الميثاق نت -

الإثنين, 30-نوفمبر-2020
حاورتها : نادية صالح -
يُعد عيد الاستقلال 30 نوفمبر تتويجاً لنضالات الأبطال والثوار الذين سطّروا على صفحات النضال الوطني أروع الملاحم وحققوا حلم الاستقلال وإجلاء آخر جندي بريطاني من عدن في العام 1967م، وأيقونة النصر الذي حقق ما يصبو إليه ثوار 14 أكتوبر وأيضاً ثورة 26 سبتمبر من استقلال‮ ‬وسيادة‮ ‬للوطن،‮ ‬وحرية‮ ‬وكرامة‮ ‬للمواطن‮.‬

ونحن نحيي الذكرى الـ53 لثورة30 نوفمبر في ظل ما يتعرض له اليمن من حرب وعدوان غاشم وحصار جائر من قبل تحالف العدوان،منذ ما يقارب ستة أعوام، مخلفاً الكثير من المآسي والمعاناة لأبناء شعبنا، وحول اليمن إلى أكبر كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر، فإن علينا ونحن نحيي‮ ‬هذه‮ ‬الذكرى‮ ‬أن‮ ‬نستلهم‮ ‬منها‮ ‬الدروس‮ ‬والعبر‮ ‬وأن‮ ‬نعي‮ ‬حجم‮ ‬المؤامرات‮ ‬التي‮ ‬يتعرض‮ ‬لها‮ ‬وطننا‮ ‬بشماله‮ ‬وجنوبه‮ ‬وشرقه‮ ‬وغربه‮.‬

وللحديث‮ ‬عن‮ ‬ذكرى‮ ‬الاستقلال‮ ‬أجرت‮ »‬الميثاق‮« ‬حواراً‮ ‬مع‮ ‬الأستاذة‮ ‬علياء‮ ‬فيصل‮ ‬الشعبي‮ - ‬وزيرة‮ ‬حقوق‮ ‬الإنسان‮ ‬في‮ ‬حكومة‮ ‬الإنقاذ‮ ‬الوطني‮ ‬سابقاً‮.. ‬فإلى‮ ‬الحصيلة‮:‬





‮* ‬بداية‮ ‬أهلاً‮ ‬ومرحباً‮ ‬بك‮ ‬أستاذة‮ ‬علياء‮ .. ‬وشكراً‮ ‬لإتاحة‮ ‬الفرصة‮ ‬لنا‮ ‬في‮ ‬صحيفة‮ ‬الميثاق‮ ‬لإجراء‮ ‬هذا‮ ‬الحوار؟

‮-‬‭ ‬أهلاً‮ ‬ومرحباً‮ ‬بكم‮ .‬



‮* ‬في‮ ‬ظل‮ ‬ما‮ ‬يتعرض‮ ‬له‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬عدوان‮ ‬وانتهاكات‮ ‬جسيمة‮ ‬لحقوق‮ ‬الإنسان‮.. ‬ما‮ ‬تقييمك‮ ‬العام‮ ‬للوضع‮ ‬الإنساني‮ ‬في‮ ‬اليمن؟

- عندما نتحدث عن الجانب الانساني في اليمن فاننا نتحدث عن اكبر كارثة انسانية في العالم اي ان 24 مليون يمني بحاجة الى الاعاثة الانسانية واضافة الى الكارثة الانسانية فيروس كرونا المستجد ، نحن امام كارثة انسانية وكارثة صحية وامام عدم ايفاء المانحين بتعهداتهم وعدوان‮ ‬منذ‮ ‬6‮ ‬سنوات‮ ‬وحصار‮ ‬على‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬

الامم‮ ‬المتحدة‮ ‬بتقاريرها‮ ‬وتصريحاتها‮ ‬تحذر‮ ‬من‮ ‬مجاعة‮ ‬محدقة‮ ‬بالشعب‮ ‬اليمني‮ ‬وانعدام‮ ‬الأمن‮ ‬الغذائي‮ .‬

إلى‮ ‬جانب‮ ‬انهيار‮ ‬المنظومة‮ ‬الصحية‮ ‬التي‮ ‬تضررت‮ ‬بشكل‮ ‬كبير‮ ‬أثناء‮ ‬العدوان،‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأنها‮ ‬كانت‮ ‬منذ‮ ‬السابق‮ ‬تعاني‮ ‬من‮ ‬أزمة‮ ‬التمويل‮ ‬لتطويرها‮.‬



‮* ‬ونحن‮ ‬على‮ ‬أعتاب‮ ‬الذكرى‮ ‬الـ‮ ‬53‮ ‬ليوم‮ ‬الاستقلال‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967،‮ ‬ما‮ ‬التحديات‮ ‬الراهنة‮ ‬التي‮ ‬تواجه‮ ‬الاستقلال‮ ‬الوطني؟

