الميثاق نت -

الثلاثاء, 29-سبتمبر-2020
استطلاع/ شوقي شاهر -
ثورة 26سبتمبر 1962ولدت لتبقى.. وصمدت لتقوى.. وأضاءت دروب شعبٍ كاد ان يبلى ويفنى.. وأحيت فيه روح البقاء وألهمته تنفس الصعداء وأطلقت فجراً يشع تحرراً فكان النداءُ حي على النضالِ والبناء، وهو نضال استمر طويلا وذلك لان الثورة الوليدة سرعان ماواجهت تحديات ورزت أمامها عوائق ومكايدات من الداخل ومن الخارج. هذا الحلم العظيم لم يكن يراد له أن يتحقق على الإطلاق لولا إرادة شعب وسمو خيارٍ ونبل أهدافٍ تحصنت بها هذه الثورة الوليدة التي كانت أملاً وجسدت طموحاً و مثلت ألقاً لمستقبلٍ زاهٍ تشرئب نحوه تطلعات قوافل الثوار والأحرار. وخلال 58عاما من عمر الثورة السبتمبرية تحقق للوطن الكثير كما شاب هذه الثورة الكثير من الممارسات التي أسهمت إلى حد كبير في عدم تحقيق تقدم مثالي لأهداف الثوره الستة. ومع ذلك لايمكن لأي عاقل ان يححب عين الشمس بغربال كما يقال ينكر ذلك إلا جاحة. فلا يمكن لأي تجربه إنسانيه ان تحقق تقدماً من أي نوع دون أن يشوبها شائب او خذلان في جانب معين لاسيما من قبْل أصحاب الفيد النضالي الذين يقتاتون من رصيد الثورات وعلى تضحيات الشعوب .. ويبقى أمام أبنائها وأجيالها تقييم مراحلها المختلفة وتعزيز الجوانب المضيئة كشف جوانب الإخفاقات وتجاوز المنعطفات والعراقيل والتآمرات سواءً أكانت داخليه أو خارجيه.. موضوعيه أو ذاتيه.. والسير قدماً فيما يحقق النهوض ويعزز من اسباب التقدم والازدهار. وثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي كغيرها من الثورات أثرت وتأثرت وكماهي بحاجه لإعادة تقييم من جوانب مختلفة إلا أنها بحاجه إلى المزيد من الإنصاف فقد مثلت منعطفاً وتحولاً تاريخيا في حياة الشعب اليمني ونقلته إلى واقع جديد بعد نضال كبير خاضته القوى الحيه المؤمنة بالحرية وذلك جنباً إلى جنب مع جماهير شعبنا اليمني.. ومع ذلك فقد ضل التآمر على هذه الثورة متواصلاً حتى آخر لحظه. لكن القدر انتصر للشعب ولإرادته.. وفي السياق أجرت الميثاق الاستطلاع التالي مع عدد من المثقفين والإعلاميين وحصلنا على قراءاتهم حول أهم المعضلات التي رافقت هذا التحولات والتحديات التي واجهتها ثورة 26 سبتمبر:

الجمهورية‮ ‬تعثرت‮ ‬ولم‮ ‬تنكسر
أحمد‮ ‬الأغبري‮ - ‬صحفي‮ ‬وكاتب
واجهت ثورة 26 سبتمبر الخالدة عديد من التحديات لم تكن تلك التحديات التي أتت من خارجها، بل تلك التي جاءت من داخلها ممثلة في القوى التقليدية، التي أرادت تحويل الجمهورية إلى عباءة تمارس تحتها كل شيء يحقق مصالحها؛ تلك الجماعات التي لم تألف ولم تتآلف مع الدولة باعتبارها فوق الجميع، وهو ما تجلى واضحاً في انقلاب الخامس من نوفمبر عام 1967، وبرز جلياً بعد الانتصار وفك حصار السبعين يوماً؛ اذ انطلقت الثورة المضادة في ملاحقة وتصفيه القوى الثورية، تلك القوى التي فجرت الثورة وحمتها، ولعلنا نعرف ما حصل في أغسطس عام 1968م، وهي