استطلاع - صفوان القرشي - عشرات الكيانات السياسية التي تم أنشاؤها تحت مسميات ذات صيغة مدنية حقوقية ونقابية وانسانية وخيرية وشبابية وثقافية وغيرها لتكون الحاضنة الانتخابية ووسيلة لحشد الناخبين وهو ما يفسر غياب الدور المجتمعي لهذه الكيانات وأن نشاطها كان ينحصر في خدمة الاجندة السياسية للأحزاب التي تتبعها كما تحولت إلى مؤسسات تجارية وإن حافظت على واجهتها كإنسانية أو خيرية ولا نبرئ هذه الجمعيات والمنظمات من استغلال معاناة المواطنين في هذا الظرف الصعب أيضا لدوافع سياسية، والشواهد على تسيس المساعدات الإنسانية لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها.. وتأكيداً على الدوافع السياسية يوجد أكثر من كيان نقابي في المؤسسة الواحدة ..مما خلق حالة من الصراع السياسي كان ابرز نتائجه فرز للفقراء والمحتاجين وتخصيص العمل الخيري والإنساني واستغلال حاجات الناس ومعاناتهم لأغراض حزبية ومصالح شخصية اضافة إلى اجهاض العمل النقابي وضياع حقوق الموظفين الذين وجدت هذه النقابات للدفاع عن حقوقهم كما هو الحال في التربية والتعليم فهناك نقابة المعلمين التربويين ونقابة المهن التعليمة والتربوية ...ومع ذلك تبقى هناك منظمات وجمعيات تقوم بعمل إنساني وتنموي يخدم المجتمع ويساهم في التخفيف من الفقر .
فما دور هذه الكيانات ؟ ولماذا اختفت العديد منها ؟ وهل التبعية السياسية أثرت على أدائها؟ فما الذي يقوله أعضاء هذه الكيانات ؟
تحدث عبدالعالم المقطري- عضو نقابة المحامين اليمنيين- قائلاً:
لا أحد ينكر أن التدخلات الحزبية أثرت وبشكل كبير على مهنية النقابة وعدم قيامها بعملها النقابي والصراع السياسي ألقى بظلاله على أداء النقابة واصبح وجودها شكلياً وغير مؤثر وباختصار لو عملت النقابة بمهنية وطبقت لوائحها لساهمت بشكل كبير في اصلاح القضاء ..اما اليوم فقد اصبحت المحاماة مهنة لابتزاز اصحاب القضايا أكثر منها لتحقيق العدالة والدفاع عن الحقوق ومناصرة المظلوم .
وأضاف: لا ينحصر عمل النقابة في المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة وانما العمل في أوساط المجتمع ومحاولة حل الخلافات وترميم النسيج الاجتماعي ....لكن في ظل الوضع الحالي لم يعد هناك أي دور للنقابة وهذا مرده عدم وجود عمل نقابي وإيماني بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه النقابة .
من جانبه قال منصور الورافي- رئيس اتحاد شباب اليمن بتعز:
اتحاد شباب اليمن كيان شبابي وُجد لدعم الشباب وتبني مواهبهم وتحصينهم من أي فكر منحرف وقد حققنا قفزة نوعية ونفذنا العديد من الانشطة الشبابية ..ونظراً للعدوان الذي تتعرض له بلادنا الحبيبة فرض علينا واقعا صعبا ..ولهذا تم وقف الدعم الخاص بالنفقة التشغيلية من قبل وزارة المالية الذي كان يصرف تحت بند الباب الثالث الفصل الرابع والتي كان عبارة عن تنقلات وايجار ومرتبات السكرتارية والمراسل والحارس والقرطاسية .. وبالنسبة لفرع الاتحاد بتعز فقد تعرض المكتب للسطو ونهب كل الأثاث والوثائق وجميع محتويات المكتب من أجهزة كمبيوتر وطابعات ومكاتب من قبل عصابات خارجة عن النظام والقانون ..إضافة إلى سقوط قذيفة على سطح المكتب .