- في ذكرى الاستقلال الـ 53 لـ 30 من نوفمبر 1967، يوم النصر الذي صنعه أبطال وفدائيو اليمن، بهذه الذكرى الخالدة خلود الدهر وبها أخرج اخر مستعمر بريطاني من الأراضي اليمنية,أي أن التحديات التي تقف أمام يوم سطره التاريخ بالذهب وكان تكليلاً لتضحيات قدمها خيرة الرجال‮.‬

إن الاستقلال هو الاستقلال بمعناه الكبير، والحرية هي الحرية بمعناها الشامل. والشعب الذي ثار ضد الظلم والاستعمار والاحتلال لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي محتل أو مستعمر لأرضه، فشعبنا في المحافظات الجنوبية شعب له بأس عظيم، ويرفض الهيمنة، فالشعب اليمني ذاق الانتصار‮ ‬ومازال‮ ‬يردد‮ ‬الأناشيد‮ ‬الوطنية‮ ‬وبعروقه‮ ‬تجري‮ ‬الثورة‮ ‬مجرى‮ ‬الدم‮.‬

وبهذا‮ ‬اليوم‮ ‬العظيم‮ ‬أقولها‮ "‬برع‮ ‬يا‮ ‬استعمار‮ ‬من‮ ‬أرض‮ ‬الأحرار‮" .‬



‮* ‬ما‮ ‬تقييمك‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮ ‬للوضع‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية؟

- الوضع في المحافظات الجنوبية اليمنية مثله في باقي محافظات الجمهورية اليمنية، العدوان والحصار لم يستثن محافظة يمنية، فكل المحافظات طالها دمار العدوان وإرهاب المعتدين من خلال القصف الجوي سواءً في صنعاء أو عدن وفي كل المحافظات اليمنية.

والحصار المطبق على الشمال هو ذاته مطبق على الجنوب، والمؤامرة على اليمن ووحدته واستقلاله وجمهوريته مؤامرة ظاهرة للجميع، ولا تخفى على كل عاقل من أبناء شعبنا، فاليمن مستهدف أرضاً وإنسانا، ولا فرق لدى المعتدين وكل من لا يريد الخير لليمن لا فرق لديهم إن كان المتضرر‮ ‬في‮ ‬الشمال‮ ‬او‮ ‬الجنوب،‮ ‬فالهدف‮ ‬واحد‮ ‬وهو‮ ‬اليمن‮ ‬وشعبه‮.‬



‮* ‬ما‮ ‬المخرج‮ ‬من‮ ‬الأزمة‮ ‬الراهنة‮ .. ‬وما‮ ‬يتوجب‮ ‬على‮ ‬الأحزاب‮ ‬والشخصيات‮ ‬الاجتماعية‮ ‬والمثقفين‮ ‬تجاه‮ ‬الإستقلال‮ ‬والحفاظ‮ ‬عليه؟

- كل ما نحتاج إليه كيمنيين هو العودة للحل السياسي، من خلال المفاوضات، فلا حلول عسكرية للوضع اليمني، ولذا لابد من اختصار كل هذا الوجع والدمار، والتوجه نحو الحل السياسي حتى نستطيع بعد ذلك التفرغ للاستفادة مما سُلب منا، وإعادة اليمن واليمنيين لمكانتهم الطبيعية‮ ‬فالمعركة‮ ‬هي‮ ‬معركة‮ ‬كرامة،‮ ‬إما‮ ‬أن‮ ‬نحافظ‮ ‬على‮ ‬كرامتنا‮ ‬كيمنيين‮ ‬وإما‮ ‬خسرناها،‮ ‬وإذا‮ ‬خسر‮ ‬اليمني‮ ‬كرامته‮ ‬لن‮ ‬يبقي‮ ‬له‮ ‬ما‮ ‬يملكه‮.‬

وعلينا أن نسأل أنفسنا ما الحلول التي يجب أن تُتخذ حيال ما يعانيه الشعب اليمني، هل هناك حلول تخرجنا مما نعاني، أم أننا سننتظر أن تأتي إلينا الحلول، على المسؤولين البحث عن موارد داخلية تمكن من تجاوز التهديدات والتحديات التي أمامنا.

فالواقع ومجريات الأحداث أثبتت بقوة أن الحل لن يكون إلا يمنياً - يمنياً، وعلى الجميع تقديم التنازلات لأجل الوطن والمواطن، فلا رابح في الحرب، فالكل خاسر والخسارة من وعلى اليمن، ولذلك أجدد دعوتي للمسؤولين الى العمل على إيجاد الحلول والتوجه نحو السلام، سلام الشجعان‮ ‬بعزة‮ ‬وكرامة‮ ‬وإباء‮ ‬وبقيم‮ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ ‬الصامد‮ ‬والصابر‮.‬

فاليمن يعاني ويتعرض لمؤامرة ولابد من تضافر الجهود السياسية والثقافية والاجتماعية لصد تلك المؤامرات من خلال تعزيز الوحدة الوطنية والقبول بالآخر والتعايش السلمي، فاليمن يتسع لكل أبنائه شرط أن يؤمنوا به ويحافظوا عليه ويعملوا من أجل مصلحته.



