الميثاق نت -

الإثنين, 19-أكتوبر-2020
‮ ‬كتب‮ / ‬توفيق‮ ‬الشرعبي‮ ‬ -
في الظروف الاستثنائية التي تمر بها الأوطان والشعوب يبرز القادة الاستثنائيون لتحمل المسئولية ويتساقط الانتهازيون والمتسلقون والجبناء والعملاء ..ولعل الظروف التي تمر بها بلادنا ويعيشها شعبنا دليل واضح على استثنائية المرحلة وقادتها ..
وللوقوف على تجربة استثنائية لقيادة استثنائية في مرحلة معقدة وحساسة وشائكة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات ومعانٍ نسلط الضوء في هذه المساحة على القضية الفلسطينية في فكر المؤتمر وضمير رئيسه المناضل الشيخ صادق بن أمين أبو راس، وسنركز على مرحلة قيادته للتنظيم الرائد‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬لأهميتها‮ ‬وحساسيتها‮ ‬وتعقيداتها‮ ..‬
وقبل أن ندلف إلى هذه المرحلة الاستثنائية لابد أن نشير إلى أن القضية الفلسطينية أساسية في فكر وسياسة ونهج المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه عام 1982م ومواقفه معلنة صراحة تجاه هذه القضية التي تضمنها بعمق دليله الفكري والنظري (الميثاق الوطني) منذ اللحظة التي ولج فيها إلى ميدان السياسة ، فكانت له مواقفه التي عبر فيها عن حق الشعب الفلسطيني في استعادة دولته كاملة مستقلة وعاصمتها القدس ، ورفضه المطلق للكيان الصهيوني المغتصب وكل مؤامراته ومشاريعه الاستيطانية.. داعياً عبر مسيرته السياسية الى تضامن الجهود العربية والإسلامية‮ ‬لمواجهة‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬المحتل‮ ‬حتى‮ ‬تحرير‮ ‬كل‮ ‬فلسطين‮..‬

مؤامرة‮ ‬الربيع‮ ‬العبري
ولأن المؤامرة الصهيونية لا تستهدف فلسطين فقط بل مخاطرها تهدد الأمة قاطبة في مختلف مجالات حياتها وعزتها وهويتها وثرواتها الطبيعية ، بدأ الكيان الصهيوني بمد خيوط مؤامراته إلى كل البلدان العربية حتى ضمن تبعية غالبية الأنظمة له ، ليكرس جهوده ومحاولاته لاختراق المؤسسات‮ ‬والأحزاب‮ ‬والتنظيمات‮ ‬تحت‮ ‬يافطات‮ ‬مختلفة‮ ‬حقوقية‮ ‬أو‮ ‬استثمارية‮ ..‬إلخ‮ ..‬
وما كان لما تُسمى بثورات الربيع العربي أن تندلع في المنطقة لو لم يكن العدو الصهيوني قد ضمن ولو بعض النتائج الايجابية لصالح مشروعه ، ولانستبعد تسلل خيوط المؤامرة إلى بلادنا ومكوناتها الحزبية والتنظيمية بدليل ذهاب البعض - مكونات وقيادات - للمشاركة في عدوان التحالف‮ ‬على‮ ‬بلادنا‮ ‬والاستمرار‮ ‬فيه‮ ‬حتى‮ ‬بعد‮ ‬اعلان‮ ‬دول‮ ‬التحالف‮ ‬العدواني‮ ‬التطبيع‮ ‬مع‮ ‬اسرائيل‮ ‬علناً‮..!!‬

