طه العامري -
،،الموقف العربي الأصيل الذي وقفته اليمن قيادة وشعبا من تداعيات المشهد الفلسطيني المؤلم لم يكن فعلاً جديداً بل هو يعبر عن ثوابت وأصالة الموقف اليمني الذي يعبر عنه فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله والذي ولم يقل أن يتخلف يوما عن نصرة قضايا الأشقاء والوقوف إلى جانبهم في مواجهة الغطرسة والصلف الصهيوني الذي تجاوز كل حدوده ولم يقل أن الصمت عنه حكمة ولا علاقنية بل إن في الصمت عن ما يجري اليوم في فلسطين جريمة وحرب إبادة منظمة يتحمل وزرها وتبعاتها المجتمع الدولي الذي عليه أن يقوم بواجبه تجاه المجازر التي يرتكبها الصهاينة بدم بارد .
إن دعوة فخامة الأخ الرئيس لعقد قمة عربية طارئة تأتي على خلفية قناعات فخامته بأن الغطرسة لن توقفها المناشدات ولا الاستنكارات بل فعل عربي موحد يتخذه الحكام العرب ويعبروا من خلاله عن مسئولياتهم القومية وقدرتهم على الفعل ان كانت حكومة العدو لم تحترم تفاهمات سبق الاتفاق عليها وبرعاية أمريكية ودولية، وكانت آخر اللقاءات في (أنا بوليس) التي لم يكد المشاركون فيها يعودون إلي ديارهم حتى كانت حكومة الصهاينة تعلن زيادة في تمويل الاستيطان والتوسع في المستوطنات، ولكي تفقد اتفاق (أنا بوليس) جعلت التوسع الاستيطاني في جبل أبو غنيم في القدس الشرقية في إيحاء صريح وواضح أن القدس عاصمة لدولة يهودية لا فلسطينية، وهذا ما زاد في تأجيج الصراع حتى في النطاق الداخلي الفلسطيني.
بيد أن فخامة الأخ الرئيس سبق وحذر في العديد من اللقاءات الصحفية خلال العام الماضي من هذه الكارثة التي تخيم اليوم على فلسطين وهناك من اعتبر تحذيرات فخامته على أنها فعل دعائي، لكن ما حذر منه الرئيس الصالح وقع وعلى من تجاهلوا تلك التحذيرات أن يتحملوا مسئولياتهم اليوم تجاه ما يحدث في غزة وفي كل فلسطين، لأن الصمت على ما يحدث جريمة ووصمة عار ستلاحق كل متقاعس ومتخاذل بعد أن بلغت القلوب الحناجر والموت يحصد الفلسطينيين بالجملة والعالم يتفرج دون حتي اكتراث يذكر وحسب العادة .. نعم حتى حسب العادة هذه تستكثر اليوم على الفلسطينيين وكأن العالم لا يسعى والاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية بل وتصفية أصحابها وهو الحل الأمثل للصهاينة كخيار وحيد نال رضا ومباركة واشنطن والرئيس بوش الذي ترك المنطقة خلفه لعبث الصهانية، مع علمي أن الرئيس الأمريكي تحدث كثيرا خلال زيارته للمنطقة عن السلام القريب والدولة القادمة وانخراط الأطراف الفلسطينية والصهيونية في مفاوضات أطلق عليها مفاوضات الحل النهائي، ومع ان المفاوض الفلسطيني حاول تجاهل قضية المستوطنات إلا أن ما يحدث في غزة فيه من البشاعة ما يحول السيد أحمد قريع رئيس الوفد الفلسطيني إلى انتحاري بامتياز من هول البشاعة التي وصل إليها سكان غزة وكل فلسطين على يد الاحتلال الذي لا يؤمن بسلام ولا يرغب بغير الاستسلام والتطبيع مع العرب، و«بالعربي» الصهاينة يرغبون في غزو الأسواق العربية والتبادل التجاري والاقتصادي مع العرب ولأجل هذا يتحدثون عن السلام والدولة والمفاوضات، والعملية برمتها خدعة هدفها أن كل العرب لا بد أن يقيموا علاقات مباشرة مع العدو الصهيوني والتكامل معه ولفلسطين رب يحميها، وكل ما يدار ويتصل بقضية فلسطين ليس إلا خديعة صهيونية هدفها تشجيع العرب على التواصل مع هذا الكيان الدخيل على ذمة المفاوضات الجارية وتجاهل نهر الدم الجاري في غزة والحصار والتجويع القائم تحت وهم مكافحة الإرهاب، وسكان غزة وكل فلسطين هم في الأخير بنظر الصهاينة والأمريكان مجرد إرهابيين يجب استئصالهم ،وهاهي تفعل وبدعم أمريكي ودولي، وبعد هذا كله هل يصحو العرب من سباتهم ؟ وهل ستجد دعوة فخامة الأخ الرئيس استجابة وتفاعلاً من قبل الأشقاء للعمل دون مزيدا من النزيف والامتهان ؟.