ياسر العواضي -
* - إننا كمؤتمريين مطالبون الآن أكثر من أي وقت مضى لشحذ هممنا أكثر والعمل بجد وبفعالية، خصوصاً وأن بعضاً من التزاماتنا لأبناء شعبنا تواجه معوقات داخلية ومؤامرات خارجية لإثنائنا عن تنفيذها، فهناك أطراف خارجية لا يروق لها أن يبقى وطننا مستقراً ومزدهراً، و تعتقد أن ذلك في مصلحتها وهي أطراف عهدنا بغضها وكرهها لليمن منذ عقود، وليس هذا هو المؤسف لأنه ليس جديداً بل المؤسف أن هناك قوى سياسية داخلية وأحزاباً ومنظمات تسعى بكل جهد لعرقلة المشروع الكبير مشروع اليمن الجديد والمستقبل الأفضل الذي تبناه المؤتمر منذ الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة والذي جعل البعض يرون أن المضي فيه خسارة لمصالحهم وأنه سيجعل خطابهم الإعلامي المعارض بلا معنى مع أن أخلاق اللعبة السياسية وشرف المنافسة تقضي بأن يسلم الطرف الذي لم يحالفه الحظ بنتائج الانتخابات الشعبية ويترك الذي نال الثقة لينفذ برنامجه التزاماً بقواعد اللعبة السياسية، وللآخر الحق في محاسبته عن مدى جديته في تنفيذ برنامجه، وهنالك أيضاً مساحة لا بأس بها للمناورة ولكن ليس بالشكل الذي يجعل الهدف هو إما أن أقود السفينة أو فلتغرق بمن فيها، ومع ذلك فالشعب اليمني العظيم شعب حي وواع، واجه في ظل قيادة المؤتمر الشعبي العام ظروفاً صعبة وفترات أكثر حرجاً، واستطاع بإيمانه وصبره وهمته العالية تجاوزها.
ومما لا شك فيه أن أصحاب المشاريع الصغيرة أينما كانوا يتضررون من المشروع الكبير والذي ثبت على الأرض اليمنية في الثاني والعشرين من مايو كأكبر مشروع تحقق في تاريخ اليمن على الإطلاق وسيظل بكل ما يحمله من قيم محل إزعاج وخوف لدى أصحاب المراكب الصغيرة الذين لا يريدون للمشروع الكبير المضي قدماً إلى الأمام لتحقيق أهدافه المنشودة خوفاً على مصالحهم الضيقة.
وإننا كأعضاء في أعظم الأحزاب اليمنية وصاحب أهم وثيقة عمل سياسي صنعها اليمنيون في تاريخهم المؤتمر الشعبي العام ممثلاً بمؤسسه الرئيس علي عبدالله صالح ، مطلوب منا أن نستمر في مسيرتنا مع مراجعتنا لكل محطاتنا، ولا ضير من تقييمها وممارسة النقد الذاتي دون أن يكون ذلك معيقاً لنا عن السير للأمام، فكل الأبواق النزقة والهتافات الشاحبة منغصات ، ولكنها ليست مصداً لنا عن المضي قدماً.
إننا ونحن نحمل هم الوطن بكامله نضطر أحياناً لإبداء مرونة في تنفيذ بعض التزاماتنا، قد يستخدمها البعض بشكل سيء، ولكن التكلفة أقل بكثير من التوقف أو العودة إلى الوراء، وهذا لا يعني أنه لا يجب علينا أن نخفض تلك التكلفة ، ولكن ليس على حساب المسيرة.
مطلوب منا كمؤتمريين أن نستغل الوقت بأكبر قدر ممكن، وبالتالي فبرنامجنا الرئاسي والمحلي يجب أن تفعَّل كل الآليات لتنفيذه خصوصاً وأننا مقبلون على انتخابات برلمانية، وسنكون أخلاقياً ملزمين بتقديم كشف حساب إلى الشعب عن مدى استغلالنا للفرص التي مُنحت لنا، وسنكون رافعين رؤوسنا ونحن نقدم لشعبنا إنجازات المؤتمر التي لا تخفى عن كل صاحب بصيرة، سنتكلم ونستعرض كل ما حققه المؤتمر بلا خوف وبلا وجل، سنتكلم عما قمنا به، وعما قام به الآخرون لعرقلتنا، عن بعض مهامنا، سنتكلم وتتكلم عنا كل المؤسسات والمشاريع الوطنية الكبيرة التي حققها المؤتمر، سنتكلم عن التنمية والأمن والاستقرار، وهذا ما يجب أن نستعد لتنفيذه دون أن يشغلنا عن مهامنا الأساسية أي شاغل.
سنتبنى حملة انتخابية راقية خالية من القذف والشتم، مبنية على أسس علمية وصحيحة تكون فيها قيمنا وشرف المنافسة هي السائدة، ستكون حملة انتخابية ساخنة، ولكنها مزودة بمعلومات واضحة ودقيقة.
إن المسئولية تحتم علينا أن نقود مشاريع الإصلاحات لأن غيرنا يرى أننا المسئولون عن كل شيء ولا يشعر هو بأدنى مسئولية ولا يحمل نفسه منها شيئاً، ولذلك يجب أن نظل كما نحن دائماً مستعدين لتحمل المسئولية ومع من يشعر بها من القوى الوطنية الأخرى وأن تكون خياراتنا في المرحلة القادمة مفتوحة لمواجهة التحديات التي مهما بلغت قوتها فلن تثنينا عن الإبحار بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان.
*عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام