الميثاق نت -

الثلاثاء, 30-يونيو-2020
تقرير‮/ ‬صفوان‮ ‬القرشي‮ ‬ -
يوماً بعد يوم تتعالى الاصوات اليمنية والدولية التي تحذّر من مخاطر تسرب النفط من الخزان العائم صافر الذي يرسو قبالة ميناء رأس عيسى بالحديدة والذي كان يستقبل قبل العدوان الغاشم انتاج خمس شركات نفطية وكان يستخدم محطة لتصدير النفط إلى الخارج وتزويد مصافي عدن بالنفط الخام منذ العام 1988م ..ولم يخضع للصيانة منذ خمس سنوات وبات كارثة تهدد اليمن والدول المجاورة والمطلة على البحر الأحمر لاحتوائه على (150 الف طن من النفط الخام) تقدر قيمته بحوالي 80 مليون دولار وتحاول حكومة الانقاذ بيع النفط والاستفادة من ثمنه بينما ترفض‮ ‬حكومة‮ ‬هادي‮ ‬والتحالف‮ ‬السعودي‮ ‬السماح‮ ‬بذلك‮ ‬في‮ ‬اطار‮ ‬الحرب‮ ‬الاقتصادية‮ ‬المفروضة‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ .‬

ادوغ‮ ‬ولير‮ ‬أول‮ ‬من‮ ‬أثار‮ ‬قضية‮ ‬الناقلة‮ ‬صافر‮ ‬
لفت أدوغ ولير -الذي يعمل في مرصد النزاعات البيئية الذي كان أول من أثار قضية ناقلة النفط صافر العام الماضي- الى أن جوهر المسألة هو وجود نفط خام يقدر ثمنه بثمانين مليون دولار على متن السفينة.. وكان يفترض أن تشكل جزءاً من اتفاق يقضي بالانسحاب من مواقع رئيسية في البحر الأحمر كما ورد في الاتفاق الذي وقع بين حكومة صنعاء وحكومة ما تُسمى الشرعية في مدينة استوكهولم . ..وتضع هذه الكارثة المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الحقوقية والانسانية وخاصة الدول المطلة على البحر الأحمر أمام واجب التحرك على جميع المستويات الاقليمية‮ ‬والدولية‮ ‬للضغط‮ ‬على‮ ‬أطراف‮ ‬الصراع‮ ‬لتجنب‮ ‬وقوع‮ ‬كارثة‮ ‬بيئية‮ ‬قد‮ ‬تكون‮ ‬الأكبر‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬العالم‮ .‬

مجلس‮ ‬الأمن‮ ‬يدلي‮ ‬بدلوه‮ ‬في‮ ‬قضية‮ ‬خزان‮ ‬صافر‮ ‬
شدد مجلس الأمن الدولي لأول مرة منذ بداية أزمة خزان صافر النفطي في قراره رقم »2511« بتاريخ 25 فبراير 2020م على المخاطر البيئية وعلى ضرورة أن يتاح دون إبطاء وصول موظفي الأمم المتحدة لتفتيش وصيانة الخزان الموجود شمال اليمن .. وكانت الدول المطلة على البحر الأحمر‮ ‬قد‮ ‬بعثت‮ ‬في‮ ‬11‮ ‬مارس‮ ‬2020م‮ ‬برسالة‮ ‬إلى‮ ‬رئيس‮ ‬مجلس‮ ‬الأمن‮ ‬الدولي‮ ‬للمطالبة‮ ‬بتحمل‮ ‬مجلس‮ ‬الأمن‮ ‬مسؤوليته‮ ‬القانونية‮ ‬وممارسة‮ ‬أقصى‮ ‬درجات‮ ‬الضغط‮ ‬للسماح‮ ‬لفريق‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬بتقييم‮ ‬وصيانة‮ ‬الخزان‮ .‬

الهيئة‮ ‬الاقليمية‮ ‬للمحافظة‮ ‬على‮ ‬بيئة‮ ‬البحر‮ ‬الأحمر‮ ‬وخليج‮ ‬عدن‮ ‬تحذّر‮ ‬
حذر الامين العام للهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن زياد بن حمزة أبو غرارة في 22 يونيو 2020م من كارثة بيئية قد تنتج بسبب حدوث تسرب نفطي من ناقلة نفط تآكل هيكل خزانها واشار ابو غرارة إلى أن وقوع مثل هذه الحادثة سيكون له تأثير كبير خصوصاً‮ ‬على‮ ‬الجزر‮ ‬اليمنية‮ ‬الغنية‮ ‬بتنوعها‮ ‬البيولوجي‮ ‬والتي‮ ‬ستكون‮ ‬هي‮ ‬أكبر‮ ‬متضرر‮ ‬مثل‮ ‬جزيرة‮ ‬كمران‮. ‬
مواقف‮ ‬دولية‮ ‬لا‮ ‬تتعدى‮ ‬التحذيرات‮ ‬
رغم خطورة الوضع والتهديد البيئي الذي يشكله خزان النفط صافر على البيئة البحرية في البحر الأحمر الا ان مواقف الدول الكبرى لا تتعدى حدود التحذيرات والمطالبات والتعبير عن قلقها بعيداً عن أي مواقف جدية لتفادي هذه الكارثة المحتملة حالها حال الأمم المتحدة ومجلس الأمن .. بريطانيا وفي 5 يونيو الجاري جددت دعوتها للسماح لخبراء الأمم المتحدة الوصول إلى الناقلة النفطية ودعا السفير البريطاني لدى اليمن مايكل أرون إلى السماح لخبراء الأمم المتحدة بالوصول إلى خزان النفط صافر والقيام بأعمال الصيانة ....وقال أرون في تغريدة على صفحته (تسبب تسرب 20 الف طن من الوقود بأضرار بيئية هائلة في سيبريا الروسية بينما تحوي الناقلة صافر في اليمن على ما يقارب 150 الف طن من النفط الخام الذي سيدمر البحر الأحمر ومساحته كبيرة إذا تسرب)..
