حاوره فاروق ثابت -
كان مساؤه مكتظاً بالمواعيد الصحفية التي ما انفكت تجري حواراتها المطولة معه منذ قدم اليمن في زيارته الأولى قبل أيام.. لدقائق قليلة فقط استطعنا مقابلته لم نتمكن خلالها طرح كل ما جئنا لأجله سوى القليل.. لم يجد الدكتور محمد ملا- عضو المجلس السياسي لحزب الله الذي وجدناه قلقاً يحزم أمتعته تأهباً لمغادرة صنعاء سوى انه يعتذر بشدة.. لأن الوقت لم يسعفه، اكتفى بإجابة ملخصة وأكد في لقائنا الصحفي »كل الحب والتحايا للموقف اليمني العربي الأصيل.
الإرهاب« ذريعة لضرب الشعوب.. تفسيركم في ضوء ماحدث للبنان وشقيقاتها السابقات؟
- لا أريد أن أدخل في التنظير.. ولكن سأنطلق من الدعوة الإسرائىلية (أعتقد أنها فضيحة.. الكيان الصهيوني حين يزعم أنه يحارب أو يقاتل مجموعة إرهابية يصفها بالإرهاب.. كيف يمكن ان يكون صمة مجموعة مهما بلغت ويقاتلها بأكثر من تسعة آلاف غارة جوية.. حمم من البوارج البحرية ومدافع الميدان ويقاتل لأكثر من (33) يوماً.. إذا كان لهذه الدعوة أن هذه المجموعة إرهابية فهذه فضيحة للكيان الصهيوني.. حزب الله.. لا أريد أن أزيد للشعب اللبناني أن يحدد من هو الإرهابي.. حزب الله ممتد وعميق في النسيج اللبناني.. شعبه معه وهذا الالتفاف الوطني شرف لحزب الله.. هذا ما أردت قوله بإيجاز لأني مسافر في غضون ساعات قليلة.. وأعتذر عن الإيجاز..
مسمَّى "الإرهاب" جزء من الدعاية السياسية.. وتارة ما تكون الحرب بالدعاية السياسية والنازيون معروفون بدعايتهم.. الرئىس الراحل ياسر عرفات كان إرهابياً في نظر الإسرائيليين وفجأة تقاسم مع رابين جائزة نوبل للسلام بعدها عادوا يلصقون تهمة الإرهاب بالرئىس عرفات هذا أمر لن يثير فينا أدنى اهتمام أو قلق.. ما يعنينا هو شعبنا، ما يعنينا هو موقف أمتنا العربية.. ماذا تقول عنا؟ ما يعنينا نحن جزء من حركة العالم الإسلامي.. جزء من حركة أحرار العالم..
> المقاومة اللبنانية ضربت مثلاً تاريخياً في ردع الغازي والانتصار عليه.. في العدوان الأخير كان ثمة مواقف ترجح نجاح الحلول السياسية عن أي حلول أخرى في الوقت الذي كانت تقصف فيه بيروت بالقنابل المحرمة.. ما تعليقكم؟
- يا أخي العزيز أنا اعتقد ان الحلول السياسية لم تحرر أرضنا حين أحتلها العدو الإسرائىلي في العام 82م ولكن تحررت هذه الأرض بالتضحية.. بدماء الشهداء.. بالمقاومة..
