الميثاق نت -

الإثنين, 07-ديسمبر-2020
د. عبدالوهاب الروحاني -
منطوق‮ ‬المدنية‮ ‬يأخذنا‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬حلبة‮ ‬صراع‮ ‬الثيران،‮ ‬ومنطق‮ ‬القوة‮ ‬والعنف‮ ‬والنار‮ ‬يشدنا‮ ‬الى‮ ‬حدائق‮ ‬الالفة‮ ‬والتعايش‮ ‬،‮ ‬ويصور‮ ‬لنا‮ ‬عالماً‮ ‬جميلاً‮ ‬خالياً‮ ‬من‮ ‬المزاحمة‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬خدمة‮ ‬المحتمع‮ .. ‬
تتعدد‮ ‬مهام‮ ‬منظمات‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬بتعدد‮ ‬ألوانها‮ ‬ومسمياتها‮ ..‬
خيرية،‮ ‬حقوقية‮ ‬وانسانية،‮ ‬واخرى‮ ‬جماهيرية‮ ‬وابداعية‮ ..‬
بمعنى‮ ‬ان‮ ‬منظمات‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬تزاحم‮ ‬وتسابق‮ ‬فقط‮ ‬على‮ ‬تقديم‮ ‬الخدمة‮ ‬المجانية‮ .. ‬لله‮ ‬وفي‮ ‬الله‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬ترجو‮ ‬من‮ ‬احد‮ ‬جزاء‮ ‬ولا‮ ‬شكوراً‮.. ‬
وهنا‮ ‬وبحسن‮ ‬نية‮ ‬دعوني‮ ‬افترض‮ ‬ان‮ ‬لا‮ ‬تكون‮ ‬وراء‮ ‬يافطات‮ ‬ومسميات‮ ‬بعضها‮ (‬الخيرية‮ ‬مثلاً‮) ‬مصالح‮ ‬او‮ ‬اهداف‮ ‬سياسية‮ ‬ومالية‮ ‬او‮ ‬اقتصادية‮ .. ‬رغم‮ ‬وجودها‮ ‬في‮ ‬الكثير‮ ..‬
ذلك‮ ‬لسببين‮ ‬في‮ ‬رأيي‮:‬
الاول‮: ‬لان‮ ‬طبيعة‮ ‬تشكيل‮ ‬هذه‮ ‬المنظمات‮ ‬هو‮ ‬مجتمعي‮ ‬انساني‮ ‬ويجب‮ ‬ان‮ ‬يظل‮ ‬في‮ ‬اطاره‮..‬
الثاني‮: ‬ان‮ ‬بلداننا‮ ‬المتخلفة‮ ‬بحاجة‮ ‬الى‮ ‬مساهمة‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬في‮ ‬معالجة‮ ‬همومه‮ ‬ومشاكله‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تقف‮ ‬عند‮ ‬حد‮ ..‬
ثم‮ ‬نترك‮ ‬للشفافية‮ ‬المجتمعية،‮ ‬وحرية‮ ‬الرأي‮ ‬والتعبير‮ ‬كشف‮ ‬التلاعب‮ ‬وفضحه‮ -‬انْ‮ ‬وُجد‮- ‬ليكون‮ ‬للقضاء‮ ‬في‮ ‬المحصلة‮ ‬كلمة‮ ‬الفصل‮ .. ‬
في‮ ‬الوطن‮ ‬العربي‮ ‬ارتبط‮ ‬تأسيس‮ ‬وانشاء‮ ‬منظمات‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬بشبهة‮ ‬،‮ ‬فظهرت‮ ‬بمسميات‮ "‬جماهيرية‮" ‬،‮ ‬وتأسس‮ ‬الكثير‮ ‬منها‮ ‬على‮ ‬اساس‮ ‬سياسي‮ - ‬حزبي‮ .. ‬فتعثر‮ ‬دورها‮ ..‬
بعد رحيل عمر الجاوي (مثلاً) انهار اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ، وتخلى عن مشروعه التنويري الكبير في الوحدة ، والدفاع عن حرية الرأي والتفكير والتعبير ، وتقزم دوره شيئاً فشيئاً ليتحول الى ممارسة طقوس اجتماعية، وعلى القواعد والقوقعة الحزبية القديمة رغم ان الاحزاب‮ ‬قد‮ ‬تشرذمت‮ ‬وماتت‮.. ‬ولم‮ ‬تعد‮ ‬منها‮ ‬الا‮ ‬الشواهد‮ ‬على‮ ‬القبور‮ ..‬
نقابة‮ ‬الصحفيين‮ ‬التي‮ ‬توزع‮ ‬دمها‮ ‬بين‮ ‬القبائل‮ ‬سارت‮ ‬على‮ ‬نمط‮ ‬الادباء‮ .. ‬وتلاشت‮ ‬حتى‮ ‬عن‮ ‬ممارسة‮ ‬طقوس‮ "‬الموت‮ ‬والعزاء‮" ..‬
المنظمات‮ ‬الخيرية‮ ‬الحقوقية‮ ‬والخيرية،‮ ‬ماتت‮ ‬هي‮ ‬الاخرى‮ ‬بموت‮ ‬احزابها‮ .. ‬
خرجت‮ ‬منظمات‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬عن‮ ‬اطارها‮ ‬،‮ ‬ولم‮ ‬تنهض‮ ‬بدورها‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮ ‬لانها‮ ‬با‮ ‬ختصار‮ ‬لم‮ ‬تتأسس‮ ‬على‮ ‬اسس‮ ‬مدنية‮ ..‬
ولا‮ ‬تزال‮ ‬عقلية‮ ‬الانتماء‮ ‬للاجهزة‮ ‬الاستخبارية‮ ‬او‮ ‬للاحزاب‮ ‬تحكمها‮ .. ‬
ولله‮ ‬في‮ ‬خلقه‮ ‬شئون‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59665.htm