الاحداث التي أصبحت بعدها الدولة كليا بيد القوى التقليدية (الدينية العسكرية القبلية)، وهو ما لم تقبله القوى الجمهورية المخلصة، حتى تولى الرئيس الشاب إبراهيم الحمدي مقاليد السلطة عام 1974م، وقد كان مستوعباً للتحديات التي تعترض مسار الجمهورية، وحاول جاهداً إعادة تمهيد الطريق لدولة فوق الجميع؛ وهو ما استطاع إليه سبيلا خلال سنوات ثلاث، تم بعدها تصفيته بمساعدة وتدبير من السعودية، وتنفيذ زعامات من القوى التقليدية، التي استطاعت عقب اغتيال الرئيس الحمدي اختطاف الجمهورية مجدداً، وعادت الدولة إلى حظيرة تلك القوى بمساعدة‮ ‬من‮ ‬الجارة‮ ‬الكبرى،‮ ‬التي‮ ‬ارادات‮ ‬وتريد‮ ‬جمهورية‮ ‬بدون‮ ‬أي‮ ‬معنى‮ ‬حقيقي‮. ‬
لكن وإن تعتثر الجمهورية لكنها لم تنكسر، وبعزيمة ابنائها الشرفاء المخلصين ستنتصر، وها هي اليوم تواجه تحديات كبيرة في مقدمتها عدوان شرس، لكنها بعزمية الأبناء المخلصين ستتجاوز كل التحديات إن شاء الله، إذ لن تذهب تضحيات الشهداء الأبطال هدراً؛ وهي مناسبة لنترحم‮ ‬فيها‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬أولئك‮ ‬الشهداء‮ ‬الذين‮ ‬قضوا‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬انتصار‮ ‬هذه‮ ‬الثورة‮ ‬الخالدة‮ ‬وتحقيق‮ ‬أهدافها‮.‬

عمار‮ ‬المعلم‮: ‬إعلامي‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬من‮ ‬سبتمبر‮ ..‬و‮ ‬رحلة‮ ‬القطار‮ ‬المجنون
نعم مثلت ثورة الـ26 من سبتمبر 1962 م للشعب اليمني - رد الاعتبار التاريخي الذي تجسد في تغيير حياة الناس الى واقع افضل تفتحت افاقه على مقتضيات التطور العلمي و الثقافي و الاقتصادي و معه انطلقت اليمن في سير حثيث نحو بناء مؤسسات الدولة و مشاريعها و خططها التنموية‮ ‬بعد‮ ‬ان‮ ‬كانت‮ ‬منغلقة‮ ‬على‮ ‬حالها‮ ‬و‮ ‬واقعها‮ ‬الكئيب‮ ‬،‮ ‬تفتقد‮ ‬لابسط‮ ‬مقومات‮ ‬الحياة‮ ....‬
الكثير‮ ‬من‮ ‬الرحالة‮ ‬و‮ ‬الادباء‮ ‬زاروا‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬خمسينيات‮ ‬القرن‮ ‬الماضي‮ ‬،‮ ‬و‮ ‬شاهدوا‮ ‬بأعينهم‮ ‬واقع‮ ‬مزري‮ ‬،‮ ‬يبعث‮ ‬على‮ ‬الرثاء‮ ‬و‮ ‬يفري‮ ‬نياط‮ ‬القلب‮....‬
كانت‮ ‬العاصمة‮ ‬صنعاء‮ ‬،‮ ‬تفتقد‮ ‬لفندق‮ ‬بسيط‮ ‬من‮ ‬التصنيف‮ ‬السياحي‮ ‬الاول‮ ..‬كأننا‮ ‬خرجنا‮ ‬من‮ ‬ظلمات‮ ‬سحيقة‮ ‬و‮ ‬عصور‮ ‬بعيدة‮ ‬،‮ ‬تجاوزتها‮ ‬الازمنة‮ ‬و‮ ‬عافتها‮ ‬الدهور‮ ..‬
كان‮ ‬حقيق‮ ‬على‮ ‬شعبنا‮ ‬ان‮ ‬ينشد‮ ‬الحياة‮ ‬الكريمة‮ ‬،‮ ‬و‮ ‬يدفع‮ ‬بخيرة‮ ‬رجاله‮ ‬و‮ ‬ابطاله‮ ‬الى‮ ‬المضي‮ ‬قدما‮ ‬و‮ ‬اشهار‮ ‬سيف‮ ‬الحياة‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬الظلم‮ ‬و‮ ‬الجهل‮ ‬و‮ ‬التخلف‮...‬
معركة حضارية غير متكافئة بين ثلة من الشباب الذين تاقوا الى الحياة و التغيير نحو الافضل و بين حكم ممتد في رئة واحدة من الوطن ، تخنقه و تكتم اهاته ، و تجهز على كل محاولات النزوع نحو زمن جديد يواكب المراحل ..
و‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬الثمن‮ ‬بخساً‮.. ‬على‮ ‬الاطلاق‮ ‬،‮ ‬بل‮ ‬كان‮ ‬باهضاً‮ ‬و‮ ‬مضمخاً‮ ‬بالدموع‮ ‬و‮ ‬الدم‮ ‬و‮ ‬الشتات‮ ....‬
من‮ ‬يعتقدون‮ ‬اليوم‮ ‬ان‮ ‬الجمهورية‮ ‬كانت‮ ‬ترفاً‮ ‬،‮ ‬يفيض‮ ‬عن‮ ‬حاجتنا‮ ‬،‮ ‬هم‮ ‬واهمون‮ .. ‬
يرفسون‮ ‬في‮ ‬اغلال‮ ‬الماضي‮ ‬و‮ ‬يعتقدون‮ ‬ان‮ ‬التطور‮ ‬كان‮ ‬ديماغوجياً‮ ‬لا‮ ‬يتناسب‮ ‬مع‮ ‬المزاج‮ ‬الشعبي‮ ‬،‮ ‬كما‮ ‬لو‮ ‬اننا‮ ‬خُلقنا‮ ‬للاغلال‮ ‬و‮ ‬القطران‮ ‬و‮ ‬الفيد‮ ‬و‮ ‬التخلف‮..‬
كنا‮ ‬شعب‮ ‬ينزع‮ ‬للحياة‮ ‬،‮ ‬و‮ ‬يحلم‮ ‬بالتنمية‮ ‬و‮ ‬الطريق‮ ‬و‮ ‬المدرسة‮ ‬و‮ ‬الدواء‮ ‬و‮ ‬الماء‮ ‬النظيف‮ ‬و‮ ‬حق‮ ‬العيش‮ ‬بكرامة‮ ...‬كانت‮ ‬ابسط‮ ‬حقوق‮ ‬المواطنة‮ ‬هي‮ ‬ما‮ ‬نمضي‮ ‬اليه‮ ..‬
وأضاف المعلم: من الاهداف السبتمبرية الستة لم نكن نفقه منها غير رفع مستوى الشعب اجتماعياً و ثقافياً و سياسياً و تنموياً ...و قبل هذا و ذاك ، التحرر من الاستبداد و الاستعمار و مخلفاتهما و اقامة حكم جمهوري عادل ، و ازالة الفوارق و الامتيازات بين الطبقات ، و قطعنا‮ ‬شوطاً‮ ‬طويلاً‮ ‬من‮ ‬أزمنة‮ ‬التعب‮ ‬و‮ ‬العناء‮ ‬و‮ ‬الرفض‮ ‬و‮ ‬القبول‮ ‬و‮ ‬المهادنة‮ ‬و‮ ‬التكريس‮ ‬و‮ ‬الضم‮ ‬و‮ ‬الالحاق‮ ‬بفعل‮ ‬ثقافات‮ ‬تجذرت‮ ‬في‮ ‬الموروث‮ ‬و‮ ‬رفضت‮ ‬ان‮ ‬تغادر‮ ‬بوتقة‮ ‬الماضي‮ ‬و‮ ‬قبو‮ ‬التفكير‮ ‬المتأصل‮ ..‬
وصلنا‮ ‬الى‮ ‬العقد‮ ‬الخامس‮ ‬من‮ ‬جمهوريتنا‮ ‬و‮ ‬نحن‮ ‬منهكوووون‮ ‬،‮ ‬نصارع‮ ‬طواحين‮ ‬الهواء‮ ‬و‮ ‬نتراهن‮ ‬كل‮ ‬يوم‮ ..‬هل‮ ‬كنا‮ ‬على‮ ‬حق‮ ‬،‮ ‬ام‮ ‬اننا‮ ‬اجترحنا‮ ‬وجودنا‮ ‬الحضاري‮ ‬و‮ ‬اوجدنا‮ ‬لنا‮ ‬موضع‮ ‬تحت‮ ‬الشمس‮ ...‬؟‮! ‬
اسئلة‮ ‬كثيرة‮ ‬ظلت‮ ‬تنهش‮ ‬خواطرنا‮ ‬و‮ ‬تثقل‮ ‬علينا‮ ‬وطأة‮ ‬الحاضر‮ ‬بين‮ ‬وقائعه‮ ‬ارهاصاته‮ ...‬و‮ ‬الخوف‮ ‬كل‮ ‬الخوف‮ ‬ان‮ ‬لا‮ ‬يكون‮ ‬الزمن‮ ‬قد‮ ‬رفدنا‮ ‬بالافضل‮ ‬و‮ ‬قدم‮ ‬لنا‮ ‬ما‮ ‬كنا‮ ‬نحلم‮ ‬به‮ ‬و‮ ‬لو‮ ‬جزء‮ ‬يسير‮ ‬منه‮ ...‬
و‮ ‬اليوم‮.. ‬انفجرت‮ ‬الاضبارة‮ ‬المغلقة‮ ‬من‮ ‬عقود‮ ‬من‮ ‬الصمت‮ ...‬انداحت‮ ‬منها‮ ‬الاسئلة‮ ‬كما‮ ‬تنداح‮ ‬القمم‮ ‬العالية‮ ‬في‮ ‬جبل‮ ‬الثلج‮ ‬المطمور‮ ...‬
‮- ‬هل‮ ‬نحن‮ ‬اليوم‮ ‬،‮ ‬على‮ ‬حال‮ ‬تمنيناه‮ ‬و‮ ‬سعينا‮ ‬اليه‮ ‬؟‮ ‬
‮- ‬هل‮ ‬هذا‮ ‬الراهن‮ ‬،‮ ‬واقعاً‮ ‬مقبولاً‮ ‬لدى‮ ‬اي‮ ‬مواطن‮ ‬يحلم‮ ‬بالحياة‮ ‬فقط‮ ‬
كما‮ ‬قال‮ ‬درويش‮ (‬ونحن‮ ‬لم‮ ‬نحلم‮ ‬بأكثر‮ ‬من‮ ‬حياة‮ ‬كالحياة‮)‬؟‮!!‬
‮- ‬هل‮ ‬من‮ ‬الحتمي‮ ‬علينا‮ ‬ان‮ ‬نعاود‮ ‬التفكير‮ ‬بمقتضى‮ ‬الحال‮ ‬،‮ ‬فقد‮ ‬قيل‮ ‬،‮ ‬اذا‮ ‬رايت‮ ‬انك‮ ‬قد‮ ‬اخطاءت‮ ‬ركوب‮ ‬القطار‮ ‬،‮ ‬فأنزل‮ ‬عند‮ ‬اقرب‮ ‬محطة‮ ‬،‮ ‬كي‮ ‬لا‮ ‬تتجشم‮ ‬مسافة‮ ‬العودة‮.‬
لماذا‮ ‬لا‮ ‬يتوقف‮ ‬هذا‮ ‬القطار‮ ‬المجنون‮ ‬عن‮ ‬السرعة‮ ‬المرعبة‮ ‬بالموت‮ ‬والعبث‮ ‬والحرب‮ ‬والدمار‮ ‬؟