ومن جانبها حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من وضع ناقلة صافر التي وصفها خبراء بأنها قنبلة موقوتة توشك على الانفجار بسبب خطر تراكم الغازات المتطايرة من خزان النفط وكذلك بسبب عدم صيانتها وتآكل هيكلها . وقال راسل غيكي المتحدث بأسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون‮ ‬الانسانية‮ ‬إن‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬تشعر‮ ‬ببالغ‮ ‬القلق‮ ‬ازاء‮ ‬الخطر‮ ‬البيئي‮ ‬الذي‮ ‬تمثله‮ ‬الناقلة‮ ‬المتهالكة‮ .‬
ولم يخف المبعوث الأممي غريفيث إلى اليمن غريفيث من مخاوفه من وضع الناقلة وقال (انه يعمل مع الأطراف اليمنية لتجنب هذه الكارثة التي تهدد البيئة في البحر الأحمر وأن فريق الأمم المتحدة جاهز للوصول إلى السفينة حال الاتفاق على ذلك)
من يقف وراء عرقلة وضع حل لهذه الكارثة المرتقبة في الوقت الذي تصر فيه حكومة هادي على أن الحوثيين هم الطرف المعرقل لأي مساعٍ لمنع وقوع هذه الكارثة التي سيكون اليمن الإنسان والبيئة المتضرر الأكبر.
وزير الخارجية لحكومة هادي محمد الحضرمي شدد على ضرورة ايجاد حل لقضية الخزان النفطي صافر للخطورة التي يمثلها على الوضع البيئي في اليمن والمنطقة وسبل معالجتها.. وقال الحضرمي خلال لقائه مع سفراء الدول الخمس (ينبغي التركيز على حل موضوع خزان صافر وعلى ضرورة فصله‮ ‬عن‮ ‬بقية‮ ‬القضايا‮ ‬العالقة‮ ‬مع‮ ‬الحوثيين‮ ).‬
تظهر حكومة الانقاذ أكثر رغبة في حل هذه المشكلة وطالبت أكثر من مرة بسرعة التدخل من الأمم المتحدة لمعالجة قضية خزان صافر العائم ولم تتردد في طلب المساعدة بحسب تأكيدات مارك لوكوكو وكيل الأمين العام ومنسق الاغاثة في حالات الطوارئ الذي كان قد أشار إلى طلب الحوثيين‮ ‬المساعدة‮ ‬من‮ ‬الامم‮ ‬المتحدة‮ .‬
محمد علي الحوثي عضو المكتب السياسي الاعلى كان قد حذر من الخطر الذي تشكله ناقلة النفط معلناً عدم تحمل حكومة الانقاذ أي مسؤولية وقال ان حكومته غير مسؤولة عن حدوث أي تسرب للنفط من خزان صافر العائم الذي يرسو قبالة ميناء رأس عيسى بالحديدة ..ودعا عضو المكتب السياسي الأعلى في تغريدة على تويتر في 18 يونيو إلى (المضي قدماً في التفاوض حول وضع الخزان بشكل جدي ..ونخلي مسؤوليتنا عن أي تسرب في خزان صافر وأي نتيجة كارثية تحصل لا سمح الله نحمل المسؤولية الكاملة أمريكا والسعودية وتحالفهما بسبب استمرار الحصار وعدم السماح ببيع‮ ‬النفط‮ ‬المخزون‮ ‬في‮ ‬خزان‮ ‬صافر‮).‬
هذا وكانت حكومة الانقاذ قد تقدمت بمقترح يتم من خلاله بيع النفط الخام والمقدر ثمنه بحوالي 80 مليون دولار ويتم توريد المبلغ لحساب تشرف عليه الأمم المتحدة ويخصص لدفع مرتبات الموظفين الا أن حكومة هادي ترفض ذلك وتقول إن النفط قد تم بيعه من قبل، فيما الأمم المتحدة‮ ‬عاجزة‮ ‬او‮ ‬متهاونة‮ ‬حلحلة‮ ‬القضية‮ ‬واجبار‮ ‬التحالف‮ ‬وحكومة‮ ‬هادي‮ ‬على‮ ‬السماح‮ ‬ببيع‮ ‬النفط‮ ‬ووضع‮ ‬حد‮ ‬لكارثة‮ ‬باتت‮ ‬على‮ ‬وشك‮ ‬الحدوث‮ .‬