‮ ‬لهذا‮ ‬يستهدفون‮ ‬المؤتمر‮..!!‬
يقال توضيح الواضح فاضح لهذا سنكتفي بالإشارة إلى أن المؤامرة المستمرة من قبل دول العدوان التي تستهدف المؤتمر الشعبي العام بغرض تمزيقه وتفكيك وحدته التنظيمية يقف وراءها المشروع الصهيوني الذي يسعى لتمزيق اليمن وتفكيك نسيجه الاجتماعي والذي لن يتأتى ذلك إلا بضرب مكوناته وقواه الوطنية الفاعلة وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام الذي يؤكد مبدئية وثبات موقفه من القضية الفلسطينية وجعلها في مقدمة أولوياته في مختلف الظروف ، حيث كان يظن من يقف وراء هذا المشروع الصهيوني الخبيث أن أحداث ديسمبر 2017م ستحقق مايصبون إليه لجعل المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬بشعبيته‮ ‬وجماهيريته‮ ‬أداة‮ ‬لتنفيذ‮ ‬المشروع‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬والمنطقة‮..‬

أبوراس‮ ‬والمهمة‮ ‬الصعبة
ولأن القادة الاستثنائيين يُخلقون للظروف الاستثنائية برز الشيخ صادق أبوراس إلى ميدان المعركة معلناً تحمل المسئولية رئيساً للمؤتمر لإدراكه حجم المؤامرة على الأمة برمتها.. وهذا النوع من القادة لا ينظرون للقضايا مجزأة ، وكذلك يقرأون المؤامرات..
وبالتالي جعل القضية الفلسطينية تتصدر أولويات مهامه مثلها مثل مهمة إنقاذ المؤتمر من التشظي والتمزق ، فهو يدرك أن الخطوة التي تلي تطبيع الأنظمة مع إسرائيل هي تفكيك القوى الفاعلة لابتلاعها وتسخيرها لذات المشروع ، ولهذا ظلت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في فكر المؤتمر الشعبي العام وضمير رئيسه الشيخ صادق أبوراس في أحلك الظروف التي مرّ بها هذا التنظيم، ففي الوقت الذي انعقدت فيه اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر في الـ2 من مايو 2019م لانتخاب قيادة جديدة تنقذ التنظيم من الصدمة المزلزلة التي حلت به ، لم تغفل دورة الدائمة الرئيسية قضية الأمة فأكدت في بيانها رفض المؤتمر المطلق لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني من أي جهة أو نظام أو دولة ، وعدَّت ذلك شكلاً من أشكال الاتفاق على القضية المركزية الأولى للأمة العربية والإسلامية، مجددة التأكيد على موقف المؤتمر الدائم والمساند للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني وتحقيق حقه المشروع في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.. ودانت دائمة المؤتمر بشدة قرارات الإدارة الامريكية - حينها- بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة..

‮ ‬قلب‮ ‬يمني‮ ‬ينبض‮ ‬فلسطينياً
ورغم الظروف القاهرة التي تعانيها بلادنا وشعبنا جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها المؤتمر الشعبي العام طلت القضية الفلسطينية نبضاً يُجس في ضمير رئيس المؤتمر الشيخ صادق أبوراس من خلال تواصل جهوده الحثيثة عبر الفعاليات التضامنية والتواصل مع الأحزاب والتنظيمات والقوى العربية والإسلامية والدولية من أجل دعم صمود الشعب العربي الفلسطيني ، وهذا ماأكده الشيخ أبوراس في رسالة جوابية بعثها إلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ..
وفي سبيل القضية الفلسطينية يلعب المؤتمر الشعبي العام دوراً رئيسياً وأساسيا في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني والتضامن مع قضيته ونشر الشعور القومي تجاهها من خلال لقاءات قياداته مع ممثلي المقاومة الفلسطينية في بلادنا وعبر بياناته المنددة بهرولة الأنظمة الخليجية‮ ‬للتطبيع‮ ‬مع‮ ‬اسرائيل‮ ‬،‮ ‬ومواقفه‮ ‬الرافضة‮ ‬لكافة‮ ‬أشكال‮ ‬التطبيع،‮ ‬والدعوة‮ ‬للوقوف‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬مشاريع‮ ‬الهيمنة‮ ‬الأجنبية‮ ‬على‮ ‬المنطقة‮..‬

