حاوره / رئيس التحرير - أكد البروفيسور عبدالعزيز الترب أن ثورة 26 سبتمبر قامت لتبقى وبانتصارها وفرت كل السبل لثوار الجنوب للتخطيط للكفاح المسلح حتى تحرير كل الأراضي من الاستعمار البريطاني.
وفيما يخص الجانب الاقتصادي قال الترب: إن هناك جهوداً بُذلت منذ ثورة 26 سبتمبر، مؤكداً أنه لا الجنوب عاش اشتراكياً ولا الشمال عاش النظام الرأسمالي.
مضيفاً: اليمن لا هوية له في هذا الجانب..
الى التفاصيل:
< في ظل الأحداث والتطورات العاصفة التي تشهدها الساحة اليمنية.. كيف تنظرون لذكرى الثورة اليمنية سبتمبر 58 واكتوبر 57 ومدى تأثير هذه التطورات على مسيرتها؟
- إن ثورة 26 سبتمبر 1962م قامت لتبقى وبانتصارها وفرت كل السبل لثوار الجنوب للتخطيط للكفاح المسلح حتى تحرير كل الاراضي من الاستعمار البريطاني وأعلنت عن الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل.
ثورة السادس والعشرين من سبتمبر منحت جنوب اليمن وزير دولة لتحرير الجنوب وسمحت للثوار والفدائيين بالتدرب العسكري في أراضيها.
وبعد زيارة الرئيس عبدالناصر 1964م شكلت الحافز للعمل التنظيمي والعسكري لتحرير الأراضي اليمنية من الاحتلال.
وبعد 58 عاماً يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أنها غيرت العمل السياسي في المنطقة حتى الانتصار لتوحيد اليمن في 22مايو 1990م.
< أكدت المعطيات الراهنة على وجود جيل لايعرف عن الثورة اليمنية شيئاً.. في نظركم من يتحمل سبب هذا التجهيل بهذا الحدث الكبير؟
- لا بد من تدريس الطلبة من السنوات الأولى الثورة اليمنية ونضالات الشعب وتضحياته حتى انتصاره لثورته..
< هناك من يحمل الاحزاب والتنظيمات السياسية مسؤولية هذا التجهيل وهناك من يحمل الأنظمة المتعاقبة السبب.. إلى أي الرأيين تميل.. أو لديكم رؤية اخرى؟
- الأنظمة المتعاقبة كانت المسئولة، كون المجتمع والأحزاب السياسية لم يسمح لها بالعمل إلا بعد قيام الجمهورية اليمنية (الوحدة 1990م) وكان نشاطها بشكل سري.
أرى مخلصاً ونحن نعيش الصمود في مناهضة العدوان والحرب على اليمن أن نعيد النظر في المناهج التعليمية/الدراسية واعتماد عدد من الموارد حتى الجامعة..
< حتى المتاحف الوطنية لاتولي جانب الثورة الاهتمام اللازم.. هل انتم راضون عن دورها؟
- المتاحف تتطلب امكانات.. وهناك قصور ملموس، ينبغي إقرار رسوم تُدفع لصيانتها، وكذا اعتماد زيارة طلبة المدارس والجامعات للمتاحف الوطنية.
< بالنسبة للوضع الاقتصادي ومعاناة الناس ماذا تقولون عنه خاصة مع تعاظم المشكلات الاقتصادية؟.. ولماذا لايتم التعامل مع الملف الاقتصادي كخطوة انقاذية، وكيف تنظرون لأسباب هذا الفشل الذريع على صعيد هذا الملف؟
- أرى أن هناك جهوداً بُذلت منذ ثورة 26 سبتمبر.. والتأكيد أنه لا الجنوب عاش اشتراكياً ولا الشمال عاش النظام الرأسمالي.
اليمن لا هوية له في هذا الجانب والتأكيد أن يكون اقتصاد عام/ خاص/مختلط وتعاوني.. تشجيع تأسيس شركات مساهمة والاتجاه إلى الاقتصاد الزراعي والصناعي وتشجيع التنمية الزراعية وزراعة الكثير من الأراضي ومنح الشباب الأراضي لاستصلاحها وتقديم التسهيلات..
العمل التعاوني نجح في عهد الرئيس الحمدي وحقق الكثير في شق الطرق وبناء المستشفيات والمدارس واستصلاح الأراضي..
التنمية البشرية وبناء الإنسان مدخل لاقتصاد متحرر من هيمنة الخارج وشركات متعددة الجنسيات..
وعلينا أن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع.. وهنا أقول إن حرية الاقتصاد لا تعني السماح للفوضى والتلاعب بالأسعار والمضاربة بسعر صرف العملات الأجنبية وإرهاق الاقتصاد بطباعة أوراق نقدية لا غطاء لها غير تدهور سعر صرف الريال (العملة الوطنية) أمام العملات الأجنبية.
لذا وجب النظر في عدد من القوانين :
البنك المركزي (بنك البنوك) قطاع الرقابة على البنوك وعمل الصرافة حيث أصبحت مكاتب الصرافة العاملة أكبر وأهم من البنوك التجارية.
السوق السوداء وتاجر السمسرة وتداول السلع والمنتجات المنتهية صلاحيتها سببها غياب الإدارة/حماية المستهلك..
دخول السيارات والمركبات (تبييض اموال) وعلى وزارة الصناعة والتجارة عدم السماح إلا بضوابط..
تشجيع الإنتاج المحلي ومنع دخول السلع والمنتجات المماثلة أو فرض رسوم جمركية مرتفعة.
منع استيراد أو دخول منتجات من السعودية والإمارات بعد التطبيع دول العدوان مع الكيان الصهيوني.
< بالنسبة لحكومة الانقاذ بِمَ تنصحونها خاصة في ظل استمرار تفاقم المشكلات.. وهل تتعامل من وجهة نظركم بمبدأ إدارة الازمات أو النشاط الارتجالي؟
- حكومة الإنقاذ الوطني تعمل في ظروف صعبة ومع هذا علينا تقييم أعمالها في ظل الرؤية الوطنية والعمل على تقليص حقائبها ودفع الكوادر والقيادات للتنافس لصالح المجتمع..
وفرض هيبة الدولة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وإحالة ملفات الفساد المالي والإداري للقضاء.
ونؤكد على احترام الأطر العليا وربط التعيين والترقية والترفيع بالتأهيل والتدريب (دورات انعاشية) كون الوظيفة العامة للجميع..
واختتم هنا بالقول إن إدارة شؤون الدولة تتطلب أفكاراً ورؤى والصدق مع النفس أولاً، وإدارتها بالمتاح من الامكانات والموارد (إدارة مبسطة بفعالية أكبر وتكاليف أقل).
|