الميثاق نت -

الإثنين, 24-أغسطس-2020
حاوره‮ / ‬رئيس‮ ‬التحرير -
بعد‮ ‬غيابه‮ ‬لعدة‮ ‬سنوات‮ ‬ظهر‮ ‬مؤخراً‮ ‬بالمشهد‮ ‬المؤتمري‮ ‬خلال‮ ‬احتفالية‮ ‬الفعاليات‮ ‬المؤتمرية‮ ‬بذكرى‮ ‬تأسيس‮ ‬تنظيمها‮ ‬الـ37‮ ‬العام‮ ‬الماضي‮..‬
يومها حرص الشيخ صادق بن امين ابوراس على الاشارة الكاشفة لوجود هذه الشخصية بالفعالية الاحتفالية وتحدث عنه بمفردات لا تخلو من الاشادة به وبدوره في خدمة التنظيم منذ اللحظة الأولى لقيامه في الـ24 من اغسطس 1982م.
كلمات‮ ‬صاحبتها‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬التصفيق‮ ‬الحار‮ ‬لدوره‮ ‬هذا‮ ‬ولم‮ ‬يكتف‮ ‬رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬بكلمات‮ ‬اشادته‮ ‬وإنما‮ ‬قام‮ ‬من‮ ‬مكانه‮ ‬ليصافحه‮ ‬علاوة‮ ‬علي‮ ‬تكريمه‮ ‬له‮ ‬وثلة‮ ‬من‮ ‬فرسان‮ ‬المؤتمر‮ ‬المؤسسين‮..‬
انه الاستاذ والقيادي المؤتمري علي مقبل غثيم والذي تبوأ العديد من المناصب التنظيمية العليا كعضو باللجنة العامة وفي اطار الامانة العامة للمؤتمر حيث ترأس ولفترات متعاقبة العديد من الدوائر المتخصصة بالامانة العامة كالدائرة السياسية والاقتصادية والادارة والخدمات علاوة إلى كونه من اسهم في استحداث دائرة جديدة تعنى بالرقابة التنظيمية كخطوة تحديثية للعملية التنظيمية حيث أسندت له رئاسة هذه الدائرة التي تطورت لاحقا الى هيئة مستقلة للرقابة التنظيمية والتفتيش المالي بالاضافة إلى مشاركاته الفاعلة في تمثيل المؤتمر في العديد‮ ‬من‮ ‬المباحثات‮ ‬الخارجية‮..‬
وبمناسبة الذكرى الـ38حرصت "الميثاق" على إجراء هذا اللقاء معه وللإطلالة من خلاله على العديد من الموضوعات المرتبطة بالمؤتمر العام الأول كواحد من أعضائه وتقييم المشهد المؤتمري خلال مسيرته التي يولج المؤتمر اليوم عامه الـ 39..
وكان‮ ‬لنا‮ ‬معه‮ ‬حصيلة‮ ‬جديرة‮ ‬بالاهتمام‮ ‬والمتابعة‮.. ‬


‮< ‬ما‮ ‬تقييمكم‮ ‬لمسيرة‮ ‬المؤتمر‮ ‬خلال‮ ‬38عاماً؟‮ ‬
- واضح انه من خلال الشعار الذي رفعه المؤتمر الأول للتنظيم والذي عقد بالعاصمة صنعاء في الـ24 من أغسطس 1982م والذي يقول (من اجل ميثاق وطني يجسد عقيدة الشعب وأهداف الثورة) أن الحمل كان كبيرا على المؤتمر ومسؤوليته الوطنية إزاء هذا الشعار وبلورته إلى الواقع كترجمة‮ ‬لتطلعات‮ ‬الشعب‮ ‬الذي‮ ‬استفتي‮ ‬أو‮ ‬بالأحرى‮ ‬استبين‮ ‬على‮ ‬الميثاق‮ ‬الوطني‮ ‬وبكل‮ ‬مضامينه‮ ‬وأسسه‮ ‬وقواعده‮.‬
