حاوره / رئيس التحرير - قال الدكتور عبدالعزيز بن حبتور إن ما أنجزته حكومة الانقاذ الوطني يعد معجزة مقارنة بالامكانات المتاحة وستترك للمؤرخين في قادم الأيام تقويمها.
وأوضح رئيس الوزراء: اننا ندير حكومة بلا إمكانات مالية ولا تجهيزات حقيقية والعديد من المؤسسات تعرضت للقصف الوحشي ونعمل بموازنة لا تتعدى 7٪ مما كان مقرراً للحكومات المتعاقبة حتى العم 2014م.
وأضاف: حافضنا على جميع مؤسسات الدولة كي لا تسقط وتنهار بفعل العدوان والحصار.
وأكد بن حبتور أن استمرار أزمة المشتقات النفطية يفضح عنجهية وصلف تحالف العدوان ونفاق المجتمع الدولي مشيراً الى أن الضجيج الاعلامي حول خزان صافر الى قضية سياسية.
وانتقد رئيس »الانقاذ« أن بعض التعيينات المركزية تأتي دون مراعاة للشروط والمعايير المهنية الادارية.
وقال: أبلغنا موقفنا منها للقيادة السياسية والثورية.
الى الحصيلة:
< في البداية ما يؤخذ على توجه الحكومة وادائها هو عدم اعتمادها إدارة الازمة بمفهومها العلمي والعملي ويرى مراقبون ان ذلك ساعد على تفاقم المشكلات.. ما تعليقكم؟
- شكراً كثيراً لصحيفة »الميثاق« الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام على اجرائها هذا الحوار معنا بمناسبة الذكرى السنوية الـ38 على تأسيس المؤتمر، وفيما يخص سؤالكم هل ادارة حكومة الانقاذ الوطني عملها وفقاً للمفهوم العلمي والعملي لإدارة الازمات، نود القول ان هذه الحكومة وتحت قيادة المجلس المجلس السياسي قد أدارت الازمة برمتها وفقاً لمعايير يمكن ان تضاف الى علم الادارة العامة الاستراتيجية معاً، المراقب المنصف العاقل هو من سيقول ذلك، لاننا ومُنذ اربعة اعوام ندير حكومة بلا امكانات مالية ولا تجهيزات حقيقية والعديد من مؤسساتنا الحكومية تعرضت للقصف الوحشي ونعمل بموازنة لا تتعدى 7٪ من موازنة الدولة المقرة في عام 2014م، العمل في مثل هذه الظروف وماتم انجازه يعد معجزه سنترك للمؤرخين في قادم الايام تقويمها وفقاً للمعطيات الواقعية في الواقع وبحسب المعايير العلمية النظرية في الادارة.
< اتساع المشكلات بِمَ نفسره.. هل السبب يكمن في الآليات ام في طبيعة الواقع الراهن؟
- هذا السؤال إجابته مرتبطة بالسؤال الأول تماماً.
< اذا هل ممكن اعتبار عدم قيام الحكومة بصلاحياتها كاملة المنصوص عليها بالدستور سبباً لوجود هذه المشكلات؟
- نحن نعمل وفقاً للمتاح دستورياً وإجرائياً، تذكَّر اننا نعمل بلا شيء من الامكانات المالية ومع ذلك حافظنا على جميع مؤسسات الدولة كي لا تسقط وتنهار بفعل العدوان والحصار.
< عبرتم غير مرة عن عدم رضاكم بما يتم من تعيينات خارج اطار المعايير المهنية والادارية والسؤال هل مازالت هذه المشكلة قائمة.. وهل كل التعيينات تمر من خلال الحكومة؟
- تأتي بعض التعيينات المركزية دون مراعاة للشروط والمعايير المهنية الادارية ولذلك انتقدنا بوضوح هذه الاجراءات وابلغنا موقفنا منها للقيادة السياسية والثورية، ونرجو ان تراعى الشروط الوطنية والمعايير الادارية والانسانية عند اصدار اي قرار مستقبلاً .
