علي زيد - أعادت صيحات قيادات الإصلاح الأخيرة تجاه مهرجان عدن الفني وضيفته الفنانة السورية أصالة نصري التأكيد على سوداوية الفكر ورؤية المعالجة لمثل هذه القضايا .
الموقف الإصلاحي من قضايا الفن والمرأة والثقافة وغيرها ليس جديداً بل متجدداً بعد أن خفتت فترة قصيرة لمقتضيات سياسية تتطلب ظهور إخوان اليمن بصورة مستوعبة للعصر وطريقة التعاطي مع متطلباته .
تلويح قيادات تجمع الإصلاح بورقة الدين لممارسة القمع الفكري وإعلان الوصاية على الناس دليل واضح على عدم استيعاب الإخوان في اليمن لروح الديمقراطية التي ألغت سلطة القرار ومنحت الناس حق اختيار طريقة عيشهم بالشكل الذي يتوافق مع أذواقهم .
تحريم أحد القيادات الإصلاحية الذي تداولته وسائل الإعلام بشأن الفن ليس شيئاً ، مقابل ما نصحت به العمائم الإصلاحية من منابر المساجد والمدارس والتجمعات وهي عودة إلى زمن كان الجميع يعتقد أنه ولىَّ.
الأكثر غرابة أن يقف دعاة التنوير والانفتاح في أحزاب اليسار المنضوية مع الإصلاح في التكتل السياسي المشترك دون موقف من هذه الدعوات التي كانت هذه الأحزاب وإلى وقت قريب أحد ضحاياها .
من حق فؤاد دحابة البرلماني الإصلاحي ورفيقه الخطيب والبرلماني هزاع المسوري أن يبديا رأيهما في استضافة مهرجان عدن للفنانة أصالة مع إيراد كل المبررات التي يعتبرانها مقنعة ومنطقية ، لكن ليس من حقهما مصادرة حق الآخرين في ممارسة حقوق لا ينكرها أكثر منهم علماً بالدين .
الإصلاح وعبر مؤسساته المختلفة نظم مهرجانات إنشادية كثيرة خلال السنوات الماضية في صنعاء واستقدم منشدين من دول عربية ولم يرفع أحد صوته ليقول أن ما يتغنى به هؤلاء المنشدين دعوة إلى الإرهاب والتطرف والتكفير ,
السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيتعامل الإصلاح حين يكون حاكماً مع شئون الفن والثقافة .. وهل نتوقع محاكم إصلاحية كما حصل في الصومال ؟ حيث أغلقت المحاكم الإسلامية كل ما له علاقة بالفن والسينما واعتبرته من المحرمات .
|