ان المؤتمر الشعبي بات مسؤولا عن هذه الترجمة وعن قيادة الوطن والشعب باتجاه المستقبل على ضوء مفاهيم ومثل الميثاق الوطني وعن قيادة التحول الحضاري بعيدا عن الأحلام والأماني والارتجال والاتكالية والعشوائية وكان لزاما على سياساته وبرامجه ومناشطه أن تحشد كل قواه من‮ ‬اجل‮ ‬ذلك‮ ‬لحماية‮ ‬الوطن‮ ‬والميثاق‮..‬
واجدها مناسبة أن اتحدت اليوم لجيل جديد من أعضاء المؤتمر الشعبي العام والذين ينتشرون في مختلف مناطق وربوع الوطن عن عهد ما قبل قيام المؤتمر وهو عهد اتسم بالصراعات والتطاحنات وتعدد الاتجاهات السياسية والفكرية ولم تشهد البلاد خلاله حالة استقرار إلا لبضعة أعوام وسريعا ما تعود إلى حالة الانفلات والارتهان السياسي الخارجي الذي بات يحرك أجندته من بعيد بوسائل وطرق مختلفة وعلى أيادٍ يمنية الأمر الذي خلق أجواء غير مواتية ولا تساعد بالمطلق على جعل أي توجه نحو البناء والتنمية يُكتب له النجاح نظراً لكون هذه المعطيات الخطيرة‮ ‬التي‮ ‬تعيشها‮ ‬اليمن‮ ‬كانت‮ ‬تمثل‮ ‬جميعها‮ ‬عوائق‮ ‬حقيقية‮ ‬أمام‮ ‬عملية‮ ‬التنمية‮ ‬الاقتصادية‮ ‬والاجتماعية‮ ‬أو‮ ‬تحقيق‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮..‬
وارى ان مسؤولية الإعلام المؤتمرية والوطنية عموما تسليط الضوء على طبيعة هذه المرحلة بكل ارهاصاتها وإفرازاتها وتداعياتها الخطيرة لكي يستكشف أعضاء المؤتمر وغيرهم من المواطنين الأهمية البالغة التي مثلها قيام تنظيمهم الرائد كاستجابة لحاجة شعبية ملحة وواقعية قضت‮ ‬بأهمية‮ ‬إحداث‮ ‬تحول‮ ‬جديد‮ ‬بالمشهد‮ ‬اليمني‮.. ‬تحول‮ ‬يقوم‮ ‬على‮ ‬أسس‮ ‬وقواعد‮ ‬جديدة‮ ‬وحتى‮ ‬يتعزز‮ ‬لهم‮ ‬دورهم‮ ‬المتطلع‮ ‬إلى‮ ‬وحدة‮ ‬وطنية‮ ‬وفكرية‮ ‬ولانطلاقة‮ ‬الارادة‮ ‬السياسية‮ ‬الحقيقية‮ ‬المنتصرة‮ ‬لوطنهم‮..‬
وبالفعل كان لقيام المؤتمر اثره البالغ في الحياة اليمنية وشهدت الساحة اليمنية في ظل المؤتمر وتوجهاته الوطنية والديمقراطية تحولا مهما حيث اكتسب شعبنا ومن خلال عملية الحوار الوطني لمختلف قواه حول الميثاق الوطني تصوراً ورؤية ثاقبة لبناء حاضره ومستقبله.. رؤية تراعي خصوصياته وتجاربه الناجحة التي تضمن لتوجهاته المزيد من التمسك- وفي اطار أسلوبه السياسي المؤتمري الجديد- بأهداف ومبادئ ثورته المجيدة وبآليات عمل برامجية وعلمية تستند جميعها على موروثه الحضاري المشرق وبأسس وقواعد وتعليمات دينه الحنيف.