< الرؤية الوطنية التي بدأ المجلس السياسي تنفيذها.. لماذا لاتنعكس على الحكومة خاصة وان مراقبين اعتبروها فرصة لتفعيل الاداء الحكومي.. ما تعليقكم؟
- الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، نحن في الحكومة من ينفذها على صعيد الوزارات والمؤسسات والمحافظات، وهي جزء من مهامنا اليومية، لكن هناك تحديات عدة تجابه التنفيذ منها ماهو مالي ومنها ما يتعلق ببناء قدرات الافراد والمؤسسات فرادى وجماعات، والعمل يجري بالتقويم والتحليل والتنبيه لجميع الجهات بشكل متزامن مع مهامنا اليومية بشكل مستمر ودوري .
< اعلن المجلس السياسي ايضا قبل فترة حربه على الفساد واستبشر الناس ان تقوم الحكومة بحزمة من الاجراءات الاصلاحية.. لكن مثل هذا لم يتم ما اسباب ذلك؟
- وفقاً لمهام عمل الحكومة اليومي نراقب اية اختلالات تبرز في اجهزة الحكومة المركزية المحلية، وتحال جميع القضايا التي تبرز امام الجهات الرقابية الى القضاء والبت فيها وفقاً للقانون، لكن دعني اشير الى ان هناك تضخيماً اعلامياً واحيانا ترتفع بعض الاصوات بهدف التشويه بسمعة الشخصيات الوطنية المسؤولة في الدولة دون دليل على الاطلاق، وهذا يتنافى مع القانون والنظم النافذة في الجمهورية اليمنية برمتها ولذلك نحن نقول بأن الفساد قد حدث فعلاً حينما يصدر حكم قضائي بات ونافذ، اما التهويشات والصخب الاعلامي فهو يجر المؤسسات الحكومية الى الانشغال ببعضها البعض على حساب العمل وفِي هذه الظروف الاستثنائية والعصيبة بالذات.
< ما مدى قدرة الحكومة على ضبط أداء السلطات المحلية بالمحافظات خاصة في ظل تراكم كثير من المشكلات ذات العلاقة بالخدمات وغيرها؟
- السلطة المحلية بالمحافظات واقصد المحافظين ومديري المديريات والنواحي يقومون بعمل جبار وللعلم بدون اية موازنات تُذكر ومع ذلك فالامور طيبة برغم جميع التحديات، هم يساهمون في ضبط الامن العام مع الاجهزة الامنية، ويعالجون المشكلات اليومية، ويساهمون في الحشد للجبهات لمقاومة العدوان، ويساهمون في معالجة قضايا الثأرات القبلية، هؤلاء الزملاء المحافظون يقومون بعمل كبير في ظل انعدام الامكانات والموازنات.
< لقاءات الحكومة بالمحافظين تكاد تكون نادرة ولا وجود لنزول ميداني لكم للاطلاع عن كثب على طبيعة المشكلات من الواقع؟
- نحن نعمل وفقاً للنظم الادارية وتواصلنا مع المحافظين إما بشكل مباشر او عبر لقاءات رسمية فردية او جماعية او عبر وزير الادارة المحلية وهذا هو العمل الاداري الصحيح.
< عقد مجلس الشورى لقاءات تشاورية كرسها لمناقشة التدخلات في اعمال سلطات الدولة وكذا تحييد الوظيفة العامة.. ما أسباب غياب التنسيق بين مجلس الوزراء والشورى حول هذه القضايا التي تهم الحكومة بالدرجة الاولى؟
- هناك تنسيق دائم ومستمر بين مجلس الوزراء ومجلس الشورى وانا شخصياً زرت المجلس مرات عدة وزارنا بالمقابل رئيس مجلس الشورى ونوابه وعدد من الاعضاء، ذلك التنسيق امر يومي ومستمر ولاتوجد عوائق في ذلك، هناك عدد من الوزراء قدموا مداخلات وتقارير الى مجلس الشورى في دوراته المختلفة نحن بدورنا نستلم المقترحات والتقارير وندرسها ونحيل المفيد منها للتطبيق.
