حسين حازب - سيظل السابع من يناير2018م محطة مهمة ومفصلية في تاريخ المؤتمر الشعبي العام ويوماً يضاف الى أيام المؤتمر المهمة في تاريخه الحافل بالأحداث الوطنية والسياسية منذ قيامه واقرار ميثاقه الوطني ونظامه الداخلي في 24اغسطس 1982، ففي هذا اليوم منذ ثلاث سنوات وقفت قيادة الموتمرالشعبي العام (اللجنة العامة) في العاصمة صنعاء، لتعلن لأبناء اليمن ومنتسبي المؤتمر ومؤيديه وللداخل والخارج والعالم ميلاداً جديداً للمؤتمر الشعبي العام وحياة جديدة وتعافياً وصحة وانجازاً، بعد ذلك الحدث المؤسف الذي كاد يعصف بالوطن وبجبهة الصمود في مواجهة العدوان ويستأصل بيضة المؤتمر الشعبي العام وربما بيضة الوطن لولا لطف الله، نتيجة تلك الأحداث التي تفجرت صباح السبت الثاني من ديسمبر2017 ونتج عنها خسائر بشرية ومادية وسياسية فادحة بين من كانوا رفاق السلاح والمواجهة للعدو الخارجي وتحولوا الى خصوم واطراف مواجهة لا يتكلم بينهم غير السلاح وتضيع الحكمة ولغة الحوار!!؟
ذلك الذي حصل وفاجأنا بدمويته وعنفه للأسف الشديد وادى الى استشهاد المئات من الطرفين وفي مقدمتهم رئيس المؤتمر الشعبي العام رئيس الجمهورية الاسبق المرحوم علي عبدالله صالح ورفيقه الامين العام للمؤتمر الشعبي العام المرحوم عارف عوض الزوكا، وادى -دون حول من المؤتمر ولا قوة- الى ان المؤتمر الشعبي العام كمكون وتنظيم والموجودين من قيادته (اللجنة العامة) وقياداته الفرعية المختلفة وتكويناته ورجاله في مختلف المواقع -داخل الوطن - اصبحوا على -حين غرَّة -متهمين ومطلوبين لدى الطرف الذي حسم الامر لصالحه وصالح الوطن واطفاء تلك الأحداث بالسلاح اولاً، وبالحكمة والتعقل والتسامح ثانياً وكما سيأتي في سياق الحديث.. نعم أحداث او اختلاف او مؤامرة سموها ما شئتم -الله أعلم -وضعت اولئك النفر أو المجموعة القيادية او الرجال يتقدمهم الشيخ صادق بن امين ابوراس نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام آنذاك والفريق يحيى الراعي الامين العام المساعد رئيس البرلمان والفئة القليلة من اعضاء اللجنة العامة الذين وجدوا انفسهم في وضع لا يحسدون عليه، واصبحوا في حيرة وواقعين بين مطرقة التهمة بأمر لم يشتركوا فيه وتبعات التهمة المعروفة من السلطة التي تقودها انصار الله، وسندان واجبهم وما يجب عليهم فعله نحو المؤتمر ومنتسبيه والوطن والتنظيم والشريك السياسي الجريح، وما الذي يقدرون على فعله لوقف التداعيات اولاً واعادة تطبيع الحياة والعلاقة والموقف مع شريكنا، ورغم الحيرة والخوف لم يجدوا بُداً من ان يعملوا شيئاً وان يتحركوا لمداواة موقف وجراح ودماء وآلام وملاحقة وخوف وارتباك لا ينكره شجاع وعاقل من الرجال، ورغم ذلك الموقف المرعب والرهيب تحركوا وتواصوا وتواصلوا فيما بينهم البين وبحثوا عن بعضهم البعض واحد واحد اثنين إثنين ...!!
