الميثاق نت -

الإثنين, 14-سبتمبر-2020
أحمد‮ ‬الزبيري -
قرار اتفاق السلام بين دويلة الإمارات والعدو الصهيوني أعلن من البيت الأبيض في واشنطن وانضمام البحرين إلى هذا الاتفاق أعلن أيضاَ من البيت الأبيض ومن حامي هذه الانظمة الحالي الرئيس الأمريكي ترامب.
وفي ذات السياق أعلن افتتاح الاجواء السعودية والإماراتية والخليجية عموماً من واشنطن وتل أبيب وحتى تتضح الصورة أكثر اذا عرفنا ان هذه الانظمة وتحديداً النظام السعودي يصدر قراراته المهمه في وقت متأخر من الليل ليلبي فارق الوقت بين واشنطن والرياض وفي هذا تلميح‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬تلك‮ ‬القرارات‮ ‬تُتخذ‮ ‬وفقاً‮ ‬للإرادة‮ ‬الأمريكية‮.‬
ما يحدث اليوم فيما يسمى التطبيع مع تلك الانظمة الاستبدادية الاجرامية الإرهابية ليس جديداً فعلاقاتها مع كيان الاحتلال الاسرائيلي قديمة وهم نتاج المخططات التآمرية الاستعمارية البريطانية والفرنسية والاوروبية للسيطرة والهيمنة على الثروات والمقدسات الاسلامية والمسيحية‮ ‬في‮ ‬نجد‮ ‬والحجاز‮ ‬وفلسطين‮ ‬وورثت‮ ‬هذا‮ ‬الوضع‮ ‬بنتيجة‮ ‬الحرب‮ ‬العالمية‮ ‬الثانية‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الامريكية‮ ‬باعتبارها‮ ‬القوة‮ ‬الجديدة‮ ‬التي‮ ‬استلمت‮ ‬زمام‮ ‬قيادة‮ ‬القوى‮ ‬الاستعمارية‮ ‬الغربية‮.‬
هذه خلفية لفهم ما يجرى اليوم وسيستمر إلى ما هو أسوأ في المستقبل إن لم نعيد قراءة التاريخ وتغيير الواقع القائم الذي تمخض عن اتفاقية (سايكس- بيكو) ووعد بلفور وما استتبعه من مخططات وصلت بعد انهيار الثنائية القطبية وهيمنة أمريكا كقطب اوحد إلى كل الحروب والمآسي والكوارث التي شهدتها وتشهدها منطقتنا والعالم في الثلاثين السنة الماضية لإعادة صياغة المنطقة وفقاً لمعطى متغير القيادة الاحادية للنظام الدولي تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد الذي تصبح فيه الهيمنة لإسرائيل على على الموقع الاستراتيجي وكل مقدرات المنطقة.
لهذا الحديث عن موقف عربي موحد مع القضية الفلسطينية غير صحيح واعتبار تحرير فلسطين أو اقامة دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م كان هدفه جر جزء من المنظومة النضالية للشعب الفلسطيني إلى منطقة المشاركة في تصفية قضيتهم وقضية الشعوب العربية والإسلامية المركزية عبر ما تُسمى اتفاقية (اوسلو) بدفع وتمويل من النظام السعودي وبقية الانظمة الخليجية لشرعنة ما حصل ويحصل اليوم وهنا ينبغي الاشارة إلى ان هذا الطريق بدأ مع- أيضاً بدفع من ذات الانظمة- الرئيس المصري أنور السادات بزيارته لفلسطين المحتلة وتحديداً القدس ليعلن من هناك استسلام مصر لإسرائيل عام 1977م وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد عام 1979م ومنها ولدت أحداث كثيرة لصالح إسرائيل لكنها لم تؤدّ إلى ذات النتائج التي يمكن ان يودي إليها التطبيع الإماراتي- البحريني- السعودي واحجار دومينو سوف تتساقط عربياً حسب تصريحات‮ ‬ترمب‮ ‬وصهرة‮ ‬كوشنر‮ ‬ووزير‮ ‬خارجيته‮ ‬بومبيو‮.‬
الفارق بين ما كان بالأمس من علاقة اريد لها أن لا تعلن رسمياً والاعلان الرسمي اليوم هو خلق تحالف تقودة إسرائيل لملء الفراغ الذي سيتركه انسحاب أمريكا من المنطقة والذي لم يعد يحتمل ابقاء العلاقة بين إسرائيل والانظمة الوظيفية التابعة لأمريكا في السر أو كما يقال تحت الطاولة ليتجاوز الامر مفهوم التطبيع إلى تطويع المنطقة كلها لهيمنة إسرائيل قبل أن تأتي المتغيرات الاقليمية والدولية بنتائج عكسية تتجاوز المشروع الاستعماري البريطاني القديم والأمريكي الجديد إلى إنهاء الوجود الصهيوني الاحتلالي لفلسطين واعادتها إلى السياق التاريخي والجغرافي العربي والإسلامي الطبيعي وهذه حقيقة اصبح الاسرائيلي والأمريكي يراها أمام ناظريه ولمنع ذلك يأتي مشروع صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وخلق تحالف بكل تأكيد مراد له أن لا يقتصر على أنظمة اعراب الصحراء النفطية بل يشمل كل الدول التي وقعت‮ ‬اتفاقيات‮ ‬استسلام‮ ‬مع‮ ‬كيان‮ ‬العدو‮ ‬الصهيوني‮ ‬والتي‮ ‬ستوقع‮.‬
هذا‮ ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬تسعى‮ ‬إليه‮ ‬أمريكا‮ ‬واسرائيل‮ ‬والتحالف‮ ‬العُربي‮ ‬بعد‮ ‬فشل‮ ‬مشروع‮ ‬التدمير‮ ‬والتفتيت‮ ‬الأمريكي‮ ‬لدول‮ ‬مؤامرة‮ ‬سايكس‮ ‬بيكو‮ ‬التي‮ ‬تشكل‮ ‬خطراً‮ ‬على‮ ‬بقاء‮ ‬كيان‮ ‬الاحتلال‮ ‬الاسرائيلي‮ ‬لفلسطين‮.‬
وهنا نقول ان هذه الخطوات المتسارعة لجعل كيان العدو الصهيوني يتسيد على المنطقة العربية يحمل في داخله تسريعاً لزوال هذا الكيان وسقوط انظمة التبعية الخليجية والعربية ومظاهر هذا الاستنتاج واضحة في مسار مواجهة هذه المشاريع وهزيمتها من قوى المقاومة الممتدة من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان وانتهاءً بإيران، وربما الصراع في المنطقة وتداخل المصالح بين هذه الاطراف وتركيا ودول إسلامية أخرى تودي إلى نتيجة عكس ما خطط له البريطانيون والامريكان والصهاينة.. وما ذلك على الله ببعيد.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59202.htm