توفيق الحرازي - إلى إخوتنا الجنوبيين الأعزاء، المتعصبين للانفصال، ولتسمية الجنوب الدخيلة:
امامكم رحلة شاقة، يبدو الوصول الى نهايتها بعيداً جدا لانتزاع جنوبكم!!
على الاقل من جهة المشترك الثقافي والنضالي والتاريخي لليمن- قديمه وحديثه!
فقبل ان تلعنوا الوحدة وتتبرأوا من يمنيتكم سيتوجب ان تلعنوا كل مايحيط بكم:
ان تلعنوا رموز الجنوب أولاً.. لأنهم كرسوها في الوجدان الجمعي قبل ان تولدوا!
أن تكفروا بثورة اكتوبر، لأن الوحدة أهم أهدافها.. وبجمهوريتها، لأنها سُميت اليمن!
أن تلعنوا لبوزة لأنه ناضل مع سبتمبر، وقحطان لانه كان مختصاً بملف الوحدة!
وابناء ردفان ويافع والصبيحة لأنهم تدربوا في تعز، وسلّحهم السلال وعبدالناصر!
ان تلعنوا عبدالناصر، لأنه جعل اليمن الكبير على راس مشروعه الوحدوي الاكبر!
إلعنوا سالمين.. لأنه كان يتهيأ لاعلان الوحدة، قبيل اغتيال رفيقه الحمدي بأيام!
وفـتّـاح لأن له بصمة وحدوية، وعلي ناصر لأنه لاذ بشمالها، والبيض لأنه شريكها
إلعنوا ابوبكر سالم لأن أمه اليمن.. والمحضار والمرشدي وقاسم وبن سعد وجيلهم، لأن اغانيهم واناشيدهم اسهمت في صياغة الوجدان الشعبي وترسيخ واحدية البلد!
إلعنوا أصلكم وفصلكم وسبئيتكم، لأن سبأ أصل الجنوب والشمال، وأصل العرب!
العنوا شارع "اروى" في عدن، لانه يحمل اسم ملكة "غازية" من شمالكم!
إلعنوا الرسولية والصليحية واليعفرية والطاهرية، والانصار، والاوس والخزرج،
والأزْد وكِندة، وسبأ وحمير ومعين وقتبان واوسان وحضرموت، لأنهم تاريخنا معاً!
وعلى الطريق إلعنوا أمرؤ القيس، ابن دَمّون الجنوبية، و(دمّون إنا معشرٌ يمانون)!
حين تلعنون اليمن، وتجعلون خطايا حكامها شماعةً لتبرير انسلاخكم عن اُمكم،
تبدون كالابن العاق، يستغل أُمه العليلة ليطالب بإرثه منها وهي على قيد الحياة!
اُمكم اليوم تـفـتك بجسدها المصائب والعلل، شمالها وجنوبها، وانتم تمزقونها!!؟
واجبكم أخلاقياً ان تبادروا لعلاجها بمشروع وطني، لا أن تكونوا عِلةً إضافية!
يشهد التاريخ أن ازهى عهود اليمن هي التي توحد فيها، من عدن وصنعا الى مكة،
وبأن أسوأ كوارث اليمنيين وتعاساتهم سببها التشتت وأطماع الاستقلال والتملك،
كلما كفروا بالتعايش باعد الله بين اسفارهم ومزقهم كل ممزق وسلط الغزاة والطغاة
منذ طوفان مارب.. الى طوفان اليوم الذي بعثرهم في الداخل والخارج!
لأن اليمن هو الأصل والمدد، وتسمية ازلية مباركة لاتقبل القسمة على اثنين!
سُنة الله والتاريخ..إما التعايش، وإما التِـيه والبلاء..
ولكم في الحاضر عبرة يا أولي الألباب.... فهل أنتم منتهون؟!
|