ألسنا‮ ‬على‮ ‬مركب‮ ‬واحد‮ ...‬؟
وتساءل المعلم لماذا لاينزل المتحاربون عن قطار الرحلة الخاطئة ، فقد دفعنا ثمناً كبيراً ، بل ان مسافة الرحلة قد ذهبت بنا بعيداً و لم يعد احد في موضعه الذي كان عليه حتى المدن ...اين تعز اليوم.. أين عدن .. أين المهرة ...أين الحديدة ؟
يقيناً‮ ‬ان‮ ‬المدن‮ ‬ايضا‮ ‬قد‮ ‬ركبت‮ ‬رحلة‮ ‬القطار‮ ‬المجنون،‮ ‬و‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬في‮ ‬مكانها‮ ....‬
خلاصة القول ....لابد من إعمال العقل و التفكير بصوت عالي ، و الحرب تبعاتها ثقيلة موجعة ، و تداعياتها اشبه بالبثور على وجه الانسان ، تطفح كل يوم بالجرائم و المتاعب و الارهاصات و التحديات ....الشجاعة الحقيقية في الذكرى الـ58 للثورة اليمنية ان نعيد التفكير في‮ ‬واقع‮ ‬الحال‮ ‬و‮ ‬نعمل‮ ‬جميعا‮ ‬على‮ ‬ايقاف‮ ‬القطار‮ ‬المندفع‮ ‬بنا‮ ‬جميعا‮ ‬صوب‮ ‬الهاوية‮ ....‬ان‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬من‮ ‬اجلنا‮ ‬فمن‮ ‬اجل‮ ‬مستقبل‮ ‬اجيالنا‮ ...‬النظرة‮ ‬بعيدة‮ ‬و‮ ‬الافق‮ ‬محدود‮ ....‬

ثقة‮ ‬جامعة‮ ‬بحجم‮ ‬الأهداف
صادق‮ ‬الهمداني‮ ‬مدير‮ ‬عام‮ ‬الاعلام‮ ‬بمجلس‮ ‬النواب‮: ‬
ستظل‮ ‬ثورتي‮ ‬سبتمبر‮ ‬واكتوبر‮ ‬هما‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬الام‮ ‬في‮ ‬تاريخ‮ ‬اليمنيين‮ ‬وما‮ ‬تلاهما‮ ‬يعتبر‮ ‬تصحيحاً‮ ‬لمسار‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬الام‮ ‬سبتمبر‮ ‬واكتوبر‮.. ‬
وهناك‮ ‬اهداف‮ ‬وعناوين‮ ‬كبيرة‮ ‬لهذه‮ ‬الثورة‮ ‬لم‮ ‬تتحقق‮ ‬كاملة‮ ‬وهذ‮ ‬ا‮ ‬اكبر‮ ‬تحدي‮ ‬تواجهه‮ ‬ثورتا‮ ‬سبتمبر‮ ‬واكتوبر‮ ‬المجيدتان‮.. ‬
والاهداف‮ ‬الستة‮ ‬لثورة‮ ‬سبتمبر‮ ‬قابلة‮ ‬للتحفيق‮ ‬وممكنة‮ ‬وتحتاج‮ ‬لإرادة‮ ‬شعبية‮ ‬للالتفاف‮ ‬حولها‮ ‬وترجمتها‮ ‬حرفيا‮ ‬في‮ ‬الواقع‮ ‬العملي‮. ‬
وهناك‮ ‬تحديات‮ ‬جمة‮ ‬منها‮ ‬الافكار‮ ‬المغلوطة‮ ‬او‮ ‬سوء‮ ‬الفهم‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬بعض‮ ‬الاحزاب‮ ‬والجماعات‮ ‬تجاه‮ ‬ثورة‮ ‬سبتمبر‮ ‬الام‮..‬
وحين‮ ‬ترى‮ ‬افكار‮ ‬حزب‮ ‬او‮ ‬جماعة‮ ‬اكبر‮ ‬من‮ ‬الايمان‮ ‬بواحدية‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬الام‮ ‬سبتمبر‮ ‬واكتوبر‮ ‬سيكون‮ ‬ذلك‮ ‬اكبر‮ ‬تحدٍ‮ ‬لاكتمال‮ ‬تحقيق‮ ‬وترجمة‮ ‬اهداف‮ ‬الثورة‮ ‬كاملة‮ ‬في‮ ‬الواقع‮ ‬الفعلي‮.. ‬
ومن‮ ‬التحديات‮ ‬ايضاً‮ ‬ان‮ ‬تحسب‮ ‬اخطاء‮ ‬من‮ ‬انحرفوا‮ ‬عن‮ ‬مسار‮ ‬الثور‮ ‬ة‮ ‬على‮ ‬الثورة‮ ‬وهنا‮ ‬نكون‮ ‬قد‮ ‬ظلمنا‮ ‬الثورة‮ ‬وساهمنا‮ ‬في‮ ‬عدما‮ ‬اكتمال‮ ‬تحقيقها‮ ‬او‮ ‬اعلان‮ ‬فشلها‮..‬
واعتقد ان اهداف الثورة اليمنية الام سبتمبر واكتوبر قد حققت العدالة في تجسيد طموحات وتطلعات كافة لليمنيين اذا ما قرأنا كل هدف قراءة متأنية وعملنا جميعا على تحقيق كافة الاهداف الستة بايمان كبير وثقة بحجم تلك الاهداف الجامعة لكل اليمنيين.

