يحيى نوري - في بداية الإصدار الثاني لـ"الميثاق" بعد أحداث ديسمبر المؤلمة كان الأستاذ عبدالجبار سعد من أهم الشخصيات التي تواصلتُ معها بهدف إجراء مقابلة صحفية معه فهو الشخصية السياسية والفكرية والثقافية والإعلامية التي تمارس نشاطها بمهنية عالية وبفهم وعمق لكل التطورات التي يحفل بها المشهد اليمني ..
التقيته بشوشاً مستعداً للحديث مع "الميثاق" لم يكن من الذين فضلوا - بسبب خطورة المرحلة - التواري عن الاضواء الاعلامية..
وضع يده على كتفي مشجعاً لي ولزملائي على إقدامنا على تحمل مسؤولية إدارة "الميثاق" في مرحلة عصيبة تتطلب حالة من اليقظة والفهم والإدراك لكل مايدور حولنا من أحداث وتطورات وإفرازات تتطلب التعاطي معها بمسؤولية وطنية جسيمة..
قلت له قبل أن ابدأ الحوار معك انصحنا استاذنا ولاتبخل علينا برأيك فتجربتك غنية وحافلة بالانجاز والعطاء المتدفق ولابد من الاستفادة من تجربتك خاصة ونحن وفي هذا التوقيت بأمس الحاجة الى كل رأي وفكرة من مقترحاتكم الابداعية التي تزخر بها نتاجاتك وكتاباتك في السياسة والفكر والثقافة والتصوف والإعلام والالتزام بمُثل وقيم الدين فأنت من العارفين لله والمؤمنين الذي انعكس كل ذلك على سلوكك وصرت بحمدالله شخصية محبوبة من قبل الجميع..
بادر للتو وهو يشرح لي محطات عدة من تجربته ومن تجارب آخرين مبيناً كيف كان الإصرار والإرادة عاملين رئيسيين في بلوغ النجاح والتألق والابداع..
وبعد أن نشرت حواره في "الميثاق" والمفعم بالرؤى الميثاقية المؤمنة بانتصار الشعب لإرادته الحرة في الاستقلال والسيادة تواصلت معه هاتفياً وقلت له نحتاج استاذنا إلى طلتك الأسبوعية معنا بالميثاق عبر عمود اسبوعي فرحب قائلاً سأحاول قدر استطاعتي التفاعل معكم ، ومع إرساله أول عمود له طلبت منه عنواناً لعموده الأسبوعي وقال لي دع الأمر مفتوحاً فوجود عنوان محدد قد يحصر ما سأكتبه في مواضيع معينة وقال أنا أميل للكتابة دون عناوين..
وفعلاً كان له ان سجل حضوراً معنا لأكثر من عامين ونصف العام ولم يتخلف اسبوعاً واحداً عن إرسال عموده وكان تواصلنا الأسبوعي معه فرصة للاستزادة بآرائه ونصائحه.. ولا شك سنفتقده كثيراً..
رحم الله استاذنا الكبير والقدير والشخصية الوطنية المحترمة عبدالجبار سعد رحمة الأبرار.. فقد مثل رحيله لنا جميعاً فاجعة حقيقية وفي توقيت ما أحوج الوطن لفكره واسهاماته الابداعية في خدمة وتعزيز تطلعاته.
|