استطلاع/عبدالرحمن الشيباني - ان إقرار السلم والأمن الدوليين إحدى المهام والأسس التى قامت عليها الأمم المتحدة، والتى تعمل من أجل ارسائهما منذ تاسيسها لكن قدسية هذه الأهداف أصبحت اليوم مثار شك دائم نظراً للممارسات والسياسات التى تقوم بها هذه المنظومة الدولية على أكثر من صعيد وفى أكثر من منطقة فى العالم، يرى متابعون وخبراء فى القانون الدولى والعمل الإنسانى بمن فيهم خبراء يعملون تحت مظلتها أن الدور الاممى أصبح يدور فى مساحة ضيقة جداً ووفق سياسات دول كبرى التى تحدد مسارها وتفرض املاءاتها دون الاكتراث للعواقب والنتائج التى أفضت إليها تلك الممارسات والسياسات وافقدتها اليوم مصداقيتها ،وبدت فيها مشلوله وغير قادرة عن فعل أي شىء نتيجه ذلك وهذا ما نلاحظه من تخبط وعدم وجود استراتيجيه واضحه فى عملها..
لقد أفرغ الدور الذي يجب أن تلعبه هذه المؤسسة الدولية بحيث أصبحت اليوم سوطاً مسلطاً على رقاب معظم الدول التى تريد التحرر من الهيمنه والوصاية وتسعى لممارسة حقها الطبيعى فى استقلالية قرارها السياسى وصون ترابها السيادى وممارسة حقها فى استثمار طاقاتها المادية والبشرية فى سبيل إنجاز حدث علمى يغير وينتشل واقعها المزرى صوب التقدم والتمدن ، إن الشواهد فى هذا المجال كثيرة ولعل القضية الفلسطينية خير دليل على ما تقوم به الامم المتحدة من دور مخزىاً تجاه ما تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين من ممارسات قمعية وحصار وظلم يمارس عليهم ،ليكتمل هذا الدور فى اليمن وفى أكثر من منطقة ودولة فى العالم وقفت فيه الاخيرة عاجزة عن فعل أي شىء لتحقيق السلام، بالرغم من أن اليمن تتعرض على مدى أكثر من خمسة أعوام لحرب ظالمة وحصار جاء شامل فى الوقت الذي يواصل المبعوث الاممى جولاته المكوكية دون أن يحقق شىئاً جدىاً على الأرض بوقف العدوان مكتفياً بإطلاق تصريحات ممجوجة تدعوا للرثاء ،لقد ظهر للجميع والمتابعين خصوصا للشأن اليمنى والدولى أن الأمم المتحدة شريكة لما يجرى فى اليمن ولعل قرارها برفع اسم السعودية من قائمة العار خير دليل على الانبطاح والخنوع الذي بدت فيه الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثها ،هذا فى الوقت الذي تطلع علينا من الحين والآخر بأرقام مخيفة عما يدور فى اليمن نتيجة هذه الحرب المجنونة التى وبحسب مراقبين لم تحقق شىء يذكر سوى أنها خلقت أكبر كارثة إنسانية فى العالم والتى للأسف لم تعمل على وقف ذلك الدمار وإنهاء هذه المأساة.. (الميثاق) ناقشت ذلك الأمر مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين والمتابعين وخرجت للقارئ بهذه الحصيلة.
أطفال العظام
الكاتبة الصحفية/إكرام المحاقرى تقول فى هذا الصدد انه بعد ساعات قليلة على ارتكاب تحالف العدوان لمجازر وحشية عدوانية بحق النساء والاطفال في اليمن إلا واعلنت الأمم المتحدة عن سحب قرار تصنيف السعودية في القائمة السوداء لقتلة الاطفال في العالم والذي تسمى بقائمة "العار".
وبعد هذا القرار مباشرة لم تمض بضع ساعات إلا وخلقت طائرات العدوان مجازر جديدة في محافظات صعدة والجوف وحجة راح صحيتها عددا من النساء والأطفال والمدنيين العزل بدون أي ذنب ..).ومضت المحاقرى متسائلة..؟
(ترى كيف ستكون نهاية اللعبة التي بدأها "بان كي مون" واستمر بها "أنطونيو غوتيريش" ؟وهل لهم السيادة بسحب مثل هكذا قرار حساس في ظل سفك دماء أطفال اليمن ليلا ونهارا من قبل تحالف العدوان؟!
بغض النظر عن قتلهم لأطفال اليمن بطرق متعددة الاشكال والالوان منها طريقة التجويع والحصار في مدينة الدريهمي التي تحتضن أرقاماً هائلة من أطفال بات يطلق عليهم اسم "أطفال العظام" الذين ساءت حالتهم الصحية جراء الحصار وعدم توافر الغذاء والدواء.