السيناريو‮ ‬المحتمل‮ ‬في‮ ‬حال‮ ‬حدوث‮ ‬تسرب‮ ‬للنفط‮ ‬أو‮ ‬انفجارها‮ ‬
115‮ ‬جزيرة‮ ‬يمنية‮ ‬ستفقد‮ ‬تنوعها‮ ‬البيولوجي‮ ‬
126‮ ‬الف‮ ‬صياد‮ ‬يمني‮ ‬سيفقدون‮ ‬مصادر‮ ‬دخلهم‮ ‬
850‮ ‬الف‮ ‬طن‮ ‬من‮ ‬المخزون‮ ‬السمكي‮ ‬ستخسره‮ ‬اليمن‮ ‬
969‮ ‬نوعاً‮ ‬من‮ ‬الأسماك‮ ‬التي‮ ‬ستخنقها‮ ‬بقع‮ ‬الزيت‮ ‬في‮ ‬المياه‮ ‬اليمنية‮ ‬
300‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬الشعب‮ ‬المرجانية‮ ‬ستختفي‮ ‬من‮ ‬البحر‮ ‬الأحمر‮ ‬
السيناريو الأول: في حال تسرب النفط فإن 127 الف صياد اعتادوا على العمل في مهنة الصيد وعائلاتهم سيفقدون مصادر دخلهم و1,7 مليون شخص سيكونون بحاجة إلى مساعدات غذائية وبالتالي قد يستغرق مخزون الأسماك 25 عاماً للتعافي.. أما السيناريو الثاني في حال انفجار الناقلة ونشوب حريق كبير فإن 3 ملايين شخص في الحديدة سيتأثرون بالغازات السامة ستؤدي إلى اختلاط الغاز بمياه الأمطار وقد ينتهي به المطاف في طبقات المياه الجوفية مما سيؤدي إلى التسمم البطيئ والمشاكل الصحية طويلة المدى لـ6 ملايين شخص كما أن 4٪ من الأراضي الزراعية المنتجة في اليمن ستغطى بالغيوم السوداء مما يؤدي إلى القضاء على الحبوب والفواكه والخضروات والتي تقدر بحوالي 70 مليون دولار ...وستقوم 58 منظمة انسانية بتعليق خدماتها في الحديدة مما يعطل الخدمات عن 7 ملايين شخص محتاج ومن المحتمل أن يدفع ذلك اعداداً كبيرة من السكان‮ ‬باتجاه‮ ‬صنعاء‮ ‬طلباً‮ ‬للمساعدات‮ ‬والخدمات‮ ‬وقد‮ ‬ينتقل‮ ‬160‮ ‬الف‮ ‬صياد‮ ‬ومزارع‮ ‬للبحث‮ ‬عن‮ ‬عمل‮ ‬مما‮ ‬سيشكل‮ ‬عبئاً‮ ‬على‮ ‬سكان‮ ‬العاصمة‮ ‬بسبب‮ ‬موجة‮ ‬النزوح‮ ‬نحوها‮ .‬
مخاطر باتت بحكم الواقع كارثة مرتقبة ستحل على اليمن واليمنيين والعالم أجمع يدرك الأضرار البيئية والإنسانية التي سيتسبب بها خزان صافر ومع ذلك لا يبدو أن هناك حلاً لهذه الكارثة التي تحولت إلى ملف ضغط سياسي يمارس على حكومة الانقاذ في صنعاء من قبل حكومة هادي وتحالف‮ ‬العدوان‮ ‬الذين‮ ‬يتعمدون‮ ‬تدمير‮ ‬اليمن‮ ‬براً‮ ‬وبحراً‮ ..‬مشكلة‮ ‬لا‮ ‬تتطلب‮ ‬لحلها‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬صحوة‮ ‬ضمير‮ ‬وقليل‮ ‬من‮ ‬الأخلاق‮ ‬والإنسانية‮ .‬
نأمل‮ ‬أن‮ ‬نجد‮ ‬هذه‮ ‬القيم‮ ‬لدى‮ ‬اللاعبين‮ ‬الدوليين‮ ‬ووكلائهم‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬والمنطقة‮ ‬قبل‮ ‬حصول‮ ‬الكارثة‮ ‬لا‮ ‬سمح‮ ‬الله‮ .‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58696.htm