الميثاق نت -

الإثنين, 09-نوفمبر-2020
حاوره / عبدالرحمن الشيباني -
قال الكاتب السياسي اليمني عبدالجبار الحاج إن لا خيار للشعب اليمني سوى حمل السلاح ومقاومة المحتل السعودي الإماراتي الذي بانت مراميه بشكل كبير جدا وأن أي خيار آخر يعني استمرار له وشرعنة لوجوده وهو مضيعة للوقت، محذراً من أن جريفيث يقدم مبادرات ناعمة ظاهريا لكنها ملغومة فى الأساس..

كل ذلك وأكثر سيجده القارىء فى ثنايا هذا الحوار .. فإلى التفاصيل :


- ماهي قراءتكم للمشهد اليمني فى ظل العدوان الذي يدخل عامه السادس وتداعياته على حياة اليمنيين ؟


* لاشك ان صمود الشعب هو مصدر القوة الأول ..
هذا ما يجعل المتابع للحرب مرات عديدة يرى إمكانيات وفرص هائلة أمام المقاتل اليمني لتحقيق النصر وإلحاق الهزيمة الساحقة بالعدو بل وامكانية استعادة كل أجزاء اليمن المحتلة من أعالي عسير حتى سقطرى ويرى مرات أخرى افق قاتم في حالة من الاحتراب تلتهم كل امكانات الشعب والبلد فتبقى في هذه الحالة حرب بلا هدف وحرب من اجل الحرب .

- هناك البعض من المكونات السياسية يلعب أدواراً لصالح تحالف العدوان وهناك آخرون منهم أيضاً وقفوا مع وطنهم .. كيف تقيمون الموقف الوطني للقوى السياسية فى الداخل ؟

* الخيانة ليست وجهة نظر حتى نطرح المسألة للمقارنة والنقاش في أي من الكونات السياسية..

فالحقيقة الساطعة في الواقع دائما ان الفساد بيئة تنتج الخيانات في كل زمان ومكان ونظام.. اخطر من ذلك ما نحن عليه اليوم واقول إن بقاء الفساد اليوم في ظل العدوان والاحتلال لهو اشد واخطر مع ما تتركه مخلفات الحرب والاحتلال من ويلات من تشظيات قد يصعب إلتآمها اذا انتهت الحرب دون تحقيق هدف وطني ضد العدو الخارجي .

ولا فرق ان كان الفساد بحماية حزب او جماعة او جهة فمن اختار في نهجه الفساد اينما كان فقد اختار الخيانة في المعركة الوطنية وهذا اخطر ما نخشاه واخطر ما يكون اثره سالبا على كل التضحيات وعلى القضية الوطنية برمتها .

في لحظات الثورة او الحرب حري بنا ان نوجه الخطاب للشعب فهو مصدر القوة عندما تغدو الاحزاب ممثلة لمصالح نخب على حساب كل شيء .

- هل تعتبر وثيقة الحل السياسي التى يروج لها جريفيت مؤشراً على بداية حلحلة لتداعيات العدوان أم أنها مناورة أخرى لجريفيت ؟

* اولا من هو جريفيت .. اليس هو ابن بريطانيا .. اوليست بريطانيا الدولة المعنية بإدارة ملف الحرب على اليمن ..

اذا نظرنا للمبادرة فجريفيت كعادته يقدم المبادرات الناعمة شكلا ولكنها الملغومة من كل اتجاه ..

اخطر ما تحمله المبادرة المشروع المطروح للتوقيع من الاطراف والتي ظلت لمدة عام اشبه بالطلاسم وفيها نص مضمونه الخطير، تشكيل وفد موحد من اليمنيين ! وحتى لو لم تقل الصيغة ماهي مهمة الوفد اليمني الموحد الذي سيكون .فقد فهمنا انه وفد للتفاوض مع العدو فكيف يمكن ان الجمع بين وفدين احدهما في طرف العدو والآخر في موقفه المعلن بكونه مناهض للعدو الخارجي . هذا البند لوحده هو اللغم الاكبر . وفي نصوص المبادرة الكثير مايستوقفنا .
الحقيقة ان صيغة وفد يمني واحد تعيد الى الاذهان الوفد الجمهوملكي عام 70 .