يوم‮ ‬خالد‮ ‬في‮ ‬ذاكرة‮ ‬اليمنيين
احمد‮ ‬عبدالله‮ ‬الشاوش
رئيس‮ ‬تحرير‮ ‬صحيفة‮ ‬سام‮ ‬برس
بثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وإرادة القوى الوطنية الشريفة وتلاحم ابناء الشعب اليمني المناضل الذي قدم الدماء الزكية والارواح الطاهرة ، انتهى عصر الرجعية والتخلف والجمود والفقر والمرض ، بطيّ صفحة الظلم والاستبداد وتحقيق النصر المؤزر وإشراقة يوم جديد‮ ‬تنفس‮ ‬فيه‮ ‬اليمانيون‮ ‬الصُعداء‮.‬
ان يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962م سيظل خالداً في ذاكرة وقلوب اليمنيين ، ذلك اليوم الناصع الذي لاتغيب شمسه بعد ان حمل ابناء الشعب مشاعل الحرية والديمقراطية وقيم التعايش والتسامح والبناء والتنمية والمساواة والعدالة رُغم التحولات السياسية والتاريخية المتسارعة‮.‬
وأضاف الشاوش: ورغم المكر والمعوقات وصناعة الفتن والتآمر الداخلي والخارجي ، إلا ان القوى الظلامية عجزت حيناً من الدهر عن جر البلاد الى الفوضى والعودة الى العبودية والماضي المتخلف من خلال حصار السبعين وحروب المناطق الوسطى والشمال والجنوب واستنزاف البلد ونشر الاشاعات والطائفية والمذهبية ، ورغم ذلك الكم الكبير من طاحونة الفوضى استطاعت ثورة 26 سبتمبر واهدافها الستة التحرر من الاستبداد والاستعمار وبناء جيش وطني لحماية البلاد وازالة الفوارق والامتيازات بين ابناء الشعب ورفع مستوى الشعب اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً‮ ‬وثقافياً‮ ‬وتحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‮ ‬بين‮ ‬شمال‮ ‬الوطن‮ ‬وجنوبه‮.‬
وقال: مازلنا وسنظل نتذكر انه بفضل الله وعظمة ووفاء ونضال ثوار وثورة 26 سبتمبر ، تخرج الملايين من ابناء الشعب اليمني في مجالات الطب والهندسة والعلوم والمحاسبة والجغرافيا والاتصالات والقضاء والجيش والامن ومؤسسات القطاع العام والخاص ، واستوعبت جميع ابناء اليمن‮ ‬بمشاربهم‮ ‬الفكرية‮ ‬والسياسية‮ ‬والجغرافية‮ ‬في‮ ‬بوتقة‮ ‬واحدة‮ ‬وهدف‮ ‬واحد‮ ‬وبيت‮ ‬واحد‮ ‬هو‮ ‬يمن‮ ‬التاريخ‮ ‬والحضارة‮.‬
وأرى انه رغم المتغيرات المتسارعة والفوضى الخلاقة والسيناريوهات المحلية والاقليمية والدولية التي تآمرت على اليمن والسيادة والثورة والجيش والامن والمنجزات ودماء اليمنيين والضريبة الفادحة التي دفعها كل يمني ، والوضع المأساوي الذي نعيشه وحالة الحقد والفجور والجحود التي تتبناها بعض القوى السياسية وتجار الحروب لابد ان تسقط وتنتهي كما انتهى الاولون في مزبلة التاريخ وان المستقبل للشرفاء ، ولابد من اشراقة شمس الحرية بعد الدرس الكبير والكارثة التي تجرعها كل يمني شريف وان غداً لناظره قريب.

