الميثاق نت -

الثلاثاء, 03-نوفمبر-2020
حاورتها‮ / ‬نادية‮ ‬صالح‮ ‬ -
إن للمرأة قدرات خاصة تعطيها الأحقية في المشاركة في جهود حفظ السلام، فالمرأة أحد الضحايا الرئيسيين للحرب، وهي مسؤولة عن الحفاظ على الحياة اليومية خلال يوميات الحرب، بالإضافة إلى خصوصيتها الأخلاقية الرادعة، ولذلك فإن لها مصلحة حقيقية في تحقيق السلام، حرصا على الحياة والاستقرار كأحد أكبر المتضررين لكونها الطرف الأضعف في علاقات القوة في المجتمع، وبرغم ذلك فإن المرأة تعطي الحياة وتدرك قيمتها، ومن هنا تكمن أهمية الدور المفترض للمرأة في صناعة السلام في بلادنا.
فالسلام يبدأ في المنزل من خلال طريقة التعاطي بين أفراد العائلة على أساس اعتماد الحوار ومنع أي شكل من أشكال العنف. كما أن الدور الأساسي للمرأة هو أيضاً مجتمعي حيث الفقر والجهل والظلم وعلى المرأة دور في معالجة هذه المسائل". ولذا عملت الأمم المتحدة على تنظيم المؤتمرات الدولية لإفساح المجال أمام النساء، وأصدرت القرارات الأممية التي تحث على إشراك النساء وتعظيم دورهن، ففي الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر من العام الجاري تحل الذكرى العشرين لصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325، الذي يسمى أيضا "النساء، السلام، والأمن"، ويدعو إلى إشراك المرأة بشكل فعال في حل الصراعات. ويكتسي هذا القرار مدلولا كبيرا خاصة في الدول التي تشهد نزاعات وحروباً أهلية أو تعرضت لهجمات إرهابية.. وبهذه المناسبة أجرت صحيفة "الميثاق" الحوار التالي مع الأستاذة لمياء يحيى الإرياني - رئيسة منظمة مدرسة السلام،‮ ‬والناشطة‮ ‬المعروفة‮ ‬في‮ ‬المجال‮ ‬النسوي،‮ ‬للوقوف‮ ‬على‮ ‬أبرز‮ ‬الأدوار‮ ‬والمساهمات‮ ‬التي‮ ‬تقدمها‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬بناء‮ ‬السلام‮ ‬المستدم‮.‬

‮* ‬في‮ ‬البداية‮ ‬أهلاً‮ ‬وسهلاً‮ ‬بك‮ ‬أستاذة‮ ‬لمياء‮ ‬في‮ ‬صحيفة‮ ‬الميثاق،،‮ ‬ونود‮ ‬لو‮ ‬تحدثينا‮ ‬عن‮ ‬فكرة‮ ‬انشاء‮ ‬منتدى‮ ‬نسوي‮ ‬للسلام‮ ‬في‮ ‬الشرق‮ ‬الاوسط‮ ‬وشمال‮ ‬افريقيا؟
- أهلاً وسهلا بكم .. بالنسبة لفكرة المنتدى الحقيقة انها بدأت في عام 2018 ، من خلال توقيع مذكرات بيننا - منظمة مدرسة السلام- وبين إحدى المنظمات في ليبيا وخصوصاً في شهر أكتوبر، وبالتزامن مع مرور الذكرى العشرين لإنشاء القرار 1325 تبلورت الفكرة أكثر وتم التفكير لعمل منتدى نسوي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الداعية للسلام ونبذ العنف، بإدخال مؤسسين من الدول التي تعاني النزعات والحروب ، وتم تشكيل المنتدى من ليبيا واليمن وسورية والعراق كنواة تأسيسية، على ان يتم بعد ذلك إعداد النظام الداخلي للمنتدى الذي ينظم العمل على ان يتم الافتتاح بموجبه للانتساب والعضوية لأي منظمة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ويسعى المنتدى كذلك لحل النزاعات والحروب عبر المسار السياسي والدبلوماسي البعيد عن العنف، والعمل على تعزيز القرار 1325 وتفعيله في دعم النساء.