خلاصة‮ ‬لقد‮ ‬دخلت‮ ‬اليمن‮ ‬بقيام‮ ‬المؤتمر‮ ‬مرحلة‮ ‬جديدة‮ ‬من‮ ‬تاريخها‮ ‬الحديث‮ ‬اتسمت‮ ‬بالهدوء‮ ‬والاستقرار‮ ‬والتفرغ‮ ‬لمهام‮ ‬التنمية‮ ‬الاقتصادية‮ ‬والاجتماعية‮..‬
ويكفي‮ ‬ان‮ ‬اقول‮ ‬هنا‮ ‬إن‮ ‬مسيرة‮ ‬38‮ ‬عاماً‮ ‬من‮ ‬عمر‮ ‬المؤتمر‮ ‬قد‮ ‬استطاعت‮ ‬القيام‮ ‬بتغيير‮ ‬وجه‮ ‬اليمن‮ ‬وهذا‮ ‬لا‮ ‬يعني‮ ‬ان‮ ‬الساحة‮ ‬قد‮ ‬أصبحت‮ ‬خالية‮ ‬من‮ ‬السلبيات‮ ‬وجوانب‮ ‬القصور‮..‬

‮< ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظركم‮ ‬ما‮ ‬ابرز‮ ‬هذه‮ ‬السلبيات‮ ‬التي‮ ‬شابت‮ ‬نشاط‮ ‬المؤتمر‮ ‬خلال‮ ‬الفترة‮ ‬الماضية؟‮ ‬
- لاشك أخي يحيى أن أي حدث كبير أو فعل إنساني أكان فردياً أو جماعياً نجده لا يخلو من جوانب السلب والقصور فنحن بشر نخطئ لكن العبرة في مدى قدرتنا على الرصد الموضوعي والعلمي لهذه الاخطاء واحتوائها وحتى يتم لنا تجاوزها وآثارها السلبية..
ولا‮ ‬استطيع‮ ‬أخي‮ ‬أن‮ ‬ألم‮ ‬هنا‮ ‬بكل‮ ‬الأخطاء‮ ‬التي‮ ‬صاحبت‮ ‬مسيرة‮ ‬المؤتمر‮ ‬كوني‮ ‬غادرت‮ ‬العمل‮ ‬والإدارة‮ ‬التنظيمية‮ ‬مبكراً
ومن جوانب السلب التي يمكن أن أتذكرها هي تلك التي رصدتها خلال معايشتنا للعمل المؤتمري الداخلي وكانت في بداية العمل التنظيمي وكان مبعثها من وجهة نظري يعود إلى أن التجربة الحزبية مازالت وليدة في بلد كان دستوره وقوانينه تجرم الحياة الحزبية وبالتالي تحتاج تجربته‮ ‬هذه‮ ‬إلى‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬الوقت‮ ‬حتى‮ ‬تتبلور‮ ‬على‮ ‬الواقع‮..‬
وما بالنا هنا أن يكون المؤتمر هو خيمة تستظل تحتها مختلف القوى ذات الفكر والتيارات المختلفة حيث كانت الإدارة التنظيمية في مرحلة البداية تجد صعوبات في ظل تعدد الاتجاهات فكل له منظوره ورؤيته نحو أي قضية تطرح مثلا للنقاش إلا أن هذه الحالة امكن التغلب عليها خطوة خطوة ومن خلال المزيد من الوعي الفكري المتسلح برؤية المؤتمر لمختلف القضايا وهذا ما دفع بالادارة التنظيمية إلى الاهتمام بجانب التوعية الميثاقية وكذا بالدراسات والقراءات التي تتناول مضامين الميثاق والرفع من مستوى مهارات ومعارف الإدارة التنظيمية ورفع مستوى الأداء وكان من اهم الإنجازات المتحققة على هذا الصعيد تأسيس معهد الميثاق التي أدت برامجه ومناشطه لاحقا إلى تقريب وجهات النظر ورفع مهارة الإدارة التنظيمية وهو إنجاز بالطبع لم يُكتب له الاستمرار في مراحل عدة من مراحل المؤتمر حيث وهن دور معهد الميثاق أو غاب لفترة‮ ‬طويلة‮ ‬وهذا‮ ‬امر‮ ‬اثر‮ ‬كثيراً‮ ‬على‮ ‬أمور‮ ‬عدة‮ ‬متصلة‮ ‬بالمؤتمر‮ ‬وحراكه‮ ‬الداخلي‮.‬

