الميثاق نت -

الإثنين, 15-يونيو-2020
راسل‮ ‬القرشي -
نحن‮ ‬دائماً‮ ‬نقول‮ ‬ونؤكد‮ ‬أن‮ ‬الاستقرار‮ ‬السياسي‮ ‬مطلب‮ ‬وضرورة‮ ‬وطنية‮ ‬للوصول‮ ‬إلى‮ ‬الاستقرار‮ ‬المجتمعي‮ ‬والحياتي‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮.. ‬والوصول‮ ‬للوطن‮ ‬الذي‮ ‬نريده‮ ‬ونبحث‮ ‬عنه‮..‬
وبدون‮ ‬استقرار‮ ‬سياسي‮ ‬لن‮ ‬يكون‮ ‬هناك‮ ‬استقرار‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬نوع‮ ‬كان‮ .. ‬لا‮ ‬استقرار‮ ‬اجتماعي‮ ‬ولا‮ ‬اقتصادي‮ ‬ولا‮ ‬أي‮ ‬شكل‮ ‬من‮ ‬اشكال‮ ‬الاستقرار‮ ‬المجتمعي‮.. ‬
الوطن‮ ‬للجميع‮ ‬ونحن‮ ‬جميعا‮ ‬مسئولون‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يتعلق‮ ‬بإزالة‮ ‬السلوكيات‮ ‬والممارسات‮ ‬والقرارات‮ ‬الخاطئة‮ ‬وتصحيحها‮ ‬او‮ ‬مطالبة‮ ‬السياسيين‮ ‬بتصحيحها‮.. ‬
نعم .. الحكومة ومؤسسات الوطن التشريعية والتنفيذية هي المسئولة عن صناعة الاستقرار ورغم أننا نعيش حالة من الحرب والعدوان فمن الطبيعي ان نشهد بالمقابل حالة من اللااستقرار المجتمعي ووو.. الخ..، ولكن في هذه الحالة هل نكابر وندعي بأن الوطن هو الاستقرار وبدون الاستقرار‮ ‬لا‮ ‬وطن‮ ‬هناك‮!!‬
المصالح الضيقة والآنية للسياسيين والمشاريع الصغيرة التي تنظر للخاص بدلاً عن العام هي سبب فيما يشهده الوطن حالياً من نزاع داخلي وعدوان خارجي ونحن كصحفيين لدينا رسالة تنويرية علينا ترجمتها على الواقع ومن خلال هذه الرسالة نطالب بإزالة كل السلبيات والقوانين أو‮ ‬القرارات‮ ‬الخاطئة‮ ‬وتصحيحها‮ ‬كونها‮ ‬اثرت‮ ‬على‮ ‬استقرار‮ ‬حياتنا‮ ‬بكل‮ ‬صورها‮ ‬واشكالها‮ ‬وعملت‮ ‬على‮ ‬إيجاد‮ ‬ثغرات‮ ‬يراها‮ ‬البعض‮ ‬بأنها‮ ‬تمييزية‮ ‬ولا‮ ‬تخدم‮ ‬الوطن‮ ‬ووحدته‮ ‬ومصالحه‮ ‬في‮ ‬شيء‮..‬
ولكن‮ ‬ان‮ ‬كنا‮ ‬نحن‮ ‬كصحفيين‮ ‬سنشارك‮ ‬في‮ ‬ارساء‮ ‬القيم‮ ‬السلبية‮ ‬فلن‮ ‬نقل‮ ‬عن‮ ‬السياسيين‮ ‬في‮ ‬شيء‮.. ‬وسنكون‮ ‬مساعدين‮ ‬لهم‮ ‬في‮ ‬انهيار‮ ‬الوطن‮ ‬ككل‮ ‬وليس‮ ‬في‮ ‬ضياع‮ ‬الاستقرار‮ ‬المجتمعي‮ ‬الذي‮ ‬نتحدث‮ ‬عنه‮..‬
الوطن‮ ‬ليس‮ ‬للسياسيين‮ ‬أو‮ ‬لفئة‮ ‬محددة‮ ‬من‮ ‬فئات‮ ‬الشعب‮ .. ‬الوطن‮ ‬لنا‮ ‬جميعاً‮ ‬واستقراره‮ ‬والوصول‮ ‬إلى‮ ‬التغيير‮ ‬الذي‮ ‬نريده‮ ‬من‮ ‬مسئوليتنا‮ ‬جميعاً‮.. ‬