وبحثوا عن أبو راس وبحث عنهم وتواصلوا معه وتواصل معهم حتى تكونت مجموعة لا تتجاوز اصابع اليدين تواصلت وذهبت لابوراس والراعي والتقينا ونحن لا نتجاوز العشرة الاشخاص لنتساءل ما الذي حدث؟؟ وما الذي يجب علينا فعله ازاء هذا الحدث الجلل؟؟ وما هو الربح والخسارة في قيامنا بواجبنا من عدمه؟؟ وما النتائج والتداعيات على المستوى الانساني والامني والتنظيمي والوطني والسياسي والشراكة مع انصار الله نتيجة ما حصل ؟؟ وما...وما...وما...الخ من تلك الاسئلة والافتراضات التي كانت تفرض نفسها على الجميع والفرد..؟
وبعد نقاش ونقاش ونقاشات ولقاء ولقاءات اقرت تلك المجموعة معتمدة على الله أن نتحمل مسؤولية تلك اللحظة التاريخية والوطنية والتنظيمية المهمة والخطيرة يدفعنا الى ذلك الواجب ومكانتنا عند انفسنا وعند المجتمع، وبأس الشيخ صادق بن امين ابوراس الذي تجمعنا حوله وتداعينا الى عنده باعتباره المسؤول الاول عن المؤتمر بعد وفاة رئيسه وامينه العام، نطلب منه الرأي والتوجيه ونعلن له ولاءنا التنظيمي له وانقيادنا له تنظيمياً لمكانته الاجتماعية والقيادية وموقعه التنظيمي وتاريخه الحافل في بناء الوطن والمؤتمر الشعبي العام، وسلامة يده ولسانه من اي فعل او قول يضر بالوطن والتنظيم وبُعْدَه عما حصل وعدم علمه بشيء الا بما علمناه نحن الاخرين.!؟
وكان عند مستوى الحدث وشاعراً بالمسؤولية التاريخية التي ألقتها على عاتقه الاقدار دون حول منه ولا طول او رغبة.. وتناقشنا معه مجتمعين ومنفردين وفي كل نقاش كان يقول بصريح العبارة :- حيث والقدر وضعني في هذه المكانة نائباً لرئيس المؤتمر الشعبي العام وحيث النظام الداخلي يضعني في الواجهة وحيث القدر نفسه وضعكم كرفاق بجانبي وحيث يتطلب مني الامر، فإني بعون الله ثم عونكم سأكون في المقدمة وسأقوم بالمهمة رغم ظرفي الصحي ومهما كانت النتائج، وانتم وما تقررونه.. عندها وبلسان واحد وموقف واحد يسجله التاريخ قلنا له ما يعلمه الله وما يعلمه هو ومعه الشيخ يحىى علي الراعي الذي كان موقفه قمة في الشجاعة والثبات والولاء لنائب رئيس المؤتمر وللوطن والواجب والمؤتمر.. والحديث يطول عن يوميات تلك اللقاءات والتواصلات والاجتماعات وهي موثقة عند من كان يسجل تلك اللحظات التي لا تنسى..
وبعد هذا وذاك وذلك وضعنا ذلك البرنامج السريع المتمثل في ثمان نقاط جعلناها برنامج عملنا كلنا مع الاخوة انصار الله وقواعد المؤتمر كمقدمات واساسيات لابد منها حتى تعقد اللجنة العامة اجتماعها الاول وتعلن بيانها الاول بعد تلك الاحداث، وقرارها بشأن مستقبل المؤتمر والعلاقة مع انصار الله وازالة آثار تلك الأحداث، واستمرار الصمود في وجه العدوان وعدم تأثير ما حدث على موقفنا السياسي والعملي من العدوان حتى اننا قررنا تأخير نعي رئيس المؤتمر والامين العام الى انعقاد اللجنة العامة وبعد ان نصل الى تفاهم وحلول وتجاوب في الثمان النقاط التي وضعناها كأساسيات للنهوض بالمؤتمر من جديد، والتعافي والصمود ثم الانطلاق.. وكان لنا ما اردناه من خلال ذلك التجاوب الاخوي والوطني والمتسامح من قبل الحبيب عبدالملك الحوثي قائد المسيرة وزعيم انصار الله والشهيد الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى وكثير من قيادة انصار الله، نعم.. كان موقفهم موقفاً أخوياً صادقاً خالف كل ما سارت عليه العادة في مثل هذه الاحداث التي يعرف الجميع بأن المنتصر سواء أكان على حق او باطل يقوم باجتثاث الطرف الآخر على مستوى الحياة والحرية وعلى المستوى المادي والحقوقي ويذهب من تبقى الى المقابر او المنافي او السجون مذنبين او غير مذنبين..
