عبدالرحمن الزبيب - تأسست الأمم المتحدة رسميا في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945 عندما صدق على الميثاق كل من الاتحاد السوفياتي والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الموقعة عليه.
وهدف انشاؤها لإيقاف الحروب في العالم ولكنها عجزت عن إيقاف حرب منفلته في اليمن تسببت في اكبر كارثة إنسانية في التاريخ حسب تصريح رسمي للأمم المتحدة .
مازالت كارثة الحرب في اليمن مستمرة منذ اكثر من خمس سنوات وتحتاج فقط لقرار ملزم من مجلس الأمن الدولي الذي ادخل اليمن منذ بداية الحرب تحت الفصل السابع وأصبحت الحرب في اليمن وضحاياها مسؤولية مجلس الامن الدولي وكأن اليمن خارج الكره الأرضية في كوكب بعيد زحل او عطار خارج اختصاص وصلاحيات الأمم المتحدة او ربما خارج درب التبانه .
كنا في بداية الحرب في اليمن نطالب الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بإيقاف انتهاكات القانون الدولي الإنساني وتوقيف انفلات الحرب الذي استهدفت هذه الحرب المنفلتة المنشئات المدنية والمدنيين ولكن استمر الانفلات لهذه الحرب وبعد خمس سنوات نؤكد بانه لا يمكن انسنه الحرب وان الحرب اكبر انتهاكات لحقوق الانسان وافضل طريقة لمكافحة وإيقاف تلك انتهاكات حقوق الانسان هو بإيقاف الحرب
مازال هناك بصيص أمل لإيقاف الحرب في اليمن وجهود الأمم المتحدة الأخيرة في ملف تبادل الاسرى التي اثمرت تبادل مئات الاسرى خلال وقت بسيط تؤكد إمكانية نجاح الأمم المتحدة في اليمن وتحول جهودها الى مجال إعادة الاعمار والعدالة الانتقالية. تحتفل الأمم المتحدة بعيد تأسيسها الخامس والسبعين على وقع قذائف الحرب ونيران الرصاص الذي تدمر كل شيء في اليمن دون أي ضوابط قانونية او إنسانية والذي تستطيع الأمم المتحدة توقيفها بعد ان وصل جميع الأطراف في اليمن وخارج اليمن الى قناعة مطلقة بأهمية إيقاف الحرب وان استمرارها لايحقق أي مصلحة لأحد بل على العكس حرب اليمن اذا ما استمرت للعام القادم 2021م ستخرج عن اطارها الجغرافي بشكل كبير وتتحول الى حرب إقليمية واسعه لن تستمر اليمن ميدان حرب منغلق سينفتح الميدان ويتوسع الميدان ليشمل دول أخرى وتدخل في طاحونه حرب إقليمية خطيرة سيكون لها اثار عالمية خطيرة .
الجميع مقتنع بإيقاف الحرب في اليمن ولكن الكرة في ملعب الأمم المتحدة لإصدار قرار ملزم عبر مجلس الامن الدولي وضبط كل من يخالف ذلك يجب ان تتحرك الأمم المتحدة من مربع الوسيط الى مربع صانع السلام .
ليس من مصلحة الأمم المتحدة وفقا لميثاق تأسيسها استمرارية الحرب في اليمن ولا توسعها الى دول الإقليم التي لها مصالح كبيرة مع العالم والتي قد تتسبب في حرب عالمية ثالثة.
لم تستطيع الأمم المتحدة القيام بدورها في اليمن وفقا للقانون الدولي سواء في الملف السياسي او الإنساني او الاقتصادي او العسكري رغم الدعم الدولي لبرامجها ومشاريعها فكيف ستوسع دورها ليشمل الدول المحيطة باليمن اذا ماتوسعت بشكل كبير؟؟
اليمن اليوم على مفترق طريق خطير اما إيقاف الحرب بشكل شامل في جميع انحاء اليمن والدخول في عدالة انتقالية تجبر وتعوض الضحايا وذويهم وتعيد اعمار اليمن وتهيئ اليمن للعودة الى ما قبل الحرب وبناء الدولة وفقا لمخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها وانتخابات ديمقراطية حقيقية يختار الشعب بحرية مطلقة من يحكم ومن يدير شؤونه او الخيار الثاني هو استمرارية الحرب وتوسعها بشكل خطير لتشمل دول الإقليم بشكل مباشر والذي ستنخرط فيها دول العالم بشكل مباشر .
