الميثاق نت -

الإثنين, 16-نوفمبر-2020
‮ ‬عدنان‮ ‬الظفري -
تسعى‮ ‬دول‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬السعودي‮ ‬الإماراتي‮ ‬الأمريكي‮ ‬لشرعنة‮ ‬وجودها‮ ‬الاستعماري‮ ‬بالمحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬والشرقية‭, ‬من‮ ‬خلال‮ ‬ما‮ ‬يُسمى‮ "‬اتفاق‮ ‬الرياض‮".‬
وسلط‮ ‬تقرير‮ ‬حديث‮ ‬الضوء‮ ‬على‮ ‬فصول‮ ‬تلك‮ ‬المسرحية‮ ‬الهزلية‮ ‬التي‮ ‬شاركت‮ ‬فيها‮ ‬أطراف‮ ‬دولية‮ ‬في‮ ‬خطوة‮ ‬تتناقض‮ ‬مع‮ ‬مساعي‮ ‬السلام‮ ‬الشامل‮ ‬والعادل‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
ووفقا للتقرير الصادر عن المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فإن دول تحالف العدوان اتخذت من اتفاق الرياض ذريعة للتدخل العسكري ونهب الثروة النفطية والغازية في المحافظات الجنوبية والشرقية وكغطاء لتنفيذ أجندة استعمارية خطيرة.
ولفت التقرير إلى موافقة أدوات العدوان سواء الموالية للرياض أو لأبو ظبي بدفع من بعض الأطراف الدولية والعربية المشاركة في العدوان على اليمن، لتنفيذ هذا الاتفاق، ومنها السعودية التي فشلت سابقاً في تحقيق مطامعها وتنفيذ أجندتها في الجنوب منذ الاستقلال في نوفمبر‮ ‬من‮ ‬العام‮ ‬1967م‮.‬

احتلال‮ ‬عسكري
اتخذت دول العدوان من أتفاق الرياض أداة للتدخل العسكري في مدينة عدن, حيث نقلت الرياض الآلاف من الجنود السعوديين إليها, وأنشأت يمليشيات موالية لها في محافظتي عدن وأبين, وعملت على السيطرة بمحافظة المهرة وفق التقرير.
ولفت‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬العدو‮ ‬السعودي‮ ‬نقل‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬25‮ ‬شحنة‮ ‬سلاح‮ ‬حديثة‮ ‬جواً‮ ‬وبراً،‮ ‬بالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬نقل‮ ‬أربع‮ ‬شحنات‮ ‬سلاح‮ ‬بحراً‮ ‬إلى‮ ‬ميناء‮ ‬عدن‮ ‬خلال‮ ‬فترة‮ ‬عام‮ ‬من‮ ‬توقيع‮ ‬اتفاقية‮ ‬الرياض‮.‬
وأكد‮ ‬أن‮ ‬قوات‮ ‬الاحتلال‮ ‬السعودي‮ ‬في‮ ‬المهرة‮ ‬قامت‮ ‬باستحداث‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬20‮ ‬موقعاً‮ ‬عسكرياً‮ ‬وأنشأت‮ ‬معسكرات‮ ‬في‮ ‬عدة‮ ‬مناطق‮ ‬ساحلية‭, ‬بهدف‮ ‬إضعاف‮ ‬نشاط‮ ‬ميناء‮ ‬الشحن‮ ‬البري‮ ‬الرابط‮ ‬بين‮ ‬اليمن‮ ‬وعمان‮.‬
وذكر التقرير، أن ميناء بلحاف الذي يقع تحت سيطرة القوات الإماراتية تم تحويله إلى ثكنة عسكرية وسجن سري لأحرار الجنوب, إلى جانب قيام القوات الإماراتية بتعطيل ميناء بروم الخاضع أيضاَ لسيطرتها.. موضحاَ أن القوات السعودية والإماراتية حولت ميناء الضبة النفطي في المكلا‮ ‬إلى‮ ‬ثكنة‮ ‬عسكرية‮ ‬وسجن‮ ‬سري‮.‬
ولفت‮ ‬التقرير‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬القوات‮ ‬السعودية‮ ‬قامت‮ ‬بإخراج‮ ‬قوات‮ ‬الفار‮ ‬هادي‮ ‬من‮ ‬ميناء‮ ‬نشطون‮ ‬الواقع‮ ‬في‮ ‬شواطئ‮ ‬محافظة‮ ‬المهرة‮ ‬وطرد‮ ‬ما‮ ‬تُسمى‮ ‬القوات‮ ‬الحكومية‮.‬