عادة تسير عليها الانظمة والسلطات في اليمن وغير اليمن والتاريخ شاهد على ذلك.. إلا ان السيد عبدالملك والرئيس الصماد وانصار الله بشكل عام خالفوا هذه العادة وتعاملوا بأخوة وتسامح وترفع في موقف تاريخي ووطني وانساني وسياسي يقتضي الانصاف والمروءة والرجولة ان نعترف به ونسجله في كل مناسبة.. لأننا شهود عليه وعشناه .. بدءاً بإعلانهم استمرار الشراكة في المجلس السياسي وحكومة الانقاذ الوطني والقبول بتطبيع الاوضاع وترتيب وضع جثامين الرئيس السابق والامين العام وسفر عوائل واقارب الرئيس صالح بالطريقة التي يعرفها اقاربهم وتعرف تفاصيلها القيادات العليا في المؤتمر وانصار الله، واطلاق الآلاف من المعتقلين في امانة العاصمة وبقية المحافظات.. وغير ذلك مما وضعناه امام قيادة انصار الله في ذلك اللقاء الذي تم في منزل يستخدمه الرئيس الصماد لمقابلة الناس في أحد احياء العاصمة الجنوبي، وحضر فيه من المؤتمر الشيخ صادق بن امين ابوراس والفريق يحيى الراعي وخالد عبدالوهاب الشريف وكاتب السطور حسين علي حازب اضافة الى لقاءات اقتصرت من جانب المؤتمر على ابو راس والراعي والفريق علي علي القيسي والاستاذ حمود محمد عباد مما ادى الى حلحلة كثير من العقد والمعوقات والآثار التي كان لابد منها حتى يتسنى لقيادة المؤتمر ( اللجنة العامة) ان تنعقد في اجواء مناسبة ورضا من قواعد وقيادات المؤتمر وذلك ما تم .. وبعد 36 يوماً من احداث 2 ديسمبر 2017م والجهود المضنية والتي يقودها شيخنا ابو راس والراعي استطعنا ان نعقد اول جلسة علنية للجنة العامة للمؤتمر الشعبي وبنصاب كامل في احدى قاعات فندق تاج سبأ يوم 7يناير2018 في وسط العاصمة صنعاء وبعلم السلطة والقيادة التي كانت طرفاً في قتال 2ديسمبر وتقود البلد مع شركائها ذلك اليوم واليوم.. برئاسة الشيخ صادق ابو راس نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام وحضور النصاب الكافي من اعضاء اللجنة العامة المتواجدين في داخل الوطن، رغم استمرار محاولة عرقلة ذلك الاجتماع من ناس محسوبين على المؤتمر من الداخل والخارج وآخر محاولة تمت عند باب قاعة الاجتماع، ولكن الارادة والتصميم كان اقوى من تلك المحاولات، وتم الاجتماع الذي لو لم يتم ذلك اليوم لما تم الى اليوم..
وصدر عن ذلك الاجتماع ذلك البيان التاريخي المهم والذي تشرفت وبتوجيه من القيادة التنظيمية بصياغة مشروعه وقراءته بعد ان عدلته وحذفت منه وأضافت اليه قيادتنا واقرته في منزل الشيخ صادق ابو راس، وكان عبارة عن اعلان تنظيمي وقيادي عن عودة المؤتمر الشعبي العام ونهوضه بل واعلان ميلاد جديد له، والاعلان عن قيادة جديدة ووحيدة للمؤتمر للمرحلة القادمة وفقاً للنظام الداخلي للمؤتمر، وتم فيه نعي رئيس المؤتمر وامينه العام الى جماهير المؤتمر والشعب، وتكليف الشيخ صادق بن امين ابوراس نائب رئيس المؤتمر آنذاك رئيساً للمؤتمر الشعبي العام بكامل الصلاحيات وتكليفه مع الامناء المساعدين المتواجدين ورئيس هيئة الرقابة التنظيمية كقيادة يومية مباشرة للمؤتمر الى ان تستتب بقية الامور لعودة الامانة العامة وبقية التكوينات وتكليف امين عام للمؤتمر ..
وصدر في ذلك الاجتماع والبيان التأكيد على: ان الاحداث التي حصلت لا تثني المؤتمر الشعبي العام قيادة وقواعد عن استمرارهم في خندق مواجهة العدوان ورفضه.. وعن ضرورة استمرار الصمود وتعزيز الجبهة الداخلية وازالة كل ما يعيق ذلك.. واكد البيان ان الاحداث التي حصلت لا يمكن ان تدفع قيادة واعضاء المؤتمر للانتقام او الثأر من الوطن والذهاب الى احضان الاعداء، وان ما حصل يمكن التغلب على آثاره من خلال ما ظهر من مواقف متسامحة ووطنية من السيد عبدالملك الحوثي والشهيد الصماد.. ودان البيان والاجتماع مجدداً العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية والامارات ودول التحالف وصمت وسكوت الامم المتحدة، واكد على استمراره في الشراكة في مؤسسات الدولة والحكومة ...الخ مما ورد في ذلك البيان المهم..