‮ * ‬ما‮ ‬المنظمات‮ ‬التي‮ ‬أسست‮ ‬المنتدى‮ ‬وما‮ ‬تمثله‮ ‬من‮ ‬تواجد‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬بلدانها؟
‮- ‬تأسس‮ ‬المنتدى‮ ‬من‮ ‬منظمة‮ ‬مدرسة‮ ‬السلام‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬منظمة‮ ‬حقوقيين‮ ‬بلا‮ ‬قيود‮ ‬في‮ ‬ليبيا،‮ ‬جمعية‮ ‬نساء‮ ‬بغداد‮ ‬في‮ ‬العراق‮ ‬ومنظمة‮ ‬إكليل‮ ‬الجبل‮ ‬في‮ ‬سوريا‮.‬
‮*‬ما‮ ‬الذي‮ ‬أوجدته‮ ‬هذه‮ ‬الفكرة‮ ‬من‮ ‬تفاعل‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬المنظمة‮ ‬الأممية‮ ‬او‮ ‬المنظمات‮ ‬الاقليمية؟
‮- ‬إلى‮ ‬الآن‮ ‬لم‮ ‬يتم‮ ‬اطلاق‮ ‬المنتدى،‮ ‬لكن‮ ‬سوف‮ ‬يتم‮ ‬إطلاقه‮ ‬في‮ ‬31‮ ‬اكتوبر2020،‮ ‬وعقد‮ ‬المؤتمر‮ ‬الاول،‮ ‬بالتزامن‮ ‬مع‮ ‬ذكرى‮ ‬صدور‮ ‬قرار‮ ‬1325‮ ..‬
ولكن‮ ‬أستطيع‮ ‬أن‮ ‬أقول‮: ‬مبدئياً‮ ‬هناك‮ ‬تفاعل‮ ‬من‮ ‬هيئة‮ ‬الامم‮ ‬المتحدة‮ ‬للمرأة‮ ‬لأنها‮ ‬تهتم‮ ‬عادة‮ ‬بالنساء‮ ‬وعملهن‮ ‬في‮ ‬المجال‮ ‬السياسي‮ ‬وتمكينهن‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬المواضيع،‮ ‬وهناك‮ ‬تفاعل‮ ‬حول‮ ‬العمل‮. ‬
‮*‬تعزيز‮ ‬دور‮ ‬المرأة‮ ‬في‮ ‬السلام‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬الحروب‮ ‬والمنازعات‮ ‬يحتاج‮ ‬الى‮ ‬نشاط‮ ‬وفعاليات‮ ‬مختلفة‮ .. ‬هل‮ ‬بالإمكان‮ ‬ان‮ ‬تحدثينا‮ ‬عن‮ ‬طبيعة‮ ‬هذه‮ ‬الانشطة‮ ‬ومدى‮ ‬دعم‮ ‬فعاليات‮ ‬مجتمعية‮ ‬اخرى؟
- تأتي بالدرجة الاولى حملات المناصرة لقرار 1325، والعمل على توعية متخذي القرار والاحزاب السياسية وكذلك النساء ومنظمات المجتمع المدني بأهمية هذا القرار الذي يمكن النساء من المشاركة في عملية بناء السلام والعملية السياسية عموماً، ويعمل على حماية النساء من العنف خاصة اثناء عملية النزاعات، بالإضافة لجملة من الانشطة والفعاليات التي يمكن أن تصب في هذا المجال، من خلال اقامة الدورات التدريبية وورش العمل واللقاءات والاجتماعات وحملات مواقع التواصل الاجتماعي من هشتاقات موحدة وغيرها من الفعاليات التي تخدم هذا التوجه.