اعتقد ان الآخرين لم يقدموا النموذج الذي يمكن أن نبني عليه لآن يعطي المصداقية.. بالعكس التحرير الذي تم في العام 2000م أنجز بالمقاومة.. إذا كان أمامنا واقع قائم شيء مادي موجود.. ما تبقى من أرضنا.. يوجد لدينا أسرى.. البيان الوزاري للحكومة يقول بحقنا »بمزارع شبعا«.. يقول بحقنا في استعادة الأسرى.. نحن قدمنا نموذج المقاومة.. وحررنا الأرض.. الآخرون بالمفاوضات وأنا لا اعتقد ذلك.. أنا أريد أن أضيف: في الأردن اعتمدوا خيار المفاوضات وأبرموا اتفاقات »وادي عربة«.. وتبادلوا السفراء مع الكيان الصهيوني لكنهم لم يستعيدوا أسراهم هل مكتوب على أمهاتنا- أمهات الأسرى- أن يلاقين وجه ربهن وأبنائهن بين القضبان؟!.. أين المروءة والشهامة عند العرب والمسلمين؟.. بالمفاوضات.. أنا لا أتكلم عن افتراض أو اتكلم لأنكئ جراحاً إنما لأقدم من باب الحقيقة السياسية.. لاسبيل مع هذا العدو وأثبتت التجربة.. كان يمكن أن يكون الشيخ عبدالكريم آياد ومصطفى الديراني وبقية الأسرى لايزالون قابعين وراء القضبان لولم تتمكن المقاومة من تحريرهم عن طريق عملية التبادل الأخيرة.. الآن كما قال سيد المقاومة سمير قنطار: »على طريق الحرية« الآن نسيم نصر، يحيى إسكافي وآخرون »على طريق الحرية«، هؤلاء الأسرى لماذا؟ لأننا مع عدو لايفهم إلا لغة القوة.. الآخرون هم مضطرون ليثبتوا حقيقة أقوالهم، ليست المقاومة مضطرة لذلك..
> ما تحليلكم للمشهد العربي وبالأخص ما يشهده الوضع من تطورات.. بما في ذلك قضية الأسيرين ومواصلة الحصار الإسرائىلي رغم القرار الدولي؟
- إننا لا نريد (....).. ولكننا »نريد أن نأكل عنباً ولانريد أن نقتل الناطور« هذا مثل لبناني..
موقف بعض الدول بات من الماضي.. إذا هذه الدول استدركت ليس المطلوب فتح الملفات أو شيء آخر لأنني اعتقد العدو يريد إحداث الفرقة.. ونحن يجب ان نتوحد في الداخل في لبنان.. في محيطنا العربي.. هذه نقاط القوة لدينا..
أما بالنسبة لموضوع فرض الحصار.. الحصار هو انتهاك للقرار (1701) وبغض النظر أنا أتكلم عن عدم مشروعية الحصار لكن الحصار ليس موجهاً إلى لبنان بقدر ما هو موجه للداخل الإسرائىلي.. الإسرائىلي المنهزم يريد أن يقنع الصهاينة أن يده العليا في لبنان والأمر ليس كذلك.. اللبنانيون والمقاومة التي دحرت العدوان بإمكانها أن تتعامل مع هذا الحصار وان تفك هذا الحصار.. مطلوب من الدول العربية الشقيقة والبعض ممن لديها علاقات بالولايات المتحدة.. هذا أمر فيه انتهاك للقرار الدولي (1701).. الجميع عليه ان يتضافر ويضغط ويضغط وللمقاومة أن تحتفظ بحقها بالتعامل مع الحصار.
> كيف رأيت التفاعل اللبناني حول موقف صنعاء من العدوان وكيف لمسته هنا على الواقع هنا في اليمن؟.. وما الذي ستنقله إلى بيروت عما وجدته في اليمن؟
- لقد عبرنا عن شكرنا للموقف الجريئ والذي صدر في وقت مبكر من قبل القيادة السياسية اليمنية ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح وثمَّنا دعوة اليمن لعقد قمة عربية.. كنا نتابع باهتمام وفخر تحركات الشارع اليمني.. لكننا لم نكن ندرك حجم وزخم هذا التحرك إلاّ حين أتينا إلى اليمن.. كل الحب كل التحايا للشعب اليمني بمختلف فئاته قيادةً وحكومةً وشعباً على هذا الموقف العربي الأصيل.
عضو المجلس السياسي لحزب الله.. الملا: موقف القيادة اليمنية كان جريئاً.. وكل التحايا للتضامن اليمني الأصيل