استطلاع - عبدالرحمن الشيباني: - يستشعر المؤتمر الشعبي العام أهمية المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الوطن، قارئاً الأحداث والتحولات الجارية بحكمة وحنكة سياسية ، مدركاً تبعات ما يجري ، لذلك نجده في كل حدثٍ ما يطرأ على المشهد السياسي اليمني حاضراً بقوة مقدماً رؤيته إزاء هذه الأحداث المستجدة والتحولات واضعاً إصبعه على الجرح ،مذكراً في كل مناسبة وطنية تهل على شعبنا اليمني مرامي الأهداف النبيلة التي حملها أحرار ومناضلو اليمن من أجل الحرية والكرامة..
فى بيانه الأخير بمناسبة الذكرى الـ53 للاستقلال جدد المؤتمر دعوته لمراجعة ما شاب المراحل السابقة وتجاوز الأخطاء ، والبدء فى حوار وطني جامع بين كافة القوى الوطنية الحية ، وكبح جماح الهرولة التى تسير عليها بعض القوى والتوقف عن الارتهان للخارج والتفريط بحقوق الشعب وأمنه ووحدة الوطن وسيادته ومستقبله .. داعيا إلى استحضار التاريخ والاستفادة من دروسه..
لعل المتابع اليوم يشهد تناولات شتى تظهر هنا وهناك محاولةً النيل من المؤتمر والتشكيك بمواقفه الوطنية الثابتة ثبوت الجبال ،وحرف البوصلة باتجاه آخر لا يخدم أحداً سوى العدوان الذي يتحين الفرص محاولاً النفاد من هذه الشقوق التى يحدثها البعض بقصد وبدون قصد..
إن العدو الخفي الذي يعمل فى الغرف المظلمة ويبث السموم فهو لعمري لا يقل خطورة عن العدوان الخارجى الذي نعرفه ونتصدى له ، لن يبالي المؤتمر هنا ولن ينجر ولن تكون ردة فعله إلا فى تمسكه بمواقفه الوطنية منطلقاً ومجسداً أهداف ميثاقه الوطني الذي صاغته كل القوى السياسية الوطنية كمدخل لبناء الدولة ووطن يتعايش فيه الجميع متساوين فى الحقوق والحريات ، تصان كرامتهم ويحفظ أمنهم ليستقيم الحال الذي يبدو اليوم مقلقاً..
خطاب منفلت
لذلك ستظل قيادة المؤتمر واعضاؤه وأنصاره على امتداد الوطن السد المنيع لمواجهة كل من يحاول ضرب الوحدة الوطنية وتماسك عراها والنيل من مواقف القوى السياسية الحية المواجهة والفاعلة فى تعطيل مشاريع الانقسام والتشظى التى يحاول العدوان واذنابه تنفيذها..
في هذا السياق يقول الدكتور علي الميري :
إذا نظرنا إلى الواقع الذي نعيشه اليوم فهو واقع رديئ وتراجع على كل المستويات الأخلاقية والقيمية والسياسية، الأوطان تبنى بالعلم والتنمية والتفاهم والحوار والتبادل السلمي للسلطة، الأوطان لا يمكن أن تبنى فى ظل الحروب والفوضى .. لقد فرض العدوان علينا هذه الحرب التى ليست لنا فيها ناقة ولا جمل وفرض علينا أن ندافع عن انفسنا ..، لقد رأينا كيف تم تدمير كل المقومات التى اكتسبناها فى فترات سابقة ..لقد رأيناها تنهار امامنا، إذاً ما العمل وما هو البديل ؟ باستطاعتنا فعل الكثير .. يجب علينا أن نحدد مصيرنا بأنفسنا لا ان تعطى دول العدوان القرار بأن تتحكم بمصيرنا ونحن ننظر ونشاهد هذا التدمير الذي يحصل لنا وأصبحنا نشاهد ذلك على كل المستويات التعليم الصحة التنمية وحتى الأخلاق، أصبحنا شعباً مستهلكاً وحتى مقومات هذا الاستهلاك لا نعرفه ،لقد زاد الفقر والجوع والفساد واصبحت المجاعة قاب قوسين ونحن شعب منتج ،هذا التدمير طال كل شيء فى الوطن لا منطقة مستثناة ، إزاء ذلك ألم يحن الوقت بعد لإجراء حوار حقيقي للخروج من هذه المتاهة التى نعيشها؟!
