الميثاق نت -

الإثنين, 15-يونيو-2020
مطهر‮ ‬تقي‮ ‬ -
في زمن العسرة والمصائب على الشعب اليمني وزمن العدوان والحصار والمجاعة والقتال بين الأخوة وزمن الدعوات الانفصالية والسلالية والمناطقية وزمن الاحتلال للأرض والكرامة وزمن الأوبئة يأتي بعد كل ذلك زمن الكورونا ولائحة الزكاة فيزيد وباء الكورونا الشعب هلعا وخوفا من نزع ذلك الوباء ارواح الناس من أجسادهم في ظل ظروف وإمكانات صحية صعبة لا يعلم صعوبتها إلا الله والمجاهدين من الجيش الأبيض التابع لوزارة الصحة ووزيرها المجاهد .. ويصدر في هذا الزمان الأسود لائحة الزكاة التي ولدت ممسوخة ومشوهة لديننا ودستورنا وتحدث زلزال فى الصف الوطني المناهض للعدوان وتحدث شرخا عظيما بين مكونيه القحطاني والهاشمى ليزيد الشرخ اتساعا وتصدعا على ذلك الشرخ الذي أحدثه البعض من الغلاة يوم احرجو إخوتنا الهاشميين ووضعوهم في زاوية ضيقة حين ولوا المئات منهم قيادات مفاصل الدولة على حساب إخوانهم اليمنيين بمخالفة صريحة للدستور والقوانين المنظمة للخدمة المدنية والعسكرية والأمنية وبعيدا عن صفة العدل والأخذ بمبدأ الكفاءة والمفاضلة التي نظمتها القوانين مع العلم أن تلك القيادات الهاشمية لا تشكل كل الهاشميين ولا تشكل إلا نسبة قليلة منهم فكثير من الهاشميين الشرفاء لا وظائف ولا إمتيازات خاصة بهم حالهم كحال بقية إخوانهم اليمنيين إلا أن المصيبة تعم فأصبح الهاشميون المتعصبون أصحاب المصالح وكذلك الوطنيون منهم والشرفاء والاصحاء من مرض التعصب محشورين فى زاوية العداء من إخوانهم اليمنيين وبالذات من الغلاة المتعصبين وأصبح للأسف‮ ‬الشديد‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬تصدى‮ ‬للعدوان‮ ‬من‮ ‬اليمنيين‮ ‬هاشميين‮ ‬وقحطانيين‮ ‬فى‮ ‬حالة‮ ‬توتر‮ ‬وخلاف‮ ‬بفضل‮ ‬تمكن‮ ‬الغلاة‮ ‬من‮ ‬شق‮ ‬الصف‮ ‬الواحد‮..‬
ويأتى إصدار لائحة الزكاة لتزيد الهوة خرقا واتساعا بين أبناء الوطن الواحد فحين تشرعن تلك اللائحة اخذ الخمس وقدره 20٪ من الإيرادات السيادية للدولة (بترول ومعادن وثروه سمكيه ....) أي ما فوق الأرض والبحر وما تحتهما ليخصص جزءاً من ذلك لبنى هاشم وبنى المطلب على حساب إخوانهم القحطانيين اليمنيين استنادا كما شاء المشرع فى تلك اللائحة إلى ما جاء في سورة الأنفال الآية (40) التي نزلت في السنة الثانية للهجرة بعد تنازع المسلمين على غنائم معركة بدر التي غنمها المسلمين من كفار قريش وحول مشرع اللائحة تلك الآية إلى آية الزكاة (60) من سورة التوبة ( نزلت في السنة الثامنة للهجرة ) التي حددت المصارف الثمانية للزكاة ومن تنطبق عليهم من المسلمين .. والسؤال: كيف تجرأ أولئك المشرعون الجهلاء للائحة أن يتم تطبيق آية غنائم الحرب التي كان النبي (ص) والخلفاء من بعده يوزعونها على المسلمين‮ ‬بعد‮ ‬كل‮ ‬معركة‮ ‬بين‮ ‬المسلمين‮ ‬والكفار‮ ‬ويحاول‮ ‬أولئك‮ ‬الجهلة‮ ‬بالقرآن‮ ‬تطبيقها‮ ‬بحيلة‮ ‬وقلة‮ ‬ذمة‮ ‬دينية‮ ‬وقانونية‮ ‬على‮ ‬آيه‮ ‬الزكاة‮ ‬والفرق‮ ‬بين‮ ‬الآيتين‮ ‬ومقاصدهما‮ ‬واضحة‮..‬