كذلك هو حال الكثير من الأطفال الذين يعانون أمراضاً مستعصية ومزمنة لم يستطيعوا السفر لدول الخارج من أجل تلقي العلاج المناسب بسبب اغلاق مطار صنعاء الدولي والذي يُعد إغلاقه تعدٍياً صارخاً للقوانين الدولية والتي لم تعد تحترم قانون نفسها للاسف الشديد!!
متاجرة وتواطؤ
"قائمة العار" التي ابدت هشاشة بنودها وخسة القائمين عليها هي الأخرى تنصلت عن مسئوليتها في إنصاف أطفال اليمن واثبتت جدارتها في الارتزاق وبيع الاشلاء وقنينات الدماء في المزاد العلني لبيع الذمة والضمير, وهكذا يستمر العدوان في اليمن وتبقى السعودية حليفة للسلام في اعينهم بما تمتلكهمن نفط ومال وليس لما تمتلكه من إنسانية..
وأضافت: لقد أفلس رصيدهم الإنساني من أول يوم اعتدوا فيه على اليمن في ظلمات الليل تحت مبررات مزعومة لئيمة لا حقيقة لها, وهذا ماكشفته الاحداث الأخيرة في الجنوب بنزاع عسكري ساسي أحرق الأخضر واليابس بين الانتقالي وشرعية الفنادق, ناهيك عما يحدث من تسلط لداعش والقاعدة باشراف وتمويل السعودية والإمارات ...
لم يعول الشعب اليمني في يوم من الأيام على الأمم المتحدة التي أرادت له أكل مواد منتهية الصلاحية تملؤها الدود والحشرات وبادرت بنهب المنح الدولية لمستحقاتها الشخصية وقدمت الوعود العرقوبية مطية لانتاج سلع جديدة وبسعر باهظ وعلى حساب الدماء والمعاناة اليمنية.
بل إن الحسابات التي حسبها الشعب اليمني هي غير حسابات القائمة السوداء التي اعطت البياض للسعودية وغيرها, فهذه القائمة الرمادية اللون قد سجل الشعب اليمني فيها الأمم المتحدة وجميع من سكت وتواطأ وتاجر بمظلومية الشعب اليمني وعلى رأسهم "الأمم المتحدة" بأنهم العدو الذي وجب على الشعب مقاومته إلى آخر رمق.
وما يجب أن نؤكد عليه هو أن بعد النصر والتمكين واقتلاب موازين المعركة سوف يطالب الشعب اليمني -قيادة وشعباً- بالصندوق الأسود للغرف التي أُديرت منها عملية استهداف حافلة طلاب ضحيان والطفلة إشراق, وبثينة, وسعيدة, وأمل, وطفل الميزان, والطفل سميح الذي احتضن جثة أبيه ونام في حضنه رافضا قدر العدوان الظالم).واختتمت حديثها بالتذكير بحوادث كثيرة شبية بذلك كمدرسة الراعى بمنطقه سعوان مشيرة الى أن القصاص من القتله حق لا بد منه.
إطالة الأزمة
الاعلامى /نبيل القانص يقول فى هذا الصدد ان الأمم المتحدة هي موجودة من أجل الأقوى ومن أجل شرعنة تدمير الشعوب والأوطان ونهب ثرواتها التي تنالُ هي نصيبا منها عن طريق الدول الاستكبارية والاستعمارية، فهي لا تستطيع إلا أن تلعب دورا همه الوحيد هو إطالة مدة الأزمات والحروب في مصلحة الدول التي تدعمها بالمال).
وأضاف: العالم كله يلاحظ ويرى كل ما يحصل في اليمن مثلا ويتابع دور الأمم المتحدة وهي تغض الطرف عن المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي بحق المدنيين والأطفال والنساء ..فضلا عن جرائم وانتهاكات بحق الطفولة في اليمن والمتمثلة بتجنيد الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال كمرتزقة لا يكون مصيرهم سوى الموت أو الأسر.
ولا مجال للشك أن الأمم المتحدة تتاجر بالقضايا الإنسانية في أي بلد منكوب بالحروب والفوضى من أجل استجداء الأموال كي تملأ بها حساباتها البنكية وخزائن أموالها .. وما فعلته مؤخرا، فهي لم ترفع اسم السعودية من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في اليمن لأنها تملك ضميرا حيا، وإنما لمجرد الخداع والتضليل، وحلب النظام السعودي وابتزازه كي يدفع أكثر ..وحين دفع المبالغ المطلوبة قامت الأمم المتحدة برفع اسمه من قائمة العار دون خجل .. بل يكون ذلك في حساباتها نصرا حققته وبأقل التكاليف، فضلا عن أنها تنفذ أوامر أمريكا والدول الاستكبارية دون نقاش..وتعمل دون كلل لخدمة مصالحها في العالم.