‮< ‬نعود‮ ‬أستاذ‮ ‬إلى‮ ‬مرحلة‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬قيام‮ ‬المؤتمر‮ ‬ونسأل‮ ‬هل‮ ‬نجد‮ ‬اليوم‮ ‬تشابهاً‮ ‬بين‮ ‬عهد‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬قيام‮ ‬المؤتمر‮ ‬والواقع‮ ‬الذي‮ ‬يعيشه‮ ‬الوطن‮ ‬اليوم؟‮ ‬
- للأسف الشديد أن نجد وطننا يعود من جديد إلى دوامة الصراعات وكأن شعبنا وبمختلف قواه لم يستفيدوا من دروس الماضي بالرغم من عظمة الإنجازات التي تم تحقيقها على مستوى أدبيات الحكم فهناك دستور وهناك تعددية سياسية وهناك مجتمع مدني وهناك انتخابات عامة وأرضية قوية وصلبة يمكن لكل اليمنيين ان يتحاوروا من خلالها بالطرق السلمية ودون اللجوء للخلافات الحادة التي أدت إلى التصادم وهو حال سمح بالتدخل الخارجي السافر من جديد وضربنا بعرض الحائط بكل إمكاناتها الديمقراطية المتواضعة.. بتجربتها التي كان يمكن الاستفادة منها في إنجاز‮ ‬حوار‮ ‬يحافظ‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬وشعبها‮..‬
وهاهم اليوم حكام الحجاز ونجد وغيرهم من القوى الدولية يعودون بصورة فظيعة في إحداث المزيد من الفتنة بين ابناء الشعب الواحد والقضاء على مكتسباته وتدمير بناه التحتية وفوق هذا قتل الانسان اليمني بدم بارد..
إذاً ما يعيشه اليمن اليوم من تحولات سلبية خطيرة تفوق كثيرا ما عاشه شعبنا في مراحل سابقة وهو ما يعني ان العدوان الذي يشن اليوم على اليمن هو الأفظع عبر تاريخه القديم والحديث والمعاصر.. عدوان غاشم يستهدف الانسان اليمني وكيانه وسيادته واستقلاله..
لكن ما يجب علينا أن نستفيد منه هو أن الحوار الواعي هو الوحيد الذي سينقذ وطننا وليس شيء غيره ولهذا اتابع اليوم باهتمام بالغ التصريحات المتوالية لقيادات بالمؤتمر والحريصة على الدعوة الصادقة نحو حوار يمني - يمني باعتبار أن اليمنيين هم وحدهم من يستطيعون معالجة‮ ‬قضاياهم‮ ‬بروح‮ ‬يمنية‮ ‬صادقة‮ ‬حانية‮ ‬على‮ ‬وطنهم‮ ‬وشعبهم‮ ‬بعيدا‮ ‬عن‮ ‬الاسفاف‮ ‬والفجور‮ ‬في‮ ‬الخصومة‮..‬
أقول ذلك مذكّراً أن اليمنيين تمكنوا من إنجاز حوار تاريخي وبإمكاناتهم العقلية ومن واقع تحاربهم وخصالهم ومآثرهم الحميدة من إنجاز حوار وطني شامل في ثمانينيات القرن السابق وان يهيئوا أرضية جديدة لعملية البناء والتنمية وبأنهم اليوم قادرين أيضا على فعل المستحيل اذا ما توافرت نواياهم الصادقة وبعيدا عن آل سعود وغيرهم وأن ينتصروا لوطنهم ويرفعوا معاناة شعبهم الذي يستحق كل حوار حضاري ووطني مسؤول يعكس حكمتهم وتجاربهم الناجحة عبر مراحل تاريخهم كشعب يستمد قوته دائما وأبدا من موروثه الحضاري..