تحقيق‮ ‬العدالة
أحمد‮ ‬الطيار‮ ‬مدير‮ ‬الاعلام‮ ‬بالغرفة‮ ‬التجارية‮ ‬والصناعية‮..‬
التحدي الأكبر والأبرز يكمن في التدخلات الخارجية وعلى رأسها السعودية، فقد حاولت وأد الثورة منذ ميلادها كما عملت جاهدة على اطالة امد الحرب لأكثر من سبع سنوات ثم امتدت يدها للتدخل في تكوين النظام السياسي في نهاية الستينات والسبعينات ودعمت قوى قبلية وعسكرية مما‮ ‬اجج‮ ‬الصراع‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬وهكذا‮ ‬تدخلت‮ ‬تنمويا‮ ‬بمشاريع‮ ‬وهمية‮ ‬كانت‮ ‬فائدة‮ ‬الاقتصادية‮ ‬محدودة‮ ‬جدا‮ ‬كما‮ ‬تفعل‮ ‬اليوم‮..‬
إن التدخلات الخارجية في اليمن قديمة وهذه سياسات الدول الكبرى والتى تلهث وراء الموقع الجغرافي لليمن ومنها عملت كل منها نحو اضعاف القوة السياسية لليمن وبالتالي دعمت جماعات تحقق لها المآرب السياسية..
لقد‮ ‬مر‮ ‬اليمن‮ ‬بعد‮ ‬الثورة‮ ‬بسلسلة‮ ‬من‮ ‬الاخفاقات‮ ‬في‮ ‬الجانب‮ ‬السياسي‮ ‬فالسياسيون‮ ‬لم‮ ‬يحققوا‮ ‬اهداف‮ ‬الثورة‮ ‬وعلى‮ ‬رأسها‮ ‬اقامة‮ ‬نظام‮ ‬جمهوري‮ ‬عادل‮ ‬وديمقراطية‮ ‬حقة‮ ‬
مما‮ ‬جعل‮ ‬النظام‮ ‬السياسي‮ ‬مأزوماً‮ ‬ولم‮ ‬يتحقق‮ ‬الاستقرار‮ ‬مطلقا‮.. ‬اذا‮ ‬نحن‮ ‬بحاجة‮ ‬لتحقيق‮ ‬العدالة‮ ‬للكل‮ ‬وهذا‮ ‬لن‮ ‬يتأتى‮ ‬الا‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬ايمان‮ ‬الكل‮ ‬بحق‮ ‬الكل‮ ‬في‮ ‬العيش‮ ‬والحرية‮ ‬والكرامة‮ ‬والبناء‮ ‬للوطن‮. ‬


ضرورة‮ ‬ملحة
وبعيدا‮ ‬عن‮ ‬التدخلات‮ ‬الخارجية‮ ‬يجب‮ ‬الايمان‮ ‬بتجريم‮ ‬هذه‮ ‬التدخلات‮ ‬والاستقواء‮ ‬بها‮.‬
‮-‬عبد‮ ‬الكريم‮ ‬عجلان‮.. ‬معد‮ ‬ومخرج‮ ‬تلفزيوني‮:‬
في الوقت الذي كانت تشهد فيه عدد من الدول العربية نهضة ثقافية وحركات ثورية فتية وسجالات فكرية وسياسية في فترات ازدهار كبيرة كانت اليمن ترزح منذ عقود طويلة تحت حكم فردي مستبد جثم عليها بكل ثقله فأخرجها عن سياق الزمن وعزلها عن محيطها عزلة تامة حتى أصبحت أشبه ما‮ ‬تكون‮ ‬بسجن‮ ‬كبير‮.. ‬وأضاف‮ ‬عجلان‮:‬
لذلك كانت ثورة الـ26 من سبتمبر ضرورة ملحة فرضتها إرادة الجماهير اليمنية الرافضة لاستمرار ذلك النظام الرجعي المستبد، وكان الضباط الأحرار ومعهم الأدباء والمثقفون يمثلون مشاعل النور التي أضاءت فكر الثورة في أذهان أبناء الشعب وحفزتهم على الخروج عن صمتهم والتحرر من قيود الخوف واليأس والانطلاق إلى فضاءات الحرية والاستقلال من خلال ثورة شعبية عظيمة استفادت من التجارب الثورية العربية وسارت على دربها لتأسيس نظام جمهوري دستوري ينفتح على كل ماهو جديد ومفيد ويواكب متغيرات العصر في مختلف المجالات، يبني المدارس ويفتتح الجامعات‮ ‬والمسارح‮ ‬والنوادي‮ ‬الرياضية،‮ ‬ويحقق‮ ‬العدالة‮ ‬والمساواة‮ ‬بين‮ ‬أفراد‮ ‬المجتمع‮ ‬ويكفل‮ ‬للشعب‮ ‬حياة‮ ‬حرة‮ ‬كريمة‮.‬
نجحت الثورة ولاحت بشائر النصر وأشرق على اليمن صباح جديد لم تشهد له مثيلاً من قبل ، صباح جمهوري نابض بالحياة ومفعم بالآمال والطموحات بالمستقبل الجديد لليمن الجديد.. وأكد عجلان بأن الثورة الوليدة لم توافق هوى النظام الملكي السعودي ، بل كانت مصدر خوف وقلق كبير لديه ، فقد كان يخشى أن يتأثر الشعب العربي في نجد والحجاز بثورة اليمن فيثوروا عليه ويسقطوا نظامه، فعمل نظام آل سعود كل مابوسعه وسخر نفسه وامكانياته لدعم النظام الأمامي محاولاً إعادة عجلة الزمن إلى الوراء ، واستمرت حرب الثورة اليمنية في مواجهة الملكيين سبع‮ ‬سنوات‮ ‬عصيبة‮ ‬انتهت‮ ‬بالانتصار‮ ‬لإرادة‮ ‬الشعب‮ ‬وثورته‮ ‬،‮ ‬وهزيمة‮ ‬الإمامة‮ ‬ومن‮ ‬وراءها‮ ‬أحقاد‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬البغيض‮.‬
وقال إن اليمنيين أصروا على تحقيق حلمهم العظيم مهما كانت الصعوبات والتحديات التي تقف في وجوههم، فاستجاب القدر ونجحت إرادة الشعب اليمني بتحقيق الوحدة اليمنية المباركة عام 1990، وشكلت الوحدة اليمنية صفعة كبيرة للنظام السعودي واحباطاً لمخططاته.