نعم لكل منظمة هدف عام وأهداف خاصة ورؤية كلها تصب في خدمة المجتمع بحسب الأهداف والأنشطة بما في ذلك أهداف سياسية فرضتها المرحلة والحراك الديمقراطي ورغبة الاحزاب في الاستحواذ على المؤسسات المدنية للاستفادة منها أيام الانتخابات ولكن لا يجب استغلال حاجة الناس والمساعدات الإنسانية لخدمة الاحزاب واهدافها
وتحدثت سيمون الظرافي- منظمة كونسيت يمن- قائلةً:
بصراحة تسييس العمل الخيري موجود في كثير من المنظمات والجمعيات الخيرية ونلاحظ ذلك عند توزيع المساعدات الغذائية أو الايوائية حيث يتم اختيار اشخاص من حزب معين وبالذات الاصلاح بينما لا يتم اختيار الاخرين وهم أكثر حاجة ..بالنسبة لنا نعمل بمعيار إنساني ونستهدف الفقراء والأكثر حاجة ولا يعنيننا من أي حزب فقط هل محتاج أو لا .
طبعاً أكثر نشاطنا في اوساط النساء في الوازعية فهذه المنطقة محرومة من كثير من الخدمات ونسبة الفقر زادت بشكل كبير خلال سنوات الحرب وهناك مشكلة الالغام التي راح ضحيتها كثير من الاشخاص بينهم نساء واطفال ونحن نحاول التوعية بمخاطر الالغام قدر الامكان وبحسب امكاناتنا المحدودة ..واختم بالقول إن تأسيس منظمتنا جاء بهدف إنساني بعيداً عن أي اهداف سياسية أو شخصية والواقع الميداني هو الحكم والمعيار.
وترى سند راوح- مجلس تنسيق المنظمات المدنية- أن السياسة تتدخل في كل شيء بما في ذلك العمل الإنساني واغلب المنظمات والجمعيات الخيرية انشئت على اساس حزبي وكانت تنشط في رمضان وايام الانتخابات ...وحتى في هذه الظروف الصعبة هناك من يتعامل بصفة حزبية ويصنف المحتاجين والفقراء عند توزيع المساعدات الإنسانية وهذا يزيد من معاناة المواطنين فهناك من يتسلم حصتين وثلاثاً وآخرون محرومون من أي مساعدات وهذا يزيد من حقد الناس ويخلق مشاكل اجتماعية كثيرة . حاولنا أن نعمل على تنسيق العمل الإنساني ونضع معايير يتم من خلالها توزيع المساعدات بحيث لا يستلم شخص أكثر من حصة ويحرم شخص آخر أكثر حاجة ..ومع ذلك يبقى الضمير والشعور الإنساني والاخلاقي هو المعيار في هذا الجانب ..منظمات وجمعيات تعتبر العمل الإنساني تجارة وهو ما يشوه العاملين في هذا المجال .
نحن بحاجة إلى اعادة النظر في هذا الكم الهائل من المنظمات والجمعيات ووضع آلية لعملها وتفعيل الرقابة على عملها والاهم من ذلك لابد من أن تكون المشاريع تنموية وذات مردود اقتصادي وتهدف إلى الحد من البطالة وليس زيادتها.
عبد الودود الحمادي وتحدث نقابة المهن التعليمية والتربوية- قائلاً:
العمل السياسي واضح في إطار عمل نقابة المعلمين التي يهمن عليها حزب الاصلاح بشكل كبير ويمارس من خلالها سياسة الحزب التي لا تخدم العمل النقابي ولا حتى العملية التعليمية التي تضررت نتيجة التسيس الممنهج واستغلال النقابة لتمرير القرارات والتعينات التي تتم بصفة حزبية ..حاولنا توحيد العمل النقابي وبما يخدم المدرسين والعملية التعليمية ..كما تعرف أن عدد المدرسين في تعز حوالي 40 ألفاً وفي حال وجود عمل نقابي مهني نستطيع حتى بناء مدن سكنية وحل الكثير من المشاكل التي تواجه المدرسين ..لكن النقابة اليوم تحولت إلى أكبر مشكلة وتمارس أعمالاً مخالفة للعمل النقابي والقانون بما في ذلك الخصم من مرتبات المدرسين بدون موافقتهم ورغم كل الاعتراض مستمرون في عمليات الخصم وتسخير هذه الأموال لخدمة الاصلاح واعضائه ..