< هناك دولة الدكتور قصور في الاداء الاداري بفعل غياب التدريب المستمر لكل المستويات القيادية وغيرها بأجهزة الحكومة.. لماذا لايتم الاستفادة من دور المعهد الوطني للعلوم الادارية والذي يعد من بيوت الخبرة بالعالم العربي؟
- قد اكرر الاجابة هنا، نحن نعيش في ظرف استثنائي عدوان وحصار واغلاق وتجفيف شبه تام للموارد المالية، ما ذهبت اليه يحتاج لامكانات للقيام بمثل تلك الدورات، تذكَّر اخي الكريم أن الموظفين والمعلمين والاطباء والمهندسين بدون رواتب لاكثر من ثلاثة اعوام بعد ان نقلت دول العدوان البنك المركزي اليمني الى فرعنا في مدينة عدن.
اما معهد العلوم الادارية لاغبار عليه فهو يضم كادراً أكاديمياً محترماً لكنها الظروف التي نمر بها.
< وبالمناسبة يتساءل الكثير من عدم زيارتكم لهذا الصرح الاداري والاطلاع عن كثب على امكاناته العلمية والفنية في حل المشكلات؟
- زرت المعهد وشاركت في ندوات تتعلق بدور وزارة الخدمة المدنية في تنفيذ بنود الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة.
<الواقع الذي تعيشه عاصمة اليمن حالياً ما الذي يمكن ان تقوم به الحكومة من دور في اعادة تأهيل شوارعها وطرقها؟
- زرت مع عدد من الوزراء والاخ امين العاصمة عدداً من احياء امانة العاصمة وقدمت لنا التقارير الاولية لحصر الاضرار في المباني لمدينة صنعاء القديمة ولعدد من المشاريع الاستثمارية في البنى التحتية وكذلك للشوارع الرئيسيّة والطرقات الفرعية وقد وجهنا بالعمل على التنفيذ عبر ماهو متاح من موازنة وزارة المالية الشحيحة وكذلك عبر المنظمات الدولية والعربية التي مازالت تقدم لليمن المساعدة في هذا المجال.
<أزمة المواد النفطية في حالة مستمرة وسجلت اخيراً أطول فترة.. ما السبيل للخروج من هذه المشكلة؟
- هذه هي عنجهية وصلف دول العدوان السعودي - الاماراتي ومرتزقتهم في حكومة الفنادق بالرياض وابو ظبي، وهذا هو النفاق العظيم لدول العالم من اعضاء مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة وغيرها من البلدان الغربية التي تدَّعي أنها تحافظ على حقوق الانسان، بل هي تعمل على المزيد من خنق الحياة المعيشية للمواطنين وتزيد من معاناتهم ومن آلامهم، وقد عبرنا عن ادانتنا رسمياً لكل هذه الممارسات العدوانية عبر المنظمات الانسانية الدولية وممثليها في صنعاء، اما الخروج من الازمة الخانقة فيعود الى الضغط الدولي والمنظمات الانسانية الدولية والقارية تجاه فضح ممارسة دولتي العدوان ضد شعبنا الصامد، واستمرار مقاومتنا ضدهم في الجبهات وعلى مستوى التلاحم الداخلي لتأمين المصلحة الوطنية العليا للجمهورية اليمنية.
<أيضاً ازدهرت مع هذه الازمة ما تُعرف بالسوق السوداء وهناك من يعتبر استمرار الازمة من اجل هذه السوق التي باتت تمثل استفزازاً لمشاعر الرأي العام؟
- نحن نأسف ونتألم لوجود مثل هذه الظاهرة لكننا امام معضلة الحصار والخنق من قبل دولتي العدوان ومرتزقتهما وخونة الوطن الذين يتفننون في ايصال الالم والوجع الى كل بيت في اليمن وبالذات في المحافظات الحُرة التي تُدار من قبل المجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ الوطني.