‮* ‬كان‮ ‬لكم‮ ‬مشاركة‮ ‬في‮ ‬الذكرى‮ ‬الـ20‮ ‬لصدور‮ ‬القرار‮ ‬الاممي‮ ‬1325بشأن‮ ‬المرأة‮.. ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬حرصتم‮ ‬على‮ ‬التعبير‮ ‬عنه‮ ‬بهذه‮ ‬المناسبة‮ ‬خاصة‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬معاناة‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬جراء‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار؟
- شاركت من خلال مقالات توعوية لمجموعة من النساء اللواتي تم استهدافهن في دورة تدريبية خاصة بحماية النساء من العنف في ظل النزاعات، كما تحدثنا عن اهمية الوقاية لحماية النساء وماهي الآلية لذلك، وكيف يجب ان تكون هناك ارادة سياسية حقيقية تجاه وقاية النساء من العنف، واهمية انشاء الهياكل الحكومية مثل اللجنة الوطنية للمرأة ووزارة حقوق الانسان، ولجنة الحقوق والحريات في مجلس النواب، بالإضافة للإدارات العامة للمرأة في كل الوزارات وأهمية هذا في وقاية النساء من الانزلاق في دائرة العنف والعنف المورث.
‮* ‬هل‮ ‬القرار‮ ‬الدولي‮ ‬ملزم‮ ‬على‮ ‬الحكومات‮ ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬تطلبينه‮ ‬بالتحديد‮ ‬من‮ ‬حكومة‮ ‬الانقاذ‮ ‬لصالح‮ ‬المرأة؟
- لاشك ان القرار الدولي ملزم لإنه قرار أممي وليس قراراً دولياً ، لذا فهو ملزم لكل الدول الاعضاء في الامم المتحدة ومنها اليمن ،وما نطلبه من حكومة الانقاذ هو ضرورة عمل خطة وطنية لتنفيذ القرار1325 ، خصوصاً وأن حكومة هادي عملت الخطة وتم إصدارها ، لكن للأسف حكومة الإنقاذ لا توجد خطه وطنية إلى الآن في هذا الشأن، كما انه لم يكن هناك اي تفاعل من قبل الجهات والهياكل الحكومية الخاصة بالمرأة ، واقصد اللجنة الوطنية للمرأة ، وزارة حقوق الانسان، حيث لم يتم الاهتمام بإعداد خطة وطنية لتنفيذ القرار 1325، بينما الدول ملزمة بإعداد‮ ‬هذه‮ ‬الخطة‮ ‬كون‮ ‬هذا‮ ‬هو‮ ‬الدور‮ ‬المناط‮ ‬بها‮.‬
‮* ‬باعتباركم‮ ‬رئيسا‮ ‬لمدرسة‮ ‬السلام‮ ‬هل‮ ‬بالإمكان‮ ‬ان‮ ‬تحدثونا‮ ‬عما‮ ‬ستقوم‮ ‬به‮ ‬المدرسة‮ ‬من‮ ‬اسهام‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال؟
- نحن كمنظمة مدرسة السلام نفذنا خلال شهر أكتوبر مشروع قادة المنتدي النسوي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا الداعيات للسلام ، ثانيا شاركت المنظمة في الكثير من الفعاليات الوطنية والدولية التي كانت تصب في عملية التعريف بالقرار 1325 كما شاركنا مع المجموعة الدولية‮ ‬النسوية‮ ‬للسلام‮ ‬التي‮ ‬تتبناها‮ ‬منظمات‮ ‬في‮ ‬كوريا‮ ‬الجنوبية‮ ‬وهي‮ ‬منظمات‮ ‬دولية‮ ‬عالمية‮ ‬عضويتها‮ ‬تحتوي‮ ‬اليوم‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬خمسين‮ ‬دولة‮ ‬،‮ ‬وشاركنا‮ ‬ايضا‮ ‬في‮ ‬لقاءات‮ ‬وطنية‮ ‬ودورات‮ ‬تدريبية‮ ‬نظمت‮ ‬عبر‮ ‬تقنية‮ "‬الزوم‮".‬
‮* ‬هل‮ ‬بالإمكان‮ ‬الاطلاع‮ ‬ولو‮ ‬بصورة‮ ‬سريعة‮ ‬على‮ ‬طبيعة‮ ‬الاهداف‮ ‬والأنشطة‮ ‬التي‮ ‬تقوم‮ ‬بها‮ ‬المدرسة‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬البحوث‮ ‬والتدريب؟
- نحن في المنظمة نهتم كثيراً بموضوع التدريب سواءً أكان التدريب داخلياً للكادر أو تدريب الشباب والنساء في المجتمع، ولنا أيضاً برنامج يسمى البرنامج العربي لريادة الأعمال والذي بموجبه تمت اضافة منظمات مدرسة السلام لعضوية الاتحاد العربي للرواد الشباب تحت مظلة الجامعة العربية، وايضا تبنينا عملية التدريب للرواد الصغار في كيفية اعداد المشاريع وإعداد دراسة الجدوى وعملية التسويق والميزانيات وغيرها، كما نقوم بكثير من الدورات التدريبية الخاصة ببناء السلام وبالقرار 1325 وبالقرار 2250 الخاص بالشباب والسلام.
