الميثاق نت -

الأربعاء, 12-أغسطس-2020
نجيب‮ ‬شجاع‮ ‬الدين -
بقدر‮ ‬ما‮ ‬جاء‮ ‬موسم‮ ‬الحج‮ ‬لهذا‮ ‬العام‮ ‬بصورة‮ ‬استثنائية‮ ‬على‮ ‬الأمة‮ ‬الاسلامية‮ ‬فإن‮ ‬طقوس‮ ‬العيد‮ ‬هي‮ ‬الأخرى‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬كانت‮ ‬مختلفة‮ ‬عما‮ ‬سبقها‮.‬
قضى‮ ‬أهالي‮ ‬العاصمة‮ ‬صنعاء‮ ‬وعدة‮ ‬محافظات‮ ‬أيامهم‮ ‬تحت‮ ‬وابل‮ ‬أمطار‮ ‬غزيرة‮ ‬غير‮ ‬مسبوقة‮ ‬ناهيك‮ ‬عن‮ ‬أزمة‮ ‬مشتقات‮ ‬نفطية‮ ‬قيدت‮ ‬حركتهم‮ ‬لما‮ ‬يزيد‮ ‬عن‮ ‬شهر‮.‬
انهارت‮ ‬وغرقت‮ ‬منازل‮ ‬وتوفي‮ ‬مواطنون‮ ‬وجرفت‮ ‬أراضي‮ ‬زراعية‮ ‬وانفجرت‮ ‬وفاضت‮ ‬سدود‮ ‬من‮ ‬بينها‮ ‬سد‮ ‬مأرب‮ ‬للمرأة‮ ‬الأولى‮ ‬منذ‮ ‬اعادة‮ ‬انشاءه‮ ‬في‮ ‬1986م‮.‬
تغرق‮ ‬المياه‮ ‬صنعاء‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬خزانات‮ ‬المنازل‮ ‬لاتزال‮ ‬كعادتها‮ ‬فارغة‮.‬
تجلب تقلبات الطقس العديد من المنغصات لكن بعضها يعيد الى الأذهان مدى حكمة الأمثال اليمنية عندما يقول »فلان مثل الواطلة«!! في صنعاء القديمة تعدل الأمطار السبب الرئيس لخراب البيوت -سقطت منها 4 منها حتى الآن- بينما في صنعاء الجديدة وباقي المحافات فإن الانترنت أول‮ ‬أسباب‮ ‬الخراب‮ ‬حيث‮ ‬خرجت‮ ‬65٪‮ ‬من‮ ‬السعات‮ ‬الدولية‮ ‬عن‮ ‬الخدمة‮ ‬نتيجة‮ ‬السيول‮ ‬تعمل‮ ‬الفرق‮ ‬الفنية‮ ‬للاتصالات‮ ‬على‮ ‬اصلاحها‮ ‬كما‮ ‬قالت‮.‬
بالمقابل‮ ‬تكشف‮ ‬الأمطار‮ ‬مكامن‮ ‬الخلل‮ ‬والعيوب‮ ‬والفساد‮ ‬للمشاريع‮ ‬القائمة‮ ‬كما‮ ‬تعري‮ ‬حجم‮ ‬الفراغ‮ ‬في‮ ‬أداء‮ ‬الحكومة‮ ‬المعنونة‮ ‬بالانقاذ‮!!‬
الهيئة‮ ‬العامة‮ ‬للأرصاد‮ ‬ما‮ ‬وظيفتها‮ ‬وما‮ ‬جدواها‮ ‬كمنشأة‮ ‬رسمية‮ ‬مستقلة؟‮!‬
حالياً يمكن استبدالها اذا لم يكن قد حل محلها ما يسمى فلكي أو مشعوذ من قبيل هؤلاء الذين تُنشر توقعاتهم للظواهر الطبيعية »كسوف، خسوف« وتحذيراتهم المناخية للناس متى يخرجون ومتى يبقون في أماكنهم ومواعيد طلوع نجم سهيل.. الخ.
ربما‮ ‬كان‮ ‬لتراجع‮ ‬حالات‮ ‬الصحو‮ ‬تأثير‮ ‬على‮ ‬محرري‮ ‬بعض‮ ‬المواقع‮ ‬الالكترونية‮ ‬ممن‮ ‬نشروا‮ ‬خبراً‮ ‬نُسب‮ ‬الى‮ ‬مركز‮ ‬أرصاد‮ ‬أوروبي‮ ‬توقع‮ »‬أن‮ ‬الأمطار‮ ‬الغزيرة‮ ‬ستظل‮ ‬تهطل‮ ‬حتى‮ ‬العام‮ ‬2024م‮ ‬وبشكر‮ ‬مستمر‮«.‬
يزعم‮ ‬الأرصاد‮ ‬البريطاني‮ »‬أن‮ ‬اليمن‮ ‬دخلت‮ ‬مدار‮ ‬اثيوبيات‮ ‬أوغندا‮ ‬المطري‮ ‬وأنه‮ ‬خلال‮ ‬العام‮ ‬المقبل‮ ‬ستعود‮ ‬الأنهار‮ ‬التي‮ ‬جفت‮ ‬قديماً‮ ‬الى‮ ‬الجريان‮«.‬
هكذا‮ ‬زفت‮ ‬للشعب‮ ‬فبركات‮ ‬الانتقال‮ ‬لجنة‮ ‬خضراء‮!!‬
المشكلة‮ ‬أنه‮ ‬لا‮ ‬توجد‮ ‬أنهار‮ ‬هنا‮ ‬قديماً‮ ‬وحديثاً‮ ‬واذا‮ ‬افترضنا‮ ‬صحة‮ ‬الأمر‮ ‬فستتحول‮ ‬البلاد‮ ‬الى‮ ‬مستقنع‮ ‬لـ25‮ ‬مليون‮ ‬مواطن‮ ‬وآلاف‮ ‬من‮ ‬الغزاة‮ ‬والمحتلين‮!!‬
أيضاً‮ ‬هل‮ ‬بالامكان‮ ‬أن‮ ‬تقترب‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬مدار‮ ‬السويد‮.. ‬لا‮ ‬توجد‮ ‬مشاكل‮ ‬وأزمات‮ ‬هناك‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬من‮ ‬مدار‮ ‬سويسرا‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬للتفاوض‮ ‬وتقريب‮ ‬وجهات‮ ‬النظر‮ ‬ثانية‮ ‬أو‮ ‬التذكير‮ ‬بتنفيذ‮ ‬الاتفاقات‮ ‬السابقة‮!!‬
قليلون هم الذين تمكنوا هذا العام من شراء الأضاحي نظراً لصعوبة الاحوال المعيشية وارتفاع اسعارها الى أرقام مجازية ولدرجة استغراب الكبش نفسه وبالكاد يخفي ضحكته أمام الزبون بأن سعره تخطى الـ100 ألف ريال!!
يظل‮ ‬العيد‮ ‬عيد‮ ‬العافية‮.. ‬وفي‮ ‬كل‮ ‬الاحوال‮ ‬فإن‮ ‬معدل‮ ‬ما‮ ‬يتناوله‮ ‬الانسان‮ ‬اليمني‮ ‬من‮ ‬اللحوم‮ ‬الحمراء‮ ‬خلال‮ ‬السنة‮ ‬لا‮ ‬يتجاوز‮ ‬الـ3‮ ‬كيلو‮ ‬جرام‮ ‬بحسب‮ ‬الدراسات‮ ‬التي‮ ‬أجريت‮ ‬قبل‮ ‬الأزمة‮ ‬وقبل‮ ‬العدوان‮ ‬الآثم‮.‬
في الوقت الراهن صارت امكانية الشراء لأي شخص ولأي شيء محدودة للغاية وفي حال تم صرف نصف الراتب وفي حال استطاع أحدهم استلامه قبل العيد فإن افضل ما يمكن فعله هو المجازفة بشراء أربعة سندوتشات شاورما!!
ومع هذا وبعد كل هذا يبدو من سابع المستحيلات أن يمر عيد الأضحى على مالكي المسالخ وأسواق الاضاحي دون مماسة هواياتهم وابداعاتهم في التخلص من المواشي النافقة ومخلفات الذبائح ودون أن يكون هناك جهة تضبط مخالفاتهم وتمنعهم من تكديسها على الأرصفة المجاورة الى أن تتحلل‮ ‬والى‮ ‬أن‮ ‬يكتفي‮ ‬الناس‮ ‬من‮ ‬استشاق‮ ‬نتانتها‮ ‬ببهجة‮ ‬العيد‮ ‬الكبير‮.‬
أسواق نقم ومسالخها نموذج حي لما يسمونه قذارة وفوضى متكررة بلغت مستويات يمكن معها إعادة التفكير والاعتقاد والجزم وبالاثبات بأن منشأ أوبئة كورونا وانفلونزا الخنازير والطيور ليس مسلخاً في مناطق أوهان الصينية!!


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 09:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58999.htm