- ما موقفكم من قيادات المشترك الذين اصطفوا مع العدوان لا سيما الحزب الاشتراكي؟

* لايختلف الموقف من هؤلاء عن موقفي من أولئك في جواب السؤال الاسبق .
ولا أستطيع ان اقف وليس يمنيا في شيء من لم يجد نفسه في الموقع الذي تصطف فيه الوطنية اليمنية ضد العدو والمحتل الاجنبي لبلدنا .
ففي القضايا المصيرية التي تهدد الاوطان فإن الحساسية العالية ولو قيل عنها مفرطة في موقف كهذا هي التعبير الاصدق فعلا ..

- ظاهــرة الاغتيالات والاختطافات والانفلات الأمني المستمر فى محافظة عدن وبقية المحافظات الأخرى فى الجنوب ؟ برأيكم من يقف وراءها .. ولماذا؟

* دعني اكون اكثر صراحة واقول هذه الظاهرة عمرها 50 عاما في اليمن وتعود جذورها العنفية اقترانا بدور اجهزة القمع الامنية في الاغتيال والاخفاء القسري والاعتقال والاختطاف خلال تلك الحقبة ..
وبالتالي فإن اجنحة السلطة التي حكمت اليمن وهي ( المنقسمة في حالة الاحتراب الآن ) هي من تمارس دورها على امتداد زمني طويل ولكن باكثر فضاضة وفضاعة في حالتها الراهنة المتشرذمة عقب تفكك وانهيار سلطتها التقليدية وابان الحرب اذ كانت الجريمة تمارس في ظل دولتها العميقة.
الفارق الآن هو ان هذه الشراذم في مناطق سيطرة العدو في انقسامها الى مليشيات متعددة واهواء متنافرة ومصالح شخصية متصادمة وولاءات مختلفة باختلاف عواصم العدو .. ثم لكل فصيل مليشياته الخاصة ولكل مليشيا اهوائها المتنافرة حتى داخل المليشيا الواحدة ..

من هنا اخذت الاهواء مع تفلت السلاح تتمادى والرغبات الشخصية تتنافر وتتقاتل والنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله .. ولكن على رؤوس المواطنين والعابرين والأبرياء العزل هم ضحايا الجريمة .

في تلك المناطق حقيقة الوضع لا يطاق قياسا بحالة الامن في صنعاء .. لذا تجد كثيرون من سكان تلك المناطق آثروا النزوح الى صنعاء على البقاء غير الآمن في مناطقهم ولا نبالغ ان قلنا ان تعداد من نزحوا بالملايين.

- الوضع فى مدينة تعز يكاد يكون مشابها إلى ما يحدث فى عدن ماهي الحلول التى ترونها مناسبة لانتشال تعز من وضعها المزرى الذي تعيشه ؟

* اذا كان رعب ووحشية الفصائل الدينية المتطرفة قد توزع بعناية على مختلف مسميات التشكيلات العسكرية في مناطق الجنوب عموما وعدن على الاخص وبالتالي توزعت ادوات الجرائم على الجميع .. اكانوا تحت راية سلمان او نهيان او من سيكون .. ذلك ان العدو واحد.

في تعز الأمر مختلف ولا تقل الجريمة بشاعة .. فالإصلاح هو المسيطر هناك وهو صاحب الصولات والجولات على رؤوس السكان في تناسخ الاحتراب داخل كل لواء على حدة .
فالاصلاح في كل الألوية في الجيش والشرطة والامن و بالتالي هو المسؤول الاول عن كل جرائم القتل والاغتيال وفي الاعتقال والإخفاء القسري وفي تحويل مباني الخدمات الحكومية وكذا التعليمية والصحية الى ثكنات وفي تحويل الموارد الحكومية موارد مليشيات في نهب الممتلكات العامة والخاصة منذ ست سنوات بل وتمتد الى منتصف عام 2011م في مظاهر ملشنة وعسكرة الثورة السلمية آنذاك..
وفي نقاط التفتيش والحجز والأسر والابتزاز المالي وقطع طرق عباد الله العابرين راكبين وراجلين .