وعلينا أن ندرك أن الأجندة الخارجية إقليمية ودولية التي تدخلت في بلادنا بهدف الاستغلال الرخيص لتلك الأوضاع التي عاشها اليمن قبل قيام المؤتمر هي نفسها اليوم دخلت من جديد لتأجيج الصراع والتطاحن والنيل من اليمن وثورته وجمهوريته وإنجازاته في الديمقراطية والمشاركة‮ ‬الشعبية‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يتطلب‮ ‬من‮ ‬الجميع‮ ‬المزيد‮ ‬نن‮ ‬اليقظة‮ ‬لتفويت‮ ‬الفرصة‮ ‬على‮ ‬هذه‮ ‬السيناريوهات‮ ‬المعادية‮ ‬لشعبنا‮ ‬ووطننا‮ ‬وينفق‮ ‬من‮ ‬اجلها‮ ‬حكام‮ ‬نجد‮ ‬والحجاز‮ ‬بسخاء‮ ‬كبير‮.‬

‮< ‬يشير‮ ‬البعض‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬المؤتمر‮ ‬أهمل‮ ‬التطوير‮ ‬المؤسسي‮ ‬واللائحي‮ ‬لتكويناته‮ ‬وأن‮ ‬ذلك‮ ‬يعد‮ ‬سبباً‮ ‬في‮ ‬ضعف‮ ‬ووهن‮ ‬أدائه‮ ‬عبر‮ ‬محطات‮ ‬في‮ ‬مسيرته‮.. ‬تعليقكم؟‮ ‬
- اعتقد ان المؤتمر الشعبي العام ومنذ قرار قيامه كتنظيم يمني جامع بالمؤتمر العام الأول وبالصورة التي اسند له مهمة بلورة وتنفيذ الميثاق الوطني على الواقع قد اهتمت قيادته مبكرا جدا بتطوير بنائه المؤسسي من حيث إيجاد اللوائح والأنظمة التي تنظم العلاقات الداخلية‮ ‬بين‮ ‬مكوناته‮ ‬وبين‮ ‬الدولة‮ ‬باعتباره‮ ‬حينها‮ ‬تنظيماً‮ ‬يدير‮ ‬الدولة‮ ‬وقائده‮ ‬أو‮ ‬بالأحرى‮ ‬أمينه‮ ‬العام‮ ‬هو‮ ‬رئيس‮ ‬الدولة‮..‬
ولاشك أن هذا الاهتمام ظل مستمرا من مؤتمر عام لآخر وكانت معظم المؤتمرات العامة تعرض عليها مشاريع جديدة تستهدف تقوية البناء المؤسسي للمؤتمر ولهذا استطيع القول إن المؤتمر يعد من اكثر الأحزاب والتنظيمات اليمنية التي تعاطت مع متطلبات تطوير البناء المؤسسي ولا اعتقد ان هذا سبب في ضعف ووهن الأداء لمؤتمري من وقت لآخر وإنما سبب ذلك يعود من وجهة مهتمين ومتابعين للشأن المؤتمري إلى كون المؤتمر لم يعتمد كثيرا على نفسه بقدر ما كان اعتماده على الدولة باعتباره حاكما سواء قبل الوحدة أو بعدها وهذا لاريب امر دفع بمؤتمريين على ما‮ ‬اعتقد‮ ‬إلى‮ ‬المطالبة‮ ‬بالاعتماد‮ ‬على‮ ‬آليات‮ ‬المؤتمر‮ ‬أولاً‮..‬
وعلى‮ ‬فكرة‮ ‬هاهو‮ ‬المؤتمر‮ ‬اليوم‮ ‬ومن‮ ‬خلال‮ ‬متابعتي‮ ‬للأخبار‮ ‬تقف‮ ‬قيادته‮ ‬أمام‮ ‬مشروع‮ ‬إعادة‮ ‬هيكلة‮ ‬الأمانة‮ ‬العامة‮ ‬وهذا‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬حيوية‮ ‬المؤتمر‮ ‬في‮ ‬تعامله‮ ‬مع‮ ‬المؤسسية‮ ‬وحرصه‮ ‬على‮ ‬تطويرها‮..‬

‮< ‬بمناسبة‮ ‬إشارتكم‮ ‬لحرص‮ ‬المؤتمر‮ ‬اليوم‮ ‬على‮ ‬إعادة‮ ‬هيكلة‮ ‬أمانته‮ ‬العامة‮ ‬كيف‮ ‬تنظرون‮ ‬إلى‮ ‬هذه‮ ‬الخطوة‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬التوقيت؟
- سبق وان أشرت لك سلفا أنني ابتعدت مبكرا عن العمل الحزبي وقد لا أكون اليوم ملماً بكل الاحتياجات الضرورية لعملية الهيكلة الجديدة التي يحتاج إليها المؤتمر اليوم كما أشرت لك سلفا إلى اعتماد المؤتمر في أحايين كثيرة على الدولة كونه الحاكم فإنني من هذا المنطلق اعتقد أن رئيس المؤتمر هو شخصية وطنية ورجل دولة من الطراز الأول.. وأتذكر اليوم أننا اُنتخبنا سوية لقيادة دفة الحركة التعاونية اليمنية وغيرها, كما عملنا سويا في العديد من المواقع والمهام الوطنية التي عملنا سويا من أجلها.. ولاريب ان هذا الرجل يدرك تماماً الحاجة الماسة للمؤتمر على صعيد إعادة الهيكلة وكان أمينا مساعدا لأهم قطاعاته وهو قطاع الشئون التنظيمية والذي استمر فيه طويلا حتى انتخب نائباً لرئيس المؤتمر علاوة على كونه حسب علمي. أدار اكبر عملية هيكلة في مسيرة المؤتمر من ادنى تكوين إلى اكبر تكوين.