ويضيف الدكتور علي الميري : لنقل بصراحة لقد دأب المؤتمر الشعبي العام منذ نشأته وصياغة ميثاقه الوطني - وأصبح ميثاق الوطن كله - بتبنى الوسطية فى طرحه السياسي والتعامل مع كل القضايا بأسلوب الحوار السياسي الجاد واحتواء كل القوى السياسية وجعلها شريكة فى صنع القرار فى ظل حكومات المؤتمر المتعاقبة وخلال أكثر من ثلاثة عقود وهي الفترة التى حكم فيها المؤتمر كان يرحب بالآخرين كجزء من النظام والدولة ولم يتفرد بالسلطة وهذا ما يطرحه اليوم..
وتساءل الميري في هذا السياق: "لماذا يستغرب البعض من هذه الدعوات الصادقة التى تأتي من المؤتمر؟!..
طاولة مستديرة
ويؤكد الدكتور علي الميري أن ليس هناك بديل عن الحرب سوى السلام ولا وسيلة للوصول لمرحلة البناء إلا بالحوار بين كافة ابناء الشعب.. للأسف اليوم البلد يدمر على أيدى البعض منا وهذا شيء مريع ،نعم نحن ندافع عن بلادنا وهذا واجب وطني مقدس، لكن البعض يحارب عن الآخرين ضد بلده ..لماذا لا يتوقف هؤلاء ونبدأ بحوار حقيقي لبناء الدولة وهو الذي سيجلب السلام والتنمية..
ودعا الدكتور الميري الجميع للجلوس على طاولة مستديرة للخروج بما نحن فيه وضع وقال "إن دول العدوان لا تفهم هذا ولها اجندة خاصة بها ولا تريد الخير لليمن وتهدف من هذه الحرب إلى اركاع اليمنيين بل والامة العربية ولعل التدمير الممنهج الذي نراه اليوم يعد جزءاً من مشروع كبير لتفتيت الأمة ومشروعهم اصبح معروفاً.. وليس هناك حل آخر سوى أن يجتمع اليمنيون ويحلوا مشاكلهم بأنفسهم دون وصاية من أحد..
المستعمرون الجدد
ويقرأ الدكتور / توفيق ذمران المشهد بأن هناك تدميراً ممنهجاً من التحالف وأدواته ومن ورائهم بريطانيا المستعمرة، عاد بنفس الأساليب لكن بشخوص جديدة، موضحا أن بيان المؤتمر كشف حجم التآمر وما يحاك ضد الوطن الذي هو بحاجة اليوم إلى حوار صادق..
ويضيف دكتور ذمران قائلاً : ما اورده بيان المؤتمر الشعبي العام بمناسبة ذكرى الاستقلال 30 نوفمبر 1967م ، قد عبر عن هموم ومطالب جماهير شعبنا اليمني فيما يتعرض له الوطن من احتلال وتدمير ممنهج من قبل دول استعمارية جديدة وبنفس اسلوب المستعمر البريطاني..
عندما أحست بريطانيا أن من الضروري السيطرة على كامل ارض جنوب اليمن بهدف استغلال ثرواته وخيراته فرضت معاهدات جديدة باسم الاستشارة والحماية، التي تتيح لبريطانيا التدخل في الشؤون الإدارية في كل أرض الجنوب ، وعبر المستشارين البريطانيين الذين عينتهم الحكومة البريطانية بموجب هذه المعاهدات وأصبحوا هم الحكام الحقيقيين، واستعانوا بعملائهم من السلاطين الذين ثبتوا لبريطانيا موطئ قدم ..
وهاهي التجربة تتكرر من قبل دول العدوان الاماراتية والسعودية تحت مسميات مختلفة والهدف هو الاحتلال..
دعوة صريحة
ويشير الدكتور ذمران إلى أن بيان المؤتمر الشعبي العام أوضح الاخطار المحيطة بوطننا والتآمرات التي تنسج من قبل دول العدوان بهدف تمزيق وتقطيع وطننا اليمني والاستيلاء على خيراته وكأن تجربة المستعمر البريطاني تتكرر وبنفس المبررات..
