راسل القرشي - ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الـ38 لتأسيس المؤتمر الشعبي نتذكر كل الجهود التي دونها وسجلها مؤسسو تنظيمنا الوطني الرائد طيلة مسيرته الحافلة بالعطاء وتركوا بصماتهم واضحة وحفروا أفكارهم المتطورة في سجلات تنظيمهم الوحدوي وفي سجلات الوطن بناء وتنمية وانجازاً..
38 عاماً نتذكر معها الاسهامات الوطنية التي اضافها المؤتمر على الواقع الوطني واستطاع طيلة السنوات التي كان يحكم فيها الوطن ان يعمل جاهداً على ترجمة كل المبادئ والمضامين التي حملها الفكر الميثاقي الأصيل مؤكداً منذ البداية على "ان شعبنا لم يصنع حضارته القديمة إلا في ظل الاستقرار والأمن والسلام... ولم يتحقق له ذلك إلا في ظل وحدة الأرض والشعب والسلام".. ومن منطلق هذا المبدأ الميثاقي الأصيل مضى المؤتمر على طريق البناء والعمل والانجاز كما عمل على تعزيز الشراكة الوطنية والمشاركة الشعبية الواسعة في الحكم ومضت معه الجماهير الشعبية يداً واحدة في اتجاه تلافي كل الاشكالات التي اثرت على عملية البناء ورفض كل اشكال التبعية والعمالة والارتهان.. وأيضاً رفض المساومة على القضايا الوطنية من اي جهة كانت..
لقد مضى المؤتمر وفق سلوك واضح لا ينفصل عن الفكر وتمكن من خلق مسيرة وطنية وحدوية عنوانها: العمل والبناء.. التنمية والإنجاز، كما أن النهج الوسطي المعتدل الذي انتهجه المؤتمر طيلة مسيرته في السلطة مكنه من تعزيز قيم الحوار للوصول إلى حلول ومعالجات لكل الاشكالات القائمة والمتوقعة.. وبالحوار أيضا تم ترسيخ الديمقراطية ليس في داخله فحسب وإنما كنهج شعبي انتخابي يختار خلاله الشعب من يحكمه عبر صندوق الانتخابات للوصول إلى السلطة دون ضرر أو ضرار كقاعدة دينية اكد عليها "الميثاق الوطني" من وحي شريعتنا السمحة..
وضعت المبادئ والمضامين الميثاقية الأسس الواضحة للحكم وأكد معها المؤتمر - وفق قاعدة ثابتة ظل يتمسك بها طيلة مسيرته الوطنية رافضاً تناسيها أو القفز عليها وتجاوزها - "إن التعصب الأعمى لا يثمر إلا الشر.. وإن محاولات أية فئة متعصبة للقضاء على الآخرين أو اخضاعهم بالقوة قد فشلت عبر تاريخ اليمن كله"..
وهو المبدأ الذي لا يزال يؤكد عليه المؤتمر ويتخذه قاعدة اساسية اليوم وهو خارج السلطة ؛ ولاينبغي الخروج عنه أو القفز عليه كهدف رئيسي لتحقيق التعايش والمحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد الكبير..
اليوم ونحن نحتفي بالذكرى الـ 38 لتأسيس تنظيمنا الرائد يحق لنا أن نفتخر بهذه المناسبة كونها مناسبة تمثل لنا ميلاداً حقيقياً لوطن كان يعاني من الصراعات وتمكن المؤتمر من إنهائها تحت راية قائدنا المؤسس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه..
طيلة الـ 38 سنة الماضية مرّ المؤتمر الشعبي العام بمراحل وطنية صعبة ولا شك أن اصعب تلك المراحل ما شهده الوطن والمؤتمر منذ العام 2011م، فمنذ ذاك الحين وهو يتعرض للعواصف العاتية والاستهداف المتعمد والممنهج لقياداته وكوادره بهدف تمزيقه واجتثاثه، ومثل استهداف قيادات المؤتمر في شهر يونيو من نفس العام بجامع دار الرئاسة حدثاً اجرامياً إرهابياً واضحاً راح ضحيته عدد من قيادات المؤتمر الحية وفي مقدمتها الشهيد عبدالعزيز عبدالغني رحمة الله عليه عوضاً عن اصابة القائد المؤسس ومعه الشيخ صادق بن أمين ابو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام والشيخ يحيى الراعي نائب رئيس المؤتمر وعدد من القيادات المؤتمرية الأخرى..
