الميثاق نت -

الثلاثاء, 28-يوليو-2020
جميل‮ ‬الجعدبي -
إذا كانت الصحافة بشكل عام تُعدّ مهنة المتاعب، فإنّ العمل في الصحف والمواقع والوسائل الاعلامية التابعة لأي حزب حاكم في أي بلد ديمقراطي تعددي، يُعدّ سيراً على حقل ألغام، لما يتطلبه ذلك من التزام تام بآداب وامانة المهنة في التعبير عن هموم وطموحات الشارع، وتجسيد‮ ‬اهداف‮ ‬وبرامج‮ ‬الحزب،‮ ‬ونقد‮ ‬الاخطاء‮ ‬والاخفاقات‮ ‬في‮ ‬اداء‮ ‬السلطات،‮ ‬وفي‮ ‬نفس‮ ‬الوقت‮ ‬الإبقاء‮ ‬على‮ ‬شعرة‮ ‬معاوية‮ ‬مع‮ ‬قيادات‮ ‬ومسئولي‮ ‬ذلك‮ ‬الحزب‮..‬
أزعم أن اسبوعية «الميثاق» التي يشعل الزملاء فيها شمعتهم رقم »2000«، خاضوا مثل هذه التجربة بجدارة واقتدار، وأسّسوا لما يمكن تسميتها مدرسة صحافية نجحت في المواءمة بين وظيفة المعارضة والسلطة في آن واحد، أقول ذلك من واقع تجربتي العملية الممتدة معهم لنحو »20« عاما‮ ‬ماضية‮ ‬تعاقب‮ ‬عليها‮ ‬نخبة‮ ‬مميزة‮ ‬من‮ ‬رؤساء‮ ‬واعضاء‮ ‬هيئة‮ ‬التحرير‮..‬
علاقة انتماء تربطني بـ«الميثاق» وليس عملاً مشتركاً فقط، فحينما تقدمت للحصول على بطاقة نقابة الصحفيين اليمنيين كان رصيدي المهني في جُلّه متوزعاً على الصحافة الالكترونية، الأمر الذي لم تتقبله نقابة الصحفيين باعتبار ان الصحافة الالكترونية -قبل نحو 20 عاماً- صحافة جديدة ولم يشملها قانون الصحافة في اليمن، وحينها كانت موادي المنشورة في صحيفة «الميثاق - الورقية» هي المعيار الذي رجّح كفة أحقيتي في الحصول على بطاقة عضوية نقابة الصحفيين اليمنيين، باعتباري صحافياً عاملاً في هذه الصحيفة، وليس في موقع المؤتمرنت.
وفي مثل هذه المناسبة يمكن الوقوف على نماذج لمواد صحفية وقضايا تصدرتها صحيفة «الميثاق» كما لو أنها تتحدث بلسان أحزاب المعارضة في صفحة مجاورة لبيانات واحاديث قيادات الحزب الحاكم في آن واحد، أتذكر في هذه المناسبة تحقيق «خرجت ولم تعد».. الذي سلط الضوء على قصة اكثر من 50 قطعة أثرية كانت غادرت اليمن للمشاركة في معرض للآثار بفرنسا وبقيت هناك لسنوات خلافاً لاتفاقية المشاركة الموقعة بين الحكومتين، وكم كنا سعداء في صحيفة «الميثاق» بالصدى الواسع الذي حققه هذا التحقيق والذي تُوّج باستعادة القطع الأثرية، وعقد الجهات المختصة‮ ‬في‮ ‬وزارة‮ ‬الثقافة‮ ‬والخارجية‮ ‬مؤتمراً‮ ‬صحفياً‮ ‬في‮ ‬مطار‮ ‬صنعاء‮ ‬لتوضيح‮ ‬ملابسات‮ ‬التأخير‮.‬
أتذكّر كذلك التحقيق الصحفي الاستقصائي «وزراء المهجر» الذي خطته أناملي عامي2012- 2013م، راصداً ومحللاً وكاشفاً حجم نفقات وعدد سفريات الوزراء للخارج في تلك المرحلة، وهو التحقيق الذي حصد جائزة المركز الدولي للصحافيين «واشنطن»، ضمن افضل 5 تحقيقات استقصائية في الوطن العربي، وأتذكر الكم الهائل من الاتصالات وردود الأفعال التي تلقيتها وتلقتها هيئة تحرير «الميثاق» بعد نشر تفاصيل التحقيق، وكيف انتهت ردود الأفعال إلى إصدار رئاسة الجمهورية «حينها» توجيهات صارمة بتحديد «4» سفريات فقط لكل وزير في كل عام، في حين كان التحقيق‮ ‬قد‮ ‬كشف‮ ‬ان‮ ‬بعض‮ ‬الوزراء‮ ‬سجلوا‮ «4» ‬سفريات‮ ‬خارجية‮ ‬خلال‮ ‬شهر‮ ‬واحد‮ ‬فقط‮..‬
للزملاء في مدرسة " الميثاق" الصحفية، في ختام هذه الخاطرة باقة ورد و«2000» قبلة على جباههم، وهم يواصلون السير في ظروف عصيبة، مجسدين قيم الوفاء والنبل والإيثار والتضحية، ولقيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة في المناضل الاخ الشيخ/ صادق بن أمين ابو راس، والامين العام الاستاذ احمد على محسن، وكافة اعضاء اللجنة العامة، نهمس في اذانهم : لقد علمتنا التجارب والاحداث القريبة والاخطاء السابقة ما يكفي لنولى قطاع الاعلام والاعلاميين اهمية وعناية خاصة، وأن تكريم فريق صحيفة «الميثاق» بات استحقاقاً تاريخياً، وواجباً تنظيمياً،‮ ‬وعملاً‮ ‬إنسانياً‮ ‬أضعف‮ ‬الإيمان‮..‬

jemyyemen@gmil‭.‬com
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 04:17 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58888.htm