عبدالجبار سعد - في تعز التي حيل بيننا وبينها منذ نحو عقد من الزمان بسبب هيمنة القتلة واللصوص والمجرمين على كل شيء فيها ، غادرنا آباء وأمهات وإخوة وأخوات وأعمام وعمات وأخوال وخالات ولم نملك إلا أن نترحم عليهم على البعد ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون .
**
في حارة المسبح بتعز وهي منطقة الجوار لنا قطن شيخ صوفي من أهل التربية والسلوك فاح طيب ذكره منذ أمد وتمنيت أن أراه لما سمعت عنه من أهلي والصالحين ممن نعلمهم من مريديه ولكن للأسف لم يكتب الله لنا اللقيا به وظلت أملا نتمنى أن يتحقق ذات يوم ، وبالأمس نعى الصالحون الينا هذا الشيخ الفاضل والولي الصالح إنه الشيخ عبدالعليم النور .
**
ولقد كان لهذا الشيخ الصالح من اسمه أعظم نصيب فقد استنارت تلك المنطقة التي قطنها بالعلوم وأحيا فيها ذكر الله وصارت منطقة مقصودة من كل محبي الله ورسوله والصالحين من عباده .
لقد رحل الشيخ عبدالعليم النور ورحل قبله بيومين فقط شقيقه المحب الشيخ عبدالرحمن النور .
فنسأل الله أن يجمعنا بهم في الأخرى بعد أن عز اللقاء بهم في الدنيا ونسأل الله أن يلحقنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
**
والى البقية الصالحة من هذه الأسرة النيرة إخواناً وأبناء نرفع تعازينا وفي مقدمتهم الشيخ القاضي محمد النور أطال الله في عمره وعجل في شفاه ..ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ، اللهم اجمعنا بصالحي عبادك في الدارين وارزقنا محبتهم حتى نلقاك .
ومن المعلوم ان هذه الفترة هي فترة الفراق لكثير من الاحباب خصوصا بسبب الجائحة الكونية ومن فقدناهم من صالحي شعبنا ومن شخصيات وجاهية وأكاديمية كثيرين وكل منهم يستحق أن يُكتب عنه وعن مآثره لكنني وجدتني مدفوعا بالكتابة عن هذا الولي الصالح من أسرة صالحة لأنه عاش مغمورا في أهل الأرض ، وكم سمعت من مآثره ممن تربوا على يديه ومن سعة اطلاعه وعلمه بأحوال الزمان وتنويره من تربوا على يديه بالصراعات القائمة مع أنه لم يخالط الأحداث ولم يشارك في الصراعات ولكنه لم يجهل الحق ولم يسكت عن تعليم غيره به .
فعليه السلام ورحمة الله تغشاه وكل الصالحين من المؤمنين واللهم نسألك حسن الختام .
|