- الشيخ سالم الحريزي أحد مشائخ المهرة كان قد صرح فى وقت سابق بأنه لا يمكن لمنطقة أو قرية أن تحكم الجنوب هذا يعني ان الصراع سيأخذ بعدا مناطقيا فى المستقبل .. انتم كيف ترون ذلك ؟

* في خصوصية الموقف الوطني لدى ابناء المهرة يتميزون بصوتهم العالي وتمسكهم الاصيل بالوحدة ..

وفي الخصوصية التاريخية فإن المهرة هي الجزء الاصغر المتبقي من اقليم ظفار اليمني الضائع او المباح آنذاك منذ اربعة قرون ونصف والمسكوت عنه حتى في كتب التاريخ والجغرافيا اليمنية .
بايضاح مقتضب في عام 1658م كانت الحملة الى حضرموت بقيادة احمد بن الحسن قد اتخذت طريق نهم خولان الجوف مارب وهي طريق طويل وقاسي ..
ومثلما كانت السلطنة الكثيرية تخضع لسلطة العثمانيين فإنها لم تمانع في الولاء للمتوكل وقد كانت كذلك مع الامام المؤيد .

فقد وضع آل القاسم اليمن بكامل حدودها نصب اعينهم فلم تغب ظفار الواقعة جنوب شرق اليمن عن خارطة اليمن المرسومة في جغرافيتهم .. وعندما وقع الخلاف بين اسرة الكثيري ولجوء احدهما للإمام وتدخلهم بين الطرفين في حل جعل ولاية ظفار لبدر بن عمر الكثيري وولاية حضرموت للآخر ..غير ان جعفر بن عبدالله انقلب على عمه في ظفار ..
فكان التنازع بين الكثيرييِّن أسريا والمتنازعان على درجة من الولاء للدولة المركزية الجديدة في صنعاء فما كان في الامر ما يوجب استخدام القوة لصالح احد المتنازعين ..

ثم سلطة اليمن في ( المركز ) تركت ظفار تأكل بعضها وتضيع منا وتنسلخ .

خلال هذه الفترة ايضا ضيعنا جزر دهلك وفاطمة .
.. اكتفي و اترك الاستخلاص للقارئ اللبيب .


- منذ أكثر من عام والاعتصامات فى المهرة مستمرة ضد الاحتلال وأدواتهما فى ظل تصعيد مماثل تقوم به السعودية حاليا ضد أبناء المهرة .. هل تعتقدون أن هذه الاعتصامات ستؤتي أكلها فى النهاية ؟

* بداية لا يسعنا الا ان نوجه التحية للقائد الوطني في المهرة الشيخ علي سالم الحريزي
فيما يتعلق بالاعتصامات السلمية .. لدي اعتقاد راسخ ان هذا اللون من الاحتجاج السلمي له فاعليته في القضايا المحلية بين السلطة واجهزتها وبينها والمواطنين على سبيل المثال .. لكن على صعيد مواجهة العدو والاحتلال فلا خيار في مواجهة قوى الاحتلال الا امتشاق السلاح بما هو خيار حاسم إزاء عدو محتل باتباع طريق الكفاح المسلح حتى تحرير اليمن شبرا شبرا ..