واليوم وفي هذه الذكرى الثالثة لميلاد المؤتمر من جديد كان لابد من تذكير الجمهور وقواعد المؤتمر واولئك الذين خونونا واتهمونا بالانبطاح والتفريط وبيع الزعيم والامين وبيع المؤتمر وارادوا ان لا نعقد الاجتماع ولا نقوم بواجبنا وان نذهب الى حضن العدوان نقول لهم جميعاً هذا كشف حساب بما تم وتحقق بعد تلك الكارثة التي حلت بالبلد والوطن والمؤتمر والشريك يوم 2ديسمبر 2017م، وفي هذا الكشف وبعد ثلاث سنوات نستطيع القول اننا كنا عند مستوى الحدث والمسؤولية الوطنية والتاريخية والتنظيمية، وللتذكير وبالإضافة الى ما سبق الحديث عنه آنفاً قامت هذه القيادة بالإنجازات التالية:
1- عقد اجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية في مايو2019 بقوام غير مسبوق تجاوز الثمانمائة عضو في العاصمة صنعاء في جو آمن وديمقراطي نتج عنه المصادقة وتأييد اقرار اللجنة العامة بتكليف الشيخ صادق بن أمين أبوراس رئيساً للمؤتمر الشعبي العام حتى انعقاد المؤتمر العام الثامن الانتخابي، وانتخاب الفريق يحيى علي الراعي نائباً أولاً لرئيس المؤتمر، وانتخاب الاخ غازي احمد علي الاحول اميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام، وانتخاب الدكتور قاسم لبوزة واحمد علي عبدالله صالح نائبين لرئيس المؤتمر، وانتخاب جابر عبدالله غالب وفاطمة الخطري امناء عموم مساعدين للأمين العام، وتصعيد مجموعة من اعضاء اللجنة الدائمة الى عضوية اللجنة العامة، وصدر عن اجتماع اللجنة الدائمة بيان مهم اكد فيه على ان من يمثل المؤتمر في الداخل والخارج هي قيادته الممثلة باللجنة العامة بقيادة صادق ابو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام.. وان لا قيادة للمؤتمر غير هذه القيادة . واكد البيان على ان المؤتمر الشعبي يرفض العدوان ويقاومه ويقف في صف الوطن ويوكد ادانته مجدداً للعدوان على اليمن الذي تقوده السعودية والامارات، واكد على وحدة وصمود الجبهة الداخلية، ووجه الشكر والتأييد للجيش واللجان الشعبية والشرفاء من ابناء الوطن الذين يجترحون اعظم التضحيات والمواقف في مواجهة العدوان..
2-استطاعت قيادة المؤتمر اعادة تفعيل اعمال الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام.
3-استعادة مقرات المؤتمر الرئيسية.
4- اعادة اجتماعات وتفعيل اعمال هيئات المؤتمر البرلمانية والوزارية والشوروية وتكليف قيادة تديرها وترأس اجتماعاتها الدورية.
5-توالي انعقاد اجتماعات اللجنة العامة.
6-متابعة كثير من قضايا المؤتمر وشئونه التنظيمية والمالية والممتلكات الخاصة بالمؤتمر ..مع قيادة انصار الله وقيادة الدولة والحكومة.
7-وفي ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام تم تدشين العمل في مقر المؤتمر بالحصبة بعد ان تم ترميمه واعادة تأهيله من جديد بعد الدمار الذي لحق به في العام 2011م من قبل قوى فوضى الربيع العبري بقيادة الاخوان ومن وقف الى جانبهم!!
وهكذا استطاعت هذه القيادة المتهمة من بعضنا بالتقصير والخيانة وبيع الزعيم والمؤتمر ان تعيد المؤتمر الى الواجهة وان تعيد ميلاده من جديد، بعد ان كاد ان يدفن بين انقاض تلك الأحداث في 2 ديسمبر، ويضيع تاريخه الوطني المشرق والمشرف بين ايدي اولئك الذين وقفوا في صف العدوان والعمالة والخيانة مدعين تمثيلهم وانتسابهم للمؤتمر في مخالفة صريحة لنصوص الدستور والميثاق الوطني ومبادئ المؤتمر الوطنية وقراراته منذ نشأته في اغسطس 1982م..