وخلص‮ ‬قائلاً‮:‬
وفي الأخير أجزم - وهذا رأيي الشخصي - أن كل التحديات والمصاعب التي واجهتها ثورة الـ26 من سبتمبر منذ بزوغ فجرها وإلى يومنا هذا كانت صنيعة النظام السعودي، وما لم يكن من صناعته لم يكن ليتم إلا بتسهيل وتمويل منه، فالنظام السعودي هو أساس البلاء وأول الصعوبات وأكبر‮ ‬العقبات‮ ‬التي‮ ‬تقف‮ ‬حائلاً‮ ‬بين‮ ‬اليمن‮ ‬ومستقبله‮ ‬،‮ ‬بين‮ ‬اليمن‮ ‬واستقراره‮ ‬،‮ ‬بين‮ ‬اليمن‮ ‬ونهضته‮ ‬المنشودة‮.‬
‮ ‬وكما‮ ‬خابت‮ ‬مساعي‮ ‬السعودية‮ ‬ومخططاتها‮ ‬ومؤامراتها‮ ‬السابقة‮ ‬وباءت‮ ‬بالفشل‮ ‬بعزيمة‮ ‬وثبات‮ ‬اليمنيين‮ ‬،‮ ‬ستخسر‮ ‬السعودية‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ ‬أيضاً،‮ ‬وستدفع‮ ‬ثمنها‮ ‬باهظاً‮ ‬جداً‮ ‬عما‮ ‬قريب‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮.‬

محمد‮ ‬ناصر‮ ‬عجلان‮. ‬كاتب‮ ‬وصحفي‮..‬
ثورة 26 سبتمبر تعد إحدى أهم الثورات الإنسانية في العالم كونها واجهت "المثلث الإمامي" الفقر والجهل والمرض وإدارته البلد بعقلية القرون الوسطى ما كاد يؤدي إلى انقراض اليمنيين ونحتفل اليوم بمرور 58 عاماً على تفجير شرارة الثورة الخالدة التى أنهت حقبة طويلة من الطغيان والبؤس والحرمان والجهل والتخلف والعيش في قبو مهجور وطريق غامض وهواه ملتبس حتى اشرقت شمس الحرية في الـ26 سبتمبر عام 1962 آنذاك اعلن اليمنيون للعالم اجمع انهم شعب لا يقبل الظلم والإهانة والخنوع وفتحت أمامه عهداً جديداً من الحرية والتحولات المشرقة الكبيرة في تاريخ الوطن ومسيرته النضالية فإن الدلالات العظيمة بتجدد الاحتفال بهذه المناسبة إنما يعبر عن ديمومة الثورة وحيويتها وتجدد فكرها ونهجها وروحها المتوثبة للأمام وتواصل عطاءها السخى من أجل الإنسان فى هذا الوطن الغالي الذى ظل هو غاية البناء والتنمية ووسيلة النهوض الوطني وأساس التقدم وبرغم كل التحديات والعواصف العاتية التي واجهتها الثورة منذ الأيام الأولى لميلادها وعلى امتداد 58 عاماً من مسيرتها إلا أنها وبفضل إرادة الله والتفاف الشعب حول مبادئها العظيمة وتضحياته الغالية في سبيل الانتصار لها وترجمتها فى واقع حياته إنجازات شامخة ملموسة أمكن للثورة اليمنية الخالدة المضى قدماً صوب تحقيق أهدافها ومبادئها السامية ولم يكن السير على الدرب سهلاً أو معبداً بالورود بل كان حافلاً بالتحديات الجسام والصعاب الجمة والمخاطر التي أحدقت بها من كل حدب وصوب، وتم بحمد الله مواجهتها والتغلب عليها بالصبر والإيمان والتضحيات الغالية الجسيمة التي قدمتها الأجيال المتعاقبة من خيرة الأبناء وأشجع وأشرف الرجال ذلك أن الثورة تجذرت في حياة شعبنا اليمنى حقيقة يقينية راسخة لصنع التغيرات والتحولات العميقة فى حاضر الوطن ومستقبل وهى وجدت لتبقى ولكى تستمر شعلتها مضيئة متوهجة تنير أمام الأجيال دروب البناء والتنمية والنهوض الحضارى فهى ثورة إنسانية شاملة حافلة بكل المعانى والدلالات الخيرة التي تجسدت في مبادئها السامية وعطائها السخى من أجل الإنسان في هذا الوطن وإننا حين نحتفل بمثل هذا اليوم العظيم وبهذه‮ ‬المناسبة‮ ‬الغالية‮ ‬فإننا‮ ‬نبعث‮ ‬الأمل‮ ‬بين‮ ‬جيل‮ ‬الثورة‮ ‬و‮ ‬الشباب‮ ‬لكي‮ ‬يبذلوا‮ ‬ما‮ ‬في‮ ‬وسعهم‮ ‬للمحافظة‮ ‬على‮ ‬ثورة‮ ‬سبتمبر‮ ‬ومنجزاتها‮ ‬العظيمة‮ ‬الذي‮ ‬تحققت‮ ‬خلال‮ ‬58‮ ‬عاما‮.‬