وبالنسبة للدراسات والبحوث كانت لنا دراسة خاصة بأطفال الشوارع في 2019م ،ودراسة حول وباء كوفييد-19 خلال 2020م وأثره على حقوق المرأة من الناحية الصحية والاقتصادية والعنف القائم على النوع، كما أننا بصد انشاء مركز السلام للدراسات والبحوث والأوراق العلمية والسياسية‮ .‬
‮* ‬المرأة‮ ‬شريكة‮ ‬الرجل‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬الوطن‮ .. ‬ما‮ ‬الدور‮ ‬المناط‮ ‬بها‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬السلام؟
- دور المرأة في بناء السلام لا يختلف عن دور الرجل، بل بالعكس اذا كان الرجال هم من يصنعون الحرب فإن الحلول توجد بمشاركة النساء ومساهماتهن في بناء السلام، و المرأة اليمنية على وجه الخصوص كان لها في الماضي والحاضر وفي المستقبل أيضاً ادوار مهمة جدا في بناء السلام، بدءاً بالسلّم العائلي ثم السلم المجتمعي، والسلم العام او السلام الشامل.. المرأة اليمنية كانت في المقدمة بما لها من أدوار كثيرة اثناء المفاوضات من خلال مشاركة سبع نساء في مفاوضات الكويت، وأيضاً المجموعة النسوية التي شكلها مكتب المبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث كمستشارات له في النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية، كما تم تشكيل التوافق النسوي من اجل الامن و السلام برعاية هيئة الامم المتحدة للمرأة وقُدمت الكثير من الاوراق السياسية والاستشارات لمكتب المبعوث الاممي فيما يخص بناء السلام .
كما‮ ‬قامت‮ ‬نساء‮ ‬التوافق‮ ‬بالكثير‮ ‬من‮ ‬اللقاءات‮ ‬مع‮ ‬طرفي‮ ‬الصرع‮ ‬ومع‮ ‬الوفود‮ ‬المفاوضات‮ ‬وطرح‮ ‬آرائهن‮ ‬وافكارهن‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال،كما‮ ‬تقوم‮ ‬النساء‮ ‬بعملية‮ ‬التدريب‮ ‬والتأهيل‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬المنظمات‮.‬
فالمرأة اليمنية هي الام ، هي ام الشهيد ، وهي اخت الشهيد وهي ابنة الشهيد وهي من قدمت الغالي والنفيس، وكان للمرأة اليمنية في ظل الحرب والنزاعات المسلحة دور كبير في تماسك المجتمع وتحملت الكثير من المسؤوليات جراء ذلك، فأصبحت هي الان من تعيل اسرتها، إما بسبب الفقد‮ ‬او‮ ‬بسبب‮ ‬مرضي‮ ‬وتحول‮ ‬زوجها‮ ‬الى‮ ‬معاق‮ ‬او‮ ‬فاقد‮ ‬لعمله،‮ ‬فهن‮ ‬المتحملات‮ ‬لأعباء‮ ‬الحياة‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬جعل‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬في‮ ‬الصف‮ ‬الاول‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬بناء‮ ‬السلام‮.‬
‮* ‬هناك‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬المنظمات‮ ‬والمؤسسات‮ ‬الخاصة‮ ‬بالمرأة،‮ ‬هل‮ ‬استطاع‮ ‬هذا‮ ‬الكم‮ ‬الهائل‮ ‬من‮ ‬المنظمات‮ ‬تبنّي‮ ‬تطلعات‮ ‬المرة‮ ‬اليمنية‮ ‬واظهار‮ ‬معاناتها‮ ‬للرأي‮ ‬العام؟