منسوب القلق
اما الصحفى والمحلل السياسى/ عبدالرحمن المحمدى بدأ حديثه مستغرب هذا الدور المشبوه وبدا غاضبا إزاء الدور التى تقوم الامم المتحدة بل ودعا إلى اسقاطها حيث قال: عجيب أمر هذه الأمم المتحدة بمختلف هيئاتها فهي لم تحرك ساكناً إزاء سياسة تحالف الاحتلال على سفن المشتقات النفطية.. ولم تمنح نفسها جهدا لإيقاف كارثة قتل شعب يتعرض للحرب والحصار للعام السادس على التوالي..
حتى المبعوث الأممي غريفيث ففي بيانه الأخير أبدى قلق من المواجهات في مأرب بين الجيش واللجان وبين ميليشيات وفصائل الاحتلال.. فيما لم يرتفع منسوب القلق إزاء الحروب العبثية بين ميليشيات الاحتلال المتحاربة في أبين وسقطرى وغيرها من المحافظات المحتلة.
الأمم المتحدة تستمد حضورها من شيكات دول تحالف الحرب على اليمن ومشغلها الدولي, لذا ليس مهماً إن قتلت دول تحالف الحرب كل اليمنيين سواء بالغارات أو بالحصار أو بالقرصنة على سفن الوقود والغذاء المقرر دخولها إلى ميناء الحديدة.. وتساءل: لماذا لم يتحدث عن كارثة تهدد حياة اليمنيين المحاصرين من الوقود والغذاء؟
لتسقط الأمم المتحدة وليذهب غريفيث إلى الجحيم.. الذي لم يقدم للشعب اليمن سوى تصريحات للاستهلاك الإعلامى مخفيا أجندة خاصة جاء ينفذها بعيدا عما يريده الشعب اليمنى..
غرفه عمليات
منذ انطلاقة الحرب والحصار على اليمن والشعب اليمني لم يعول على الأمم المتحدة كونها من أدرجت اليمن تحت البند السابع أيام السلم.. وهي من تشرعن لهذا العدوان ولهذا الحصار عبر قرارات تم سلقها في غرف عمليات تحالف العدوان.. واختتم موجها حديثه إلى المبعوث الأممي لليمن قائلاً:
ومع هذا نقول لغريفيث وللأمين العام للأمم المتحدة إن الشارع اليمني غير مبال بهذه الحرب القذرة التي يستخدم فيها كل أساليب البشاعة والتوحش والوضاعة لذبح شعب تنبع من جغرافيته نفس الرحمن.. وسيتجاوز الشعب اليمني كل هذه البشاعة والظلم والتهديد بالموت كل يوم, وسيخرج منتصرا يلملم جراحاته ويوقف نزيف, لكن لعناته ستلاحق مرتكبي تلك الحرب القذرة ومنظمة الأمم المتحدة ومبعوثها المنافق وسيكتب التاريخ مهازل هذه المنظمة المستمرة التى بات إصلاحها ضروريا وهى مطالب ما زالت قائمة حتى اليوم
ضغوط سياسية
من جانبه يرى الاستاذ /طلال نعمان أن الدرب التى تسير فيه الامم المتحدة غير سوي ويعقد الكثير من القضايا الدولية بدلا من حلها وارساء السلام والتعايش بين الامم والتى هى احد الاهداف التى قامت من اجلها خصوصا ،أن اليمنيين اليوم ينظرون إلى أن الأمم المتحدة غير جادة فى مسعاها لإرساء السلام خصوصا وهى ترى المعتدى (السعودية والامارات) يشنون حرب بدون هواده دون أن تكون الامم المتحدة لديها مواقف حاسمة تترجم على الأرض بوقف العدوان والزام الطرف الآخر (العدوان) الذي يقوم به ضد دولة عضوة فى الأمم المتحدة بتحمل مسئولياته الانسانية والأخلاقية والقانونية ايضاً وبدلا من أن يحدث ذلك، يأتى خبر رفع اسم السعودية من قائمة العار الاممية وهذا يعنى ان الامين العام للامم المتحدة رضخ للضغوط السياسية وهو الأمر الذي يعنى القضاء على آمال التوصل إلى حل ينهى معاناة اليمنيين الامر الذي يفقد مصداقية هذه المنظومة الدولية ويجعلها مشاركة فى الجرائم التى ترتكب بحق أبناء الشعب اليمني.
|