إن بيان المؤتمر يهدف الى توحيد الصف واجراء المصالحة الوطنية والتي تفوت الفرصة على مستعمر همجي ظل ردحاً من الزمن يترقب ويتحين الفرص ويصنع المؤامرات تلو المؤامرات بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي للوطن وزرع الخلافات واشعال الفتن والحروب وازهاق مزيد من الدماء التي يكون هو المستفيد الأوحد من نتائج هذه الحروب ولكي يصبح الوطن ضعيفا ممزقا يسهل عليه تحقيق مآربه الاستعمارية..
ويختتم حديثه بالقول : ان دعوة المؤتمر الواضحة والصريحة في تجنيب وطننا اليمني ويلات الحروب تهدف الى تفويت الفرصة على مطامع استعمارية جديدة تضع نصب اعينها تمزيق وطننا الحبيب والاستيلاء على خيراته، وهذا لن يتأتى الا بلم شمل الصف اليمني والجلوس الى حوار صادق ومسؤول من قبل كل الاطراف يغلبون مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية..
صكوك الوطنية
ويحمّل الأستاذ الصحفي/احمد البشيرى دول العدوان الوضع الكارثي الذي حل باليمن واصفا إياه بالإجرامي ، داعيا كل الشرفاء من أبناء الوطن والأحزاب السياسية الوطنية، لتحمل مسؤولياتها في هذا الظرف العصيب..
وأردف قائلاً : الحوار قيمة وفضيلة إنسانية كبرى ، والأجمل أن نتنازل ايضا من أجل المصلحة الوطنية العليا هذا التنازل هو شجاعة ومسئولية وهو البداية لحل أي مشكلة، فالوطن لن يستقيم حاله الا بجهود أبنائه جميعا لا أحد يمكنه احتكار الوطنية ويوزع صكوكها على من يشاء وينزعها ممن يريد .. الوطنية انتماء وفعل وتضحية وليست شعارات كما هو حال البعض من يتمترس خلف هذه الشعارات وهو يأتى بنقيضها وسمح للآخرين أن يفعلوا ما فعلوه اليوم بوطننا الذي يعانى ويلات وتبعات هذه (الانا) المتضخمة وافضت إلى ما نراه من عدوان غاشم وهو فى المقام الأول يستهدف الجميع وبدون استثناء..
منعطف خطير
اما الناشط السياسي/ محمود المغربي يقول وسط هذا الانقسام الحاصل والنزيف وما يمر به الوطن من منعطف خطير يجب علينا ان نكون عند مستوى المرحلة مما يجري اليوم من نهب الأراضي اليمنية والثروات واحتلال الجزر والمحافظات الجنوبية من قبل الإماراتي والسعودي والأمريكي وسقوط المواطن في هذه المناطق في براثن الجوع والفقر والخوف والقتل والاغتصاب، كم نحن بحاجة إلى الحوار فيما بيننا كيمنيين بعيداً عن الخارج وبعيداً عن المصالح الشخصية والحزبية..
ويضيف المغربي قائلاً : اليوم نشاهد اعتلالات كثيرة ونزيفاً خطيراً جعل من دولة طارئة على الخريطة كالإمارات تقوم بما تقوم به اليوم من بناء قواعد في جزيرة سقطرى ومد أنابيب النفط السعودية عبر أراضي مدينة المهرة اليمنية وحالة الفقر والبطالة والجوع اصبحت ماثلة للعيان أصبح دافعاً لنا للتوحد ونبذ الخلافات ومد أيادينا للحوار فلا يمكن لشيء آخر أن يجمع بيننا ويوحدنا كيمنيين..
ويختتم حديثه بالقول : هناك دعوة للمصالحة والحوار الجاد مقدمة من قيادة الأنصار ومن المؤتمر الشعبي العام ومن أحزاب وشخصيات وطنية يمكن البناء عليها وأخذها على محمل الجد فلا حل ولا سلام إلا بالحوار وأي اقصاء لطرف سيفتح الكثير من المشاكل .. علينا اليوم ان تكون وحدتنا الوطنية مجسدة فالجبهة الداخلية يجب أن تكون قوية وعصية على الاختراق.. |