زكريا محمد محسن -
بوتيرة عالية وعلى قدم وساق تواصل المنظمات الدولية سحب البذور والحبوب المحلية ذات الجودة العالية في عدد من مناطق الضالع ومديرياتها ، وتغري المزارعين بالأموال الطائلة ، حيث وصل سعر البرميل الواحد من الدخن والذرة بأنواعها الشامية والرفيعة و" الصومي " و " الغرب " وغيرها من ستين الف ريال وحتى مائة وعشرين ألف ريال ، وقد قامت إحدى المنظمات بشراء كميات هائلة من تلك الحبوب من المزارعين الذين لم يترددوا حتى عن إخراج كميات مخزنة لديهم منذ ما يقارب العشر سنوات طمعاً بالأموال التي ستعطى لهم مقابل تخليهم عن الحبوب المحلية التي ظل أباؤنا وأجدادنا متمسكين بها ولا يستخدمونها إلا للذري لتعطي محصولاً وفيراً وذا جودة عالية.
وبلغ ما سحبته هذه المنظمة في هذا الموسم فقط ما يقارب ثلاث قاطرات ونقلتها من الضالع إلى بنك البذور التابع لها في مدينة ذمار .
والمضحك المبكي أن المنظمة تخدع المزارعين ببذور وحبوب معدلة وراثياً وتوهمهم أنها بذور محسنة وأفضل مما لديهم وتتميز بكونها أكثر إنتاجية وجودة وأكثر تحملاً لحالات الجفاف وشح الأمطار ، في حين أنها أشد خطراً على مستقبل المزارعين وقد يأتي يوم تمتنع فيه تلك المنظمات عن تزويدهم بهذه الحبوب والبذور التي ُتزرع لموسم واحد فقط بسبب أنها توجد فيها جينات تتسبب في تعطيل عمل البذور بعد سنة واحدة فقط ، وبالتالي عدم إمكانية تخزين البذور للموسم القادم ، حيث تنتهي فعاليتها وتصبح عديمة الفائدة .
ختاماً.. على المزارعين أن يتنبهوا إلى هذا الأمر ولا يبيعوا الحبوب والبذور المحلية مهما عُرض عليهم من ثمن ، لأنهم بالتأكيد إذا فرطوا بها سيعضون أصابع الندم وسيُجبرون على هجر حقولهم على مضض وتركها تتصحر وتتحول إلى أرض بور ويباب وهم ينظرون دون أن يكون بوسعهم زراعتها واستصلاحها ، فحينها لا ينفع الندم ... كما أنه يجدر بمكتب الزراعة والري بالمحافظة التوقف فوراً عن توزيع مثل هذه البذور والحبوب المعدلة وإلا فإنه سيكون مشاركاً في تدمير القطاع الزراعي .
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .
| 
اللهم إني بلَّغت