الميثاق نت - نادية صالح - تلعب الأحزاب السياسية دوراً محورياً في المجتمعات الديمقراطية الحديثة، فتنقل الأحزاب المطالب المجتمعية واحتياجات المواطنين والمواطنات وتقدمها في صورة سياسات على المستوى الوطني. كذلك تلعب الأحزاب السياسية دوراً مهماً في تأهيل وتدريب الكوادر السياسية لخوض الانتخابات المختلفة.. وفي المنطقة العربية تطورت مشاركة النساء في الأحزاب السياسية بوتيرة متفاوتة بين الدول، غير أنها تشترك في بطء تلك العملية.
فالأحزاب السياسية هي الوسيلة الأساسية والأكثر مباشرة التي يمكن للنساء الوصول من خلالها إلى المناصب المنتخبة والقيادة السياسية، وبالتالي فإن لهياكل الأحزاب السياسية وسياساتها وممارساتها وقيمها أثراً كبيراً على مستوى مشاركة النساء في الحياة السياسية، وتُحقق الأحزاب التي تتعامل بجدية مع المشاركة السياسية للنساء عدة فوائد إذ تحصل على وضع سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي أفضل.
وفي هذا السياق أجرت »الميثاق« استطلاع رأي لعدد من القيادات الحزبية النسوية والمثقفات لمعرفة آرائهن تجاه دور الأحزاب السياسية في تمكين المراة اليمنية سياسياً.. فإلى الحصيلة.
تقول شافية القباطي- رئيسة فرع المؤتمر في القبيطة لحج: إن المرأة اليمنية "صوت" دون صدى في الحياة السياسية، فمن الناحية النظرية تتفق تقريباً جميع الأحزاب السياسية اليمنية، بمختلف توجهاتها، حول أهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي، لكن حضور "نصف المجتمع" في مواقع صنع القرار داخل الأحزاب وفي مؤسسات الدولة يكاد يكون منعدماً!
وتضيف : مع ظهور التعددية الحزبية بشكل دستوري علني عقب قيام الوحدة بين شطري اليمن عام 1990 عمدت الأحزاب السياسية التقليدية منها والناشئة على حد سواء، إلى إشراك المرأة في العمل الحزبي، كما سعت هذه الأحزاب جميعها بما فيها الأحزاب ذات التوجه الإسلامي، إلى كسب النساء كقاعدة شعبية انتخابية عريضة، كناخبة في الغالب.
وتؤكد القباطي إن الدفع بالمرأة كمرشحة، سواء للمناصب الحزبية الداخلية، أو للهيئات الدستورية كالبرلمان والمجالس المحلية، قد ظل محدوداً إلى حد كبير، وهو ما يعتبره الكثيرون، لاسيما من الناشطات والمنظمات النسائية، استغلالاً للمرأة "كصوت انتخابي" فقط.، فالأحزاب والتنظيمات السياسية لم تعطِ المرأة حقها في المشاركة السياسية، كونها تقلل من دورها، متسائلة بلهجة نقدية ساخرة كيف أن "الأحزاب والتنظيمات السياسية تفرقت في كل شيء إلا فيما يتعلق بمشاركة المرأة، حيث اجتمعت عليها وليس معها"، في إشارة إلى أن الأحزاب اليمنية تختلف حول الكثير من القضايا، لكنها عندما يتعلق الأمر بحقوق المرأة فإن الفرق بينها ليس كبيراً.
من جانبها تقول رئيسة القطاع النسوي في الدائرة »11« بأمانة العاصمة صنعاء الاستاذة فاتن حمود عيسى: ان الأحزاب لها دور كبير في تمكين المرأة في الحياة العامة، ويتمثل دورها في تعزيز دورها ومكانتها في الحياة السياسية مما يمكنها من الفوزبنصيب اكبر في المقاعد البرلمانية والمحلية.
مشيرةً إلى ضرورة الاهتمام بالمرأة العاملة ومساهمتها في العملية التنموية وكما يعلم الجميع ان المؤتمر الشعبي العام عمل على دعم المرأة وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتأهليها وعمل على ايجاد فرص عمل واشراكها ضمن صناعة القرار.
وأشارت رئيسة القطاع النسوي في الدائرة 11 بأمانة العاصمة إلى أن المرأة حققت على المستوى الوظيفي العديد من الإنجازات والمكاسب، فقد استطاعت الحصول على درجة الدكتوراة في الجامعة والطبيبة والوزيرة والوكيلة وغيرها من الدرجات والمستويات في مختلف المجالات وكذلك توجدات كشريكة مع أخيها الرجل في بناء المجتمع.
وأكدت على دور الاحزاب في تمكين المرأة في الحياة العامة بأعتبار الاحزاب هي الوعاء الاول لدعم المرأة سياسياً في جميع المناصب الوزارية والدبلوماسية وفي جميع مؤسسات الدولة، فالاحزاب لها دور كبير في تشجيع المرأة وزيادة حصتها التشاركية.
ووجهت دعوة لمختلف الأحزاب السياسية الى ضرورة دعم المرأة للوصول إلى سلام دائم ومستديم معززاً بالامن والاستقرار.
أما الأكاديمية والناشطة السياسية ابتهال المنصوري فأكدت أن دور المرأة يحتاج لدعم متكامل من كافة الجوانب ثقافياً وإعلامياً وسياسياً وحزبياً وإقتصادياً وإجتماعياً، وقالت : لابد من توعية الشعب بأن المراة نصف المجتمع وانها قادرة على المشاركة في الحياة السياسية، فهناك الكثير من الصعوبات والعقبات على المرأة تخطيها إذا ما ارادت خوض غمار العمل العام، منها ما هو متصل بالمرأة نفسها وبوضعها الاقتصادي، وعوامل متصلة بالمؤسسة السياسية، وعوامل متصلة بالمجتمع والثقافة السائدة فيه، ولذا تبدأ التهيئة لقيادة واعدة وصحيحة للمرأة بالتنشئة السياسية داخل الأسرة وعبر الإعلام والتعليم وفي مؤسسات التنشئة السياسية.
وأكدت المنصوري إنه لا يمكن للمجتمع أن يحقق التنمية الشاملة وبناء مجتمع جديد إذا لم يكن للمرأة دور في صياغة القرارات المتعلقة بحياتها الخاصة والعامة، وإذا لم تأخذ حصتها من الأعمال المهنية والإدارية والاقتصادية، وإذا لم تشارك في مؤسسات السلطة في مختلف المستويات وفي مؤسسات صنع القرار، فتمكين المرأة بات يشكل التحدي الأهم لتحقيق التنمية على أساس المشاركة والفرص المتساوية. |