ورغم‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬يبقى‮ ‬تعريف‮ ‬الوطن‮ ‬مختلفاً‮ ‬وغير‮ ‬متشابهاً‮ ‬من‮ ‬شخص‮ ‬لآخر‮ .. ‬لعدة‮ ‬اسباب‮ ‬في‮ ‬مجملها‮ ‬عاطفية‮ ‬وليست‮ ‬عقلانية‮..‬
فمثلاً تعريف الوطن لدى الشخص الذي اعتاد على العيش متنعماً بكامل المنافع الوطنية ولم يواجه الصعوبات أو المنغصات في حياته يختلف عند غيره ممن تعرض للمشاكل وواجه الكثير من المتاعب والصعاب في حياته.. وهذا شيء طبيعي..
ومن وجهة نظري الوطن هو انتمائي وإيماني .. هو ارضي .. هو هوائي الذي استنشقه .. صحيح لا امتلك سكناً فيه ولا يتوافر لدي استقرار مالي يصنع لي الحياة التي اريدها وارغب بها .. إلا انني في وطني اسكنه ويسكنني .. وعليك ان تقارن وجودك في اليمن كيمني ووجودك في السعودية‮ ‬كغير‮ ‬سعودي‮ ‬أو‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬بلد‮ ‬آخر‮.. ‬
ولهذا‮ ‬عندما‮ ‬نتعرف‮ ‬على‮ ‬المعنى‮ ‬الحقيقي‮ ‬للوطن‮ ‬
ستتولد لدينا الطاقة الايجابية للعمل والإنتاج والتفاؤل رغم كل الأزمات والمشاكل.. وتتحق كل المطالب التي تهمنا وفي مقدمتها تحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد أو بعبارة اصح تحقيق المواطنة المتساوية .. وبالتالي ستترسخ المحبة والإخاء والتسامح فيما بيننا‮ ‬وتتعزز‮ ‬قيم‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‮ ‬والاجتماعية‮ ‬في‮ ‬نفوسنا‮ ‬جميعا‮ ‬؛‮ ‬وتنتهي‮ ‬كل‮ ‬المشاريع‮ ‬الخاصة‮ ‬والصغيرة‮ ‬إلى‮ ‬الآبد‮..‬
وقبل‮ ‬ذلك‮ ‬أيضاً‮ ‬لنسأل‮ ‬أنفسنا‮ : ‬أين‮ ‬ثقافة‮ ‬الحياة‮ ‬التي‮ ‬نريدها‮ .. ‬ثقافة‮ ‬الإخاء‮ ‬والمحبة‮ .. ‬ثقافة‮ ‬الشراكة‮ ‬والمواطنة‮ ‬المتساوية؟‮!‬
يقيناً‮ ‬عندما‮ ‬يصل‮ ‬الجميع‮ ‬للإجابة‮ ‬الواقعية‮ ‬والمنطقية‮ ‬والبعيدة‮ ‬كل‮ ‬البعد‮ ‬عن‮ ‬منطق‮ "‬أنا‮ ‬ومن‮ ‬بعدي‮ ‬الطوفان‮" ‬سنقول‮ ‬حينها‮ ‬الوطن‮ ‬للجميع‮.. ‬وأننا‮ ‬جميعاً‮ ‬متساوون‮ ‬فيه‮ ‬بالحقوق‮ ‬والواجبات‮.‬
دمتم‮ ‬بألف‮ ‬خير
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58559.htm