- نعم كان لها ادوار كبيرة جدا قبل 2015م ، وتراجعت أدوراها خلال 2015- 2018م بسبب ظهور الكثير من المعوقات والتحديات التي واجهت منظمات المجتمع المدني بشكل عام سواءً أكان في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ ، او ما تُسمى "الشرعية"، وفي فترة معينة حصل نوع من التقويض لدور منظمات المجتمع المدني وهذه بلا شك ممارسات خاطئة جداً وخطيرة ، لأن عملية خنق المجتمع المدني هو دليل على عدم وجود الحريات العامة وحرية التعبير والشراكة بين منظمات المجتمع المدني والدولة، إلا أنه وخلال السنتين الاخيرة 2019-2020م حدث نوع من الانفتاح والاستيعاب لأهمية دور منظمات المجتمع المدني، خاصة اثناء فترة النزاعات وبالتالي بدأت تظهر أدوار كبيرة جداً خاصة للمرأة ، حتى أن المانحين يركزون جهودهم على المشاريع التي تخدم المرأة والتي تنفذها منظمات تقودها النساء.
‮* ‬المرأة‮ ‬العربية‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮ ‬تحمل‮ ‬هم‮ ‬الوطن‮ ‬وترغب‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬السلام‮.. ‬ممكن‮ ‬تحدثينا‮ ‬عن‮ ‬الاتفاقية‮ ‬التي‮ ‬أبرمتها‮ ‬منظمة‮ ‬مدرسة‮ ‬السلام‮ ‬حول‮ ‬ذلك؟
- بالنسبة للاتفاقية التي ابرمتها منظمة مدرسة السلام مع ليبيا والعراق وسوريا هي بالدرجة الاساسية لعملية تعزيز أدوار النساء في العملية السياسية وبناء السلام، وأيضاً تفعيل للقرار 1325، والدعوة الى مناهضة الحروب والعمل على تعزيز الحلول عبر المسارات السياسية والدبلوماسية‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬العنف،‮ ‬وكذلك‮ ‬توحيد‮ ‬الجهود‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬لإنهاء‮ ‬حالات‮ ‬الصراع‮ ‬والاوضاع‮ ‬الهشة‮ ‬التي‮ ‬تعانيها‮ ‬دول‮ ‬المنطقة‮.. ‬هذه‮ ‬هي‮ ‬خلاصة‮ ‬الاتفاقية‮.‬

‮* ‬كيف‮ ‬تقيمون‮ ‬مستوى‮ ‬الاستجابة‮ ‬لدى‮ ‬الحكومة‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬ومن‮ ‬قبل‮ ‬المنظمات‮ ‬المدنية‮ ‬المعنية‮ ‬بالأمومة‮ ‬والطفولة؟
- الحديث عن الامومة والطفولة في هذه الفترة حديث له شجون كبيرة جدا لأنه للأسف الشديد كثير من الأمور التي كانت قد وجدت قبل عام 2015م بما يعزز قطاع الامومة والطفولة تراجعت بشكل كبير جدا خلال الفترة 2015 وحتى اليوم لأسباب كثيرة جدا، منها ما هو مرتبط بالقرار السياسي وبالإرادة السياسية تجاه هذا القطاع في كل انحاء اليمن، ومنها ما هو مرتبط بعملية التمويل حيث اصبحت الجهات الداعمة خاصة في فترة معينة تركز دعمها على عمليات الاستجابة الإنسانية على حساب التنمية وعلى قطاع الامومة والطفولة الذي يعد مستقبل الوطن ،وباعتقادي ان قطاع الأمومة والطفولة هو من اهم القطاعات التي يجب ان تعتني بها الدولة، وتهتم بها ايضا المنظمات المانحة لأنه مستقبل البلاد، وعند حدوث تراجع في التعليم وصحة الطفل والحماية المقدمة للطفل فإننا نخلق جيلاً هشاً غير قادر على حماية البلاد وعاجزاً عن صناعة اليمن‮ ‬الجديد‮.‬
