يحيى العراسي - تأتي الذكرى ال الثالثة والخمسون للاستقلال الوطني في ظروف استثنائية لهذا العام سيئة وبالغة التعقيد نتيجة مؤامرات وعداون خارجي خلق عمالات داخلية وانحرافات وطنية مستغلاً خلافات ثانوية وظروفاً اقتصادية وفقراً في الموارد والتخطيط ولا ندري بماذا نتحدث هذا العام في ذروة العدوان والمؤامرات على وحدة وامن واستقلال اليمن وقد اسهب الجميع من النخب الوطنية في الداخل والخارج الحديث عن كل شيء وعن بهاء ونبل وثورية ووطنية ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيده عام 1963 ورفعنا لبوزة ورفاقه الاحرار رجال الرجال الى عنان السماء وطاولنا بهم السحب وهم يستحقون ذلك فقد اصلو بثورة 14 أكتوبر الهوية الوطنية اليمنية وقضت الى الابد على خزعبلات ومغالطات الاستعمار البائسة التي تخالف حقائق التاريخ والجغرافية حيث ان وحدة اليمن ضاربة جذورها في اعماق التاريخ البعيد منذ عادٍ الاولى والثانية والعمالقة ومعين وسباء وحمير وقد واجه اليمن من نجران الى المهرة وحضرموت الغزو الحبشي الروماني وكل الغزوات التي تلت من البرتغاليين والهولنديين والاتراك والانجليز ولا شك ان اليمن كان محل اطماع المستعمرين الأوائل والجدد نظراً ومطمعاً لموقعه الجغرافي وتوسطه في العلاقات والتجارات الدولية.
وبعد ان احتلت بريطانيا عدن عام 1839 جاء الاحتلال العثماني بعده بعشر سنوات 1849 في تنافس دولي واضح للقوى الاستعمارية المهيمنة وكان الكفاح التحرري في الشمال ضد الاستعمار العثماني في الشمال والبريطاني في الجنوب حتى بلوغ الاسقلال والتحرر..
وقد جاء الـ30 من نوفمبر 1967م في خضم متغيرات تحررية وحركات ثورية تتحكم فيها الحرب الباردة بصورة بالغة وتصاعد قدرات الاتحاد السوفيتي والمنظومه الاشتراكية وتأثيراتها الثوريه والايديولوجية وكان لليمن نصيب وافر من ذلك، وما ان طوي العلم البريطاني وسقط من رافعته وأُعلن الاستقلال جمهورية اليمن الجنوبية الديمقراطية برئاسة المناضل الوطني قحطان محمد الشعبي حتى بدأت المشكلة، إذ حدث في العشرين من مارس اي بعد اربعة اشهر من الاستقلال انفجار الخلاف الحاد بين اليسار واليسار اليسار الاشتراكي المعتدل واليسار الملتزم ادى ذلك الى اعتقالات واسعة تم فيها اعتقال عبدالفتاح اسماعيل وسالم ربيع علي وعلي عنتر ومحمد صالح مطيع وعبدالله الاشطل وكثيرين من الصف الاول كما جرى اعتقال العشرات من الصف اليساري الثاني والثالث.
وفي 14 مايو اي بعد اقل من شهرين وقع انفجار خلافي آخر ادى فيما ادى اليه الى المزيد من الانشقاقات والخلافات العميقة وظل التأرجح مع هذا وذاك يمين اليسار ويسار اليمين وصولاً الى 22 يونيو 1969م اُزيح فيه الرئيس قحطان الشعبي واقتيد الى معتقله الذي مات فيه وصعود سالم ربيع علي رئيساً لمجلس الرئاسة وعبدالفتاح اسماعيل امينا عاما للتنظيم السياسي للجبهة القومية.
والذهاب نحو تأسيس النظام السياسي من طراز جديد وجرت احداث جسيمة وكبيرة من ضمنها قانون التأميم الذي شكل عقبة بالغة في طريق التطور الاقتصادي والاستثمار الوطني..
وفي 25 و26 انفجر الصراع الكبير بين الرفاق في المكتب السياسي والرئيس سالم ربيع علي وكان انفجاراً مأساوياً سالت فيه دماء كثيرة ورؤس كبيرة واعدم فيها الرئيس سالم ربيع علي دون محاكمة.
وبات الوضع متشرذماً جداً وبرزت الشروخ وتوسعت الانشقاقات وكبرت الاحتقانات جهوياً ومناطقياً وصولاً الى احداث يناير المشئومة التي كانت اكبر كارثة ومصيبة ليس لها مثيل في التاريخ اليمني المعاصر بضحاياها البشريه من كبار كوادر الحزب والدولة وخسائرها المادية والانسانية والاخلاقية أودت بالدولة والحزب الى مآلات خطيرة ومازالت معاركها وتداعياتها وثأراتها جارية حتى اليوم. |