والحقيقة أن الكثير من مواد تلك اللائحة لا سند شرعي لها من كتاب الله او سنة نبيه ولاسند دستورى او قانونى ولا تطبق ذلك ( الخمس) أي دولة إسلامية في العالم إلا دولة إيران ومذهبها الاثنى عشري واليمنيون لا يتبعون إيران ولا يتبعون المذهب الاثنى عشري ففكر الإمام زيد ابن علي عليه السلام وكذلك الامام الشافعي عليه السلام لا يقر ذلك ولم يقر ذلك أيضا الأئمة الزيديون جميعا إلا المدعو حسين بن قاسم العيانى الذي خلف اباه شابا قليل العلم والمعرفة بأمور الدين وقد وصف بالمعتوه حين ظن نفسه المهدي المنتظر وقتل فى معركة جرت بينه وبين‮ ‬آل‮ ‬الضحاك‮ ‬الحاشديين‮ ‬قرب‮ ‬ريدة‮ ‬بحاشد‮ ‬403‮ ‬هجرية‮ ‬بسبب‮ ‬دعوته‮ ‬تلك‮ ‬واستمر‮ ‬أتباعه‮ ‬الذين‮ ‬اطلقوا‮ ‬على‮ ‬أنفسهم‮ ‬بعد‮ ‬مقتله‮ ‬فرقة‮ ‬الحسينية‮ ‬يدعون‮ ‬أنه‮ ‬لم‮ ‬يقتل‮ ‬وانه‮ ‬سيبعث‮ ‬آخر‮ ‬الزمان‮..‬
ومنذ يوم تسرب امر تلك اللائحة ونيران خصوم أنصار الله وغيرهم من القوى السياسية والمدنية لم تتوقف عبر المحطات الفضائية او الاذاعية او عبر شبكات التواصل الاجتماعي يكيلون ضدهم شتى انواع التهم من العنصرية والسلالية والامامية ويتهمونهم بالانسلاخ عن المذهب الزيدي واعتناق المذهب الاثنى عشرى و ارتمائهم في احضان إيران وغير ذلك من محاولة شيطنة أنصار الله وكأن تلك اللائحة كانت لهم هدية قيمة انتظروها طويلا ليؤكدوا للشعب اليمني أنهم على حق في حربهم ضد الحوثيين الاماميين السلاليين الذين يميزون أنفسهم بالمال والامتيازات والوظائف‮ ‬وحتى‮ ‬حق‮ ‬الحكم‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬إخوانهم‮ ‬من‮ ‬اليمنيين‮..‬
أن تلك اللائحة المشؤومة التي وضعها عدد من المتحوثين الذين حاولوا أن يتقربوا إلى قيادات أنصار الله زلفى قد اساءت كثيرا إلي أنصار الله وخصوصا العقلاء والوطنيين منهم وعلى رأسهم السيد عبدالملك كما اساءت تصرفات أولئك المتحوثين طيلة السنوات الماضية الذين بغوا في الأرض فسادا ( بالرغم من خطابات ونصائح القائد بمحاربة الفساد والمحسوبية واستغلال الوظيفة العامة ) بشراء الأراضي وبناء العمارات والثراء الفاحش وحولوا بتصرفاتهم تلك أنصار الله في نظر الشعب إلى جماعة همها الجباية غير القانونية وفرض الهيمنة والقوة على كل صاحب رأى‮ ‬او‮ ‬موقف‮ ‬لا‮ ‬يؤيدهم‮.... ‬وهنا‮ ‬ارفع‮ ‬الصوت‮ ‬وأناشد‮ ‬العقلاء‮ ‬الوطنيين‮ ‬من‮ ‬أنصار‮ ‬الله‮ ‬واقول‮ ‬لهم‮ :‬
حان‮ ‬الوقت‮ ‬لوقف‮ ‬من‮ ‬ثبت‮ ‬فساده‮ ‬في‮ ‬الأرض‮ ‬ممن‮ ‬ركبوا‮ ‬قطار‮ ‬المسيرة‮ ‬وكبرت‮ ‬كروشهم‮ ‬وزاد‮ ‬ثرائهم‮ ‬وعظمت‮ ‬سلطتهم‮ ‬من‮ ‬الهاشميين‮ ‬وغيرهم‮.. ‬
حان الوقت أن يعزز الصف الوطني المناهض للعدوان الذي أصابه الوهن بإقصاء ومحاسبة من حاول أن يتجاوز الدستور والقوانين وأساء إلى ارواح الشهداء ومن يقاتل اليوم في نجران وعسير وجيزان ويقدمون أرواحهم فداء لعزة وكرامة واستقلال اليمن..
