الميثاق نت -

الأحد, 30-يونيو-2019
جميل‮ ‬الصامت -
ترجل‮ ‬الرجل‮ ‬العصامي‮ ‬ذو‮ ‬العقيدة‮ ‬الاشعرية‮ ‬والمذهب‮ ‬المعتزلي‮ ‬،رجل‮ ‬التصوف‮ ‬والفكر‮ ‬المستنير‮ ‬،صاحب‮ ‬الموقف‮ ‬المثير‮ ‬للجدل‮ ‬والقلم‮ ‬المهيب‮ ‬دوماً‮ ‬عميد‮ ‬قوم‮ ‬سعد‮ ..‬؟‮! ‬
عبدالجبار سعد كاتب وناقد ،صاحب بصمات في مقارعة الاستبداد الديني ،وكشف رموزه، اجاد لغة المحاكاة وعرض القضايا بأسلوبه الذي لم يجده غيره ،رسائله فاقت رسائل الجاحظ وهزمت غرور عبدالمجيد الزنداني ،الذي اجبره على المنازلة في معركة غير متكافئة بعد حرب 94م عند بلوغ‮ ‬الزنداني‮ ‬قمة‮ ‬مجده‮ ‬السياسي‮ ‬كأهم‮ ‬اطراف‮ ‬الانتصار‮ ‬ضد‮ ‬الشعب‮ ‬ومشروع‮ ‬الوحدة‮ ‬والقوى‮ ‬الحداثية‮ ..‬
لم يكن في الساحة غير عبدالجبار ينافح الفكر الظلامي ويتعمد خلق المصادمات معه لكشف حقيقته امام الراي العام الذي كان يعيش حالة توهان من هول صدمة انهزام الحزب الاشتراكي وانتصار القوى الرجعية عليه ،فتولى عبدالجبار سعد دوراً احيائياً لثقافة الاختلاف وتكريس الوعي‮ ‬الناقد‮ ‬عبر‮ ‬كتاباته‮ ‬في‮ ‬الصحف‮ ‬والدوريات‮ .‬
فكان عنوان مقاله الشيخ الزاني في تناولة قصة عبدالمجيد الزنداني ولينا مصطفى عبدالخالق اقوى من الرصاص جعلت المتشدد الزنداني مسخرة لقيت ارتياح من علي عبدالله صالح وحزبه اللذين كانا بدءاً في رسم الملامح للتفرد والتخلص من الزنداني من مجلس الرئاسة ،وتحجيم دور حزب‮ ‬الاصلاح‮ ‬الشريك‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬والحكم‮ .‬
امام‮ ‬عنوان‮ ‬الشيخ‮ ‬الزاني‮ ‬في‮ ‬صحيفة‮ ‬الشورى‮ ‬برئاسة‮ ‬المرحوم‮ ‬عبدالله‮ ‬سعد‮ ‬دخلت‮ ‬الصحيفة‮ ‬النيابة‮ ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬المحكمة‮ ‬ليتم‮ ‬ادانة‮ ‬الصحيفة‮ ‬والكاتب‮ ‬ورئيس‮ ‬التحرير‮ .‬
الاخوان‮ ‬سعد‮ ‬حكم‮ ‬بجلدهما‮ ‬بتهمة‮ ‬القذف‮ ‬لعبدالمجيد‮ ‬الزنداني‮ .‬
‮ ‬الحكم‮ ‬كان‮ ‬الاغرب‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬ان‮ ‬يحكم‮ ‬على‮ ‬صحفي‮ ‬وكاتب‮ ‬رأي‮ ‬بالجلد‮ ‬لمجرد‮ ‬كتابة‮ ‬رأي‮ ..‬؟‮! ‬
بعدها اراد علي عبدالله صالح ان يعزز انتصاراته بدعوة اهم الصحفيين والكتاب والشخصيات الدولية والسياسية المرموقة بدعوتها لزيارة اليمن بهدف استغلال شهرتها لتحسين صورة رجل يقدم نفسه انه منتصر باقل الخسائر امام مختلف الجهات الدولية التي يسعى لإبرازها من خلال الدفع‮ ‬للكتابة‮ ‬ونشر‮ ‬مايمدح‮ ‬الرئيس‮ ‬صالح‮ ..‬
‮ ‬حتى‮ ‬وجه‮ ‬الاخير‮ ‬دعوة‮ ‬للصحفي‮ ‬العالمي‮ ‬محمد‮ ‬حسنين‮ ‬هيكل‮ ‬لزيارة‮ ‬اليمن‮ ‬،فاعتذر‮ ‬الاستاذ‮ ‬هيكل‮ ‬عن‮ ‬تلبية‮ ‬الدعوة‮ ‬بقوله‮ ‬انه‮ ‬لايزور‮ ‬بلد‮ ‬يُجلد‮ ‬فيها‮ ‬الصحفيون‮ ...‬؟‮! ‬
دوت تلك المقولة في الارجاء وشعر صالح ان الزنداني ورطه ،وشوه بنظامه امام العالم ،فدبرت مكيدة للتخلص من الصحفي عبدالله سعد ،ليقذف من عال في اثناء مشاركته مع الرئيس صالح زيارة رسمية لاحد المواقع ..