تصاعد‮ ‬جرائم‮ ‬حقوق‮ ‬الإنسان
واستعرض التقرير ما تعرض له المئات من أبناء المحافظات الجنوبية والمعتقلين والمخفيين قسرياً من تعذيب نفسي وجسدي في 11 سجناً سرياً في بئر أحمد ومناطق أخرى في عدن والتي تدار من قبل عناصر موالية للإمارات بإشراف القوات السعودية.
ولفت إلى تورط القوات الإماراتية في الاعتداء الجنسي على المحتجزين بالسجون السرية في الجنوب وهو ما أكده تقرير خبراء الأمم المتحدة .. مؤكداً أنه تم توثيق 37 حالة عنف جنسي ارتكبتها عناصر من القوات الإماراتية والميليشيات الموالية لها.

التفريط‮ ‬في‮ ‬السيادة‮ ‬ونهب‮ ‬الثروات
وأكد التقرير أن تحالف دول العدوان انتهج مسلسلاً تدميرياً طال البنية التحتية في المحافظات الجنوبية، والتقت المصالح السعودية مع الإماراتية في تعطيل الموانئ الاستراتيجية الواقعة على البحر العربي وخليج عدن, بالإضافة إلى السيطرة على حقول النفط والغاز.
ولفت إلى أن العدو السعودي حول الموانئ الجنوبية إلى محطات لنقل المخدرات والحشيش التي يتم شحنها من ميناء جدة وإيصالها إلى الموانئ اليمنية المحتلة وتحديداً ميناء عدن بهدف ضرب سمعة تلك الموانئ وإضعاف دورها لصالح الموانئ الإماراتية.

القاعدة‮ ‬وداعش‮ ‬أبرز‮ ‬المستفيدين
وأكد التقرير أن تحالف العدوان وفر الغطاء الكامل لانسحاب عناصر القاعدة وداعش من معاقلها بعد سقوطها في يكلا وقيفة بالبيضاء.. مشيرا إلى أن العناصر التكفيرية مازالت تتواجد حتى اليوم تحت غطاء تحالف العدوان في وادي كاران بمنطقة الحضن الذي يبعد 20 كم شرقي مدينة لودر‮ ‬بأبين،‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬تواجدها‮ ‬في‮ ‬مناطق‮ ‬بمديرية‮ ‬مودية‮ ‬التي‮ ‬استقبلت‮ ‬العشرات‮ ‬من‮ ‬قيادات‮ ‬وعناصر‮ ‬التنظيم‮ ‬منتصف‮ ‬أغسطس‮ ‬الماضي‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬لاذت‮ ‬بالفرار‮ ‬من‮ ‬البيضاء‮.‬
ورصد التقرير قيام سفن حربية- يُعتقد بأنها سعودية- بعمليتي إنزال عسكري خلال أغسطس الماضي في سواحل شقرة بأبين، وذلك بالتزامن مع دحر الجيش واللجان الشعبية عناصر القاعدة وداعش من مناطق يكلا وقيقة بالبيضاء بهدف إجلاء قيادات إرهابية أجنبية مرتبطة بالاستخبارات السعودية‮ ‬والأمريكية‮ ‬تدير‮ ‬القاعدة‮ ‬وداعش‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المناطق‮.‬
وذكر أن عناصر التنظيمات الإرهابية تم تعزيزها ودعمها بالسلاح لإعادة ترتيب تموضعها في المنطقة الوسطى بأبين, حيث انتشرت عناصر التنظيم في جبل عَكد شرقي مدينة العين، وأعادت معسكراتها في مديرية الوضيع.
وأوضح‮ ‬أن‮ ‬قيادة‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬في‮ ‬مدينة‮ ‬عدن‮ ‬قدمت‮ ‬للقاعدة‮ ‬شحنة‮ ‬سلاح‮ ‬مكونة‮ ‬من‮ ‬أسلحة‮ ‬خفيفة‮ ‬ومتوسطة‮ ‬تم‮ ‬تسليمها‮ ‬عبر‮ ‬القيادي‮ ‬في‮ ‬التنظيم‮ ‬والمطلوب‮ ‬دولياَ‮ ‬في‮ ‬قائمة‮ ‬الإرهاب‮ ‬سعد‮ ‬بن‮ ‬عطاف‮ ‬العولقي‮ .‬

