المهندس/ هشام شرف عبدالله - ارتبط اسم الأستاذ عبدالقادر باجمال بالدولة والتنمية والحداثة ،وترك خلال حياته سجلا عامر بالإنجازات في مختلف المجالات ،مبتكرا ومجددا يقود التحديثات الإدارية والتنموية..
وتميز باجمال بالذكاء والإصرار والكفاح والقدرة على التحمل والتفكير الواقعي والجرأة في الادارة والتنفيذ ، الأمر الذي جعله يتبوأ العديد من المناصب المهمة خلال فترة قصيرة منذ تخرجه من الجامعة..
ومع ان الاستاذ عبدالقادر باجمال عاش فترات صعبة اسوة بأقرانه في مراحل الطفولة والشباب وتنقل في تلك المرحلة العمرية بين عدد من الأعمال التي كان بعضها شاقا ،وكان يذكرها لنا في مناسبات اللقاء به باعتزاز بتعبها وآلامها وآمالها ،ورغم كل ذلك لم يحبط فقد استطاع ان ينتزع وقتا للتعليم اثناء غربته في السعودية ،ووزع وقته بين التحصيل الدراسي والعمل ،ونتيجة لروحه الكفاحية المثابرة غير المستسلمة واصل تعليمه الى ان حصل على الشهادة الجامعية من القاهرة..
لتعقب تلك المرحلة سلسلة من المهام والمسؤوليات التي اعقبتها وهي كثيرة ،لم تخل من الإبداع والتعب والأوجاع ،فقد سجن لفترة ثلاث سنوات عقب احداث 13 يناير الدامية التي كان طرفاها الطغمة والزمرة وتسببت في ازهاق ارواح الآلاف وتشريد عشرات الآلاف..
ظل الاستاذ عبدالقادر باجمال مستندا الى وعيه وتفرده في التحرك في إطار مايدور مدركا حقائق مشاكل اليمن ،وواضعا التصورات العلمية للخروج من هذه المشاكل الى رحاب الأمن والاستقرار والتنمية..
لقد كان رحمه الله مثالا رائعا للوطني المخلص والوحدوي الخالص الذي يرى ببصيرة نافذة وحس ثاقب ،مصطفا بوعي كامل مع الهم الوطني الجمعي ،ومتجاوزا حالات الشللية ،وامراض الانجرار وراء المشاريع المستندة على تكتلات جهوية او مناطقية ،مؤمنا بأن اليمن المنشود جسد واحد غير قابل للتجزئة ..
وخلال حياته بمحطاتها المختلفة اتسعت علاقاته لتتخطى الحدود الى المنطقة والعالم ،وعرف اصدقاؤه العرب والأجانب مدى سعته ومعرفته كمفكر سياسي واقتصادي ورجل تنمية من الطراز النادر الذي يمتلك مقومات الرجل الإنساني.
وقد حصل على جائزة بطل الأرض وهي جائزة انسانية تمنح للشخصيات المؤثرة ذات الاهتمامات الإنسانية والمشترك الإنساني..
ورغم تعدد اهتماماته وسطوة السياسة واجبارها لأمثاله على خوض غمارها واستهلاك الوقت بين دوائرها وكواليسها ومناوراتها وشعابها ،الا ان الاستاذ عبدالقادر باجمال استطاع ان يحافظ على روح الشاعر المرهف والناقد البديع ذي الذائقة الجمالية المدهشة ،فكان يفرد لهذا العالم وقتا يمنحه استراحة في ظله الوارف ويغسل روحه من اوجاع الضجيج ويريح ذاكرته من تكالبات اللغط وهدير السياسة والعمل الكثير..
رحم الله بطل الأرض الشجاع ورجل الابتكار والتنمية والإدارة والاقتصاد الأستاذ عبدالقادر باجمال..
وعزاؤنا في من عاصره وانجاله وتلاميذه ممن تعلموا منه ابلغ دروس الإخلاص والكفاح في سبيل الوطن..
ولي كل الفخر والاعتزاز بأني كنت ممن عمل معه وتعلم منه في اكثر الفترات المشرقة من تاريخ بناء اليمن الحديث.
|