‮ ‬لاتزال‮ ‬مقالة‮ ‬سعد‮ ‬المعنونة‮ ‬قلي‮ ‬بربك‮ ‬ايها‮ ‬الاخ‮ ‬الرئيس‮ ‬لو‮ ‬كان‮ ‬قومك‮ ‬من‮ ‬قوم‮ ‬سعد‮ ...‬؟‮! ‬
‮ ‬حاول‮ ‬عبدالجبار‮ ‬سعد‮ ‬ان‮ ‬يطرح‮ ‬قصة‮ ‬شقيقه‮ ‬وكيف‮ (‬نكع‮) ‬من‮ ‬عال‮ ‬وهو‮ ‬برفقة‮ ‬الرئيس‮ ‬صالح‮ ‬،وماتعرض‮ ‬له‮ ‬قوم‮ ‬سعد‮ ‬من‮ ‬تنكيل‮ ‬ومآس‮ ‬ادت‮ ‬لاعدام‮ ‬توفيق‮ ‬سعد‮ ‬شقيقه‮ ‬الاصغر‮ ‬،لتتوالى‮ ‬معاناة‮ ‬قوم‮ ‬سعد‮ ...‬؟‮! ‬
لقد مثلت سابقة الحكم بجلد صحفي وكاتب الى جانب اقدام عبدالله حسين الاحمر رئيس مجلس النواب على فصل النائب عبدالحبيب سالم من المجلس بمبرر الغياب اهم ضربتين وجهت لنظام صالح بعد تخلصه من شريك الوحدة الاساس الحزب الاشتراكي اليمني..
أُسديت النصائح الى صالح بمعالجة الامر بشأن قضية النائب عبدالحبيب التي طرحت امام الاتحاد البرلماني الدولي ،بان قام بتعيين الرجل ملحقا في سفارة بلادنا في بلجراد تقريبا ،وهي مجرد طعم للقضاء عليه ..
‮ ‬وبالنسبة‮ ‬لحكم‮ ‬جلد‮ ‬الاخوين‮ ‬سعد‮ ‬تم‮ ‬تاجيله‮ ‬واسكات‮ ‬الزنداني‮ ‬الذي‮ ‬مرغت‮ ‬سمعته‮ ‬بالتراب‮ ‬،فاكتفى‮ ‬بحفظ‮ ‬الحكم‮ ..‬
ليظهر لنا بعدها عبدالجبار سعد بالصوفي الشوعي المسلم كما وصف نفسه في تناولات فلسفية عبر مختلف الصحف يناقش بجرأة قضايا التفلسف والتصوف ،متحديا شيوخ الاخوان الذين لم يجرؤ احد منهم على منازلته ..
لقد خسر اليمن والساحة الثقافية شخصية متفردة ،تجمع بين الحلم والعلم ،يحسب له عند تعيينه وكيلاً لوزارة المالية لقطاع النفط كشف مغالطات النفط وكيف كان يجرى الرصد لمتعلقاتها بالقلم الرصاص عبر طرق بدائية ..
رحم‮ ‬الله‮ ‬الاستاذ‮ ‬عبدالجبار‮ ‬سعد‮ ..‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58700.htm