وأرى ان على المؤتمر اليوم ان يفرق بين موقعه بالأمس كحاكم وبين موقعه اليوم كمعارض أو مشارك بصورة ما بالراهن اليوم وهذا التحول لاشك يتطلب منه تعديلات مهمة وجوهرية تتفق مع معطيات واقعه الجديد وتمكنه من الاستمرارية والبقاء كتنظيم فاعل في الحياة اليمنية.. واعتقد ان تعامل المؤتمر اليوم مع الإصلاحات الداخلية يجسد حقيقة وعي قيادته وإدراكها لمتطلبات المرحلة الجديدة كما أثق في قدرة قيادة المؤتمر على قيادة المؤتمر حاليا باتجاه الحفاظ عليه وعلى وحدته ورصيده الوطني.

‮< ‬يواجه‮ ‬المؤتمر‮ ‬محاولات‮ ‬تمزيقه‮ ‬والقضاء‮ ‬على‮ ‬وحدته‮ ‬الفكرية‮ ‬والتنظيمية‮.. ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬تتوقعونه‮ ‬لهذه‮ ‬المحاولات؟‮ ‬
- أتوقع لها الفشل الذريع فها هم المؤتمريون ومنذ أحداث ديسمبر المؤسفة يواصلون بعزيمة لا تلين الحفاظ على وحدة تنظيمهم وها هي تجليات الاصطفاف حول قيادة المؤتمر والتي تمثل مجموعة من القيادات المجربة ومن الشباب الجديد الذي تم تصعيده ويتمتع بقدرات وكفاءات ستتمكن‮ ‬من‮ ‬مواجهة‮ ‬كل‮ ‬التحديات‮.‬
وستؤكد الأيام فشل هذه المحاولات البائسة، والنجاح والانتصار لن يكون إلا لمن بقى صامداً على أرضه ومفضلاً ذلك على الفنادق بالخارج وأموال اللجنة الخاصة.. وهؤلاء وحدهم من سيحافظون على وطنهم وتنظيمهم وبقائه وتعزيز دوره الوطني في خدمة الشعب والوطن والحفاظ على سيادته‮ ‬واستقراره‮ ‬والوقوف‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬الشعب‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار‮ .‬

‮< ‬كلمة‮ ‬أخيرة‮ ‬تودون‮ ‬قولها‮ ‬للمؤتمريين‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬احتفالهم‮ ‬بالذكرى‮ ‬الـ38‮ ‬لتأسيس‮ ‬تنظيمهم‮ ‬الرائد؟
‮- ‬أقول‮ ‬لهم‮ ‬كل‮ ‬عام‮ ‬وانتم‮ ‬زاخرون‮ ‬بالعطاء‮ ‬الوطني‮ ‬المتواصل‮ ‬والمتدفق‮ ‬كما‮ ‬عهدكم‮ ‬شعبكم‮.. ‬وكل‮ ‬عام‮ ‬وتنظيمنا‮ ‬يواصل‮ ‬تفاعلاته‮ ‬الوطنية‮ ‬بمهنية‮ ‬وحرفية‮ ‬عالية‮..‬
والنصر‮ ‬لوطننا‮ ‬ولشعبنا‮ ‬الصامد‮ ‬والصابر‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59061.htm