ورغم تلك الجريمة الإرهابية الشنيعة وبقية الاحداث والوقائع الأخرى التي استهدفت المؤتمر إلا أنه بقي ثابتاً قوياً مواجهاً كل تفاصيل المؤامرة.. كما أن احداث ديسمبر عام 2017م هي الأخرى كادت أن تعصف بالمؤتمر لولا حكمة وحنكة الشيخ صادق أبو راس رئيس المؤتمر الذي استطاع إعادة تجميع اوراق المؤتمر وحمايته والحفاظ عليه من كل الاختراقات واستعادة نشاطه وتواجده المعهود متجاوزاً كل المؤامرات التي أراد من خلالها العدوان تفتيت وتقسيم المؤتمر عبر بعض القيادات التي خانت الوطن واسهمت في تدميره وتسببت باستشهاد عشرات الآلاف من أبناء الشعب وفي مقدمتهم الأطفال والنساء..
هذا هو المخطط الذي لم يكن يستهدف المؤتمر وقياداته فحسب وانما يستهدف الوحدة الوطنية والاجتماعية لليمنيين عموماً.
المخطط الذي كشف عنه شركاء الانقلاب على النظام والدستور في العام 2011م وافصح عنه حينها الكثير من قيادات حزب الاصلاح والتيارات السياسية الأخرى الذين رأوا وما زالوا يرون في بقاء المؤتمر وشعبيته الجماهيرية خطراً على توجهاتهم ومشاريعهم الصغيرة..!!
ومع كل تلك الجهود التي لا يمكن ان نمر عليها دون أن نقدم الشكر والتقدير للشيخ صادق ورفقاء دربه في قيادة المؤتمر الذين اكدوا بالمطلق أن المؤتمر عصي على التقسيم والاختراق وهو اليوم أقوى واشد واكثر ثباتاً بعد تلك العواصف العاتية التي شهدها خلال السنوات الماضية..
ويكفي للاستدلال على ذلك هذا الحراك والنشاط التنظيمي الذي يشهده المؤتمر حالياً على كافة المستويات، كما أن إعادة ترميم وتأهيل مبنى اللجنة الدائمة "الأمانة العامة" في منطقة الحصبة بصنعاء والذي سيتم افتتاحه مع إحياء الذكرى الـ38 للتأسيس سيعزز من عملية الاتصال والتواصل التنظيميين وتجاوز الكثير من التحديات التي تواجه المؤتمر اليوم..
إن طبيعة المرحلة التي يمر بها الوطن من جهة والمؤتمر الشعبي العام من جهة اخرى تعد من اخطر المراحل في ظل هذا العدوان الإجرامي المستمر منذ قرابة ست سنوات وينبغي علينا أن نعي ذلك جيداً ومعها نؤكد لكل من يتآمر على تنظيمنا الرائد أن المؤتمر سيبقى ثابتاً قوياً لم ولن ينكسر وسيواجه كل المؤامرات التي تستهدفه بصلابة وحكمة وعقلانية.. كما نقول لقوى العدوان وأدواته إن المؤتمر سيظل متمسكاً بمبادئه في الدفاع عن الوطن وسيادته ووحدته واستقلاله وهذا هو الموقف الثابت الذي يجسد مضامين دليله الفكري والنظري "الميثاق الوطني"..
كما نؤكد أن المؤتمر سيبقى بقياداته واعضائه وجماهيره الوفية في عموم محافظات الجمهورية القوة التي لم ولن تنكسر كما كان دوماً قوة قادرة على تجاوز التحديات والاخطار والخروج منها اكثر صلابة وإيماناً بالمبادئ الوطنية العظيمة التي قام على اساسها..
نحن هنا مع القيادة المؤتمرية الحكيمة ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبو راس ونبارك كل مواقفه الثابتة في مواجهة العدوان والاصطفاف خلف الجيش واللجان الشعبية الذين يقدمون ارواحهم من اجل الانتصار للوطن ووحدته وسيادته واستقلاله والحفاظ على وحدة وتماسك المؤتمر في مواجهة كل المشاريع التي تريد الانحراف به عن مساره الوطني اليمني..
نعم.. إن الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان والحصار والإرهاب، مبادئ واضحة في فكر المؤتمر ومعه لن نقبل على الإطلاق التفريط بسيادة الوطن ووحدته واستقلاله.
هذا هو المؤتمر.. واضح في مختلف توجهاته، لم يعمل منذ نشأته إلى اليوم من أجل مصالحه ولم يفرط بقضيته الوطنية كغيره من الأحزاب التي تتلون كالحرباوات، وانما كان واضحاً.. مبدأه الوطن ومهمته تعزيز الشراكة والمشاركة الشعبية الواسعة في مختلف ميادين الحياة، وغايته البناء والانجاز ووجهته المستقبل.
الرحمة والخلود لشهداء الوطن الأبرار..
والاستمرارية المتطورة للمؤتمر الشعبي العام قيادة واعضاء..؛ والنصر لليمن
ولا نامت اعين الجبناء
|