كتب-بليغ الحطابي -
بالأهازيج والورود والمفرقعات التي ملأت سماء صنعاء، استقبل اليمنيون الأسرى المحررين من سجون ومعتقلات العدوان ومرتزقته، حيث جرت عملية التبادل لدفعة أولية من الأسرى الخميس تلتها الدفعة الثانية الجمعة، عبر "11"رحلة جوية نظمها الصليب الأحمر.
وصلت مطار صنعاء 4 طائرات -الخميس- كانت تقل 470 أسيراً من أبطالنا، منهم " 250" من سجون العدو السعودي، في الوقت نفسه أقلعت 3 طائرات من مطار صنعاء تابعة للصليب الأحمر متجهة إلى أبها وسيئون وتحمل على متنها أسرى الطرف الآخر.. ويوم الجمعة وصل الى صنعاء" 200" من ابطال الجيش واللجان المأسورين في سجون عدن.
ووثقت صحيفة »الميثاق« مراسم الاستقبال الشعبي وصور المواكب المؤلفة من عشرات الحافلات التي أقلت الأسرى العائدين من سجون العدو.
حيث نظم أهالي الأسرى وأبناء أمانة العاصمة استقبالاً حاشداً للأسرى العائدين، وسط ابتهاج بالورود والأهازيج والألعاب النارية، وواصل الموكب شق طريقه عبر خط المطار إلى وسط العاصمة وسط حشود غفيرة مرحبين بالأسرى والعائدين.
وعبَّر المحتشدون عن سعادتهم الغامرة بعودة الأسرى، راجين لمن تبقى الحرية قريباً.
وقد تحوَّل شارع المطار- يومي الخميس والجمعة - إلى كتلة بشرية واحدة في استقبال الأسرى، حيث شقَّت المواكب طريقها حتى وسط العاصمة صنعاء بعد مغرب الخميس وسط إطلاق كثيف للألعاب النارية ورمي الورود والفل والرياحين.
وعلى الجانب الشعبي أعرب العديد من ذوي الأسرى عن فرحتهم بالصفقة، لكنهم لم يخفوا في الوقت نفسه تشككهم في إمكانية تلاعب العدوان ومرتزقته بالاتفاقات الموقعة في السويد.
داعين إلى مواصلة الضغط على دول العدوان، وأن تقوم الأمم المتحدة والصليب الأحمر بأدوارهما في تحييد ملف الأسرى باعتباره ملفا إنسانيا.
وتعد عملية التبادل اكبر عملية تبادل للاسرى بحسب المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن يارا خويجة.
وقالت: استطعنا ادخال الفرحة لقلوب "1056" اسرة ضمن صفقة تبادل الاسرى من الطرفين.
وابدت عن سعادتها لرؤيتها المفرقعات واهازيج الفرحة تملأ سماء صنعاء.
مؤكدة ان هذه العملية خطوة اولى ضمن سلسلة خطوات قادمة لإطلاق جميع الاسرى والمحتجزين.
ترحيب
وكأول موقف وطني رحب المؤتمر الشعبي العام بالخطوات التنفيذية لاتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه بين لجنة الأسرى في الوفد الوطني وممثلي حكومة الفار هادي والذي تم بإشراف الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن السيد مارتن غريفيث والقاضي بإطلاق اكثر من (1000) أسير من الطرفين.
واشاد مصدر مسئول بالامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام بجهود لجنة الاسرى وفريق الوفد الوطني، وفريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتحرير قرابة 600 اسير للجيش واللجان الشعبية على مجموعات متتالية، واشار المصدر إلى تضحيات الأسرى واستبسالهم في جبهات الدفاع عن الوطن وحماية سيادته واستقلاله.
واعتبر بدء تنفيذ الاتفاق على ارض الواقع خطوة إيجابية في سبيل إطلاق بقية الأسرى والمحتجزين وإغلاق ملف الاسرى باعتباره ملفاً إنسانياً بحتاً بالدرجة الأولى، مطالباً بأن تتبع هذه الخطوة خطوات إضافية باتجاه تحقيق السلام الشامل وإيقاف العدوان الغاشم ورفع الحصار الجائر على اليمن.
تأثير سياسي
وعبر سياسيون ومراقبون عن أملهم في ان تكون العملية ثغرة مهمة لإعادة الامل نحو المصالحة الوطنية والسلام الشامل.
الا ان التوقعات تبقى منخفضة بإمكانية حدوث انعكاس للعملية على مستقبل العملية السياسية في البلاد،الذي لايزال مرتبطاً بهواجس صراع المصالح للدول الخارجية.
من جهته طمأن رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام اهالي الاسرى بمتابعة هذا الملف وانهائه حتى خروج آخر اسير من سجون العدوان ومرتزقته.
واضاف: أن الاسرى جزء من معركة التحرر والاستقلال التي يخوضها شعبنا .
وقال: نحن على استعداد للدخول في عملية تبادل الكل مقابل الكل وهذا ماكنا طالبنا به في مفاوضات السويد.
مؤكدا أن هذه الخطوات تعيد الامل في بناء السلام،
متوقعاً بان تنعكس ايجابا على الملف السياسي.
رعاية خاصة
ومن اجل سلامة الاسرى المحررين ورعايتهم تم تشكيل فرق طبية متخصصة لفحص الأسرى المحررين بإشراف اختصاصيين.
واكد وزير الصحة والسكان د. طه المتوكل أنه تم احالة عدد من الأسرى المحررين إلى المستشفيات، لتلقي العلاج.. لافتًا إلى أن هناك مرحلة ثانية لفحص الأسرى المحررين ستتم في المراكز المختصة والمستشفيات.
وكانت وزارة الصحة العامة والسكان بصنعاء قد أكدت الجهوزية الكاملة للتعامل مع أي حالة صحية للأسرى المحررين والعائدين إلى أرض الوطن.
وفي اطار الرعاية والاهتمام من الدولة اعلن مدير مكتب الرئاسة احمد حامد عن مشروع لبرنامج رعاية شاملة يتضمن تزويج الاسرى غير المتزوجين وصرف مكافأة جماعية.
وللصحفيين نصيب
وضمن الصفقة تم الافراج عن خمسة صحفيين اسرى حيث دعت نقابة الصحفيين الى الافراج عن بقية الاسرى..
تضليل وخداع سياسي
وفيما اثار اعلام الزيف والعدوان تعرض اسراهم للتعذيب والانتهاك طالب عضو المجلس السياسي الاعلى الذي كان في مقدمة مستقبلي الأسرى المحررين الاخ محمد علي الحوثي بلجان تحقيق دولية بمعرفة من يعذب الاسرى من عدمه، ومعرفة من يمارس الزيف والخداع والتضليل السياسي.
| 
كما تخرج الأُسْد من غابها.. عودة الأبطال