‮* ‬ما‮ ‬أبرز‮ ‬المخاطر‮ ‬والصعاب‮ ‬التي‮ ‬تواجهها‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬جراء‮ ‬الوضع‮ ‬الراهن؟

- الصعاب كثيرة، وأهمها أن المرأة اليمنية تتحمل فوق طاقتها، وكذلك تتعرض جراء الحروب للعديد من الإنتهاكات والضغوط النفسية، فالحرب دمرت كل شيء، وقضت على معظم المكاسب التي كانت قد تحققت للمرأة اليمنية، وجراء الحصار والوضع الاقتصادي المزري فرضت الحياة ومتاعبها على المرأة تحمل مسؤوليات جمة فتحولت إلى معيل في ظل فقدان العائل وتوقف الأعمال، بالإضافة لحالات الفقد التي تعانيها جراء موت الزوج أو الابن أو الأب والأخ وكذلك حالات النزوح وعدم الإستقرار،كل ذلك بلا شك أثر على المرأة اليمنية، ولذلك عليها أن تعيد ترتيب أولوياتها، خصوصاً وأن التحديات التي تواجهها كثيرة وكبيرة، وفي مقدمتها العدوان الذي لابد أن يتوقف، ورفع الحصار، وكما عرفت المرأة اليمنية بشجاعتها وقوتها وبطولاتها وصمودها، عرفت أيضاً بأنها قادرة على وضع الحلول، والمشاركة البناءة في إحلال السلام واستدامته، فالمرأة اليمنية تواقة للسلام، فهي الأم والأخت والزوجة والشقيقة والزميلة، وكما تقوم بغرس قيم الوطنية والإباء في أبنائها فإنها تغرس قيم المحبة والسلام والتعايش أيضا، وإذا لم تنادِ بالسلام ولم تشارك في إحلاله هنا ستكون المرأة اليمنية قد هُزمت بالرغم من أنها لا تخوض معركة‮ ‬إلا‮ ‬وأنتصرت‮ ‬فيها،‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬نعرفه‮ ‬ويعرفه‮ ‬العالم‮ ‬عبر‮ ‬التاريخ‮ ‬القديم‮ ‬والحديث‮.‬

يتوجب‮ ‬على‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬أن‮ ‬تنتزع‮ ‬حقها‮ ‬بالمشاركة‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬إنشاء‮ ‬اللجان‮ ‬الاستشارية‮ ‬فالسلام‮ ‬بدون‮ ‬مشاركة‮ ‬المراة‮ ‬كشريكة‮ ‬،‮ ‬يعد‮ ‬سلاماً‮ ‬منقوصاً‮ ‬وزائفاً‮ ‬لن‮ ‬يحقق‮ ‬أهدافه‮.‬



‮* ‬كلمة‮ ‬أخيرة‮ ‬توجهها‮ ‬علياء‮ ‬الشعبي؟

- تطلعاتي أولاً قبل الكلمة الأخيرة هي أن يحل السلام ويستتب الأمن والاستقرار لينعم أبناء شعبنا بالحياة الكريمة التي يستحقونها، فهذا الشعب المكافح والصابر يستحق كل الخير، ويستحق كل شيء جميل في هذا الكون.

كما أرجو أن يترفع كل أبناء شعبنا فوق جراحهم لأجل وطننا جميعاً، ولنحافظ على وحدتنا الوطنية وهويتنا العربية الأصيلة، ونعزز قيم التعايش والإخاء والقبول بالآخر، فمهما اختلفنا سنتفق، وأتوجه بكلمتي الأخيرة للساسة من كافة الأطراف أن يعملوا بشجاعة وصدق لإخراج بلادنا مما هي فيه، فلا يمكن أن يعمل الخارج أبداً لأجل شعبنا ووطننا، فالخارج له أجندته وأهدافه، وغير ذلك لا يهمه أمر اليمن، لذا على الجميع أن يغلبوا مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار، وبالتسامح وتغليب المصلحة الوطنية حتماً ستنجو اليمن من كل مخططات ومؤامرات الشر التي‮ ‬تحيق‮ ‬بها‮.‬

وختاماً‮... ‬أتوجه‮ ‬بخالص‮ ‬التهاني‮ ‬القلبية‮ ‬لأبناء‮ ‬شعبنا‮ ‬وأحرار‮ ‬وطننا‮ ‬ومناضليه‮ ‬شمالاً‮ ‬وجنوباً‮ ‬،‮ ‬شرقاً‮ ‬وغربا،‮ ‬بمناسبة‮ ‬ذكرى‮ ‬يوم‮ ‬الاستقلال‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59628.htm