اللواء ركن/حسين علي خيران - ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م التي يحتفي شعبنا اليمني بذكراها الـ58 كانت ثورة وطنية قومية تجسد آمال وتطلعات شعبنا للخلاص والانعتاق من الظلم والتخلف والعزلة والتحرر من الاستعمار البريطاني الذي مثل وجوده على الارض اليمنية استلاباً لماضي هذا الشعب الحضاري العظيم ولتطلعاته المستقبلية في الحرية والوحدة والاستقلال ،كما أنه لعب ادواراً خبيثة في بقاء اليمن مشطراً ومقسماً الى نتف خاضعة لمعاهداته الحمائية..
وهكذا كنا نحن نخوض غمار المواجهة انتصاراً لحق شعبنا العظيم في النهوض الحضاري بتفجير الثورة اليمنية 26سبتمبر التي برزت أمام تحقيق أهدافها الوطنية والقومية والإنسانية النبيلة تحديات واخطار التآمر الخارجي الاقليمي والاستعماري الدولي، وتصدرت الحرب العدوانية على الشعب اليمني بريطانيا التي كانت تحتل الشطر الجنوبي من الوطن، والنظام السعودي الذي أصابه الرعب خشية أن تنتقل الثورة من اليمن للقضاء على نظامها الملكي الاستبدادي الدموي الإرهابي الرجعي.
ولأنها ثورة شعب كان لابد ان تنبثق منها الثورة اليمنية التحررية 14أكتوبر 1963م ضد الاحتلال البريطاني، ومع ثورة الشعب اليمني الوطنية التحررية وقفت مصر عبدالناصر وقوى التحرر العالمي ضد قوى البغي والهيمنة والسيطرة على ارادة الشعوب وثرواتها.
لقد كان من الطبيعي في ذلك الحين ان يتصدر المشهد القوى الاكثر تنظيماً وانضباطاً واحساساً بمعاناة الشعب اليمني هم ابناؤه الأبطال الميامين في القوات المسلحة وفي طليعتهم الضباط الأحرار الذين حملوا راية نضال الحركة الوطنية اليمنية آخذين على عاتقهم مسئولية مهمة التغيير الثوري ليصطف حولهم ابناء شعبنا ويخوضوا معركة الدفاع عن الثورة والانتصار لنظامها الجمهوري والتي ماكان لهم إلا ان ينتصروا فيها في مواجهة كل من يقفون ضد حرية وسيادة ونهوض الشعوب الرازحة تمت أنظمة الاستبداد والاحتلال الاستعماري المتجبر، لاسيما في منطقة الجزيرة العريية والخليج والتي سخَّر فيها النظام السعودي كل امكاناته ومعه الانظمة الرجعية في المنطقة والاستعمارية في العالم وعلى رأسها بريطانيا وامريكا وكيان العدو الصهيوني لوأد هذه الثورة.
وهكذا بقيام ثورة »سبتمبر وأكتوبر« بدأ اليمن تاريخاً جديداً ولكن لم تتوقف الدسائس والمؤامرات واشعال الازمات والفتن والصراعات بين ابنائه بهدف منعه من تحقيق التغيير الذي طالما طمحوا تطلَّعوا اليه وهم يخوضون معركة الدفاع عن ثورتهم وآمالهم في امتلاك قرارهم الوطني المستقل وتحقيق التقدم والازدهار لوطنهم.. مع ذلك ستبقى واحدة من الثورات المجيدة في تاريخهم وتاريخ أمتهم والإنسانية جمعاء.
|