حان الوقت أن نرمم العلاقة بين اليمنيين ( هاشميين وقحطانيين ) ونزيل ما علق بها من تعصب وكراهية وانانية وحب المال والجاه والوظائف ونجعل حب الوطن والإخلاص للشعب وحقه فى حياة كريمة هي همنا جميعا فلن يسمح الشعب بحشر إخوتنا الهاشميين جميعا في زاوية الكراهية والحقد الأعمى فهم جزء من النسيج اليمني الواحد الذي يجب علينا جميعا ( قحطانيين و هاشميين ) ان نعزز من وحدته بالمساواة والعدل وعلى الأخوة الهاشميين أن يجددوا موقفهم الرافض لأى تمييز او سيادة على إخوانهم من اليمنيين ويبدو حرصهم على سلامة النسيج الاجتماعي لليمنيين‮ ‬جميعا‮..‬
حان الوقت أن نعمل على بناء الدولة اليمنية الحديثة بمبادئها النبيلة وفق الثوابت الوطنية من خلال تنفيذ الخطوة الاولى التي حددتها الرؤية الوطنية لبناء الدولة ونحارب الغلو الفكري والسلالي والمناطقى وكذلك الانفصالي ونتذكر دائما أن الوطن لازال تحت الاحتلال والهيمنة ولازال أعداء الوطن يعدون العدة لمحاربتنا وقهر إرادتنا فلا نضيع الوقت والجهد ونضعف الجبهة الداخلية في خلاف بدعة الخمس (الذى كان يؤخذ من الكفار وليس من المسلمين) لا أصل لها ديني أو قانونى لكنها تستنزف امكاناتنا ووحدة صفنا بتولى شرارنا امر زكاتنا ومن سيجعل‮ ‬أجساد‮ ‬المواطنين‮ ‬الذين‮ ‬لم‮ ‬يلتحقوا‮ ‬بالجبهات‮ ‬دروعا‮ ‬بشرية‮ ‬في‮ ‬جبهات‮ ‬القتال‮ ‬فأولئك‮ ‬هم‮ ‬شر‮ ‬البلية‮ ‬المتحوثون‮ ‬فى‮ ‬الأرض‮ ‬الذين‮ ‬يسيئون‮ ‬لمسيرة‮ ‬اليمن‮ ‬ووحدته‮ ‬ووحدة‮ ‬الكلمة‮ ‬والصف‮..‬
حان الوقت أن تحاسب الدولة قيادات الزكاة والضرائب والجمارك والنفط والغاز وكل الأجهزة الايرادية الأخرى على كل ما جبوه من اموال بصورة قانونية او غير قانونية فإذا كان حسابهم شريفا ونزيها بعيدا عن الفساد يتم مكافأتهم وإذا كانوا فاسدين مرتشين جرى عليهم العقاب الديني‮ ‬والقانوني‮..‬
فلعن الله من تحوث كذبا وزورا وحاول أن يشق الصف والكلمة والموقف بتستره خلف المسيرة القرآنية بتعصب وكراهية لغاية دنيوية .. وحمى الله ورعى من قدم دمه فداء لليمن وكرامته من أنصار ومؤتمر وكل القوى الوطنية الشريفة وكل من يؤمن بوحدة واستقلال اليمن ويحاول أن يخدم الشعب‮ ‬والوطن‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬الموقف‮ ‬الصادق‮ ‬ضد‮ ‬كل‮ ‬الفاسدين‮ ‬في‮ ‬الأرض‮ ‬من‮ ‬عشقوا‮ ‬المال‮ ‬والدم‮ ‬والعنف‮ ‬وكرهوا‮ ‬نور‮ ‬الله‮. ‬
والله‮ ‬حافظ‮ ‬اليمن‮ ‬وأهله‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58561.htm