من يختار فقط الأمم المتحدة ممثله في مجلس الامن الدولي الذي يستطيع إيقاف الحرب بشكل فوري وعاجل دون طلب او استئذان احد فمجلس الامن الدولي هو من يحكم العالم ويضم في عضويته الدائمة خمس دول عظمي تمثل اقطاب العالم .
وهذا ماأكد عليها أنطونيو غوتيريش امين عام الأمم المتحدة في رسالته التي كتبها بمناسبة يوم الأمم المتحدة 2020 والتي نصت على :
(أصدقائي الأعزاء في جميع أنحاء العالم،
تأتي الذكرى السنوية الخامسة والسبعون لإنشاء الأمم المتحدة في خضم جائحة عالمية.
ومهمتنا الأساسية أكثر أهمية من أي وقت مضى.
تعزيز الكرامة الإنسانية.
وحماية حقوق الإنسان.
واحترام القانون الدولي.
وإنقاذ البشرية من ويلات الحرب.
وعندما بدأت الجائحة، دعوتُ إلى وقف لإطلاق النار على الصعيد العالمي.
وفي عالمنا اليوم، نواجه عدوا مشتركا واحدا هو: كوفيد-19
وقد حان الوقت الآن لزيادة الضغط من أجل السلام لتحقيق وقف لإطلاق النار على الصعيد العالمي وقد بدأت عقارب الساعة في الدوران.
وبحسب تصريح الأمم لمتحدة بمناسبة الاحتفاء بمرور 75 عام لتأسيسها يوم الأمم المتحدة أوضح المعلم السنوي لبدء نفاذ ميثاق الأمم المتحدة في 1945. وبتصديق معظم الموقعين تلك الوثيقة التأسيسية، بمن فيهم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، ظهرت الأمم المتحدة إلى الوجود..
ويُحتفل بيوم الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول/ أكتوبر منذ عام 1948. وفي عام 1971، يٌصادف عام 2020 حلول الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة وميثاقها التأسيسي الذي نص في ديباجته على :
نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية،
وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي،
وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا
أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معاً في سلام وحسن جوار ، وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي.
وفي الأخير :
نتقدم بجزيل التحايا والتقدير للأمم المتحدة وجميع مؤسساتها وهيئاتها وموظفيها في اليمن وجميع دول العالم بمناسبة ذكرى تأسيسها ونأمل ان يحتفل العالم بعيدها الخامس والسبعين بإيقاف شامل ومستدام للحرب في اليمن وإدارة وتنظيم أوضاع ما بعد الحرب بلملمة جراح الحرب الذي اثخنت اليمن خلال السنوات الخمس الماضية وإعادة الاعمار والعودة الى قطار العملية الديمقراطية الشفافة والحقيقية وان يتم تقييم دور الأمم المتحدة في اليمن لتشخيص المشاكل والاخفاقات لتصحيحها و المعيقات لتجاوزها مازال الشعب اليمن يثق في الأمم المتحدة بانها ستوقف الحرب في اليمن ولكن تلك الثقة تضعف وتنهار بمرور سنوات الحرب دون أمل في توقيفها .
أصبحت لوحة الحرب في اليمن مزدحمة بصور الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن والمدن والمنشئات المدنية المدمرة واصبح من الواجب فتح لوحة جديده بيضاء خالية من رائحة البارود ومن أصوات اطلاق النار صفحة بيضاء يعمها السلام والهدوء والاستقرار الذي نتوق اليها جميعاً ويتم استبدال الدبابات بحراثات زراعية لزراعة الأرض وبدلاً من القذائف تستبدل بمعاول البناء هذا ليس حلم هذا حق وواجب على الأمم المتحدة تحقيقه بإيقاف عاجل للحرب في اليمن ونرفع مناشدة عاجلة الى الأمم المتحدة أن توقف الحرب في اليمن
|