- كيف يمكن للقوى الجنوبية مواجهة هذه التحديات الخطيرة التى يشهدها الجنوب فى ظل انقسام واضح بين هذه القوى؟


* بالمفهوم الوطني وعلى قاعدته لا يمكن القبول بمنطق تقسيمي للمعركة على اساس من الجنوب يحرره الجنوبي والشمال على الشمالي هذا منطق تمزيقي اكثر منه تحريري .. مرارا كثيرة نسمع هذا من منابر او مجالس رسمية سياسية .. هذا منطق خطير على الوعي الوطني بما هو منطق تمزيقي في بعده ومغزاه ومؤداه ويجب الّا يتكرر على مسامعنا وألا ينطلي علينا ، كأن يُقال : تحرير نجران مسئولية تقع على قبائل يام مثلاً وهو المنطق سياسي الذي اضاعها .. أو تحرير عسير قضية تهامية .. أو حضرموت والمهرة قضية كثيرية .. هذا التفكير يعيدنا الى اعادة انتاج السلطنات ! .. وهذا تمزيق للوطنية اليمنية .

مهمات تحرير كل شبر من اليمن مسؤولية تقع على كل الوطنيين اليمنيين ..

في هذا الاتجاه لا ينبغي ان نترك ابناء المهرة وحدهم كما لو اننا مجرد متعاطفين او داعمين لهم ليس إلا ..
لا .. لا ...المهرة جزء اصيل من اليمن لايجوز ان ننظر لها كقضية مهرية ..
ولنا ان نأخذ العبرة من درس الاهمال في التاريخ السياسي كيف ضيعنا اقليم ظفار ..

- هناك أصوات تطالب بالتدخل التركي فى اليمن .. ما تعليقكم على ذلك ؟

* ذلكم هو صوت ( اخواننا في الله !!!! )
اليسوا هم من استدعوا العدوان
السعوإماراتي وهللوا له وكبروا .. وشكروا سلمان ونهيان دون الله .. هذا من فعل تنظيمهم السياسي ولا علاقة للشعب اليمني او ابناء هذه المنطقة وتلك ..
كفرهم بالوطن من إيمانهم بالمال ..
لما تقلصت عنهم حنفية الرياض وأبوظبي ولوا وجوههم صوب انقرة . فإذا اغلقت انقرة سينقلبون لغيرها .

واينما اتجهت بوصلة المصلحة عندهم فثمة وجه الله .

- هل ترون أن الوعي الشعبي والوطني لابناء الجنوب سيكون عقبة أمام أطماع الاحتلال السعودى الإماراتى.. أم أن الأمور ستجري لصالحهما ؟

* الموضوع يمني بدرجة اولى ويهم جبهة الوطنية اليمنية بدون تمييز ولا بأس بعد ذلك من ان يكون أبناء الجنوب في الطليعة والمقدمة وان نكون ظهرهم ومصدر بناء القوة بدافع المسؤولية لا بالتفريخ ..

- برأيكم لماذا لا يجتمع كل الفرقاء السياسيين تحت طاولة واحدة للوصول الى حل ينهي العدوان على اليمن …خصوصا وأن هناك دعوات أطلقت من قبل المجلس السياسي الأعلى فى هذا الشأن ؟

* إذا كانت الدعوة قائمة على اساس من اعادة تنظيم الصف الوطني على اساس من خيارات
وطنية تستمد طاقتها من قوى الشعب الصادقة والمخلصة في تحشيد الامكانات ضد تحالف الحرب العدوانية الظالمة والاحتلال فعلينا التصويب للعمل بهذا الإتجاه الصائب ..

لنتجاوز نموذج الفشل فقد اثبتت التحالفات السياسية الراهنة التي صوغتها لا عن هشاشتها فحسب بل فشلها وزيفها في تبني العناوين الوطنية نحو حرب تحرير وطنية حقيقية .

مادام خطاب الحرب للأسف يتحدث عن ( نجران وجيزان وعسير سعودية !!! ) فهذا الخطاب دون المعركة الوطنية ومضاد لها ففيما التضحيات إذاً لابد من الوقوف تحت سقف واحد نحو تغيير معادلة الحرب وقلب موازينها .. نقل مركز الثقل في المعركة الى ارض العدو .. نحو استعادة نجران وجيزان وعسير من الاحتلال السعودي البغيض في إستعادة سواحلنا وجزرنا وكل شبر من جنوب اليمن وشماله وشرقه وغربه.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59523.htm