ويُعد كشف الحساب هذا -الذي لم يشمل كل ما تم ويتم من انجازات وتعافٍ - رسالة للجميع بأن المؤتمر هنا وموقف المؤتمر هنا وقيادته هنا ورجاله هنا ثابتون ثبوت الجبال مع الوطن والدفاع عن الوطن وسيادته ورافضون ومقاومون للعدوان والحصار، وان الذين يتسكعون على ابواب دول العدوان ويتسمون باسم المؤتمر وألقابه ويدّعون تمثيله لا يمثلون المؤتمر، ويسألون أنفسهم هذا السؤال: ما الذي كان سيحصل للمؤتمر ورجاله ومكانته وتاريخه ويحصل للوطن لو اننا لم ننهض بعد احداث ديسمبر ونَقُمْ بما قمنا به؟ وما الذي كان سيحصل لو اننا هربنا الى خارج الوطن، او اعتكفنا في منازلنا، او خفنا من مواجهة انصار الله بالعقل والحوار والتفاهم؟ وما الذي كان سيحصل لو ان قيادة انصار الله ممثلة بالاخ عبدالملك والشهيد الصماد ارادوا ان يكونوا مثل غيرهم في التعامل مع مثل تلك الاحداث ؟ ما الذي كان سيحصل؟ لقد وضعنا على انفسنا هذه الاسئلة في تلك الايام الحاسمة وكانت اجابة الجميع بأننا اذا وقفنا سيتحقق ما تمت الاشارة اليه في كشف الحساب أعلى هذا وان التاريخ سينصفنا ولو بعد حين واننا سنحقق ما تحقق ولكننا سنتعرض للاتهام بالخيانة من البعض وعلينا عدم الرد عليهم، وهذا ما تم والحمدلله انجزنا وحققنا الكثير وأعدنا المؤتمر الى مكانته ومكانه واصلحنا ما افسدته تلك الأحداث مع اخوتنا انصار الله واسقطنا رهان الاعداء بتفكيك الجبهة الداخلية وغير ذلك مما تحقق وفي فترة قصيرة، وتعرضنا لكلام واتهام وتخوين ممن باعوا انفسهم للشيطان لم نُلقِ له بالاً ولا اهتماماً، والتاريخ والمنصفون والواقع سينصفوننا ويؤكدون صوابية ما عملناه وخطأ ما يقولونه ويروجونه بما قمنا به وفي مقدمتنا أبو راس والراعي وغازي.
ها هو المؤتمر واقف وحاضر في وطنه وفي مواجهة العدوان من جهة واصلاح الشأن من جهة اخرى ومشارك في بناء وادارة هذا الوطن والدفاع عنه مع شركائهم انصار الله حاملين لواء الدفاع والبناء لليمن المستقل والمنتصر ان شاء الله وتحت ذلك الشعار الخالد الذي رفعه رئيس الشهداء صالح الصماد ((يد تحمي ويد تبني )).
ومن تسببوا فيما حصل واتهمونا بالباطل سيضعهم التاريخ والشعب في مكانهم الذي يستحقونه.. ولن اخوض في النتيجة المرعبة التي كانت ستحل بالمؤتمر ومنتسبيه وبالوطن لو اننا خذلنا المؤتمر وقواعده ودسسنا رؤوسنا في التراب او غادرنا الوطن او بحث كل واحد منا لحل مشكلة نفسه.. لن اخوض فيما كان سيحصل لان اقل واحد فهماً يعرف النتيجة الطبيعية التي كانت ستحصل لو اننا لم نقم بما قمنا به فالحمد لله أنْ وفقنا لذلك واعاننا وربط على صدورنا، ووفقنا للتفاهم مع قائد وقيادة تسامت على الجراح والآلام ..
وبالمناسبة أهمس في اذن رئيس المؤتمر وكل اعضاء اللجنة العامة بأنه من الخطأ الكبير والتقصير _من بعد اليوم _ ان نظل ساكتين عن اي عنصر من عناصر المؤتمر في الداخل او الخارج يكبر او يصغر يصدر عنه قول او فعل يخالف النظام الداخلي ويخدم العدوان او يحمل صفة في تكوينات حكومة المرتزقة، وان يكفي صبراً ومجاملة واننا لا نلوم من يسألنا عن موقفنا من تصرفات بعض الاخوة الذين لم يصدر بحقهم اي عقوبة تنظيمية، ومن القصور ان لا نقيم فعاليات تدعو الى التحشيد لرفد الجبهات بالمال والعتاد..
أما الرجال فمن يقاتل هم ابناء اليمن في الجيش واللجان الشعبية والامن البواسل، وشعب اليمن وقبائله قادرون على إنجاب الرجال المقاتلين الى يوم القيامة بإذن الله.. وعلينا حتى نصل الى اكمال بقية القضايا مع انصار الله ان نقوم بما علينا.. واخيراً ومع مرور ثلاثة أعوام ابعث التهنئة لرئيس المؤتمر ونواب رئيس المؤتمر ولكل الزملاء في اللجنة العامة والامانة العامة وكل قيادات وقواعد وجماهير المؤتمر والشعب.. وعام جديد مكلل بالنصر لشعبنا اليمني، وهزيمة المعتدين بإذن الله.. |