الميثاق نت -

الإثنين, 21-سبتمبر-2020
‬توفيق‮ ‬الشرعبي -
الشعب الفلسطيني وفصائل مقاومته يدركون من وقت مبكر دور الأنظمة الخليجية في التآمر على قضيتهم والقضايا العربية،مستوعبين الارتباط الوثيق بين الأنظمة في منطقة الجزيرة العربية والخليج والكيان الصهيوني لاسيما تلك الدول التي انتقلت من التعاون والدعم والإسناد المموه‮ ‬إلى‮ ‬التحالف‮ ‬مع‮ ‬هذه‮ ‬الغدة‮ ‬السرطانية‮ ‬والخنجر‮ ‬الذي‮ ‬غرس‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬بريطانيا‮ ‬لاهداف‮ ‬استعمارية‮ ‬بعيدة‮ ‬المدى‮.‬
لهذا اعتبروا النضال ضد هذه الانظمة وفي مقدمتها النظام السعودي لاينفصل عن نضالهم ضد الاحتلال الصهيوني لوطنهم ، وعُبر عن ذلك بأشكال مختلفة وكان اختطاف طائرة وزراء النفط في منظمة اوبك عام 1975م من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحد الرسائل الموجهة لهذه الانظمة الرجعية التابعة لامريكا التي تقوم بأدوار وظيفية في مواجهة المشاريع الوطنية والقومية التحررية لشعوبنا وأمتنا بما فيها الشعوب التي نُصبت لحكمها تلك الانظمة الرجعية من قبل الاستعمار القديم والجديد..
وبغض‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬المواقف‮ ‬من‮ ‬عملية‮ ‬الجبهة‮ ‬الشعبية‮ ‬حينها‮ ‬إلا‮ ‬أننا‮ ‬اليوم‮ ‬نتبين‮ ‬صحة‮ ‬الإدراك‮ ‬المبكر‮ ‬لمايمثله‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬وبقية‮ ‬الانظمة‮ ‬المطبعة‮ ‬في‮ ‬الخليج‮..‬
وفي هذا الاتجاه ينبغي فهم زيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات للقدس عام 1977م فما كان ليجرؤ على الإقدام على خطوته تلك بدون دعم النظام السعودي وبقية أنظمة البترودولار ولكن من تحت الطاولة تجلت تعبيراتها في موقفها من الغزو الاسرائيلي عام 1982م للبنان واحتلال عاصمته وإخراج قوى المقاومة الفلسطينية من هذا البلد العربي ،والتي سبقتها تقديم ولي عهد مملكة بني سعود لمبادرة سلام في قمة فاس العربية عام1981م لتأكيد وتعزيز صحة نهج التآمر على القضية الفلسطينية في تعبيره الخياني الساداتي ،وصولاً الى الدفع بالفلسطينيين بعد حرب الخليج الثانية إلى الدخول في جوقة الاستسلام بعيداً عن مبدأ الأرض مقابل السلام بالتوقيع على اتفاقية اوسلو لإخراج أصحاب القضية الاساسيين من التفاوض الجماعي الذي اشترطته سوريا والتي أُريد الضغط عليها بقبول المشروع الاستسلامي لسحب ورقة القضية الفلسطينية‮ ‬من‮ ‬يدها‮ ‬،مستتبعين‮ ‬ذلك‮ ‬بتوقيع‮ ‬الأردن‮ ‬اتفاقية‮ ‬الاستسلام‮ ‬المسمى‮ ‬اتفاقية‮ ‬وادي‮ ‬عَرَبة‮.‬
وطوال هذا التاريخ حتى بعد إلغاء منظمة التحرير الفلسطينية بند المقاومة المسلحة والاعتراف باسرائيل مقابل العودة الى "جيتو" رام الله في الضفة الغربية برزت قوى مقاومة فلسطينية وعربية واسلامية أثبتت نجاح مسارها المقاوم بانسحاب احتلال كيان العدو الاسرائيلي من قطاع غزة وكذلك تحرير جنوب لبنان وهروب الاسرائليين تحت ضربات حزب الله بشكل مذل عام 2000م ثم انتصار لبنان ومقاومته في مواجهة العدوان الاسرائيلي عام 2006م وفرض توازن ردع مع هذا الكيان رغم استمرار معسكر المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة بتآمره ودعمه وتمويله لكل‮ ‬الحروب‮ ‬التدميرية‮ ‬التقسيمية‮ ‬للدول‮ ‬العربية‮ ‬المواجهة‮ ‬للمشروع‮ ‬الامريكي‮ ‬لتأمين‮ ‬وهيمنة‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬على‮ ‬المنطقة‮..‬
والعراق وسوريا والعدوان على اليمن نماذج لتأكيد أن التطبيع الذي تقوم به اليوم أنظمة السعودية والامارات والبحرين أمر طبيعي، والمتغير هو اتخاذه شكل التحالف المخزي مع اسرائيل ضد معسكر المقاومة العربية والإسلامية من أجل تحرير فلسطين.
مقصد‮ ‬القول‮ : ‬إن‮ ‬هذا‮ ‬المسار‮ ‬ليس‮ ‬فقط‮ ‬سيفشل‮ ‬وستهزم‮ ‬أطرافه‮ ‬بل‮ ‬سيؤدي‮ ‬إلى‮ ‬لعب‮ ‬هذه‮ ‬الأنظمة‮ ‬أدوارها‮ ‬الوظيفية‮ ‬الأخيرة‮ ‬قبل‮ ‬زوالها‮ ‬ويقرب‮ ‬تحرير‮ ‬فلسطين‮ ‬كاملة‮ ‬من‮ ‬النهر‮ ‬الى‮ ‬البحر‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59240.htm