الميثاق نت -

الإثنين, 07-سبتمبر-2020
راسل‮ ‬القرشي‮ ‬ -
ما يجري من إعلان علاقات بين الإمارات وكيان العدو الصهيوني لا يندرج في إطار التطبيع فحسب وإنما هو إعلان تحالف اعلنته الإمارات..، وهذا الإعلان لا يستثني بقية دول الخليج وخاصة تلك التي صارت تجاهر بتقربها من الصهاينة وتدافع عن وجودهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة‮ ‬وتدَّعي‮ ‬أن‮ ‬لهم‮ ‬الحق‮ ‬في‮ ‬فلسطين‮..‬
الإمارات دشنت هذا التحالف بإجراءات التطبيع مع هذا الكيان المغتصب لأرضنا العربية وستتبعها بعض الأنظمة الخليجية الأخرى التي مازالت في طور التهيئة والإعداد ، لا سيما وأن مسئولي الكيان الصهيوني اعلنوا عقب الاتفاق مع الإمارات أن هناك زيارات سرية متبادلة بينهم وبين‮ ‬مسئولي‮ ‬بعض‮ ‬الأنظمة‮ ‬الخليجية‮ ‬ستؤدي‮ ‬إلى‮ ‬تطبيع‮ ‬علاقات‮ ‬بلدانهم‮ ‬وبشكل‮ ‬واضح‮ ‬معهم‮..!!‬
تطبيع العلاقات الخليجية الصهيونية وارد لامحالة في إطار تحالف خليجي صهيوني واسع يمضي تنفيذاً للمخطط الأمريكي الصهيوني الغربي بإقامة شرق اوسطي جديد ينتهي فيه مصطلح النظام العربي كما ينتهي معه كل ما يشير أو يتعلق بوحدته السياسية والبشرية إضافة إلى طمس هويته العروبية‮ ‬سياسياً‮ ‬وثقافياً‮ ‬،‮ ‬كما‮ ‬سيقود‮ ‬إلى‮ ‬تقسيم‮ ‬دول‮ ‬عربية‮ ‬وتصفية‮ ‬القضية‮ ‬الفلسطينية‮ ‬ودعم‮ ‬الوجود‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬وبشكل‮ ‬كبير‮..‬
كل المؤشرات الظاهرة حالياً تؤكد المضي صوب تنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد وما تقوم به دول العدوان في بلادنا منذ ست سنوات مضت وما ينفذ من مخطط قذر في سوريا والعراق وليبيا يصب في هذا الإطار ، كما أن ما قامت به الإمارات مؤخراً يعد جزءاً من هذا المخطط الذي يصب في‮ ‬مصلحة‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬لا‮ ‬غير‮..‬
إن ما يحدث في العديد من البلدان العربية من حروب وصراعات منذ العام2011م، ومن تنامٍ للأحقاد والكراهية بين شعوبها هو نتاج لهذا المخطط التدميري التخريبي الذي يستهدف الكينونة العربية ، وتم استخدام الدول العربية الخليجية - بموافقتها طبعاً - لتنفيذ هذا المخطط حتى‮ ‬لا‮ ‬يشملها‮ - ‬كما‮ ‬تظن‮ ‬وتعتقد‮ - ‬مسار‮ ‬الشرق‮ ‬اوسط‮ ‬الجديد‮ ‬ولتبقى‮ ‬بأنظمتها‮ ‬الحالية‮ ‬قائمة‮ ‬بذاتها‮ ‬فارضة‮ ‬سطوتها‮ ‬ووجودها‮ ‬على‮ ‬اراضيها‮ ‬وشعوبها‮.. ‬
وطننا العربي الكبير يمر بأسوأ اوضاعه من الوهن والضعف ، والسبب في ذلك الأنظمة الخليجية التي اختارت الرضوخ للدول الغربية والمضي صوب تنفيذ مخططها التدميري للعروبة ارضاً وإنساناً ، ورمت عرض الحائط بكل ما يعزز من الوحدة العربية ويقوي روابطها ويؤدي إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل المخططات الإمبريالية الجديدة التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا والبلدان الغربية على أرضنا خدمة للكيان الصهيوني الذي يراد له أن يكون الآمر الناهي في المنطقة والمتحكم بمقدرات بلدانها ومصيرها..!!
وجدت الدول الغربية في السعودية والإمارات وغيرهما من البلدان الخليجية خزانة من المال لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد وفرض تقاربها مع الكيان الصهيوني حماية لبلدانها وانظمتها من أن يشملها المخطط والتمهيد لهيمنته على المنطقة ليكون الوكيل الأوحد لأمريكا والقوى الغربية‮ ‬بعد‮ ‬مغادرتها‮ ‬للمنطقة‮ ‬كقوى‮ ‬عسكرية‮..‬
ومع كل ما يحدث ويعتمل تبقى المخاوف من سقوط هذا المشروع كسابقيه لهذا الكيان الصهيوني الذي يضع في اولوياته البعد الاقتصادي والاستنزاف المالي في مشاريع تقوّيه وتضعف من يعتقدون انهم دشنوا تحالفاً استراتيجياً لحمايتهم.!!

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59157.htm