تحول‮ ‬حضاري
عادل‮ ‬البدوي‮- ‬كاتب‮ ‬وصحفي
بالنسبة لي كرجل ولد في كنف سبتمبر وعاش مراحل من التحول الحضاري وأدرك عطاء سبتمبر على الشعب والدولة، أعي تماما ماذا يعني السادس والعشرين من سبتمبر من لحظة تحول تاريخي انتصرت للإنسان ومنحته لقب مواطن يتساوى مع الجميع حقوقا وواجبات بغض النظر عن اي تجاوزات
لكن التحدي الحقيقي بالنسبة لي كأب كيف أجعل أولادي يشعرون هذا الشعور حيال السادس والعشرين من سبتمبر 1962. وهم الذين عاشوا طفولتهم في ظل اضطرابات ونكوص عن الثورة وعن اهدافها وتفريط بمكاسبها أنا مثلا عشت الحياة بلا خدمات ثم عايشت وصول الكهرباء والماء والهاتف والطريق والمستشفى، لكن الوضع انعكس مع ابنائي الذين ولدوا في ظل خدمات تلاشت تدريجيا.. بذلك اقول التحدي الحقيقي كيف ننقل سبتمبر ومعانيه وحبه وقيمته لابنائنا، وفي الحقيقة هو تحدٍّ امام الجميع والمجتمع والاعلام حيال الأجيال الحالية.

المعطيات‮ ‬مبشرة
علاء الدين الشلالي- كاتب وصحفي:.. إذا قارنا التحديات التي واجهت الثورة اليمنية المباركة 26سبتمبر1962،بالثورات الشبيهة لها في الوطن العربي، نجد أن ثورة26سبتمبر،كانت في الأيام والأشهر والسنوات الأولى التي أعقبتها أمام خطر كان قاب قوسين أو أدنى على وشك الانقضاض عليها وافشالها، من خلال تحالف القوى الرجعية التي كانت واهمة باستعادة حكم الإمامة، وبدعم دولي من السعودية ودول غربية، لكن الملاحم البطولية التي سطرها أبطال العهد الجمهوري، في ذلك الحين، سواءً في ملحمة السبعين ،أو في المراحل التي أعقبتها بدءاً من ميلاد الجمهورية الفتية، وبناء مؤسسات الدولة الجديدة، كانت كل تلك الجهود التي بذلها الجمهوريون المخلصون الصخرة التي تحطمت أمامها كل المؤامرات التي أحيكت، ولو أن تلك المؤامرات والتحديات الجمة واجهت ثورة 23يوليو في مصر أو ثورة 14 تموز في العراق، وهي ثورات قامت ضد أنظمة ملكية، لكانت تلك الثورات في مهب الريح، والشاهد من خلال هذه المقارنة البسيطة، أن الأنسان اليمني يتميز بخصلة الصّبرُ والجلَدُ إذ أنه وبعد 58 عاماً على اسقاط النظام الملكي، واعلان الجمهورية في اليمن، ماتزال المؤامرات والدسائس التي تمارسها قوى داخلية، ودول تُحاك ضد تلك الثورة وتُعيق تحقيق أهدافها التي تمت صياغتها من رحم المعاناة الماسي المستمرة التي يعاني منها الانسان اليمني. لكن الاجيال الحالية، تعي دورها جيداً في الحفاظ على مكتسبات ثورة أجدادهم، حتى وإن بدا المشهد ضبابياً، فكل المعطيات مبشرة بأن أهداف الثورة‮ ‬سوف‮ ‬تتحقق‮ ‬دون‮ ‬إملاءات‮ ‬خارجية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:53 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59291.htm