الإثنين, 11-فبراير-2008
الميثاق نت -     أمين الوائلي -
وإنه ليقال إن الكراهية ذاتها تعبت.. ولم يتعب البعض من اقترافها أو التحريض عليها!
التسامح يظل هو السلوك الإنساني الأثمن.. وما لم تكن لدينا قدرة على أنسنة مشاعرنا وقيمنا، فلن نستطيع التخلص من دائرة الصفر التي يجتهد البعض في تأبيدها كمستقر أول وأخير.. ومقر دائم للأفراد والأفكار والأشياء.
وسواء أكانت كراهية السياسة أو الثقافة أو الفن.. فإنها واحدة في سائر الأحوال والاحتمالات.
وجميعها تؤبد حالة التوهان المركّب الذي يجد له أنصاراً وأشياعاً في مختلف القطاعات والقناعات.. والأقنعة!
أستغرب أنه لا يزال هناك من ترعبه الأغنية ويوجعه اللحن و«يربش» عقله صوت مغنٍ أو مغنية يشدوان للمحبة ويحرضان على كراهية الكراهية.. وحب الحب!
وأستغرب أكثر أن أشخاصاً يمثلون أنفسهم وأحزابهم وجماعاتهم في مؤسسات ديمقراطية لا يزالون أسارى فكرة الواحدية الجافة والمتعلقة في كل شيء، ويصعب عليهم الانفتاح وتقبل فكر النور والحياة في الضوء إلى جوار الآخرين.. على تعدد قناعاتهم ومواهبهم وأفكارهم.
فجأة، يُستفز فكر الجمود والمصادرة، وتثور ثائرة أهل الإلغاء والإقصاء.. لمجرد أن أغنية سوف تحل في عدن زائرة وضيفة..! ولمجرد أن فنانة تعلّم الناس الحب والتفاؤل دعيت إلى اليمن لإقامة أمسية أو مهرجان غنائي مفتوح!
أية ثقافة تلك التي تدعي الكمال وتناطح بدعاواها سقف المثالية المزعومة، فيما أنها تعجزه أو تجبن عن تقبل كلمة ملحنة وأغنية يتيمة؟
وكيف يكون حال الفكر الذي تهزمه شجاعته ويخذله عنفوانه عن مجاراة الأنواع الأخف والأشف والأروع من الأفكار التي يختزلها مفهوم الفن وقيم الجمال والمتعة الروحية.
ليس الغناء هو ما يهدد أمننا وسلامنا الاجتماعي واستقرارنا الوطني.
وليس الفن ولا الثقافة هما الخطر الذي يتربص بنا ويغافلنا لكي يلدغ في القلب والروح.
الكراهية هي أم الفدائح والمصائب والكوارث، والكراهية وليدة الجمود والتعصب والتزمت.. وربيبة ثقافة الفردانية المتلبسة بالفضيلة.. والمتقاطعة معها.
دعونا نغني.. ويكفيكم فضلاً أن تكفوا الفتنة، وأن تسلموا بالحرية وترفعوا يد الوصاية عن الدين والأمة.
شكراً لأنكم تبتسمون
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5915.htm