهم على الله.
شكراً لأنكم تبتسمون.