جمال الورد - كان ومازال فقيدنا الراحل، عبدالقادر باجمال، أحد أبرز الشخصيات السياسية اليمنية التي ارتبطت بها تحولات عقدين على الأقل من الزمان، رغم مغادرته المشهد السياسي إلى سرير المرض منذ سنوات، تغير خلالها وجه اليمن، وذهبت شخصيات وجاءت أخرى، لم تسد الفراغ الذي تركه غياب هذه الشخصية المعروفة بصلابتها وقوتها والكاريزما القيادية التي فرضها دولة رئيس الوزراء آنذاك باجمال، وإصراره على مواجهة بعض النافذين من شخصيات قبلية وعسكرية وسياسية، وفي سبيل ذلك تحمل الكثير من المتاعب.
رحل باجمال عن الدنيا واليمن في حاجة ماسة لشخصيات قيادية من أمثاله، ممن يمتلكون الإرادة والعزيمة، والشجاعة في اتخاذ القرار وتحمل عواقبه دون خوف على منصب أو جاه، فاليمن هو الأولى وشعبه هو الأحق بأن نخاف عليه... رحل عنا السياسي المخضرم والمثقف الهادئ ورجل الالتزام التتظيمي المشهود له بحسه الوطني وانضباطه الحزبي، ورغبته في إصلاح ما كان يلزم إصلاحه في المؤتمر الشعبي العام، وتحديثه لمواكبة المرحلة وما تفرضه الأحداث الداخلية ويتطلبه العمل الحزبي بما يلبي تطلعات القاعدة الجماهيرية العريضة.
لقد فرض باجمال بشخصيته القيادية احترامه على كل أطراف العمل السياسي، وباحترامه وتواضعه وثقافته الواسعة يصعب ان يكون مجرد شخصية عادية، وبرحيله نكون قد خسرنا رجلاً مكافحاً صقل مهاراته بنضاله وجهده، منذ كان يافعاً، وبعزيمته التي من خلالها درس وتعلم وهو (مغترب) ليكمل دراسته الثانوية بعمر 30 عاماً كما قال هو في مقابلة له مع قناة أبو ظبي في يونيو 2005، ومن شاهد او قرأ نص تلك المقابلة سيعرف من اي طراز فريد يكون باجمال.، وسيعرف حتماً الفرق بين الوحدوي الأصيل الصادق والمؤمن بوحدة الوطن وبين من يرفعون الوحدة مجرد شعار يتسترون خلفها من أجل نفوذ ومصالح وأطماع شخصية،كما سيتضح جلياً أن المبادئ والقيم الوطنية والحزبية المؤتمرية التي جسدها باجمال وعاش مؤمناً بها هي قيم ومبادئ الأحرار الفعليين، والرجال المخلصين، وكثيرون هم في حزبنا الرائد وستظهرهم الأيام كما أظهرت الكثيرين منهم ليخدموا الوطن ويعيدوا بناءه وتحقيق تطلعات شعبنا اليمني العظيم بحياة آمنة مستقرة تسودها العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية.
|