‮* ‬ما‮ ‬رسالتك‮ ‬لطرفي‮ ‬الصراع‮ ‬خصوصا‮ ‬بعد‮ ‬نجاح‮ ‬صفقة‮ ‬تبادل‮ ‬الاسرى‮ ‬باعتبار‮ ‬هذا‮ ‬الملف‮ ‬انسانياً؟
‮- ‬اقول‮ ‬لهم‮ ‬يكفي‮ ‬ست‮ ‬سنوات‮ ‬من‮ ‬الحرب،‮ ‬فهذه‮ ‬الحرب‮ ‬ليس‮ ‬فيها‮ ‬منتصر‮..‬
الجميع خاسر في هذه الحرب التي أرجعت اليمن مائة عام الى الخلف وجعلت منا مجتمعاً هشاً ، ووطناً تم تدمير كل بناه التحتية فيه تقريبا، يكفي الى حد هنا دعونا نتوقف عن هذه الحرب وعلينا الاتجاه الى طاولة المفاوضات وحل الاشكاليات والخلاف بالمسار السياسي والدبلوماسي البعيد عن العنف ،دعونا نفكر كيف نبني الوطن ونحمى الاجيال القادمة من هذه الحرب وويلاتها التي تنعكس آثارها لسنوات قادمة طويلة ، ولعدد من العقود وبالتالي الى حد هنا ويكفي.. عليكم ان تضعوا ايدكم بأيدي بعض وفكروا بمصلحة هذه البلاد.
‮* ‬ما‮ ‬ابرز‮ ‬المعوقات‮ ‬امام‮ ‬المرأة‮ ‬في‮ ‬اليمن؟
- بداية تُعد العادات والتقاليد والموروث الثقافي السلبي تجاه المرأة والنظرة الدونية للمرأة باعتبارها غير قادرة وغير مؤهلة، وأيضاً حصر المجتمع لدور المرأة في البيت، من أبرز المعوقات، بالإضافة لعدم جدية الإرادة السياسية تجاه النساء وادوارهن وأهميتها ، كما أن هناك‮ ‬عائقاً‮ ‬مهم‮ ‬أمام‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬يتمثل‮ ‬في‮ ‬عدم‮ ‬التمكين‮ ‬والتأهيل‮ ‬والتدريب‮.‬
‮* ‬كلمة‮ ‬توجهينها‮ ‬لنساء‮ ‬وفتيات‮ ‬اليمن‮ ‬وللمرأة‮ ‬العربية‮ ‬بشكل‮ ‬عام؟
- اتكلم عن المرأة اليمنية التي تعاني من عدوان غاشم لمدة ست سنوات واقول ان هذا العدوان سوف ينتهي عاجلاً أم آجلاً، ولابد من الاستعداد للسلام القادم بالتأهيل والتعليم والتدريب.. وشعورنا بالانتماء الى هذا الوطن وحبنا لهذا الوطن بالدفاع عن حقوقنا بكل ما نملك بالعمل‮ ‬على‮ ‬اثبات‮ ‬الذات‮ ‬ووجودنا‮ ‬بكل‮ ‬مواقع‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮ ‬وبالسعي‮ ‬الى‮ ‬تطبيق‮ ‬مخرجات‮ ‬الحوار‮ ‬الوطني‮ ‬فيما‮ ‬تمثيل‮ ‬المرأة‮ ‬بنسبة‮ ‬30٪‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬مواقع‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮.‬
أما بالنسبة للمرأة العربية عليها أن تُدرك أن ادوارها كبيرة جدا في المرحلة القادمة للحفاظ على السلم والسلام في المنطقة، فأدوار النساء كبيرة جدا في عملية التربية والتعليم ولملمة النسيج المجتمعي والعمل على تنمية روح التعايش والقبول بالآخر ونبذ العنف والدعوة الى‮ ‬السلام‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59494.htm