الميثاق نت -

الإثنين, 28-سبتمبر-2020
لمياء‮ ‬‬الارياني -
يأتي السادس والعشرون من سبتمبر هذا العام في ظل ظروف استثنائية من تفاقم الأزمة الانسانية في اليمن والتي صنفت الأسوأ على مستوى العالم بسبب اشتداد وتبرة القتال بين الفرقاء السياسيين وتحكم المصالح الشخصية الضيقة على سلوكياتهم وقراراتهم.
وفي 26 سبتمبر من كل عام لابد من وقفة تقييمية تحليلية جادة وقراءة متعمقة لواقع الحال بغرض التقدم خطوة نحو السلام والاستقرار والتنمية والتي يجب ان تكون هي غاية وهدف كل وطني غيور، كما انه في كل ذكرى سنوية ليوم الثورة المجيدة تتسابق صور الشهداء والثوار الاحرار‮ ‬إلى‮ ‬الذاكرة‮ ‬الجمعية‮ ‬للوطن‮ ‬وتتعاقب‮ ‬تفاصيل‮ ‬النضال‮ ‬والإصرار‮ ‬على‮ ‬الحرية‮ ‬والكرامة‮ ‬لنستقي‮ ‬منها‮ ‬العبر‮ ‬والدروس‮ ‬التي‮ ‬تجعل‮ ‬منا‮ ‬حماة‮ ‬للثورة‮ ‬والوطن‮ ‬والجمهورية‮.‬
واليوم‮ ‬نتساءل‮ ‬جميعاً‮ ‬ماذا‮ ‬لو‮ ‬استمر‮ ‬القتال‮ ‬عاماً‮ ‬آخر‮ ‬؟‮ ‬ماذا‮ ‬لو‮ ‬تأخر‮ ‬الاتفاق‮ ‬الوطني‮ ‬وتباشير‮ ‬السلام؟
لاشك ان عدم توافر فرص احلال السلام في اليمن يعني بالضرورة استمرار الحرب بكل ويلاتها وعواقبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، لذا فإن التعاطي مع مفهوم السلام كضرورة هو أمر ملح وعاجل يتطلب التعامل معه من منظور وطني بحت وشامل لكل المعطيات الموجودة بدون اقصاء لأي طرف أو التقليل من أهمية مشاركته في المرحلة القادمة وضرورة الاستيعاب التام بأن التنوع والاختلاف هو ارضية مهمة للفهم المتبادل والمشاركة للجميع ، وهذا يتطلب حزمة من الاجراءات المترابطة المتتابعة بدءاً بتوفير اجواء تسوية سياسية عقلانية وقابلة للتطبيق نستند‮ ‬إلى‮ ‬تحليل‮ ‬عميق‮ ‬لأسباب‮ ‬الخلاف‮ ‬الذي‮ ‬أدى‮ ‬تشوب‮ ‬الحرب‮ ‬دون‮ ‬اغفال‮ ‬أي‮ ‬جزئية‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬متباينة‮ ‬بين‮ ‬الفرقاء‮.‬
وأرى ان للإعلام دوراً مهماً جداً في ترسيخ قيم ومفاهيم السلام لبسط أرضية متينة للسلام المستديم من خلال ترسيخ ثقافة ان من هو ليس معي فليس بالضرورة ضدي، ونشر قيم التسامح وقبول الآخر وعدم الاقصاء في اواسط العمل السياسي وكذا المجتمع، والتأثير في الوعي الجمعي بأن‮ ‬الاختلاف‮ ‬نقطة‮ ‬انطلاق‮ ‬للتعايش‮ ‬وتحقيق‮ ‬مشاركة‮ ‬الجميع‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الفائدة‮ ‬العامة‮.‬
ومن المهم العودة إلى نقاط التوافق في كافة المرجعيات ما قبل الحرب والبناء عليها ووضع حلول جذرية للإشكالات التي اعقبتها، ووضع خارطة طريق يمنية-يمنية تستند على نقاط التوافق السابقة والسعي إلى تحقيق توافق واجماع وطني حول مقترح الدستور وإثراء فرص قبوله من الجميع‮.‬
وعندما‮ ‬نقف‮ ‬على‮ ‬عتبة‮ ‬السادس‮ ‬والعشرين‮ ‬من‮ ‬سبتمبر‮ ‬المجيد‮ ‬بكل‮ ‬شموخه‮ ‬وكبريائه‮ ‬فلابد‮ ‬ان‮ ‬نتطرق‮ ‬إلى‮ ‬التفعيل‮ ‬الجاد‮ ‬والمسئول‮ ‬لدور‮ ‬المرأة‮ ‬والشباب‮ ‬في‮ ‬المشاركة‮ ‬السياسية‮ ‬وإيقاف‮ ‬الحرب‮ ‬وإحلال‮ ‬السلام‮.‬
ولاشك ان السادس والعشرين من سبتمبر المجيد يفرض علينا كيمنيين ان نتمثل بروح وطنية اجدادنا الذين عمّدوا الثورة والجمهورية بدمائهم الطاهرة التي تفرض علينا المضي على الدرب والحفاظ على الجمهورية والثورة لنورثها للجيل القادم كي ينعم بالدولة المدنية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون ولهذا نحن نؤمن ونعمل على الترويج للمصالحة الوطنية كمشروع وطني مهم يؤسس لمشاركة دائمة للجميع وإلغاء عوائق وإشكالات الماضي وتصحيح كل ما ترتب عليها من مآسٍ وظلم وانتهاكات ونزاعات مسلحة وحرب.
ومن أجل صناعة مستقبل سبتمبري بامتياز يجب ان يتم تكييف ثقافة الممارسة السياسية لتتوافق مع العصر من خلال الاعتراف بتعددية المصالح المجتمعية وبالتالي تنوع طرق التعبير عنها وتباين صورها الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية منعاً لأي خلافات مستقبلية أو أي فرص‮ ‬لترحيل‮ ‬الحروب‮ ‬للمستقبل‮.‬
ولا يفوتني ان اتقدم بخالص التهنئة والتبريكات للشعب اليمني الصابر بهذه المناسبة العظيمة، راجية منه الحفاظ على الثورة والجمهورية من الاعداء والحاقدين وان يسيروا على درب الدولة المدنية التي تتسع للجميع.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59281.htm