وجهان‮ ‬لعدوان‮ ‬واحد
وبهذا الصدد اعتبر التقرير أن تحركات السعودية والإمارات خلال الفترة الماضية، تسير وفق مخطط تدميري في المحافظات الجنوبية والشرقية لم يستثن الثروة النفطية وإنما طال الثروة السمكية التي أصبحت تتعرض لعملية جرف كارثي ما تسبب في ارتفاع أسعار الأسماك في المدن الجنوبية‮ ‬إلى‮ ‬أعلى‮ ‬المستويات‮.‬
وكشف عن تبادل للأدوار بين الرياض وأبو ظبي بالمحافظات الجنوبية، بهدف تهيئة الأوضاع لقدوم قوات أمريكية إلى جنوب البلاد، وساهمتا في تعزيز الوجود الأمريكي بمطار الريان بالمكلا وفي شواطئ شبوة والحدود اليمنية الواقعة ما بين حضرموت وشرورة.
وحذر التقرير من تعاظم الخطر في ظل التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني خاصة بعد آخر إجراء قام به المحتل الإماراتي بالتعاون مع الكيان الصهيوني بالتخطيط لإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى ونصب أبراج مراقبة للحركة الملاحية البحرية في الخليج الهندي.
ولفت‮ ‬إلى‮ ‬التحرك‮ ‬البريطاني‮ ‬لإنجاح‮ ‬اتفاق‮ ‬الرياض‮ ‬خلال‮ ‬الفترة‮ ‬الماضية،‮ ‬حيث‮ ‬تبحث‮ ‬لندن‮ ‬عن‮ ‬موطئ‮ ‬قدم‮ ‬لها‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮.‬

انهيار‮ ‬الخدمات
وأفاد التقرير أن مدينة عدن التي تسيطر عليها القوات السعودية تعاني من تدهور الخدمات الأساسية وتفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة التي أودت بحياة أكثر من 2500 جراء إصابتهم بالحميات القاتلة التي ضربت المدينة خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأشار إلى أن دول تحالف العدوان والسلطة الموالية لها لم تقم بأي دور إنساني أو إغاثي في مدينة عدن، بل تحولت عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة إلى سوق لتجارة الممنوعات التي تدار من قبل الاستخبارات السعودية الإماراتية بهدف تدمير الشباب والمجتمع بشكل عام.
وقال‮: " ‬سعت‮ ‬قوى‮ ‬الاحتلال‮ ‬الى‮ ‬ضرب‮ ‬القوى‮ ‬التحررية‮ ‬الوطنية‮ ‬الرافضة‮ ‬للاحتلال‮ ‬بقوى‮ ‬عميلة‮ ‬موالية‮ ‬لها،‮ ‬في‮ ‬محاولة‮ ‬لدول‮ ‬العدوان‮ ‬لإطالة‮ ‬تواجدها‮ ‬العسكري‮ ".‬
وأضاف: " مضت القوات السعودية المحتلة في مدينة عدن بنفس نهج القوات الإماراتية من خلال إدارة المدينة بالرعب والأزمات بهدف تتويه الرأي العام عن الهدف الحقيقي من وجودها والأجندة التي تقوم بتنفيذها" .. لافتاَ إلى أن مدينة عدن تحولت إلى ساحة حرب مفتوحة تديرها الميليشيات‮ ‬المسلحة‮ ‬متعددة‮ ‬الولاءات‮ ‬بين‮ ‬الرياض‮ ‬وأبو‮ ‬ظبي‮ ‬واللتين‮ ‬تقوم‮ ‬بدعمها‮ ‬بالمال‮ ‬والسلاح‮.‬

انهيار‮ ‬الاقتصاد
وبحسب التقرير، فإن دول تحالف العدوان عمدت الى تبديد الثروات وسرقتها في المحافظات الجنوبية والشرقية وكذا طباعة أكثر من 300 مليار ريال خلال الأشهر الماضية بهدف إضعاف القيمة الشرائية للريال اليمني.. مبينا أن أكثر من170 مليار ريال لاتزال موجودة في ميناء جدة منذ‮ ‬عدة‮ ‬أشهر‮.‬
وأشار‮ ‬التقرير،‮ ‬إلى‮ ‬خطورة‮ ‬المخطط‮ ‬السعودي‮ ‬المتمثل‮ ‬في‮ ‬برنامج‮ ‬إعادة‮ ‬الإعمار‮ ‬السعودي‭, ‬الذي‮ ‬تهدف‮ ‬من‮ ‬خلاله‮ ‬الرياض‮ ‬إلى‮ ‬السيطرة‮ ‬على‮ ‬الثروات‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬تحت‮ ‬ذريعة‮ ‬الاستثمار‮ ‬طويل‮ ‬الأجل‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59560.htm