الميثاق نت -

الإثنين, 24-أغسطس-2020
يحيى‮ ‬العراسي -
تأتي الذكرى الـ38 لقيام المؤتمر الشعبي العام في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة نتيجة عوامل وأحداث جسام في مقدمتها استمرار العدوان الغادر والهمجي على اليمن الأرض والإنسان والبشر والحجر وما أحدثه ويحدثه من هلاك ودمار للحرث والنسل المستمر منذ ست سنوات وبمواجه ذلك كله سجل الشعب اليمني ويسجل بكل قواه السياسية والمجتمعية والشعبية وفي طليعتها المؤتمر الشعبي العام صمود تاريخي ليس له مثيل في العصر الحديث وذلك دأب المؤتمر الشعبي العام تجاه الوطن مسلكا ومنهجا بالوقوف الدائم والمستمر من اجل تطور اليمن وامنه واستقراره منذ قيامه في الرابع والعشرين من أغسطس عام 82 وفقا لحسابات وطنية دقيقة بعد مخاضات وحوارات وطنية جادة في اهم مرحلة سياسية حساسة اتسمت بالميل إلى الهدوء والاستقرار بعد زوبعة خطيرة وصدامات متعددة وعنف سياسي اكتنف عقد السبعينيات من القرن العشرين الماضي أودى بحياة ثلاثة رؤساء وكان عقد مضطربا أثرت موجات عنفه على الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي حيث كانت الحزبية محظورة بل وشبه محرمة وكانت الملاحقات الأمنية على اشدها ضد نشطاء أحزاب وقوى سياسية (تحت الطاولة) بشتى الاتهامات والمناكفات شمالا وجنوبا في أسوأ حالاتها وذلك ما حتم المضي الجاد نحو قيام هذا التنظيم الرائد بأفكار وطنية ونظريات عقدية وسطية ومعتدلة نابعة من ضمير الشعب وخصوصيات اليمن ومن تاريخه الإسلامي وارثة التراثي والتاريخي وشارك في صياغة ميثاقه وبلورة مرتكزاته الفكرية كل القوى السياسية والمجتمعية في الساحة اليمنية‮ ‬كلها‮ ‬بمختلف‮ ‬مشاربها‮ ‬واتجاهاتها‮ ‬وانتماءها‮ ‬بروح‮ ‬وطنية‮ ‬سادها‮ ‬التسامح‮ ‬والتصالح‮ ‬والوفاق‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يهم‮ ‬المصلحة‮ ‬الوطنية‮ ‬العليا‮ ‬لليمن‮ ‬الأرض‮ ‬والإنسان‮. ‬
واليوم ونحن نقترب من استكمال العقد الرابع تماما لابد من الاعتراف ان قيام المؤتمر الشعبي العام قد مثل رصيدا وطنيا ومكسب عظيما وكان جسر العبور الأمن إلى المستقبل المنشود وحقق بذلك مكاسب وإنجازات لا يمكن قياسها بما كان عليه الوضع قبل ذلك لقفزات نوعية باهرة على مختلف الصعد والمستويات ومن أولى بشائره وفي نفس عام تأسيسه تم الانتهاء من إنجاز مسودة الدستور لدولة الوحدة بمواده الـ136 مادة بعد ان كان مجمدا الحركة لأكثر من 8 اشهر وبعد 9 سنوات من الحوارات واللقاءات والمشاورات شمالا وجنوبا وهو ما أسس لبداية ترسيخ الثقة وتذويب الفوارق والفجوات في طريق إعادة الوحدة اليمنية وعلى صعيد نهضوي تنموي آخر تم إنجاز اتفاقية استخراج النفط الذي تم بعد عامين اثنين فقط من قيام المؤتمر الشعبي العام وقد مثل أساسا لقيام البرامج التنموية التطويرية على مختلف مساراتها وازداد زخم العطاءات المتجددة‮ ‬في‮ ‬طرق‮ ‬تحقيق‮ ‬الأهداف‮ ‬والتطلعات‮ ‬المنشودة‮.‬
وبكل المقاييس وبالنهج الوسطي المعتدل والخط الوطني الواضح والصريح اصبح المؤتمر الشعبي العام يمثل خارطة الطريق نحو مستقبل البناء والنمو والتطور حينها وخير نظير موازٍ وموازن للحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم الشطر الجنوبي من الوطن وهو ما مكن وسهل ومهد طريق‮ ‬المضي‮ ‬لتحقيق‮ ‬اغلى‮ ‬الأهداف‮ ‬واهمها‮ ‬على‮ ‬الإطلاق‮ ‬والمتمثل‮ ‬بإعادة‮ ‬تحقيق‮ ‬وحدة‮ ‬الوطن‮ ‬واللحمة‮ ‬الأخوية‮ ‬التي‮ ‬ضحى‮ ‬من‮ ‬أجلها‮ ‬خيره‮ ‬الشهداء‮ ‬الأفذاذ‮ ‬وقدم‮ ‬من‮ ‬أجلها‮ ‬اليمنيون‮ ‬الأحرار‮ ‬اغلى‮ ‬التضحيات‮ ‬واعزها‮. ‬
وللأمانة والتاريخ والإنصاف فقد كان للقائد المؤسس أول أمين عام للمؤتمر الشعبي العام الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله الجهد الأكبر ولأميز مع كل رفاقه من كبار المسئولين في الدولة والحكومة.
وبهذه المناسبة الغالية نزف احر التهاني وأطيب التبريكات إلى القامة السامقة المناضل الوطني رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق بن أمين أبو راس والأمين العام غازي احمد علي وهي إلى الأمناء المساعدين وكل قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59057.htm