خالد سعيد الديني* -
رحل الاستاذ عبدالقادر عبدالرحمن باجمال عن عالمنا بعد أن ترك بصماته الخاصة التي ستظل محفورة في ذاكرة هذا البلد الذي كان باجمال أحد صناع تاريخه وإنجازاته .
لقد كان باجمال أحد رجالات الدولة الذين تميزوا بعصاميتهم وكفاءتهم وقدرتهم على النجاح وتحقيق الإنجازات من خلال كافة المناصب والمسؤوليات التي تقلدها في عديد من المناصب التنفيذية سواء فيما كان يُعرف بجنوب الوطن أو في عهد الجمهورية اليمنية والتي كان أبرزها وزيراً للتخطيط ثم للخارجية ثم توليه رئاسة الوزراء لثلاث حكومات متتالية استطاع خلالها أن يترك بصمته التي امتازت بتحقيق الإنجازات التنموية في مختلف المجالات وامتدت لتشمل أرجاء الجمهورية اليمنية من حجة شمالاً وحتى سقطرى جنوباً .
وبقدر ما كان باجمال رجل دولة حقق الإنجازات فقد كان قائدا سياسيا استطاع أن يتدرج في مناصب حزبية قبل وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية خصوصا بعد أن كان أحد مؤسسي المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية خلال المؤتمر العام الرابع التكميلي والذي تدرج فيه في مناصب عدة حتى وصل إلى منصب الأمين العام للمؤتمر في المؤتمر العام السابع الذي انعقد في عدن عام 2005م قبل أن يتولى منصب نائب رئيس المؤتمر وهو آخر منصب سياسي شغله قبل أن يتوفاه الله .
لقد ترك باجمال ثقافته في الحياة الحزبية كما تركها في المجال التنفيذي وكان مثالاً للرجل المناضل والمقاتل العنيد والوطني المدافع عن مبادىء وقيم الثورة والجمهورية والدولة والديمقراطية .
وبرحيل الأستاذ عبدالقادر باجمال خسر الوطن أحد أبرز القيادات الجمهورية التي عملت بإخلاص من اجل الوطن والعمل المؤسسي في البلاد حيث كان مثالاً للقائد المحنّك والكفء، ورجل دولة من الطراز الأول، حفلت حياته بأروع صور الوفاء والتمسّك بقيم الثورة والجمهورية ومبادئها السامية وأهدافها العظيمة، حيث أسهم في مسيرة بناء الوطن، ولهُ بصماته واسهاماته اللافتة طوال مسيرته العملية لبناء الدولة اليمنية الحديثة .
أما على المستوى الإنساني والشخصي فقد كان رجلاً مثقفاً وتميز بأخلاقه المتواضعة التي جعلت الجميع يحبونه ويكنون له الاحترام .
رحم الله فقيد الوطن باجمال.. وعزاؤنا أنه ترك خلفه تاريخاً مكتوباً بأحرف من نور ستظل تنير دروب الأجيال القادمة .
* عضو اللجنة العامة للمؤتمرالشعبي العام
| 
رجل الدولة المثقف