‮ ‬ثمن‮ ‬المواقف‮ ‬الخالدة‮!‬
وبسبب هذه المواقف الخالدة التي يجسدها المؤتمر وقيادته تجاه قضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لاتزال المؤامرة القذرة من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي الامريكي الصهيوني البريطاني ومرتزقته وعملائه تحاك ضد المؤتمر ، ومحاولات تمزيقه تتواصل‮ ‬للقضاء‮ ‬على‮ ‬فكره‮ ‬المناهض‮ ‬للتطبيع‮ ‬،وعلى‮ ‬دوره‮ ‬الوطني‮ ‬في‮ ‬مقاومة‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار‮ ‬،‮ ‬وعلى‮ ‬مواقفه‮ ‬المتمسكة‮ ‬بالثوابت‮ ‬الوطنية‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬وحدة‮ ‬وسيادة‮ ‬واستقلال‮ ‬اليمن‮ ..‬
‮ ‬وما‮ ‬هذه‮ ‬المؤامرة‮ ‬إلا‮ ‬تأكيد‮ ‬بأن‮ ‬هذا‮ ‬التحالف‮ ‬الإجرامي‮ ‬يعي‮ ‬جيداً‮ ‬ماذا‮ ‬يعني‮ ‬بقاء‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬قوياً‮ ‬موحداً‮ ‬ضد‮ ‬مشاريع‮ ‬وأجندة‮ ‬العدوان‮ ..‬

تصغر‮ ‬في‮ ‬عين‮ ‬العظيم‮ ‬العظائم
وبكل تأكيد أن الشيخ صادق أبوراس لم يقدم على تحمل المسئولية في هذه المرحلة الحساسة إلا وهو يدرك تماماً أن الحفاظ على المؤتمر أصعب من تأسيسه ، وأن الحفاظ على نقاوة فكر التنظيم أصعب من الحفاظ على كثرة أعضائه، ولكنه أمام هذه المهمة كان أكثر إدراكاً بأنها تصغر في‮ ‬عين‮ ‬العظيم‮ ‬العظائم‮..!!‬
ولهذا‮ ‬فقيادة‮ ‬المؤتمر‮ ‬برئاسة‮ ‬أبوراس‮ ‬مصممة‮ ‬على‮ ‬مواصلة‮ ‬الصمود‮ ‬مع‮ ‬شعبها‮ ‬العظيم‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار‮ ‬على‮ ‬بلادنا‮ ‬،‮ ‬ومتابعة‮ ‬النضال‮ ‬المساند‮ ‬للشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬النظرية‮ ‬والممارسة‮..‬

حقائق‮ ‬مُرّة‮..!!‬
ونختم بالقول : من يظن أن المؤامرة الخارجية على المؤتمر والدفع بأدعياء في الخارج للتحدث باسمه والسعي عبرهم لتمزيقه يقف وراءها التسابق على تقاسم الكعكة بعد أحداث ديسمبر فهو لايقرأ سياسة ولا ينظر إلى أبعد من قدميه !!
ومن يظن أن الحملات الإعلامية التي تشن ضد المؤتمر ورئيسه سواءً من الخارج أو من الداخل تندرج ضمن تصفية حسابات أو مناكفات أو مهاترات سياسية فهو لا يعي أساليب وألاعيب العدو الصيو-امريكي مع من يمثل إعاقة لتنفيذ مشاريعه ومخططاته !!
وأما‮ ‬من‮ ‬ينكر‮ ‬أن‮ ‬القيادات‮ ‬المفصولة‮ ‬من‮ ‬المؤتمر‮ ‬أو‮ ‬التي‮ ‬ماتزال‮ ‬مع‮ ‬العدوان‮ ‬لم‮ ‬يكونوا‮ ‬عملاء‮ ‬لإسرائيل‮ ‬داخل‮ ‬التنظيم‮ ‬منذ‮ ‬سنوات‮ ‬عدة‮ ‬فهو‮ ‬يحاول‮ ‬أن‮ ‬يحجب‮ ‬الشمس‮ ‬بغربال‮ !!‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59422.htm