نقابة المعلمين في الأساس تم إنشاؤها لتكون بديلاً عن نقابة المهن التعليمية واشير هنا إلى أنه تم اعتبار جميع المدرسين أعضاء بالنقابة يعني تنسيباً اجبارياً وخصماً اجبارياً ...وهذا بسبب تغليب العمل الحزبي على العمل النقابي ودائماً ما يتم تحريك النقابة بتوجيهات حزبية حتى البيانات التي تصدر تكون موجهة ولا تتناول من يقف وراء الاختلالات في العملية التعليمية ومع ذلك مازلنا نناضل من أجل عمل نقابي خالص من التبعية الحزبية .
وقالت وفاء العريقي- منظمة »كلنا مبدعون« التقنية التنموية:
بالنسبة منظمتنا فنحن نركز على تنمية القدرات والمهارات للفتيات والشباب وعقد دورات تأهيلية في مجالات تساعدهم على ايجاد عمل خاص بهم وبحسب متطلبات سوق العمل مثل دورات صيانة الموبايل والطاقة الشمسية وصناعة البخور والعطور والمنظفات والتنمية البشرية إلى جانب ندوات وورش عمل حول السلم الاجتماعي والسلام وفي الجانب النفسي ومعالجة آثار الحرب النفسية عند النساء والاطفال، وإقامة مسابقة رواد الاعمال وتم تكريم ثلاثة مشاريع فائزة بالإضافة إلى 30 مشروعاً سيتم دعمها وتأهيلها.
لا علاقة لنا بالسياسة والعمل الحزبي ولهذا فنحن نعمل بجهود ذاتية وبالتنسيق مع عدد من المؤسسات التي تمول مشاريع الشباب وتساهم في الحد من البطالة بين الشباب ..هدفنا خدمة مجتمعنا وتقديم مشاريع تقنية وتنموية لها مردود مادي وتساعد في خلق فرص عمل للفتيات والشباب
أما مؤسسة رواحل للتنمية- الحديدة- فقالت:
نعمل في مؤسسة رواحل بالجانب الإنساني الخالي من اهداف سياسية أو شخصية ولدينا شركاء محليون ودوليون ..وقد نفذنا العديد من المشاريع الانسانية التي تلامس هموم وحاجات الناس في ظل هذه الظروف الصعبة حيث تقديم المساعدة واجب ديني ووطني ولهذا فقد عملنا على تنفيذ مشاريع توزيع السلال الغذائية ..واستفاد منها 912 أسرة ..مشروع توزيع اللحوم واستفاد منه 1425 أسرة ...مشروع الافطار استفاد منه 404 أفراد.. مشروع الوجبات الغذائية لعدد 1149 أسرة ومشروع توزيع الحليب للأطفال لعدد 34 طفلاً ..أيضاً نعمل في مجال التدريب والتمكين ...واستهدفنا 120 امرأة لتمكينهن من الدخول إلى سوق العمل ..كما عملنا في مجال الإيواء بمشروع " قديمكم جديدهم للملابس لعدد 349 طفل وتوزيع فرش للنازحين لأكثر من 300 أسرة ..اضافة إلى مشروع كسوة العيد لعدد 466 طفلاً ومشروع الزي والحقائب المدرسية واستفاد منه 175 طفلاً ..ايضا نعمل في مجال المياه والصحة ..مساعدات طبية والرعاية الصحية للنازحين وتوفير ادوية مجانية وتوزيع الثلج والماء كما قمنا بحفر بئر استفاد منها 200 أسرة وغير ذلك وهذا تحقيق لرسالتنا ..التميز في تقديم الخدمات الاجتماعية والأسرية . |