< هناك هالة اعلامية حول خزان صافر والمخاطر التي قد تحدث جراءه.. ما الجديد على صعيد هذه القضية وما الذي ينبغي على الامم المتحدة من دور لحل هذه القضية؟
- في لقائي الاخير مع السيدة ليزا قراندي حددت بوضوح ان هذا التسليط الاعلامي حول قضية السفينة صافر وهذا الضجيج الاعلامي الصاخب هي سياسة بائسة تقوم بها وسائل الاعلام المعادية الامريكية والصهيونية والغربية عموماً مع اعلام دول العدوان وحلفائهم وان هذا التهويل والتضخيم الاعلامي يهدف الى محاولة اخفاء وطمس جريمة منع سفن الوقود من الوصول الى ميناء الحديدة والتي تبقى احيانا في غاطس الميناء الى حدود مائة يوم مما يؤدي الى ارتفاع كلفتها ويتحملها المستهلك في ارتفاع سعر الوقود، وكذلك محاولة دول العدوان وعملائهم التنصل عن بنود اتفاق ستوكهولم.. نحن سمحنا للخبراء والمهندسين الدوليين بالحضور والنزول فوق سطح السفينة مع الامنيين اليمنيين لكن جرت المماطلة من قبلهم ولذلك نحملهم كامل المسؤولية اذا ما تعرضت السفينة والخزان لاية أعطاب وما سينتج عنها من أضرار بيئية وفِي جانبها السياسي والاخلاقي.
< هناك حديت يتسع عن وجود متغير مناخي تشهده البلاد.. ما الذي ينبغي على الحكومة اتخاذه ازاء هذا المتغير خاصة بعد الاضرار التي لحقت بالعديد من المناطق جراء السول؟
- قمنا وسنقوم بمسؤولياتنا الرسمية تجاه اي طارئ بيئي وفقاً لما هو متاح لدينا.
< هناك من يأخذ على الحكومة عدم قيامها بإصدار بيان عن المتغير المناخي تحدد فيه طبيعة مسئولياتها ومهامها في التعامل مع ذلك؟
- قمنا بذلك الامر وبحسب الاختصاص وعبر اجهزة وزارة النقل واجهزتها المتعددة.
< قضية رواتب الموظفين هل هناك تطور جديد على صعيدها خاصة وأن استمرارها بات غير محتمل اضافة الى الابعاد الانسانية التي تحملها؟
- نعم اشرت في معرض اجاباتي سالفة الذكر حول هذا السؤال وحددت من هو المسؤول عن هذه الجريمة بحق الموظفين.
<على صعيد جائحة »كورونا«.. هل نستطيع القول ان خطرها قد خَفَّت أم ماذا؟
- جائحة كورونا مازالت تعصف بالعالم بأسره، بدوله المتقدمة صناعياً والمتوسطة وكذلك الغنية والفقيرة، هذا الوباء فتاك وقاتل ويحصد الشيوخ والشباب والاطفال على حدٍ سواء، نحن في اليمن حينما قررنا استعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية اشترطنا الالتزام بالاحترازات الطبية في لبس الكمامات وكذلك التعقيم والتباعد الجسدي وهذا أمر مهم كي نتفادى حدوث المزيد من الخسائر الانسانية.
< سياسياً.. كيف تقيمون المشهد الراهن وهل الاجواء باتت مهيأة لعملية الحوار؟ ويقال ان الوضع بالمحافظات الجنوبية يعيق اي تحرك نحو الحوار.. ما تعليقكم؟
- الحوار السياسي في الغالب هو المحطة الاخيرة للحروب بين الدول وحتى في الحروب الاهلية بين اطراف النزاع، نحن جاهزون في صنعاء لمثل هذا الحوار، لكن السعودية والامارات لم تجهزا بعد لأنهما ترتبان اوراقهما واوراق مرتزقتهما وعملائهما.
اما الصراع في المحافظات الجنوبية فيعبر عنها قادة فصائلها، وبشكل علني مجموعة مرتزقة الرياض يتمسكون بالتجزئة على اساس الاقاليم، أما مرتزقة الامارات فيتمسكون بالانفصال.
<اتفاق الرياض كيف تنظرون لمآلاته وما ابرز ما سيحدثه من تداعيات خطيرة؟
- اتفاق الرياض هو عبارة عن محطة من محطات احتلال اليمن من قبل دولتي العدوان السعودي - الاماراتي، احتلال أرادوه مُشرعن، مع إضعاف الطرفين، وهو مشروع وُلد ميتاً من الاساس، لان اصحاب المشروع أرادوه على هذا النحو كقوة ضغط يمارسونها على أتباعهم العملاء فحسب.
< سؤال كنتم تودون وضعه ولم نضعه؟
- شكراً لكم في اعلام المؤتمر الشعبي العام، الذين تعملون بثبات وصبر في ظل ظروف واوضاع صعبة.
|